«أوقات صعبة» تهدد أوروبا.. العودة لعصور الفحم و«تقصير الاستحمام»
بينما يرى خبراء الشئون الاقتصادية والمالية، أن التضخم يهدد الوحدة الأوروبية، وأن اقتصاد أوروبا يواصل النزيف مع زيادة خطر الركود.. فقد تبدت مؤشرات أزمة أوروبا، في العودة لعصور الفحم، و«تقصير الاستحمام» بحسب تعبير وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، مشيرا إلى أنه «عمد إلى تقليص مدة استحمامه توفيرًا للطاقة منذ اندلاع حرب أوكرانيا».
- وقال هابيك لمجلة «دير شبيغل» الألمانية «ألتزم بما توصي به وزارتي، وقصرت زمن استحمامي بصورة واضحة، وعمومًا لم تتجاوز مدة استحمامي 5 دقائق في حياتي، بل آخذ حمامًا سريعًا»..ودعا هابيك أخيرًا عدة مرات إلى توفير الطاقة، بسبب انخفاض إمدادات الغاز من روسيا.
وحذر وزير الاقتصاد في ألمانيا من انهيار الصناعة الألمانية داخل البلاد، مؤكدا أن إغلاق الصناعة قادما في الطريق لا محالة بسبب أزمة نقص الغاز الطبيعي.. مضيفا: إن الوضع سيكون صعبا للغاية هذا الشتاء.
حرق المزيد من الفحم
وبات واضحا أن دول القارة تتجه إلى حرق المزيد من الفحم للتغلب على نقص تدفقات الغاز الروسي، مما يهدد بأزمة طاقة في الشتاء إذا لم يتم إعادة ملء المخزونات.. وأشارت ألمانيا والنمسا وهولندا إلى أن محطات كهرباء تعمل بالفحم قد تساعد أوروبا في اجتياز الأزمة التي أدت إلى زيادات حادة في أسعار الغاز.. وقالت ألمانيا إنها قد تعيد تشغيل محطات كهرباء تعمل بالفحم كانت تهدف إلى التخلص منها تدريجيًّا.. ونقلت «رويترز» عن وزارة الاقتصاد الألمانية، إن إعادة تشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم قد يضيف سعة قدرها 10 جيجاوات في حال وصلت إمدادات الغاز إلى مستويات حرجة.
- وفي هولندا، قالت محطة تلفزيون (إن أو إس) نقلًا عن مصادر حكومية، إن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في البلاد سيسمح لها بزيادة الإنتاج للمساعدة في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
الاقتصاد الأوروبي يواجه «نزيفا حادا»
ويواجه الاقتصاد الأوروبى «نزيفا حادا»، مع استمرار ارتفاع نسبة التضخم وزيادة خطر الركود، بسبب الحرب في أوكرانيا، وناقش قادة الاتحاد الأوروبي اقتصاد الكتلة المتأثر بالتضخم، في اليوم الثاني من القمة التي استمرت يومين في بروكسل، خاصة وأن التضخم وصل إلى مستوى قياسى بلغ 8.1٪ في منطقة اليورو ،مع تعمق أزمة الطاقة وزيادة أسعار المواد الغذائية، وفقًا لآخر التقارير الصادرة عن «يوروستات» ـ إحصائيات وكالة الاتحاد الأوروبي ـ وحيث ارتفع سعر الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة تصل إلى 60% ، وذلك بعد أن قطعت روسيا ضخ الغاز الطبيعى للدول الأوروبية، مما يثير حالة من الذعر حول الطاقة فى الاتحاد الأوروبى لضمان الإمداد.
- وهناك حالة عدم اليقين بشأن ما سيحدث فى الشتاء، وترجح التوقعات بأن يصل السعر إلى 131 يورو لكل ميجاواط في الساعة (MWh)، وهو مستوى غير مسبوق.
وتشير صحيفة «تيرسيرا» الإسبانية، إلى أن ألمانيا أولى الدول المتضررة من إغلاق روسيا لصنبور الغاز للدول الأوروبية، وقال وزير الاقتصاد الألماني أن الأسعار «ستستمر في الارتفاع» بينما يواصل الكرملين خفض التدفقات مع التركيز على أشهر الشتاء عندما يكون الاستهلاك أعلى.
أوقات صعبة
واعتبرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا سيلحق ضررا طويل الأمد بالاقتصاد الألماني، في حين حذرت برلين مواطنيها والأعمال الحرة من «أوقات صعبة».. وأكدت الوكالة أن ألمانيا حذرت المستهلكين والأعمال الحرة من أوقات صعبة. ونقلت عن رئيس وكالة الشبكة الفدرالية الألمانية، كلاوس ميوللر، تحذيره من أن الأسر في البلاد قد تواجه مضاعفة الأسعار بمقدار مرتين أو 3 مرات وحث الجمهور على توفير المال والطاقة.
- وذكرت وكالة «بلومبيرج»، أنه من الممكن أن تكون المصانع التي تنتج المعادن والورق وحتى المواد الغذائية مضطرة لخفض أو إغلاق أبوابها في ألمانيا، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض دائم في فرص العمل في الصناعة وسيتسبب في أضرار طويلة الأجل للمشهد الاقتصادي للبلاد.
قطر وضعت شروطا قاسية لإمداد أوروبا بالغاز
ومن جهة أخرى.. تعتزم الدوحة التمسك بخط متشدد في المفاوضات مع الدول الأوروبية بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج نقلاً عن مصادرها في قطر.. ومن الواضح أنه سيتعين على أوروبا الموافقة على طلب أحد أهم المصدرين الرئيسيين للغاز الطبيعي المسال، لأن رفض الغاز من قطر وروسيا في الوقت نفسه سيكون بمثابة انتحار.
ويشير الباحث الروسي، سيرجي مانوكوف، إلى توقف المفاوضات بين قطر وألمانيا منذ مارس/ آذار. ويرجع ذلك أساسا إلى الخلافات حول مدة العقود التي تصر عليها الدوحة. وقد استند قرار التشدد تجاه القطريين بشكل واضح على خبر توقيع الشركة الألمانية EnBW Energie Baden-Wuerttemberg اتفاقية مع شركة الغاز الأمريكية Venture Global LNG بشأن توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي لمدة 20 عاما.
- ويزداد الوضع تعقيدا في أوروبا بسبب عدم وجود كثير من مصدري الغاز الطبيعي المسال على هذا الكوكب. وهناك عدد أقل من أولئك الذين يمكنهم زيادة إنتاجهم بشكل كبير، مثل قطر في غضون خمس سنوات.. الآن، يوجد القليل جدا من الغاز المتاح للبيع في العالم ولا مجال للحديث عن أي استبدال للغاز الروسي.
#أوقات #صعبة #تهدد #أوروبا #العودة #لعصور #الفحم #وتقصير #الاستحمام
تابعوا Tunisactus على Google News