اقتصاد الرياضة و تسويق البلاد….واقع و آفاق
أصبحت الرياضة ظاهرة تخترق كل مجالات الحياة و حقول النشاط الإنساني و هو ما يعني انها غادرت مجال النشاط الثانوي أو الهامشي لتتحول إلى نشاط محوري . و لا شك أن التظاهرات الرياضية الكبرى تمثل مناسبة للتوقف عند دور الرياضة في الإقتصاد و سبل تطويرها . هذه الخلفية كانت حاضرة في اللقاء الذي نظمته مؤسسة ” سيغما ” بالتعاون مع ” كونراد ادينهاور ” حول ” اقتصاد الرياضة و تسويق البلاد ” .
افتتح اللقاء حسن الزرقوني الذي كان وفيا لعادته في اعتماد بعض الأرقام و محاولة التوقف عند دلالاتها مشيرا إلى أن لتونس سجلا حافلا ، في الرياضات الجماعية و الفردية، في التألق و الحضور في التظاهرات الرياضية الكبرى من ذلك أن تونس تشارك في ” المونديال ” للمرة السادسة علاوة على تألق انس جابر و السجل الحافل لأسامة الملولي و هو ما يجعل من الشعب التونسي ” شعبا رياضيا بامتياز ” حسن الزرقوني أشار إلى أن الرياضة ظاهرة مركبة تجمع بين العقلانية و الخضوع للانفعالات و المشاعر ” في ما يتعلق بالأرقام أشار إلى أن المال المتداول في النشاط الرياضي على المستوى العالمي يبلغ ألف مليار دولار و أن هذا الرقم يمثل 1% من المال المتداول في الإقتصاد العالمي. و استعرض حسن الزرقوني أهم نتائج استطلاع للرأي قامت به مؤسسة ” سيغما ” حول علاقة التونسيين بالرياضة اعتمادا على عينة من الف شخص . النتائج أبرزت اهتماما بالرياضة خاصة و ان نصف العينة تعتبر الرياضة المحترفة رافعة اقتصادية هامة و أكدت أيضا أن من أكبر ما يهدد الرياضة في تونس العنف و نشر الكراهية و إثارة الاضطرابات الإجتماعية. نفس الاستطلاع أشار إلى أن أنس جابر تمثل الشخصية الرياضية الأبرز في تاريخ الرياضة التونسية يليها أسامة الملولي ثم محمد القمودي و محمد خليل الجندوبي. و مما يلفت الانتباه في نتائج الاستبيان أن الرياضات الفردية تحظى بالأولوية لدى نصف العينة تقريبا في حين تستحوذ كرة القدم لوحدها على إهتمام نصف العينة.
الصحفي حسني الزغدودي توقف عند تجربة إمارة دبي في استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى مشيرا إلى أن دبي تحتضن ما لا يقل عن 444 تظاهرة و حدث رياضي و إلى أن ذلك يقف وراء زيارة مليون سائح من ضمن 21 مليون سائح يزورون دبي سنويا و إلى أن التظاهرات الرياضية تدر رقم معاملات سنوية يقارب 700 مليون دولار سنويا. حسني الزغدودي أشار أيضا إلى سياسات تشجيع ممارسة الرياضة في دبي و إلى الرهان على الرياضات المجتمعية.
سلمى المولهي تطرقت ، بوصفها رئيسة الجامعة التونسية للتنس ، إلى خفايا تألق أنس جابر و إلى ما أكدته دورة الياسمين التي احتضنها مؤخرا مدينة المنستير و إلى انعكاساتها الإيجابية على السياحة و الحت على أنه لا يمكن أن يبرز أبطال دون بنية أساسية و إلى أن الدولة مدعوة لتطوير السياحة الرياضية و تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى و أشارت إلى معضلة غياب التجهيزات و تدهورها.
و اما رئيس الجامعة التونسية لكرة السلة علي البنزرتي فقد أشار إلى أن ضعف الإمكانيات هي التي تقف حاجزا أمام تطور بعض الرياضات مشيرا إلى أن قاعتي رادس و المنستير هما الوحيدتان اللتان تستجيبان للمواصفات التي تطلبها الجامعة الدولية لكرة السلة. و حسب علي البنزرتي فإن تدهور البنية التحتية و تفشي العنف يحولان دون تسويق بطولة كرة السلة لأن ما يتم تسويقه هو صورة لا المقابلات.
اللاعب الدولي السابق كريم حقي توقف عند التجربة الألمانية في التكوين و التسويق داعيا للاستفادة منها و تطرق إلى انعكاسات تألق المنتخب الكرواتي لكرة القدم على صورة كرواتيا و جاذبيتها كوجهة سياحية.
مداخلة الخبير فرج بوسلامة ، رئيس جمعية ” رياضة و صحة و تنمية” تطرقت إلى واقع الرياضة المدرسية و هو واقع اعتبره غير مغر و غير جذاب في ظل غياب الفضاءات الرياضية و تدهورها و الاستحواذ في بعض المعاهد على الملاعب الرياضية و تحويلها إلى أقسام. فرج بوسلامة أشار إلى أن الرياضة المدرسية تخضع للاهداف التي وقع وضعها سنة1990 و التي تجاوزها الزمن و إلى أن وزارة الرياضة لا سلطة لها فعليا على الرياضة المدرسية.
و اختتم د. حليم الجبالي، رئيس الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات ، المداخلات و استعرض ما تقوم به الوكالة في مجال مكافحة المنشطات مشيرا إلى أن الوكالة تقوم بما لا يقل عن 400 عملية سنويا و ان العملية الواحدة تكلف ما بين 800 و ألف دينار و إلى أن تونس التي كانت رائدة في ما يتعلق بمكافحة المنشطات على مستوى التشريعات و التجهيزات و إفريقيا تراجعت كثيرا . و اعتبر حليم الجبالي أن انتشار القاعات الرياضية الخاصة و الذي يقدر بأكثر من 2600 قاعة يطرح عدة صعوبات خاصة في ظل إنتشار تقليد استهلاك المكملات الغذائية.
شهاب القرقني
#اقتصاد #الرياضة #تسويق #البلاد….واقع #آفاق
تابعوا Tunisactus على Google News