أزمة داخل «جبهة المستقبل» الجزائرية قبيل التحضيرات للاستحقاق الرئاسي
يواجه حزب «جبهة المستقبل» الجزائري أزمة داخلية حادة مع بداية السنة الحالية، التي ستشهد تنظيم انتخابات الرئاسة، طرفاها رئيسه بلعيد عبد العزيز مرشح الرئاسة السابق، وعدة مكاتب ولائية تابعة له تطالبه بالتنحي، بذريعة «إتاحة الفرصة للتداول على قيادة الحزب».
وبدأت معالم الأزمة الداخلية في أواخر أيام العام الماضي، عندما نظم قياديون ومناضلون احتجاجاً أمام مقر الحزب بالعاصمة ضد استمرار عبد العزيز على رأسه، وذلك للعام الثاني عشر على التوالي، علما بأن «جبهة المستقبل» تأسست
عام 2012. ووفق المعارضين المحتجين يعدّ المؤتمر العادي، الذي سيعقد أيام 11 و12 و13 يناير (كانون الثاني) الجاري، فرصة ليعلن فيها عبد العزيز التنحي بحجة أن الحزب «بات يعاني من الجمود في عهدته»، وبأنه «بحاجة إلى تجديد دمائه»، وفق ما جاء في شعارات رفعوها يوم الاحتجاج. غير أنهم لم يطرحوا أي اسم بديل له لكي يمثلهم.
وعلى إثر هذا الاحتجاج، أصدر أعضاء الحزب بغرفتي البرلمان، وعددهم 43 عضواً، بياناً نددوا فيه بـ«اقتحام مقر الحزب من مجموعة أفراد»، اتهموهم بـ«ممارسة العنف الجسدي على قياديي الحزب وموظفيه الإداريين بالمقر». وأبرز البيان أن المعارضين «لا تربطهم أي صلة بالحزب»، وأنهم «دخلاء عليه». وزادوا على ذلك بأن التصعيد الذي يمارسه خصوم بلعيد «جاء بعد نجاحات تحققت، لا سيما بتنظيم المؤتمرات الولائية والجهوية (تحسباً للمؤتمر العام)، التي أثبتت تجذر الحزب وعمق وعائه الانتخابي، وأكدت تماسك مناضليه تحت القيادة الرشيدة للدكتور بلعيد عبد العزيز ».
وفي المقابل، توالت بيانات من مناضلي محافظات «جبهة المستقبل» في مدينة تلمسان وغليزان ووهران وسيدي بلعباس (غرب)، وأولاد جلال (جنوب) وبرج بوعريريج (شرق)، عبروا فيها عن عزمهم إحداث قطيعة مع القيادة الحالية.
لكن في الجهة المقابلة، لا يبدو بلعيد عبد العزيز قلقاً على مصيره في الحزب، حسب مساعديه. ويرتقب أن يجعل من المؤتمر المرتقب محطة يتلقى من خلالها الدعم من المندوبين الذين يحرص على أن يكونوا موالين له. كما يرتقب أن يناشده المؤتمرون الترشح لـ«الرئاسية» المنتظرة قبل نهاية 2024.
عبد العالي حساني (يسار) رئيس حركة «مجتمع السلم» خلال استقباله من الرئيس تبون (الرئاسة)
وشارك بلعيد عبد العزيز في انتخابات الرئاسة، التي نظمت في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2019، وحصل فيها على أقل من 7 في المائة من الأصوات، وحل أخيراً في الترتيب من بين 4 مترشحين. وعد مناضلو «المستقبل» هذه النتائج «نكسة بالنسبة للحزب». وفي أول حكومة شكلها الرئيس عبد المجيد تبون بعد هذه الانتخابات، ضم حزب عبد العزيز إلى صفوفها عن طريق القيادية بسمة عزوار، بوصفها وزيرة مكلفة علاقات الحكومة مع البرلمان، وبذلك بات الحزب منخرطاً في سياسات الرئيس. وكان عبد العزيز قد شارك في معترك انتخابات 2014 التي فاز بها الراحل عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة.
الرئيس تبون أثناء إلقاء الخطاب أمام غرفتي البرلمان نهاية 2023 (الرئاسة)
وفي خطاب أمام البرلمان في 25 من الشهر الماضي، لمح الرئيس عبد المجيد تبون إلى ترشحه لولاية ثانية، حيث قال رداً على مناشدة برلمانيين تمديد حكمه: «الله يعطينا الصحة… في النهاية سنترك الشعب ليقرر». وفي حال عزم التوجه لفترة رئاسية جديدة، سيكون مدعوماً من «أحزاب الموالاة»، خصوصاً «جبهة التحرير الوطني» (الحزب الواحد سابقاً)، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«تجمع أمل الجزائر».
عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني (الشرق الأوسط)
ومن المتوقع أن يشارك في الاقتراع المقبل عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب «حركة البناء الوطني» الإسلامي، المشارك في الحكومة بوزير. أما عن المعارضة فيرجح بأن مشاركتها ستقتصر على «حركة مجتمع السلم» الإسلامية عن طريق رئيسها عبد العالي حساني، في مقابل عدم وجود أي مؤشر عن اهتمام الحزبين المعارضين «جبهة القوى الاشتراكية»، و«التجمع من أجل الثقافة الديمقراطية» بالاستحقاق المقبل.
#أزمة #داخل #جبهة #المستقبل #الجزائرية #قبيل #التحضيرات #للاستحقاق #الرئاسي
تابعوا Tunisactus على Google News