إخلالات ونقائص في منظومة التلقيح والموجة الثالثة على الأبواب
كورونا – إخلالات ونقائص في منظومة التلقيح والموجة الثالثة على الأبواب
”نحن كدولة وضعنا استراتيجية متكاملة تشمل وزارة الصحة وعديد الوزارات الأخرى والهيئات الوطنية. هناك لجنة وطنية للقيادة وكذلك لجنة علمية تشتغل ليلا نهارا لتأمين هذه العملية، كذلك هناك منظومة الكترونية تم اعدادها بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا الاتصال ونحن نشكرهم لأجل ذلك، كذلك هيئة الانتخابات ومركز الإعلامية لتطوير منظومة تُحدث لأول مرة في تونس وهي منظومة ”إيفاكس” التي تهتم بمتابعة من سيتلقى تلقيحه من مرحلة التسجيل إلى مرحلة تلقي التلقيح وكذلك نتائج التلقيح، ونحن نعمل يوميا على تحسين هذه المنظومة، التي تبقى كمختلف المنظومات في العالم تشكو نقائص” كان هذا تصريح وزير الصحة فوزي مهدي لزملائنا في جريدة الصباح.
وزير الصحة فوزي مهدي لم يُخفي وجود نقائص وإخلالات في منظومة ”إيفاكس” التي وضعتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا الاتصال والمركز الوطني للإعلامية والهيئة المستقلة للإنتخابات ومركز إعلامية بوزارة الصحة والقطاع الخاصّ، على ذمّة المواطنين للقيام بعملية التسجيل للحصول على التلقيح ضدّ فيروس كورونا. وزارة الصحة كانت قد أعلنت سابقا قبل انطلاق عملية التلقيح أنّه سيتمّ ترتيب المسجلين في تلك المنظومة حسب أولوية الوزارة في التلقيح والهدف كان تلقيح 50 بالمائة من الشعب التونسي ضدّ كورونا.
أولوية التلقيح تمّ ترتيبها في خمسة مستويات، أوّلها الأشخاص الأكبر من 75 سنة ومهنيّي الصحة الذين يتعاملون يوميا مع المرضى، ثانيا تلقيح الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 75 سنة، ثالثا الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 سنة ويعانون من أمراض مزمنة ومهنيّي المصالح الأساسية ثم الأشخاص المخالطين للمرضى والأولوية الخامسة هي التلقيح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 سنة ولا يعانون من أمراض مزمنة.
يبدو أنّ هذه الأولوية لم يتمّ احترامها ولم يتمّ العمل بها، حيث لاحظت العديد من المنظمات والشخصيات الوطنية منذ انطلاق حملة التلقيح ضدّ كورونا بتاريخ 13 مارس الجاري، وجود إخلالات ونقائص في منظومة ”إيفاكس” وندّد الكثيرون على مواقع التواصل الإجتماعي بخرق أولويات التلقيح وأشار البعض منهم أنّه تمّ تمتيع أعوان الصحة من إداريين من غير المعنيين بالمرحلة الأولى من التلقيح ضد كورونا والذين ليسوا من مهنيي الصحة المتعاملين مباشرة مع مرضى كوفيد-19، كأطباء تجميل وبيطريين وطلبة طب مقيمين بالخارج ومواطنين غير مدرجين ضمن الفئات ذوي الأولوية من التلقيح ضد الفيروس ومن بين الإخلالات التي تمّ رصدها هو عدم التثبت من هوية مهنيي الصحة عند قيامهم بإجراء التلقيح والإكتفاء فقط بطلب الإستظهار بالارسالية القصيرة.
النائب عن حركة أمل وعمل ياسين العياري، اعتبر أنّ فضيحة التلاقيح ” ستكون أكبر فضيحة في العشر سنوات الأخيرة رغم كثرة الفضائح” وأشار أنّ هذه الفضيحة انطلقت بالتلقيح التي تحصّلت عليها رئاسة الجمهورية من الإمارات والمقدرة بـ 500 جرعة تلقيح. كما استنكر تلقيح أشخاص لا يعانون من أيّ مشاكل صحية وترك المسنين والمرضى دون تلقيح، مستشهدا بامرأة تُعاني من مرض السكري وتعالج من سرطان الدم لم تتحصل على التلقيح ضدّ كورونا في حين أنّ ”نهال العوي” شابة في مقتبل العمر ابنة صاحب معمل ”نهال” تمتّعت بالتلقيح.
أيضا الناشطة الحقوقية والسياسية نزيهة رجيبة ندّدت بالإخلالات في منظومة التلقيح وأشارت أنّ حالته الصحية متدهورة وهي في سنّ 76 في حين أنّه لم يتمّ الإتّصال بها بعد كي تمتّع بالتلقيح.
جليلة بن خليلة الأستاذة في الإنعاش الطبي والمتحدثة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، أكّدت أنّ وزارة الصحة التزمت بسُلّم أولويات ينص على تلقيح الإطار الطبي العامل في الخطوط الأولى لمكافحة الفيروس و كبار السن الذين تجاوز سنهم المائة عام وذلك تبع نسق تنازلي لكنها في المُقابل لم تنفي في نفس الوقت إمكانية وجود اخلالات في منظومة التسجيل ايفاكس وأوضحت في تصريحها الإذاعي ان وزارة الصحة ستنظر في التجاوزات التي وقعت. كما أنّ مدير عام الصحة الأساسية فيصل بن صالح، لم ينفي وجود اخلالات ونقائص في عملية التلقيح مؤكّدا أنّ وزارة الصحة ستأخذ بعين الاعتبار جميع الملاحظات لتلافي النقائص الموجود في منظومة التسجيل.
من جهته، أكد وزير الصحة فوزي مهدي أنّ وزارة الصحة لها ثقة في الخبرات والكفاءات التي وضعتها للإشراف على عملية التلقيح ودعا كل من يملك أدلة أو معطيات على أية اخلالات أن يُقدّمها مشيرا أنّ الوزارة منفتحة على التفاعل والنقد وإذا ثبت الأمر فسيتم اتخاذ ما يتوجب من إجراءات. وأكّد أنّه تمّ منذ البداية اختيار المنظومة الرقمية حتى يكون الأمر في منتهى الشفافية ودون تدخل من أي طرف. كما أضاف أنّه منذ انطلاق عملية التلقيح، تولت أحلام قزارة، مديرة رعاية الصحة الأساسية ورئيسة لجنة التلقيح، مهمة الرقابة على مراكز التلقيح، الى جانب هيئات الرقابة والتفقد داخل الوزارة، والفريق المنتشر على كامل تراب الجمهورية هو يتبع إدارة الصحة الأساسية، وهي حاليا في مهمة رقابة صارمة لسير عملية التلقيح، وأنا حسب ما عاينته فان أكثر الانطباعات إيجابية. وتابع أنّ الإخلالات كانت على مستوى عدم التثبت في هوية المواطنين أثناء عملية التلقيح.
”توجد بوادر موجة ثالثة لكنها تبقى مجرد استنتاجات و ليست مؤكدة” كان هذا تصريح مدير عام الصحة الأساسية فيصل بن صالح الذي أكّد أنّه وخلافا للثلاثة الأسابيع الماضية والتي شهدت انخفاضا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وعدد الوفيات، ظهرت منذ أيام بوادر ارتفاع عدد الإصابات وذلك منذ انتشار السلالات المتحورة لفيروس كورونا وهي بالأساس المتحورة البريطانية التي انتشرت في ولايات تونس والقصرين وسليانة وباجة و سجلت أكثر من 30 إصابة. كما أنّ جليلة بن خليلة، المتحدثة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، نبهت من عودة نسق ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وذلك في صورة عدم احترام التونسيين للإجراءات والبروتوكولات الصحية، ودعت التونسيين الى الالتزام بهذه الإجراءات خاصة مع اقتراب شهر رمضان مؤكّدة أنّه من الضروري تفادي التجمعات والزيارات.
بلغ عدد المسجّلين إلى حدود اليوم في منظومة التلقيح ”إيفاكس”، 787858 فردا، في حين أنّ العدد الإجمالي للملقّحين 56513. تم يوم أمس الثلاثاء 30 مارس 2021، تطعيم 3424 شخصا. كما أنّ عدد الإصابات اليومي بفيروس كورونا عاد إلى نسق الإرتفاع ويعود ذلك إلى تراخي المواطنين وعدم اكتراثهم بالإجراءات الوقائية في حين أنّ السلالة البريطانية تواصل انتشارها بسرعة في العديد من الولايات.
يسرى رياحي