آفة الرئيس العنصري قيس سعيد على تونس
في تصريحات جديدة للرئيس التونسي قيس سعيد خرج هذه المرة القومي العنصري ليؤكد على ايمانه بنظرية المؤامرة، ويربط بين تسمية إعصار دانيال مع الصهيونية وقرار رفض ليبيا التطبيع مع إسرائيل.
قبل أشهر فقط خرج بتصريحات مسيئة لصورة تونس أمام العالم حيث هاجم المهاجرين الأفارقة واعتبر تدفقهم بمثابة مؤامرة خفية ضد شمال أفريقيا من أجل تغيير نسيج المجتمعات البيضاء في شمال القارة السمراء.
قال الرئيس التونسي سعيد، منتقدا المعارضة “وبعد ذلك يتحدثون عن مأساة أخوتنا الليبيين وإعصار دانيال، ألم يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن سبب اختيار هذه التسمية، وهي لنبي عبري؟”.
وأضاف: “لأن الحركة الصهيونية تغلغلت وتم ضرب العقل والتفكير. وهو في حالة غيبوبة فكرية تماما، من إبراهام إلى دانيال، واضحة جدا”.
أشعلت التصريحات حالة من الجدل والنقاشات وحتى السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما أكد خبراء أن التصريحات هي استهلاكية وهدفها اللعب على وتر نظريات المؤامرة التي يصدقها الشارع التونسي كما الشارع العربي الانهزامي عموما.
ويعد الرئيس قيس سعيد من اشد أنصار هذه النظريات، حيث دائما ما يلقي بالفشل والأزمة الاقتصادية على جهات لا يسميها ويتهم أطرافا خفية بافتعال الأزمات في بلاده.
والحقيقة أن الرئيس والمجتمع الذي يلجأ إلى هذا الأسلوب عادة ما يسير بوجه السرعة على طريق الفشل والتهرب من تحمل المسؤولية والنظر إلى المشاكل والقضايا بعقلانية.
في خطاباته السياسية، يلقي الرئيس التونسي قيس سعيد اللوم على “أطراف” غير مسماة، حيث يوجه اتهامات بـ”التآمر” و”افتعال الأزمات” التي تعاني منها تونس حاليًا، هذا الخطاب السياسي يثير العديد من النقاشات في وسائل الإعلام والأوساط السياسية، تتفاوت الآراء بشدة حول “قدرته” على تفسير التحديات التي تواجهها البلاد المغاربية.
وتعاني تونس من تحديات اقتصادية جمة، مثل ارتفاع معدل البطالة وتدهور القطاع الصناعي والزراعي، وارتفاع معدل التضخم، مما يؤثر على مستوى المعيشة للمواطنين.
ومنذ الثورة تراجع الاقتصاد التونسي كثيرا إلى الوراء وخسر جاذبيته للمستثمرين، ورغم الإستقرار السياسي حاليا تحث قيادة قيس سعيد إلا أن البلاد تعاني من تراكم الديون ورفض تعويم العملة التونسية إضافة إلى تدخل الدولة في قطاعات اقتصادية كثيرة واستمرار الفساد الحكومي.
كما أن المقاربة للملفات الخارجية في ظل هذا الرئيس كلها فوضوية وخاطئة، حيث هاجم الأفارقة وتسبب في أزمة مع المنظمات الدولية وحتى المجتمع الدولي الذي يراقب بقلق الممارسات التونسية العنصرية ضد المهاجرين.
هذا إضافة إلى موقف تونس الذي لم يعد متوازنا في قضية الصحراء المغربية، وانحيازها إلى الجزائر بل وتحولها إلى مقاطعة جزائرية وحصولها على المساعدات المالية سواء من الجزائر أو ليبيا.
كما تعثرت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وترفض تونس أيضا اتباع مقاربة جديدة ونوعية لمعالجة قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ورغم مرور أكثر من عقد من الزمان على الثورة التونسية، لا تزال هناك تحديات في مجال الانتقال الديمقراطي وتعزيز مؤسسات الحوكمة وتعزيز حقوق الإنسان، ويبدو أن النموذج الديمقراطي الفريد من نوعه والذي تمثله تونس قد انتهى مع الرئيس الحالي.
وتعاني تونس من تراكم ديون كبيرة، وهي تعد واحدة من الدول ذات الديون العالية في المنطقة، الدين العام يشمل الديون الحكومية المستحقة على المستوى الداخلي والخارجي.
تتألف ديون تونس الخارجية من الديون المستحقة للمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وديون متعددة الأطراف مع الدول والمؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى، تتطلب هذه الديون سداد فائدة ورأس المال على فترات محددة.
ويمكن في حال استمرار الوضع الاقتصادي الحالي والجمود أن تتعرض تونس لأول مرة في تاريخها الحديث للإفلاس.
إقرأ أيضا:
ما الفرق بين القومية والوطنية ولماذا الأولى عنصرية؟
قرار البنك الدولي تعليق التعاون قد يسرع افلاس تونس
المغرب وتونس يلعبان لعبة ذكية وخطيرة مع النفط الروسي
هل الجزائر دولة فقيرة ولماذا هي أقل من المغرب وتونس؟
اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.
تابعنا على:
#آفة #الرئيس #العنصري #قيس #سعيد #على #تونس
تابعوا Tunisactus على Google News