- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

أسرار رحلتى إلى معقل الجماعــات الإرهابية فى أسيوط

وقعت منذ صغرى فى غرام المؤرخ المصرى الشهير عبد الرحمن الجبرتى، وكانت كتبه نافذتى على تاريخ مصر، ومنها تشكل وعيى وتفتح عقلى، وأجمل ما فى الجبرتى فى تصورى هو إحساسه بأن الكلمة مسئولية، ولذلك تجد أن كراهيته للفرنسيين كمستعمرين لم تمنعه من إنصافهم كمتحضرين.

عاصر الجبرتى فترة الحملة الفرنسية على مصر، ورصد ما حدث منذ نزل نابليون بجنوده على شواطئ الإسكندرية، وكان شعوره الوطنى غالبا ومؤثرا فى كتاباته، لكنه كمؤرخ منصف يعرف أنه مسئول عن كلامه أمام التاريخ، ولذلك فإنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الإعجاب بما وصل إليه الفرنسيون من تقدم وتحضر، فكتب عن الكثير مما جاءوا به من صنوف الحضارة، بينها نظافة الشوارع وإنارتها، وبينها المطبعة العجيبة، وبينها ذلك الاختراع الذى لم تعرفه بلاد الشرق من قبل وهو الديمقراطية والحرية، فكان غريبا بالنسبة له أن ينصبوا محاكمة لقاتل قائدهم كليبر، ويعطوا فرصة لسليمان الحلبى ليدافع عن نفسه، فما اعتاده فى مصر فى مثل تلك الحالات أن تطير رقبته فورا وبلا محاكمة!

ومسئولية الكلمة هى التى أغضبتنى من جارى القديم فى الحلمية الشيخ محمد الغزالى، رغم محبتى له وإعجابى بكتاباته، وذلك عندما خان تلك المسئولية وقام بتبرئة قتلة فرج فودة، وساق المبررات الشرعية ليمنحهم رخصة القتل وارتكاب تلك الجريمة الخسيسة التى لا يقرها شرع ولا دين.

وأغضبتنى كذلك من شيخ آخر خان هو الآخر مسئولية الكلمة وأمانتها، فأفتى بأنه لا يجوز للمسلم أن يصافح القبطى أو يُلقى عليه السلام.. وعندما سمعت ما قاله الشيخ عمر عبد الكافى وقتها صرخت:

– يا خبر منيل.. إحنا وصلنا لكده.. لا يمكن الإسلام دين الرحمة والسلام يقول ويقر الكلام الفارغ ده.

 ولأن الكلمة مسئولية ولذلك كنت أعتبر نفسى من قراء الأستاذ أحمد بهاء الدين، الكاتب الصحفى والمفكر السياسى، فهو واحد من الذين تشرفت بصداقتهم، وكنت أتابع مقاله اليومى فى الأهرام، وأثق فى أحكامه وآرائه، وأثق أنه يحتكم لضميره فى كل كلمة يكتبها.

وبسبب مقال للأستاذ بهاء قمت بأخطر مغامرة فى حياتى، وسافرت بكامل إرادتى إلى أسيوط التى كانت يومها أخطر معاقل الإرهاب.

 (1)  

صيف 1988.. فى ذلك الوقت كانت هناك أزمة القانون 103 الخاص باتحاد النقابات الفنية، وفوجئنا بأن القانون الجديد يسمح بالتجديد للنقيب أكثر من فترتين، ولم يكن من الممكن بالنسبة لنا نحن الفنانين أن نقف فى صف الديمقراطية وننحاز لها وندعوا إليها فى أفلامنا وأعمالنا الفنية ثم نأتى إلى نقابتنا ونعمل عكسها.

لذلك وقفت ضد هؤلاء الذين أخرجوا لنا هذا القانون.. وخلال تلك الأزمة قرأت خبرا فى جريدة “الوفد” يقول إن بعض الممثلين الهواة من قرية “كودية الإسلام” بمحافظة أسيوط ذهبوا لتمثيل مسرحية تحض الناس على التمسك بالأرض وعدم الهجرة فكانت النتيجة أن قُتل أحدهم وتعرض الباقون للضرب بالجنازير والمطاوى، ومنعهم المتطرفون من ممارسة التمثيل بالقوة، على اعتبار أن التمثيل حرام والفن كفر.. فشعرت بضيق شديد.

وفى اليوم التالى كتب الأستاذ أحمد بهاء الدين عموده فى الأهرام يطالب بحماية هؤلاء الفنانين الهواة ولو اقتضى الأمر نزول الجيش بدباباته لحمايتهم.. شعرت بالحزن والغضب ربما لأننى تبينت أن هؤلاء الفنانين الهواة على مسافة بعيدة جدا من العاصمة ونجومها، ونحن هنا نتعارك على القانون 103 ومشغولون به، بينما هم يتحملون القتل والضرب بالجنازير دفاعا عن الفن، لهذا قررت ـ وبتأثير من مقال الأستاذ بهاء- أننى يجب أن أذهب إلى أسيوط قبل أى شىء آخر.

قررت أن أذهب للوقوف إلى جوار هؤلاء الفنانين الهواة وللدفاع أيضا عن نفسى وأسرتى ووطنى. ذهبت لأدافع عن الفن الذى أحبه، لأدافع عن صورتى أمام أولادى لكى يعرفوا جيدا أن مهنتى ليست “حراما” وأن الطعام الذى يأكلونه والتعليم الذى يتعلمونه وحياتهم كلها ليست حراما فى حرام.. ولكى يدركوا أننى أكسب أموالى من عرق جبينى ومن خلال أشرف مهنة وهى الفن.. قررت الذهاب لإحساسى بوطنى، لأننى عندما تأملت ما يمكن أن يحدث فى المستقبل إذا استمر هذا الإرهاب الأسود انتابتنى حالة من الفزع.

شعرت عندئذ بأن كل كيانى فى حالة استنفار وتأهب وقلت وقتها فى حديث صحفى مع الأستاذة عائشة صالح فى مجلة “المصور” إننى أريد الذهاب إلى أسيوط لعرض مسرحية “الواد سيد الشغال” وأريد أن يقتنع الناس بأن الفن ليس حراما، وأن مصر بلد يعرف الفن والفنانين منذ أيام المصريين القدماء.. والتقط الخيط الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس تحرير “المصور” وسألنى:

– أنت فعلا يا عادل عايز تروح أسيوط؟

– طبعا يا أستاذ مكرم.. وده موضوع فيه هزار.

–  طيب  تقترح مين يروح معاك؟

– أنا وفرقتى جاهزين.. بس ياريت تكون الزيارة بدعوة من جهة رسمية.. علشان نبقى مطمنين.

 وأقترحت أن تكون الدعوة من جامعة أسيوط حتى تكون للزيارة واجهة رسمية وثقافية، لكن رئيس الجامعة وقتها تردد وتهرب، فتمت اتصالات بمحافظة أسيوط التى وافقت على استضافتى، وعندما عرفت بدعوة المحافظة وافقت على الفور إلى درجة أننى قلت:

– أنا موافق على الدعوة حتى وإن كان صاحبها بياع خضار!

وكان المحافظ وقتها هو عبدالحليم موسى، وكذلك اتصل بى وزير الداخلية آنذاك وسألنى وكأنه يحذرنى:

– يا عادل انت عندك استعداد فعلا تروح أسيوط؟

قلت: طبعا.. مستعد وجاهز وعارف المخاطر.

 وكنت مدركا ما وراء السؤال، إذ كانت العناصر المتطرفة تحتل شوارع وأحياء وفكر المحافظة.. وكان لديهم أسلحة رشاشة، وكانوا يستبيحون القتل والدم..

وهنا أتوقف عند القضية التى ثارت حينها ومازالت تثور عن أن الفقر هو سبب التطرف الدينى، أنا لى رأى مختلف، عمر الفقر ما كان هو سبب التطرف، فطه حسين كان فقيرا، وكل رموز الفكر والتنوير خرجوا من أسر فقيرة وذاقوا الفقر وعاشوه، لكنهم لم يحملوا السلاح ولم يسفكوا الدماء ولم يكفروا الناس، ولماذا نذهب بعيدا، أنا ابن أسرة فقيرة، لكنى كافحت الفقر واخترت الفن وليس الإرهاب.. وبسلاح الفن قررت التصدى للإرهاب والتطرف.

   (2)

أبلغت فرقتى بأننى سأتوجه إلى أسيوط، وأعطيت لكل واحد منهم الحرية الكاملة للاعتذار، لكن جميع أفراد الفرقة ـ بلا تردد- أعلنوا أنهم سيسافرون معى، فأخذت فرقتى وسافرنا.

وفى أسيوط طلبت أن تكون الحفلات مفتوحة للجميع، حتى للمتطرفين أنفسهم، وتحولت أيام إقامة الحفلات فى المدينة إلى أعياد وسعدت بالتجربة إلى أقصى مدى، وبأننى أسهمت مع فرقتى فى إعادة بناء المسرح ، ورد الاعتبار لفرقة “كودية الإسلام”..

هناك شعرت بأن الناس فى أسيوط يقولون لى من قلوبهم:

– كنت فين.. ليه ما جتش عندنا من زمان؟!

فقد بدأت محلات العصير تستقبل زبائنها، وأعيد فتح محلات بيع الكاسيت والفيديو بعد أن أغلقها المتطرفون بالقوة، وعادت حركة البيع فى الشارع، كأن هناك يوم عيد فى أسيوط بكل معنى الكلمة، وكنت سعيدا بسعادة الناس، وبأننى أسهمت فى إعادتهم للحياة أو فى إعادة الحياة إليهم.

ولم تكن المغامرة سهلة ميسورة عادية.. بل كانت محفوفة بمشاعر خوف إنسانى، ورهبة من مواجهة شباب متطرف مغسول الدماغ، لا يتورع عن استخدام الرصاص والسكين، يطلقها ويغرسها فى صدور الأبرياء باسم الله.. ومحفوفة كذلك بالكارهين، الذين استكثروا على العبد لله أن ينال كل هذا التقدير وحده، فأطلقوا فى وجهى اتهامات ساذجة من قبيل أنه ما كان يصح فى هذا الموقف أن أذهب إلى أسيوط بمسرحية كوميدية مثل “الواد سيد الشغال”.. وكأن الكوميديا عيب.. وكأنه كان علىّ أن أجهز مسرحية جديدة من أجل هذه المناسبة.. فى يومين.

ومحفوفة كذلك بالموتورين من أنصار التطرف الدينى، الذين أحسوا بالخطرعلى مصالحهم ونفوذهم من تلك الرحلة وصاحبها، حين كشفت عن تجاوب شعبى هائل ضد التطرف ومن يسانده.. أحتفظ فى أرشيفى بعدد من مجلة “الاعتصام” ذات التوجه الإسلامى صدر متزامنا مع ذلك الحدث، يتصدره مقال بقلم الأستاذ محمد عبدالله السمان، يحمل فيه بعنف مريب على رحلتى إلى أسيوط، مستنكرا علىّ نجاحها، مشككا فى نواياها:

“ولو كان قد قدر لعادل إمام أن يكون فاتح عكا بالأمس، أو يحرر الأرض السليبة اليوم لما حظى بعشر معشار المقالات التى تمجد بطولته لأنه ذهب إلى أسيوط متحديا الإرهاب هناك.. حركة مسرحية مكشوفة من أجهزة الأمن فهى المؤلفة وكاتبة السيناريو والمخرجة وواضعة الموسيقى التصويرية”.

لا يريد الرجل أن يصدق أن هناك إنسانا مصريا شريفا، يدفعه انتماؤه الوطنى إلى هذا العمل النبيل، وأن يحمل روحه على كفيه ويذهب بقدميه إلى معقل الإرهاب، ثم يواصل الحملة ضده فى فيلم “الإرهابى” الذى كان أول فيلم فى تاريخ السينما المصرية يجرى تصويره تحت حراسة الشرطة!.. ما الذى يدفع فنانا  إلى أن يرهن حياته ومصير أسرته بموقف ليس مضطرا إليه ولا مجبرا عليه، فى وقت كان صوت التطرف هو الأعلى، ورصاصاته هى الأقوى؟!

  (3)

ولم يكن محمد عبدالله السمان وحده الغاضب الحانق على الرحلة، بل كان هناك آخرون من كتّاب جماعة الإخوان والتيار المتطرف أقلقتهم الرحلة ورأوا فيها خطرا على مصالحهم ومكاسبهم.. وتوقفت كثيرا عند ذلك المقال الذى كتبه عبد الرحمن البنا شقيق مؤسس جماعة الإخوان، وأدهشنى أن هذا الرجل الذى كنت أعرفه من أيام الحلمية، وكان يقدم نفسه دائما ككاتب مسرحى ومبدع ومؤسس لما كان يسميه المسرح الإسلامى، أدهشنى أنه يمكن أن يحمل فى قلبه كل هذا الغل والكراهية للفن وأن يمتلك هذه البجاحة لنشر كل هذه الأكاذيب والمغالطات.

المقال عنوانه (الواد سيد الشغال..لا تتعب فنحن نكفيك شر الجهد وبذل المال).. ويقول نصه:

قالت جريدة الجمعة بالأخبار بتاريخ 17/6/1988 تحت عنوان (بأكبر قدر من العلم والجدية وليس بالواد سيد الشغال) أن حملة (الواد سيد الشغال) على أسيوط أو قيام عادل إمام بعرض مسرحيته فى أسيوط متحديا الجماعات المتطرفة لاتزال تثير ردود أفعال وتعليقات مختلفة. وذكرت أن جريدة (الوطن) الكويتية تقول نقلا عن مراسلها فى القاهرة الذى واكب الحملة منذ بدايتها وحتى نهايتها كلاما طويلا خلاصته أن عادل إمام يقتحم بالقوة وأن البوليس يضرب الشباب، واستطردت جريدة (الوطن) أن أفضل تعبير عن هذه التجاوزات هو قول أحد رجال الأمن الذين جاءوا من خارج محافظة أسيوط لحماية عادل إمام وبعثته وهو برتبة لواء تعليقا على ما حدث: إن المسرحية تافهة ومبتذلة وأن العيال ـ يقصد الجماعات الدينيةـ عندهم حق فى رفض هذا الفن.

وذكرت جريدة (الحقيقة) بتاريخ 18/6/88 أنه كشفت مصادر أمنية للحقيقة أن تكاليف رحلة عادل إمام إلى أسيوط تقدر بمائة ألف جنيه، وقالت إنه تم حراسة فرقة عادل إمام بثلاثة آلاف جندى من الأمن المركزى ومئات الضباط.

ونشرت جريدة (الشعب) بتاريخ 14/6/88 بقلم الدكتور أحمد عبد الرحمن وتحت عنوان (الواد سيد الشغال والتحدى الحقيقى) نجتزئ منه قوله: ومن جهة أخرى يعترض الإسلاميون على الفن الهابط أو مسخرة (الفارس) ولا يريدون الموت على أنفسهم من الضحك وهذا فى ظنى هو التحدى الزائف بالنسبة لهم، وأما التحدى الحقيقى فهو قبول النزول إلى الحلبة ضد المسرح المبتذل والفن الهابط وإنتاج مسرح إسلامى متميز ورفيع يسحب الجمهور من حالات الفارس المسخرة ويدفع بهم إلى عالم جديد ممتع ومفيد وحلال زلال.. المسرح الإسلامى والقصة الإسلامية والسينما الإسلامية والمسلسلات الإسلامية هى التحدى الحقيقى الذى يتحتم أن يقبله الإسلاميون فى مواجهة الفنون العلمانية الهابطة التى لا تسعى إلى غرض غير الربح ولا يهمها أن تنحط الأذواق وتتدهور الأخلاق وينقلب شبابنا المصرى إلى عصابات من السراق والفساق.

ويضيف: وبذلك أخليت الساحة الفنية على مستوى العالم الإسلامى كله لمسرح الفارس والأدب الداعر وأدب الفراش دون منافسة تذكر من جانب الإسلاميين، فأقول لهم انتجوا الفن الرفيع أو تجرعوا (الفارس) الوضيع، فهل من مجيب وهل من سميع..

وإنى أُطمئن الدكتور الفاضل أحمد عبد الرحمن إلى أن فريقنا الإسلامى قائم ومجهز بالمسرحيات الإسلامية الرفيعة والشخصيات المتميزة والمعروفة التى قدمت بالفعل ما بهر الأعين وأثار الإعجاب، ولا تعجب يا أخى إذا قلت لك إن فريقنا ضم توأم عادل إمام وهو الأستاذ عبد المنعم مدبولى الذى مثّل معنا فى (غزوة بدر) التى مُثلت على مسرح حديقة الأزبكية يوم الجمعة 19 رمضان سنة 1365 هجرية (16 أغسطس سنة 1946) وكان دوره كوميديا هو (ضمضم الغفارى) الذى اعتلى قمة جبل (أبى قبيس) واقفا على بعيره وقد جدعه وحوّل رحله وشق قميصه وهو يصيح: يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه لا أرى أن تدركوها وإن أصابها محمد لن تفلحوا أبدا.. الغوث الغوث، ويستمر فى دوره مما لا يتسع له المجال هنا، وإنما يتسع لأسماء بعض فريقنا كالأستاذ الدكتور إبراهيم سكر الأستاذ بالمعهد العالى للفنون المسرحية،  والأستاذ إبراهيم الشامى نجم المسرح القومى، والأستاذ محمد السبع المتميز بمواقفه الإسلامية، والدكتور حسين جمعة المخرج المعروف، والأستاذ عبد البديع العربى، والأستاذ عبد الرحمن بدوى، والأستاذ نظير عبد الجابر، والأستاذ محروس عبد الوهاب، والأستاذ عزت القاضى، ومصطفى شرف، والأستاذ أحمد راضى، والأستاذ أحمد إبراهيم الديب.

وفى رحلة من رحلات الأستاذ سعد أردش إلى الجزائر تفضل باصطحاب بعض مسرحياتنا معه وأخرج منها للجزائر مسرحية (بنت الإخشيد) فى 15 حلقة مذاعة فاسُتقبلت بحماس شديد وأحدثت أثرا مدويا.. ولقد رحلنا بفريقنا عدة رحلات فى عواصم الجمهورية وكنا أحيانا نبيت فى المساجد، ومن الطريف أن بعض العواصم التى مثلنا فيها هى أسيوط التى كنا نعقد فيها الهيئة التأسيسية (للجماعة) عن الوجه القبلى والمنصورة التى كنا نعقد فيها الهيئة التأسيسية عن الوجه البحرى.

ولئن استقبلت فريقنا الجماعة الإسلامية فلن تستقبله بالجنازير (إن صح ذلك) ولكن تستقبلنا بحمد الله وشكره لما وفق إليه.. إن الجماعات الإسلامية بخير وتسير إلى الخير، إنهم شباب عرفوا المحراب والمسجد ومن عرف المسجد والمحراب فسينتظر الوطن منهم كل خير، إنهم يعرفون قيمة الكلمة الطيبة التى تتنافس الملائكة أيهم يرفعها أولا.

أيها الناس خذوا عنا إذا رأيتم أن تأخذوا.. أيها الناس من لم يدرك رسول الله (ص) فليسع إلينا فقد مشينا فى ركابه ، ومن لم يتشرف بالمثول بين يديه فليأتنا فقد وقفنا طويلا على أبوابه ومن لم يسعد بمطالعة سيرته المطهرة فليسمع ما نتلوه عليه من صفحات كتابه.

هذا ما كتبه مؤسس مسرح الإخوان وشقيق مؤسس الجماعة عنى وعن رحلتى لأسيوط.. ويبدو أن الرحلة تسببت فى حالة من (الذعر) لأنصار الإسلام السياسى، لأنها كشفت عن ضيق الناس بممارسات الجماعات المتطرفة وشوقهم وتعطشهم للحياة والفن وهو ما تجلى فى استقبالهم الأسطورى وتدافعهم بحماس للفرجة على مسرحيتنا.. بما يعنى فشل (المشروع الإسلامى) الذى تاجرت به جماعة الإخوان طويلا.

(4)   

أغرب ما صادفنى بعد هذه الرحلة أننى وجدت تليفونات من أصدقاء لى يسألوننى فى استغراب:

– هو صحيح إنك ح تعمل شريط كاسيت لتوعية الشباب من خطر الإرهاب؟

– يا جدعان أنا فنان مش واعظ.

وأدركت أن الجماعات المتطرفة وراء نشر هذه الشائعة، بقصد تأكيد فكرتهم الخبيثة فى نفوس الناس بأننى فنان الحكومة لا الشعب.. وأننى سافرت بتدبير من وزارة الداخلية وأجهزة الأمن، وليس بوازع من ضميرى الوطنى وغيرتى على مهنتى.

هؤلاء لن يصدقوا أننى تعرضت لأعنف تهديد فى حياتى من مسئول أمنى كبير فى وزارة الداخلية   وقتها بسبب فيلم، واضطررت  للجوء إلى رئيس الجمهورية لمنعهم من اغتيال “عريس من جهة أمنية”!

- الإعلانات -

#أسرار #رحلتى #إلى #معقل #الجماعــات #الإرهابية #فى #أسيوط

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد