- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

أين تذهب نفايات دول المغرب العربي؟ إجابات تثير أسئلة مقلقة في تونس والمغرب والجزائر

- الإعلانات -

أين تذهب نفايات دول المغرب العربي؟ إجابات تثير أسئلة مقلقة في تونس والمغرب والجزائر

الجزائر‭- ‬الرباط‭ – ‬تونس‭ – ‬الزمان‭ – (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب  ‬

تعاني‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬النفايات‭ ‬وتدويرها‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬معدل‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬للسلامة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬ادنى‭ ‬مستوياتها،‭ ‬وهنا‭ ‬تكشف‭ ‬سلسلة‭ ‬احاديث‭ ‬ميدانية‭ ‬أجرتها‭ ‬وكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬عن‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل‭ ‬والبحث‭ ‬المضني‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬الناجعة‭.  ‬في‭ ‬الجزائر‭ 

‭ ‬ينتهي‭ ‬المطاف‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬والمخلفات‭ ‬المشابهة‭ ‬في‭ ‬مكبات‭ ‬برية‭ ‬مع‭ ‬خطر‭ ‬تداعيات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭. ‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬رضا‭ ‬تير‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬إن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بين‭ ‬55‭ ‬و60‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬مرمية‭ ‬في‭ ‬مكبات‭ ‬برية،‭ ‬مقابل‭ ‬35‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬مخلفة‭ ‬في‭ ‬مكبات‭ ‬النفايات‭ ‬التقنية‮»‬‭. ‬

وتنتج‭ ‬الجزائر‭ ‬كميات‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ (‬13,5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سنويا‭) ‬بسبب‭ ‬التوسع‭ ‬الديموغرافي‭ ‬والتحضر‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وبالتالي‭ ‬تزداد‭ ‬كلفة‭ ‬إدارتها‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬أنفقت‭ ‬67‭,‬4‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ (‬حوالى‭ ‬430‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭) ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2002‭ ‬و2016،‭ ‬نصفها‭ ‬استخدمت‭ ‬لبناء‭ ‬مكبات‭ ‬نفايات‭. ‬

وفي‭ ‬البلاد‭ ‬228‭ ‬مكبا‭ ‬للنفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬خاضعا‭ ‬للرقابة‭ ‬و23‭ ‬مركزا‭ ‬للفرز‭ ‬بحسب‭ ‬بيانات‭ ‬أوردتها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلية‭. ‬

ويملك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬13‭ ‬محرقة‭ ‬وسبع‭ ‬منشآت‭ ‬معالجة‭ ‬تقوم‭ ‬بتطهير‭ ‬النفايات‭ ‬الخاصة‭ ‬قبل‭ ‬سحقها‭. ‬

بحسب‭ ‬سميرة‭ ‬حميدي‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬نسبة‭ ‬النفايات‭ ‬المعاد‭ ‬تدويرها‭ ‬تبلغ‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬بالمئة‭ ‬وتلك‭ ‬المحولة‭ ‬إلى‭ ‬سماد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬واحد‭ ‬بالمئة‮»‬‭. ‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬حديث‭ ‬لمركز‭ ‬‮«‬سيدير‮»‬‭ ‬للبحوث‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬تدوير‭ ‬نحو‭ ‬45‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬النفايات،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬6‭,‬1‭ ‬ملايين‭ ‬طن‮»‬‭. ‬

وتتمثل‭ ‬إحدى‭ ‬الشوائب‭ ‬في‭ ‬التراكم‭ ‬المتزايد‭ ‬للنفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬تحظر‭ ‬استخدامها‭ ‬أو‭ ‬تحد‭ ‬منه‭. ‬

وقالت‭ ‬وزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬السابقة‭ ‬دليلة‭ ‬بوجمعة‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬استهلاكا‭ ‬للأكياس‭ ‬البلاستيك‭ ‬مع‭ ‬حوالى‭ ‬سبعة‭ ‬مليارات‭ ‬في‭ ‬السنة‮»‬‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬60‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬ينتهي‭ ‬بها‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬الطبيعة،‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬والانهار‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬يقوم‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬جامعي‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬بأعمال‭ ‬جمع‭ ‬وفرز‭ ‬أولي‭. ‬

وفي‭ ‬أكبر‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬يعمل‭ ‬فقط‭ ‬247‭ ‬مشروعا‭ ‬صغيرا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استرداد‭ ‬النفايات‭ ‬بحسب‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬سيدير‮»‬‭. ‬وبالكاد‭ ‬يعمل‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وفقا‭ ‬للوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفايات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتسب‭ ‬إلا‭ ‬أرقام‭ ‬القطاع‭ ‬الرسمي‭. ‬

ابتكارات‭ ‬لتدوير‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬المأمول‭ ‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬بافتخار‭ ‬وهو‭ ‬يمسك‭ ‬بقبضته‭ ‬خلطة‭ ‬من‭ ‬السماد‭ ‬الطبيعي‭ ‬تم‭ ‬انتاجه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬سويسرية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬تثمين‭ ‬النفايات‭ ‬العضوية‭ ‬‮«‬هنا‭ ‬لاشيئ‭ ‬يضيع،‭ ‬كل‭ ‬شيئ‭ ‬يدوّر‮»‬‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬حيث‭ ‬يواجه‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬صعوبات‭. 

أنشأت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬ايليفان‭ ‬فير‮»‬‭ (‬الفيل‭ ‬الأخضر‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الصناعية‭ ‬اغروبوليس‭ ‬بمدينة‭ ‬مكناس‭ (‬وسط‭) ‬أكبر‭ ‬مصنع‭ ‬في‭ ‬افريقيا‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬تدوير‭ ‬وانتاج‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭ ‬والسماد‭ ‬الطبيعي‭. ‬وهو‭ ‬يشغل‭ ‬نحو‭ ‬خمسين‭ ‬عاملا‭ ‬بطاقة‭ ‬انتاجية‭ ‬تناهز‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭. ‬

في‭ ‬مدخل‭ ‬المصنع‭ ‬تنتشر‭ ‬المكاتب‭ ‬العصرية‭ ‬بجدرانها‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬العشبي‭ ‬والمزينة‭ ‬برسوم‭ ‬الغرافيتي‭. ‬

لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتغير‭ ‬الديكور‭ ‬فور‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬التصنيع‭ ‬حيث‭ ‬تتكدس‭ ‬بقايا‭ ‬الخشب‭ ‬والنشارة‭ ‬المكوّمة‭ ‬وأغصان‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬مثمرة‭ ‬وصناديق‭ ‬صغيرة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭. ‬

ويملأ‭ ‬الفضاء‭ ‬هدير‭ ‬الشاحنات‭ ‬والرافعات‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬السماد‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬التدوير‭ ‬لتجفيفه‭. ‬

ويوضح‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬الانتاج‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬محمد‭ ‬كابوس‭ ‬مراحل‭ ‬التصنيع‭. ‬يقول‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬خلط‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭ ‬الغنية‭ ‬بالكربون‭ ‬وبقايا‭ ‬الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الآزوت،‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الطبيعة‮»‬‭. ‬

لا‭ ‬يتم‭ ‬استعمال‭ ‬النفايات‭ ‬العضوية‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المصنع‭. ‬وبرر‭ ‬المسؤول‭ ‬ذلك‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مكلفة‭ ‬لأن‭ ‬ثقافة‭ ‬الفرز‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬غائبة‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬المغرب‮»‬‭. ‬

يتم‭ ‬جلب‭ ‬النفايات‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬انتاج‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مصانع‭ ‬الخشب‭ ‬وتعاضديات‭ ‬استخراج‭ ‬الزيوت‭ ‬الطبيعية‭. ‬

‭ ‬‮«‬زراعة‭ ‬سليمة‭ ‬ومستدامة‮»‬‭ ‬

تستغرق‭ ‬عمليات‭ ‬التخمير‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خليط‭ ‬السماد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬روائح‭ ‬عفن‭ ‬كريهة‭ ‬لأن‭ ‬الخشب‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الطبيعية‭ ‬الممتصة‭ ‬للروائح‭. 

بل‭ ‬بالعكس‭ ‬تصدر‭ ‬رائحة‭ ‬تراب‭ ‬الأرض‭. ‬وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬قبعة‭ ‬خضراء‭ ‬وسترة‭ ‬صفراء‭ ‬مازحا‭ ‬‮«‬نستنشق‭ ‬رائحة‭ ‬الزميطة‮»‬،‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحلويات‭ ‬المغربية‭. ‬تنتج‭ ‬الشركة‭ ‬السماد‭ ‬العضوي‭ ‬وتضيف‭ ‬إليه‭ ‬الفسفور‭ ‬أو‭ ‬البوتاس‭. ‬

يتم‭ ‬بيع‭ ‬المنتج‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المغربية‭ ‬لصالح‭ ‬المزارع‭ ‬البيولوجية‭ ‬والمنشآت‭ ‬الزراعية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬اراضيها‭ ‬من‭ ‬الاستعمال‭ ‬المكثف‭ ‬للأسمدة‭ ‬الكيميائية‭. ‬

وتعتبر‭ ‬الزراعة‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المغربي‭. ‬

ويؤكد‭ ‬محمد‭ ‬كابوس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المزارعين‭ ‬الحريصين‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التربة‭ ‬والمقدرين‭ ‬لضرورة‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬زراعة‭ ‬سليمة‭ ‬ومستدامة‮»‬‭. ‬

تبدو‭ ‬ملامح‭ ‬تطور‭ ‬وازدهار‭ ‬لقطاع‭ ‬انتاج‭ ‬المواد‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬مركز‭ ‬معالجة‭ ‬وتثمين‭ ‬النفايات‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬سويز‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مكناس‭ (‬يعالج‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬البلاد‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬ارساء‭ ‬منظومة‭ ‬فعالة‭ ‬لتثمين‭ ‬النفايات‭. ‬

‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬شامل‮»‬‭ ‬

تكشف‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬بتدوير‭ ‬6‭ ‬بالمئة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬420‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬سنويا‭. ‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬يتم‭ ‬طمر‭ ‬غالبية‭ ‬النفايات‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬أما‭ ‬الصناعية‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البلاستيك‭ ‬والكارتون‭ ‬والتجهيزات‭ ‬الالكترونية‭ ‬فتدوّر‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭ ‬بالمئة‭. ‬

وذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬للتثمين‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭ ‬وبرنامج‭ ‬معالجة‭ ‬النفايات‭ ‬بهدف‭ ‬بلوغ‭ ‬نسبة‭ ‬20‭% ‬من‭ ‬التدوير‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2022‭. ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬أفق‭ ‬العام‭ ‬2030‭.   ‬ويرى‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬الحضرية‭ ‬مصطفى‭ ‬براكز‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬انجزها‭ ‬تكنوقراط‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬لأنه‭ ‬تم‭ ‬استنساخها‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬أوروبية‭ ‬وهي‭ ‬مخالفة‭ ‬للعادات‭ ‬المغربية‮»‬‭. ‬

ويستدل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بمثال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ثمانين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬عضوية،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬النسبة‭ ‬ثلاثين‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الخبير‭. ‬

ويتواجد‭ ‬في‭ ‬انحاء‭ ‬المملكة‭ ‬26‭ ‬مركزا‭ ‬للطمر‭ ‬والتثمين‭ ‬وتم‭ ‬استصلاح‭ ‬66‭ ‬مكبا‭ ‬عشوائيا‭ ‬حسب‭ ‬الأرقام‭ ‬الرسمية‭. ‬

نفايات‭ ‬تونس‭ ‬‮«‬ثروة‮»‬‭ ‬مهدورة‭ ‬

يقول‭ ‬أحد‭ ‬المستثمرين‭ ‬التونسيين‭ ‬القليلين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات‭ ‬إن‭ ‬‮«‬البلاستيك‭ ‬المرمي‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬ثروة‭ ‬مهدورة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬طمر‭ ‬غالبية‭ ‬القمامة‭ ‬بدون‭ ‬تدويرها‭ ‬داخل‭ ‬مكبات‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬كميات‭ ‬اضافية‭. ‬

تجمع‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ولا‭ ‬تفرز‭ ‬وتمر‭ ‬85‭ ‬بالمئة‭ ‬منها‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬الطمر‭ ‬في‭ ‬مكبات‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬وأخرى‭ ‬عشوائية،‭ ‬حسبما‭ ‬قال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬وليم‭ ‬المرداسي‭. ‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وكميات‭ ‬الفضلات‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الحلول‭ ‬المحدودة‭ ‬تشكل‭ ‬خطرا‭ ‬بيئيا‭ ‬وتثير‭ ‬احتجاجات‭ ‬اجتماعية‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المتواجدة‭ ‬فيها‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬غالبيتها‭ ‬لن‭ ‬تعود‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المزيد‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬وسيم‭ ‬شعبان‭. ‬

‭ ‬بقية‭ ‬الخبر‭ ‬على‭ ‬الموقع

غير‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬مما‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭ ‬وساهم‭ ‬سوء‭ ‬التصرف‭ ‬فيه‭ ‬والاخلالات‭ ‬التي‭ ‬تشوبه‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

فقد‭ ‬وجدت‭ ‬السلطة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬غضب‭ ‬أهالي‭ ‬منطقة‭ ‬عقارب‭ ‬بمحافظة‭ ‬صفاقس‭ (‬وسط‭) ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬اعادة‭ ‬فتح‭ ‬مكب‭ ‬بسبب‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬واستمرت‭ ‬احتجاجاتهم‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬مطلع‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬الثاني‭ ‬وتوفي‭ ‬خلالها‭ ‬شاب‭. 

والعاصمة‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬بلوغ‭ ‬درجات‭ ‬الاستيعاب‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬مكب‭ ‬‮«‬برج‭ ‬شاكير‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬124‭ ‬هكتارا‭ ‬ويستقبل‭ ‬يوميا‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬نفايات‭ ‬أربعة‭ ‬محافظات‭. ‬

وتنتج‭ ‬تونس‭ ‬2‭,‬6‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬سنويا‭. ‬وتنمو‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭,‬5‭ ‬بالمئة‭ ‬وتتكون‭ ‬في‭ ‬63‭,‬2‭ ‬بالمئة‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬رطبة‭ ‬يليها‭ ‬البلاستيك‭ ‬بنسبة‭ ‬9‭,‬4‭ ‬بالمئة‭ ‬حسب‭ ‬احصاءات‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانه‭ ‬نحو‭ ‬12‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭. ‬

ويقول‭ ‬المستثمر‭ ‬الشاب‭ ‬طارق‭ ‬المصمودي‭ ‬صاحب‭ ‬مصنع‭ ‬لتدوير‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الصناعية‭ ‬‮«‬المغيرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬العاصمة‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أكسب‭ ‬المال‭. ‬كنت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬قلة‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬الشجاعة‭ ‬الكافية‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‮»‬‭. ‬

أنشأ‭ ‬المصمودي‭ ‬‮«‬أفريقيا‭ ‬للرسكلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬لتدوير‭ ‬البلاستيك‭ ‬والكرتون‭ ‬مع‭ ‬شريك‭ ‬ألماني،‭ ‬ثم‭ ‬اشترى‭ ‬كامل‭ ‬حصص‭ ‬الشركة‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬2011‭. ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬يحقق‭ ‬استثماره‭ ‬نموا‭ ‬يعادل‭ ‬تدوير‭ ‬ستة‭ ‬آلاف‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭. ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬رقم‭ ‬أعمال‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬2‭,‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ (‬حوالى‭ ‬770‭ ‬ألف‭ ‬يورو‭). ‬

‭- ‬‮«‬طمر‭ ‬المال‮»‬‭ – ‬

يقول‭ ‬المصمودي‭ ‬‮«‬أحقق‭ ‬نموا‭ ‬نسبته‭ ‬30‭ ‬بالمئة‭ ‬سنويا‮»‬‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬كيلغرام‭ ‬نفايات‭ ‬البلاستيك‭ ‬الذي‭ ‬يجلبه‭ ‬جامعو‭ ‬القمامة‭ ‬من‭ ‬المكبات‭ ‬ومن‭ ‬المصانع‭ ‬ب‭ ‬100‭ ‬دينار‭ (‬حوالي‭ ‬30‭ ‬يورو‭). ‬

وتقف‭ ‬خلف‭ ‬طارق‭ ‬المصمودي‭ ‬عشرات‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬اللواتي‭ ‬يفرزن‭ ‬البلاستيك‭ ‬المكوّم‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬شاهق‭ ‬ويرصفنه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬آلات‭ ‬التدوير‭ ‬ويحول‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬صغيرة‭ ‬تباع‭ ‬لاحقا‭ ‬كمواد‭ ‬أولية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تصنيع‭ ‬مختلفة‭. ‬

ويقدر‭ ‬المصمودي‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬في‭ ‬مصنعه‭ ‬ستين‭ ‬عاملا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مئتين‭ ‬آخرين‭ ‬بصفة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يمكنه‭ ‬‮«‬خلق‭ ‬الثروة‮»‬‭ ‬وتشغيل‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬18‭,‬4‭ ‬بالمئة‭. ‬

وتقدر‭ ‬تكلفة‭ ‬طمر‭ ‬طن‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬150‭ ‬و200‭ ‬دينار‭ (‬حوالي‭ ‬70‭ ‬يورو‭) ‬حسب‭ ‬المستثمر‭ ‬والذي‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬صرفا‭ ‬للمال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طمر‭ ‬المال‮»‬‭. ‬

ويقول‭ ‬المصمودي‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬ولا‭ ‬رؤية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تثمين‭ ‬النفايات‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬تحتكره‭ ‬البلديات‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬عملية‭ ‬ارساء‭ ‬نظم‭ ‬للفرز‭ ‬والتحويل‭ ‬والجمع‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهيّن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الخبير‭ ‬المرداسي‭. ‬

‭- ‬ايرادات‭ ‬مالية‭ – ‬

ويخضع‭ ‬نحو‭ ‬85‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬لعملية‭ ‬الطمر‭ ‬المراقب‭ ‬بينما‭ ‬يوجه‭ ‬15‭ ‬بالمئة‭ ‬إلى‭ ‬المكبات‭ ‬العشوائية‭. ‬

وأشار‭ ‬شعبان‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نظام‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ (…) ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفرز‮»‬‭. ‬

وتعمل‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ (‬حكومية‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستراتجية‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها،‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬‮«‬الاستدامة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬النفايات‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬للمواطن‮»‬‭. 

وفي‭ ‬البلاد‭ ‬11‭ ‬مكبا‭ ‬مراقبا‭ ‬يتم‭ ‬الطمر‭ ‬فيه‭ ‬ومعالجة‭ ‬بقايا‭ ‬النفايات‭. 

يتم‭ ‬فقط‭ ‬تدوير‭ ‬بين‭ ‬4‭ ‬و7‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬حسب‭ ‬المرداسي‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬تقنيات‭ ‬الفرز‭ ‬والفصل‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬تمويل‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬25‭ ‬بالمئة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يدفعون‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬السكن‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬ضريبة‭ ‬النفايات‮»‬‭. ‬

وينتج‭ ‬كل‭ ‬تونسي‭ ‬قرابة‭ ‬365‭ ‬كلغ‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬سنويا‭ ‬ولا‭ ‬يدفع‭ ‬سوى‭ ‬800‭ ‬مليما‭ (‬حوالي‭ ‬2‭ ‬يورو‭) ‬سنويا‭ ‬لمعالجتها،‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬للبلديات‭ ‬ايرادات‭ ‬مالية‭ ‬للتصرف‭ ‬وجمع‭ ‬النفايات،‭ ‬حسب‭ ‬الخبير

#أين #تذهب #نفايات #دول #المغرب #العربي #إجابات #تثير #أسئلة #مقلقة #في #تونس #والمغرب #والجزائر

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد