اختتام أعمال مؤتمر صورة الأردن في العالم في 100 عام

عمان – بترا

اختتمت اليوم الخميس، أعمال مؤتمر “صورة الأردن في العالم في 100 عام”، الذي نظمته الجامعة الهاشمية بالتعاون مع وزارة الثقافة.

وقدم رئيس المركز العربي للتربية الوالدية، وأستاذ التربية في جامعة قرطاج التونسية، الدكتور بشير العواني، ورقة بحثية بعنوان “أصدقاء الأردن في التربية والثقافة السياسية في المغرب العربي وتونس خصوصا” .

ولفت إلى أن الأردن مقبل على زيادة ديموغرافية في المستقبل، ما يحتم على الأردن أن يتخذ منحى صحيا في الزيادة البشرية، للمحافظة على نوعية الإنسان الأردني.

من جهته، تحدث المستشار الأكاديمي في المركز الوطني لتطور المناهج، الدكتور ذوقان عبيدات، عن صورة الأردن في العالم، من خلال الخطابين التربوي والتعليمي.

وبين عبيدات، أن خطاب الشرعة المجتمعية يتقدم على خطاب الشرعة القانونية، وأن الخطاب التربوي يعطي معلومات وإجابات جاهزة، بعيدا عن الحوار والمناقشة، داعيا لمعاصرة العقل وتطوره وفقا لمتطلبات العصر.

بدوره، تحدث أستاذ اللسانيات في الجامعة الهاشمية، الدكتور عيسى برهومة، عن نشأة الكليات الإنسانية وتطورها في المملكة، والتي شكلت عمودا من أعمدة المجتمع الأردني في مواكبتها للركب العلمي.

ولفت إلى أن العلوم الإنسانية، التي تمثل كلياتها معقلها، بداية نشأة الجامعات الأردنية، ولها دور بارز في النهوض بالحضارة والثقافة والسياسة.

وبين برهومة، أن الاهتمام بالإنسانيات وخريجيها، يدل على أهمية دورها وبنائها للدولة الأردنية على مدار 70 عاما سابقا، وبرزت من خلالها قامات علمية كبيرة من شتى أنحاء الشرق الأوسط.

وعن صورة التحديات النائية والاقتصادية والإرهابية، ركز رئيس تحرير مجلة كونفليكس ميديتارانية في باريس، وأستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة بوردو، الدكتور بيير بلان، على نقطتين أساسيتين، هما الأرض والمياه.

ولفت إلى أن أغلب المشاكل التي تواجهها المجتمعات في العالم هي في الأساس مشاكل زراعية، ترتبط بعلاقة الفلاح بأرضه، وهي أساس الانقلابات التي حدثت في الواقع السياسي في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار بلان إلى أن الفلاحة الأردنية نجت من مشاكل توزيع الأراضي على الأفراد واحتكارها من قبل فئات معينة، ووزعت الأرض المشاع فيها بشكل عادل قدر المستطاع، ويسمح للتطور وامتلاك الأراضي. أما عن عنصر المياه، أوضح بيير، أن المياه في الشرق الأوسط إما أن تكون مصدر استقرار أو عدمه للمنطقة، مبينا أن الأردن نجا من كارثة مائية، لاستطاعته تأمين مياه الشرب والري.

وتحدث عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في الجامعة الهاشمية، الدكتور وصفي الروابدة، عن دور الاستثمار في تحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي في عهد المملكة الرابعة. وبين، أن هناك عوامل عدة ساهمت في تحقيق الاستثمار والتنمية، أهمها الحوافز والتسهيلات، والبنية التحتية الحديثة، والمناخ الاستثماري في الأردن، والبيئة القانونية واستقرار التشريعات. كما أن من هذه العوامل، الأمن والاستقرار السياسي، حيث يعتبر العامل الأمني من أهم ما ينظر إليه المستثمر بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار بالاستثمار والتوسع فيه، بالإضافة إلى العمالة وكفاءة الأيدي العاملة، التي يلعب العنصر البشري فيها دورا محوريا في تشغيل المصانع والشركات.

وتحدث أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية، الدكتور رعد التل، عن الاقتصاد الأردني وصور تطوره وتوعية حياة الأردنيين في مئة عام، مشيراً إلى أن النموذج الاقتصادي الأردني قام على وقع الحروب والأزمات التي رسمت تاريخ المنطقة، ونما ما يمكن وصفه “باقتصاد الأزمات” ضمن الظروف الموضوعية.

ولفت التل إلى أن من أبرز العوامل التي أدت إلى ذلك، توافد اللاجئين والنازحين إليه خلال العقدين الذين تبعا استقلال الأردن، وتضاعف عدد سكانه، وتقبله نفقات عالية، مشيرا إلى أن الموارد الخارجية ساهمت في بناء اقتصاد الأردن ومؤسساته، ورسخت النمو المتسارع في الإنفاق العام.

وأضاف، أن ذلك يستدعي معالجة القطاعات ذات التشوهات المزمنة، والتي أصبحت معيقات أساسية لنمو العمل، خاصة النقل والطاقة والتدريب المهني والتقني، وإعادة إنتاج النظام الضريبي.

وقدم مدير وحدة الرسائل الإعلامية في رئاسة الوزراء، الدكتور حمزة بصبوص، ورقة بحثية بعنوان “صورة الإعلام في التجربة الديمقراطية الأردنية 1921 – 2021م”، تناول فيها المفاصل الأساسية في تاريخ الصحافة والإعلام في الأردن ضمن ثلاث مراحل هي: عهد إمارة شرق الأردن، ومرحلة ما بعد الاستقلال، والمرحلة الممتدة منذ بدء الألفية الثالثة وحتى نهاية المئوية الأولى.

واستعرض بصبوص واقع الإعلام الأردني في كل مرحلة من هذه المراحل من حيث الأطر التشريعية والتنظيمية وتطورها، لافتاً إلى أن البيئة الإعلامية الأردنية اتسمت على الدوام بالتنوع والتعددية وقدرتها على استيعاب التطورات الجديدة.

–(بترا)