إضافة العلاج بالفن ضمن المهن الطبية المساعدة
محليات
660
إضافة العلاج بالفن ضمن المهن الطبية المساعدة
هديل صابر
العلاج بالفن مهنة تكاملية للصحة العقلية والخدمات الإنسانية، وقد يستغرب البعض من تأكيد المختصين أنَّ العلاج بالفن إحدى الطرق العلمية القائمة على استخدام تقنيات إبداعية مثل الرسم والتلوين، واستخدام الرموز والأشكال الفنية لمساعدة الناس على التعبير عن أنفسهم فنياً، وتزويدهم بفهمٍ أعمق لأنفسهم وشخصياتهم.
وقبل التطرق لآراء عدد من المختصين الذين استطلعت «الشرق» آراءهم، لابد الإشارة إلى أنَّ إدارة التخصصات الصحية بوزارة الصحة العامة قد أصدرت مؤخراً تعميماً إلى الممارسين الصحيين المرخصين في دولة قطر بقطاعيه الحكومي والخاص، والمنشآت الصحية المرخصة كافة، وضباط الاتصال في الدولة بالقطاعين الحكومي والخاص بإضافة مجال اختصاص العلاج بالفن ضمن قائمة المهن الطبية المساعدة المنظمة من قبل إدارة التخصصات الصحية. ولأهمية رفع وعي المجتمع بهذا النوع من أنواع العلاج، «الشرق» طرحت الأمر على ذوي الاختصاص، إذ ثمنوا بداية خطوة وزارة الصحة العامة بتضمينه قائمة المهن الطبية المساعدة، الأمر الذي ينم عن إيمان القائمين على الوزارة بدور الفن بشتى أنواعه في الخطة العلاجية لاسيما لبعض الحالات، وأيضا في التشخيص وقياس تقدم الحالة واستجابتها للجلسات العلاجية، معتبرين أنَّ العلاج بالفن من العلاجات التكميلية للبرامج العلاجية للمريض النفسي لما له من تأثير في تقدم الحالة إيجابا، إلى جانب العلاج الدوائي في الحالات التي تستدعي ذلك، مؤكدين أنَّ الهدف من الفن في هذه الحالة ليس لتقديم عمل فني، أو تدريب المرضى للمشاركة بمعرض فني وإنما الهدف الأسمى هو مساعدة الفرد لتخفيف الحالة النفسية غير المستقرة لديه.
التعبير عن الذات من خلال الإبداع له قيمة علاجية
يعتمد العلاج بالفن على الاعتقاد بأنّ التعبير عن الذات من خلال الإبداع الفني له قيمة علاجية، فوفقاً لجمعية العلاج بالفن الأمريكية، يتم تدريب المعالجين بالفن على فهم الأدوار التي يمكن أن يلعبها اختيار اللون والملمس والشكل الخاص بالعمل الفني في العملية العلاجية، وكيف يمكن لهذه الأدوات المساعدة أن تكشف عن أفكار الفرد ومشاعره وتصرفاته النفسية، وبالتالي مساعدته في اكتشاف عواطفه وتحسين احترام الذات وتخفيف التوتر وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب لديه.
ويتم تقديم العلاج بالفن على نطاقٍ واسع في المستشفيات والعيادات النفسية في جميع أنحاء العالم، ويعمل المعالجون بالفنّ مع الأفراد والأزواج والمجموعات في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الاستشارات الخاصة والمستشفيات ومراكز الصحة وعلاج الإدمان والمؤسسات الإصلاحية، ومن المهم التأكيد أنَّ المعالجين بالفن هم أطباء على مستوى درجة الماجستير، إذ يعمل المعالج بالفن مع الأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية وعقلية، وكذلك الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية طبية وعقلية، والأفراد الذين يسعون إلى النمو العاطفي والإبداعي والروحي.
د. جميل بابلي: فعَّال لمن يعانون من صدمات في الطفولة
اعتبر الدكتور جميل بابلي- خبير في علوم الدماغ التطبيقية ومدير تنفيذي بأحد المراكز المتخصصة بالنيويرفيدباك-، الذي اعتبر أنَّ العلاج بالفن يقع تحت مظلته العديد من الفنون كالرسم، والموسيقى والصوت، كما أنَّ الرسم يُستخدم لتشخيص الحالة وقياس مدى تقدمها الفعلي مع العلاج، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من صدمة نمائية منذ الطفولية، لافتا إلى العلاج بالفن يستخدم لتدريب الشخص على كيفية تخزين انفعالاته، ففي حال الجسم لا يتعاون مع الدماغ فالانفعالات تخرج على شكل فوضى، ولكن مع العلاج تصبح انفعالات الشخص منظمة ومؤرشفة. وأضاف قائلا: «بالنسبة لي استخدام الصوت المعالج بالخوارزميات في علاج المتوحدين لتعزيز التواصل الاجتماعي والشعور بالأمان، فالطفل التوحدي إن كان يعاني من فرط الحركة فانفعالاته إما بالضرب أو العزلة فأسوأ حالات الانفعال أن يكون في عالمه، وبالتالي لابد من استخدام تقنيات لإخراجه من الحالة التي عليها، فهي تعطي نتائج فعالة مع التوحدين ومن لديهم فرط نشاط وحركة، والبالغين الذين لديهم صدمات مخزنة في أدمغتهم مما يسمح باسترخاء السمع ويستطيع تطوير علاقاته، ونسبة فعالية العلاج مع المتوحدين جيدة ولكن الأمر يتطلب متخصصين، فليس من يهوى الفن يستطيع أن يقدم هذا النوع من العلاج، بل في حال لم يقدم العلاج بطريقة منظمة فالنتائج عكسية لا محالة».
د. خالد المهندي: ليس بديلا عن الأدوية في بعض الحالات الحادة
ثمن الدكتور خالد المهندي-استشاري نفسي -، خطوة وزارة الصحة العامة في اعتماد العلاج بالفن ضمن المهن الطبية المساعدة بهدف انتفاع المستفيدين من الخدمات الصحية من الأساليب الجديدة في تعزيز الصحة النفسية لدورها في تشخيص الحالة وعلاجها وتأهيلها، إذ يلعب العلاج بالفن دورا كبيرا في العلاج السلوكي المعرفي، لدوره في إعادة الثقة بالنفس والدافعية، فهو يجمع بين حزمة من التكتيكات السلوكية والمشاعر التي تسهم في زيادة الدافعية، وخفض حالات القلق والتوتر والاكتئاب. وأضاف قائلا: « إنَّه وبناء على تجربتي فقد قمت باستخدام الفن في علاج عدد من الأشخاص المصابين بالانفصام للتعبير عن دواخلهم بالرسم، خاصة وأنَّ المعروف عن الفصاميين أنهم أشخاص أذكياء إلا أنهم غير منظمين، والرسم فعلا أثر على سلوكهم بشكل إيجابي».
واختتم الدكتور المهندي حديثه لافتا إلى أنَّ بعض الأمراض النفسية تتطلب خطة علاجية وفريقا طبيا متكاملا، على أن يتضمن الفريق المعالج طبيبا لتضمين الخطة العلاجية علاجا دوائيا إلى جانب العلاج بالفن والعلاج السلوكي المعرفي، وعادة يتم تطبيق هذه الخطة مع الحالات النفسية الشديدة.
د. عبد الرحمن عبدالله: تشخيص أفكار الفرد وتصرفاته النفسية
أوضح الدكتور عبدالرحمن عبدالله –مختص في علم النفس CBT ومدرب معتمد-، قائلا «إنَّ العلاج بالفن من العلاجات المثمرة والفعالة في حال اكتشفت الحالة النفسية بمرحلة العقدة أو الاضطراب، ولكن في حال وصلت الحالة النفسية لمرحلة المرض فهنا لابد من علاجات أخرى قد يكون من ضمنها العلاج بالفن، وأشير إلى أنَّ العلاج بالفن قادر على تشخيص أفكار الفرد ومشاعره وتصرفاته النفسية وبالتالي تقديم العلاج المناسب للحالة، ومن المهم استخدام هذا العلاج مع الأشخاص المؤمنة به، سيما وأنَّ البعض لا يؤمن بهذا النوع من العلاجات، لذا لا يجب فرضه على الأشخاص طالبي المساعدة العلاجية حتى يؤتي أوكله».
مساحة إعلانية
#إضافة #العلاج #بالفن #ضمن #المهن #الطبية #المساعدة
تابعوا Tunisactus على Google News