أخبار الخليج | من فوق خشبة المسرح الوطني «ربيع الثقافة» يصدح بفعاليات موسمه الـ15
كتب: أحمد عبدالحميد / تصوير – جوزيف
عندما تدخل إلى مسرح البحرين الوطني تستشعر القيمة الاستثنائية لهذا الصرح الثقافي الشامخ، الذي يقف شاهدا على عظم دور الثقافة في حياة الشعوب والأمم، والذي يمثل أحد ثمار «الاستثمار في الثقافة» تلك التجربة البحرينية التي تتضافر فيها الجهود لبلورة المكون الحضاري والثقافي الذي تتميز به مملكة البحرين.
وعندما ترتقي درجات سلم خشبة هذا المسرح الذي افتُتِح في عام 2012 كأول مسرح وطنيّ في المملكة، تطالع ألف مقعد ومقعد للمشاهدين في تصميم معماري فريد مستوحى من تراث البحّارة الذي تشتهر به المملكة.
اختارت هيئة البحرين للثقافة والآثار ومجلس التنمية الاقتصادية هذه الأجواء الساحرة للكشف عن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الخامسة عشرة على التوالي، والذي يواصل إثراء الحراك الثقافي في مملكة البحرين معززاً مكانتها كمركز للإنتاج الحضاري إقليمياً وعالمياً، وذلك في مؤتمر صحفي حضره جمع كبير من المهتمين بالثقافة.
المهرجان الذي ينطلق في 25 فبراير الجاري يقدّم لجمهوره في عام 2020 موسماً غنياً بالأنشطة التي تلائم مختلف فئات المجتمع وتخاطب كلاً من المواطنين والمقيمين والزوّار بلغة عالمية تتشكل من الفنون والموسيقى والفكر وغيرها من عناصر الاشتغال الثقافي.
وأعلنت كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، مجلس التنمية الاقتصادية، مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبالتعاون مع البارح للفنون التشكيلية ومركز لافونتين للفن المعاصر عن فعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة.
وصرحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: عبر مهرجان ربيع الثقافة في كل عام نقول للعالم أجمع، بأن الثقافة هي فعل المقاومة الذي نرتقي عبره بأوطاننا وبلداننا، وفي نسخته الخامسة عشرة يشهد مهرجان الربيع كثافة في النشاط الثقافي وتنوّعًا في الخطاب الحضاري ليعكس بذلك شعارًا اخترناه ليكون عنوانًا لكل برامجنا خلال عام 2020م، هو شعار (دلمون حيث الكثافة).
وأضافت: «لشهرين متتاليين سيكون جمهور مملكة البحرين من مواطنين ومقيمين وزوّار على موعد مع الأنشطة والبرامج المتجددة والمتنوعة ما بين الأدب والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح وغيرها»، مؤكدة أن مهرجان ربيع الثقافة يعد فرصة سنوية لتعزيز اللقاء ما بين مملكة البحرين وكل الحضارات والشعوب من حول العالم.
وقالت إن بناء المنجزات الثقافية لا يكون إلا بتكاتف كل الشركاء من أبناء الوطن، مشيرة إلى أن مهرجان ربيع الثقافة يعد نموذجاً مثاليًا لنجاح التعاون ما بين القطاعات العامة، الخاصة والأهلية في مملكة البحرين في تحقيق بنية تحتية ثقافية مستدامة وقادرة على الارتقاء بمكانة البحرين كمركز للإنتاج الحضاري والثقافي.
وتوجهت بالشكر الجزيل إلى خالد إبراهيم حميدان الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، موضحة أن ربيع الثقافة يعد عنواناً للتعاون الذي يجمع مؤسسات عريقة كهيئة الثقافة ومجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والآثار. كما أشادت بالتعاون الكبير الذي تبديه المؤسسات الخاصة ومساهمتها في نجاح المهرجان سنوياً وهي البارح للفنون التشكيلية ومركز لافونتين للفن المعاصر. كذلك شكرت داعمي مهرجان ربيع الثقافة والمساهمين فيه من سفارات عربية وأجنبية.
ومن جانبه قال خالد حميدان الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية:
«تمتلك مملكة البحرين مكانة حضارية وثقافية تجذب الزوار والسياح من المنطقة والعالم. ونحن ندرك في المجلس ما يمثله قطاع السياحة من أهمية اقتصادية متنامية، ولهذا فنحن نسعى إلى زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عبر دورنا المتمثل في استقطاب المزيد من الاستثمارات المباشرة للمساهمة في خلق الفرص الوظيفية في السوق المحلية».
وأضاف حميدان قائلاً: « ومما لا شك فيه أن دعم الجهات الرسمية والأهلية والرعاية الكبرى للمهرجان من قبل مؤسسات القطاع الخاص لها الدور الأكبر في أن يواصل هذا المهرجان تسليط الضوء على المشهد الثقافي والفني للمملكة وإيصاله الى المنطقة والعالم من خلال ما يحفل به المهرجان من أنشطة وفعاليات متنوعة لبت تطلعات مختلف الفئات المجتمعية في جميع دوراته السابقة، وهو ما شجعنا على أن نواصل دعم هذا المهرجان ليواكب الجهود الرامية إلى تطوير القطاع السياحي في المملكة».
ويحظى مهرجان ربيع الثقافة الخامس عشر برعاية فضية من ألبا، شركة مطار البحرين، السوق الحرة البحرين، بنك البحرين والكويت، CITYNEON، DHL، طيران الخليج، ممتلكات، بنك البحرين الوطني وتمكين. كما يدعم المهرجان كلا من Bahrain Bay، IDM وPark Point كما يسهم في برنامج المهرجان عدد من السفارات لدى مملكة البحرين وهي سفارات كل من تونس، مصر، سريلانكا، اليابان وألمانيا.
وكان حضور المؤتمر الصحفي على موعد مع وصلات غنائية من الطرب العربي الأصيل قدمتها المطربة التونسية فائزة الرابعي، حيث غنّت لكل من أم كلثوم، فيروز وصباح فخري.
وما بين المداخلات الطربية الأصيلة، استعرض المؤتمر الصحفي الباقة المتنوعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة لمهرجان ربيع الثقافة 2020 والتي تستضيفها المؤسسات الثقافية والمواقع التاريخية والمعالم العمرانية في المملكة.
وينطلق المهرجان كعادته رسميا كما في كل عام يوم 25 فبراير مع عرض «دموع زهاء حديد» بالتزامن مع يوم السياحة العربي الذي تم اعتماده حين كانت المنامة عاصمة السياحة العربية لعام 2013م، وهو ذات التاريخ الذي يصادف ذكرى ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة.
وأخيراً يستضيف المسرح يوم 2 أبريل حفلاً يحتفي بالموسيقى البحرينية الأوركسترالية بعنوان «ألحان الزمن الجميل» تحييها أوركسترا بلغاريا السيمفوني بمصاحبة نخبة من الموسيقيين البحرينيين بقيادة المايسترو البحريني مبارك نجم والمايسترو البلغاري ديان بافلوف.
الصورة من المصدر : www.akhbar-alkhaleej.com
مصدر المقال : www.akhbar-alkhaleej.com