أبراج تونس.. أبعد من المواقع الأثرية المكرّسة
تُهيمن مجموعة محدودة من الآثار في تونس على مجمل الصورة التي تسوّقها البلاد عن نفسها، مثل آثار مدينة قرطاج بأعمدتها الرومانية، وجامع الزيتونة في تونس العاصمة، وجامع عقبة بن نافع في القيروان، وكوليزيوم مدينة الجمّ، وبلدة سيدي بوسعيد.
تُخفي هذه المعالم مشهداً أوسع من الآثار وتنويعاتها، ومن ذلك الأبراج والقلاع التي تحتويها تونس وتكشف تنوّعها الحضاري، وهو ما حرصت مؤسّسة “البريد التونسي” على إبرازه من خلال إطلاق أربعة طوابع بريدية لأبراج في تونس.
تقع هذه الأبراج في أربعة مدن ساحلية هي طبرقة (شمال غرب تونس)، وقليبية (شمال شرق)، والحمامات (60 كيلومتر جنوب تونس العاصمة) والمهدية (الساحل الشرقي لتونس).
يشير بيان مؤسّسة البريد إلى أن “إصدار هذه السلسلة يندرج في إطار تثمين التراث وتنمية السياحة الثقافية”، لكنّ هذه الإشارة تجعلنا نقف على عدم استثمار هذه الأبراج إلى اليوم، فمدينة مثل الحمّامات كثيراً ما أَخفى وجهُها السياحي البحت (البحر والفنادق) كل وجه ثقافي آخر لها، وقلّما كانت هناك أنشطة ثقافية في مدن مثل قليبية والمهدية وطبرقة، والأخيرة يبدو أن البعد السياحي التقليدي قد تراجع فيها مع اهتراء بنيتها التحتية.
تبدو مبادرة “البريد التونسي” مثل دعوة لتوسيع دائرة الاهتمام السياحي في تونس، وحُسن استثمار الأبعاد الثقافية، لكنّ هذه المبادرة لا تذهب في اكتشاف وكشف مواقع في مدن أقلّ شهرة، وتحتوي على مخزون أثري لكنه منسي تماماً باعتبار أنه يقع في مدن بعيدة عن البحر، وبالتالي بعيداً عن منطقة تحرّك السيّاح.
#أبراج #تونس #أبعد #من #المواقع #الأثرية #المكرسة
تابعوا Tunisactus على Google News