«الأعلى للدولة»: لا يمكن حل المجموعات المسلحة في طرابلس
أكد النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، ناجي مختار، أن الاشتباكات التي وقعت في طرابلس هي نتاج «عدم تنسيق ووجود خلافات شخصية بين قيادات المجموعات المسلحة، ولا ترقى إلى مستوى الخوف منها». مشددا على أنه «لا يمكن حل أو تسريح المجموعات المسلحة في طرابلس، ولسنا جاهزين للتخلص منها أو إخراجها من المشهد».
وقال مختار لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم الأربعاء: «نحن بحاجة إلى الجلوس مع هذه القيادات، ومحاولة إزالة سوء الفهم بينها، وإيجاد نقاط للتواصل فيما بينها، لأن هذه المجموعات اليوم تمثل حجر الزاوية في المشهد الأمني بالمنطقة الغربية، ولا يمكن الحديث عن مشهد الدولة دون وجودهم، لكون حركة المال في طرابلس وحركة الاقتصاد وحرية التنقل وحركة الطيران تعتمد عليهم بشكل أساسي».
وكانت وسائل إعلام ليبية قد أفادت مساء أمس بتوقف الاشتباكات في العديد من المناطق بالعاصمة طرابلس، بعد ضمانات حصل عليها قادة اللواء 444 بإطلاق سراح آمر اللواء، محمود حمزة، وعودته لمعسكر التكبالي، في حين أعلن أعيان وحكماء في طرابلس، في بيان، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وعودة الوحدات العسكرية إلى الثكنات. وأضاف مختار أنه «لا أحد يدعم هذه الاشتباكات المسلحة، لكن هذه المجموعات موجودة حاليا، وقد كلفت الدولة كثيرا من الأموال، وتملك كثيرا من المعدات والعتاد، لذلك لسنا جاهزين للتخلص منها أو إخراجها من المشهد، بقدر ما نحن بحاجة إلى معالجة أوضاعها القانونية، ووضعها ضمن إطار سياسي للاستفادة منها، لأننا لا نملك البدائل، كما أن وزارة الداخلية غير جاهزة لأن تحل محل هذه المجموعات المسلحة».
دخان متصاعد وسط طرابلس بفعل الاشتباكات المسلحة (رويترز)
ورفض مختار «حل أو تسريح» تلك المجموعات المسلحة، لكنه أشار إلى الحاجة لإيجاد «الخلل لديهم ومعالجته، وضبط آلية عملهم». وقال إن «تجريم هذه المجموعات، وإخراجها من المشهد بالجملة يجعلنا نواجه حالة صفرية في المشهد الأمني والعسكري، لذلك يجب التعامل معها بواقعية، خاصة مع القيادات، والجلوس معها وإيجاد قواسم مشتركة سياسية، فهذا هو الحل المتاح والأفضل حاليا». مضيفا أن العاصمة هي مصدر القرار السياسي، والمجموعات المسلحة الموجودة فيها حاليا هي اليوم «الأقرب إلى الدولة، لكنها تحتاج لعمل سياسي من مجلس الدولة لتأطيرها، ووضعها في إطار الدولة، لا سيما أن هذه المجموعات بات لديها تاريخ طويل في العمل العسكري والأمني».
وتابع مختار قائلا: «الدور الغائب هو دور مجلس الدولة لكونه المؤسسة السياسية الوحيدة في المنطقة الغربية، التي يعول عليها لاحتواء هذه المجموعات ضمن مؤسسات الدولة». مشددا على أن الدولة الليبية بحاجة لهذه المجموعات المسلحة، لكنه أشار أيضا إلى ضرورة التعامل معها في إطار من «القانونية والعمل السياسي»، و«احتوائها وإعادة استخدامها».
في سياق ذلك، عد النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للدولة أن هذه المجموعات المسلحة هي «واقع موجود وله سلبياته التي ما نزال نعيشها، لكن لا يمكن تخيل طرابلس دون وجودها في الوقت الحالي، لأنها تملك العتاد العسكري الكبير، ومجهزة بشكل جيد، وكلفت كثيرا من ميزانية الدولة وأموال الشعب، لذلك يجب تقسيمها بين شرطة وجيش، ضمن مؤسسات واضحة المهام والصلاحيات». مشيرا إلى أن المجموعات المسلحة، التي حدث بينها القتال: «لا تتبع أي جهة سياسية، وحتى الحكومة الموجودة حاليا في طرابلس تتعامل معها بمنطق الشراكة، وليس بمنطق القيادة أو بمنطق التبعية». كما دعا مختار المجموعات المسلحة لأن «يكون لديها نظرة سياسية موضوعية، للاستفادة من وجودها لكونها الأقرب للدولة الليبية».
#الأعلى #للدولة #لا #يمكن #حل #المجموعات #المسلحة #في #طرابلس
تابعوا Tunisactus على Google News