”إقبال ضعيف بالرغم من الامتيازات”… هل ينقذ الجزائريون سياحة تونس؟ – رصيف 22
بدأ آلاف السياح الجزائريين بالتوافد على الأراضي التونسية عبر المعابر البرية منذ منتصف تموز/ يوليو الماضي، وذلك بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إعادة فتح الحدود مع تونس عقب إغلاق دام أكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا.
جاء قرار فتح الحدود بعد زيارة الرئيس التونسي قيس سعيّد، إلى الجزائر مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي، بمناسبة الاحتفالات باستقلال الجزائر، وهو قرار أنهى أولاً الجدل القائم بشأن وجود أزمة دبلوماسية بين البلدين، وأحيا، ثانياً، آمال الناشطين في القطاع السياحي بانتعاش السوق السياحية في تونس في ظل أزمة سياسية واقتصادية حادة تضرب البلاد منذ أشهر.
بالرغم من أن تونس تتوقع قدوم نحو مليون سائح جزائري عند نهاية موسم الاصطياف، وهو ثُلث عدد السياح الجزائريين الذين توافدوا عليها في 2019، إلّا أن إقبالهم على المنتجعات والفنادق التونسية لا يزال ضعيفاً وخجولاً عكس كل التوقعات كما بدت الحركة في المعابر الحدودية عاديةً.
كشف وزير السياحة التونسي، محمد المعز بلحسن، أنه منذ الإعلان عن فتح الحدود البرية بين البلدين في الـ15 من شهر تموز/ يوليو الماضي، دخل نحو 60 ألف جزائري إلى تونس عبر معبرَي ملولة وحزوة.
ورجّح الوزير التونسي أن يرتفع هذا العدد خلال شهر آب/ أغسطس الحالي، مفسراً ذلك بأن العديد من الجزائريين يدخلون في عطلة في بداية هذا الشهر بالإضافة إلى تزامن نهاية شهر تموز/ يوليو مع انتهاء السنة الدراسية والإعلان عن نتائج البكالوريا في الجزائر.
وقال الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إنه يأمل في حال توفرت الظروف الملائمة بإمكان استقبال مليون سائح جزائري مؤكداً على أهمية السياح الجزائريين في تنشيط القطاع السياحي في تونس، وإحداث حركة تجارية مهمة في بلاده.
مع تواصل ضعف إقبال الجزائريين على تونس حتى نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي، وبداية شهر آب/ أغسطس الحالي، قرّرت تونس إعفاء الجزائريين المغادرين تونس من اختبار كورونا، وهو امتياز جديد يُضاف إلى مجموعة الامتيازات التي منحتها السلطات التونسية لزوارها من الجزائر وفي محاولة منها لإنقاذ الموسم السياحي.
بالرغم من أن تونس تتوقع قدوم نحو مليون سائح جزائري عند نهاية موسم الاصطياف، إلّا أن إقبالهم على المنتجعات والفنادق التونسية لا يزال ضعيفاً وخجولاً عكس كل التوقعات
جاء في بلاغ رسمي نشرته الرئاسة التونسية، أن “رئيس الجمهورية قيس سعيّد قرر، بعد التنسيق بين وزيري الداخلية التونسي والجزائري، عدم إخضاع الأشقاء الجزائريين المغادرين تونس لأي إجراء يتعلق باختبار كوفيد19 عند كل المعابر الحدودية بدءاً من اليوم الأحد 31 تموز/ يوليو 2022، وذلك تجسيداً للعلاقات المتميزة بين تونس والجزائر”.
ومنذ الإعلان رسمياً عن إعادة فتح الحدود بين البلدين، تسابق المسؤولون في تونس لمنح تسهيلات وامتيازات للسياح الجزائريين منها تسهيل إجراءات دخولهم عبر المعابر الحدودية وتبسيطها وإعلان وزارة الداخلية التونسية توجهها نحو إعفاء الجزائريين من تطبيق خدمة “الشنقال” (رفع السيارات المخالفة) في المدن التونسية.
بالرغم من أن السلطات التونسية والناشطين في القطاع السياحي علّقوا آمالهم على السوق الجزائرية لإنقاذ الموسم السياحي الذي يشهد ركوداً حاداً منذ بدء جائحة كورونا، إلا أن الإقبال الضعيف للجزائرين على تونس هذا الصيف كان لافتاً وغير مسبوق.
وأرجع خالد الفخفاخ، عضو الجامعة التونسية للنزل، ضعف توافد الجزائريين على تونس إلى فتح الحدود بين البلدين بشكل متأخر إلى جانب انشغال العائلات الجزائرية بنتائج البكالوريا، متوقعاً ارتفاع عدد الزوار خلال شهر آب/ أغسطس الحالي.
يرى الفخفاخ، في حديث إلى رصيف22، أن الأهم من نسب الإقبال هو إعادة فتح الحدود بين تونس والجزائر لضمان حرية تنقل السكان وعودة الحركة التجارية إلى سالف نشاطها
وأضاف الفخفاخ، في حديث إلى رصيف22، أن الأهم من نسب الإقبال هو إعادة فتح الحدود بين تونس والجزائر لضمان حرية تنقل السكان وعودة الحركة التجارية إلى سالف نشاطها.
لكنه في المقابل، يرجح تدفق الجزائريين على تونس خلال شهر آب/ أغسطس الحالي، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في نسبة الحجوزات في الفنادق والمنتجعات السياحية.
من جهته، يقرّ علي مناصر، عضو جمعية وكالات السياحة الجزائرية، أن نسبة إقبال الجزائريين على تونس هذه السنة ضعيفة جداً، رادّاً ذلك إلى أسباب عدة أهمها تراجع القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة في الجزائر، وتأخر فتح الحدود بين البلدين إلى جانب ارتفاع الأسعار في تونس بنسبة 30 في المئة مقارنةً بسنة 2019.
وأضاف علي مناصر، في حديث إلى رصيف22، أن القدرة الشرائية لدى السائح الجزائري انخفضت بشكل لافت بسبب غلاء الأسعار في بلاده، وهو ما يعني عدم قدرته على توفير الأموال للاصطياف والسياحة عكس السنوات السابقة.
وأكد مناصر أن الوكالات السياحية تعاني من ضعف الإقبال على العروض السياحية في تونس، وذلك بالرغم من سعيها إلى تقديم عروض مغرية وتخفيضات مهمة منذ فتح الحدود بين تونس والجزائر منتصف الشهر الماضي.
فتح الحدود بين البلدين كان في ذروة الموسم السياحي وجاء بشكل متأخر إذ لم تتمكن وكالات السياحة من التسويق بالشكل الكافي وإقناع السائح الجزائري
وأشار محدثنا في السياق ذاته، إلى أن فتح الحدود بين البلدين كان في ذروة الموسم السياحي وجاء بشكل متأخر إذ لم تتمكن وكالات السياحة من التسويق بالشكل الكافي وإقناع السائح الجزائري، مضيفاً أنه “كان من الأفضل لو تم فتح الحدود على الأقل منتصف شهر حزيران/ يونيو، وهو ما يعني منح بعض الوقت للعائلات والناشطين السياحيين للحجز والترويج”.
كما رأى “أن فتح الحدود في منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي، جاء بعد أيام قليلة من خروج الطبقة المتوسطة في الجزائر من مصاريف عيد الأضحى، إذ إن أسعار الأضاحي ارتفعت بنسبة 50 إلى60 في المئة”.
وفي تعليقه على قرار رفع تونس القيود الصحية على الجزائريين، رأى علي مناصر، أن هذا القرار لن يغيّر من واقع ضعف الإقبال، مشيراً إلى أن “السائح الجزائري لا يسأل عن فحص كورونا في أثناء قيامه بالحجز وإنما يهتم بنوعية الخدمات وبأسعار النزل والعروض المقدمة”، وفق قوله.
وزار تونس، منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي وحتى يوم 20 تموز/ يوليو الماضي، مليونان و626 ألف سائح، أي بزيادة بنسبة 113 في المئة، مقارنةً بالفترة نفسها من سنة 2021، بحسب أرقام رسمية كشفتها وزارة السياحة التونسية.
وتعتمد تونس على القطاع السياحي كأول مصدر مباشر للعملات، وقد وفّر 5.6 مليار دينار (1.9 مليار دولار) سنة 2019، بينما لم تتجاوز مداخيله 2.2 مليار دينار (733 مليون دولار) سنة 2021.
يُذكر أّن تونس استقطبت خلال سنة 2019، 2.9 مليون سائح جزائري، من ضمن 9.5 مليون سائح، وهو ما جعل من سنة 2019 سنةً مرجعيةً للمؤشرات السياحية في تونس.
#إقبال #ضعيف #بالرغم #من #الامتيازات #هل #ينقذ #الجزائريون #سياحة #تونس #رصيف
تابعوا Tunisactus على Google News