الأنظمة الديموقراطية والأنظمة الإنسانية!
استضافتنا قناة العربية ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» للحديث عن مقالي المعنون «لا ديموقراطية أو ديكتاتورية في الخليج» ومما ذكرته في اللقاء وأعيد تكراره حاجة العالم ومفكريه وساسته ومنظِّريه ومثقفيه لوضع تعريفات وتقسيمات ومساطر جديدة للأنظمة السياسية في دول العالم المختلفة بدلاً من الاكتفاء بالمؤشرات القائمة على الديموقراطية وهي مؤشرات ظالمة ومضللة…
***
ففي الوقت الحالي توجد مسطرة تسمى بـ«مؤشر الديموقراطية» يتم من خلالها تقسيم الأنظمة السياسية في العالم إلى (1) ديموقراطيات كاملة (2) ديموقراطيات بها خلل (3) ديموقراطيات هجينة (4) أنظمة استبدادية أو تسلطيّة، وطبقاً لذلك المؤشر فإسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة بالمنطقة وتأتي بعدها تونس والمغرب كأنظمة هجينة، أما باقي دول المنطقة فتعتبر -حسب ذلك التصنيف- أنظمة استبدادية وتسلطيّة، حيث تبدأ بفلسطين في المرتبة الـ 109 على مستوى العالم والكويت الـ 110 ولبنان الـ 111 والعراق الـ 116 والأردن الـ 118 … إلخ، وفي هذا ظلم لدولنا خاصة الخليجية.
***
ما اقترحته في اللقاء الحاجة الماسة لخلق مسطرة جديدة حيث إن «مسطرة الديموقراطية» لا تعني شيئاً على الإطلاق فيما يخص كرامة المواطن وحاجات الشعوب، فكثير من الأنظمة الديموقراطية في المنطقة وخارجها وحتى في الدول المتقدمة تُسحق بها كرامات الناس وينام الملايين منهم بالشوارع دون خدمات تعليمية وصحيّة… إلخ، والبديل المقترح هو خلق مسطرة «الأنظمة الإنسانية» التي مسطرتها هي قدرتها على توفير المستلزمات الأساسية للشعوب في الحياة الكريمة…
***
فلو خلقنا تلك المسطرة أو ذلك المؤشر ووضعنا مئة نقطة كالدرجة الأعلى والأمثل للأنظمة الإنسانية في ذلك المؤشر وخصصنا 10 درجات لكل مستلزم متفق عليه من مستلزمات الشعوب بالحياة الكريمة لوجب تخصيص 10 درجات للنظام السياسي الذي يوفر الأمن والأمان و10 درجات للشفافية ومحاربة الفساد و10 درجات لمن يخلق فرص العمل و10 درجات لمن يخلق عمليات تنمية مبهرة ومستقبلاً مشرقاً للبلاد والعباد و10 درجات للتعليم المتميز وللخدمات الصحية والحكومية المتقدمة و10 درجات لتنويع مصادر الدخل و10 درجات للعناية بالبيئة و10 درجات للأنظمة المشجعة على التنوير والتغيير ومواكبة الثورة المعلوماتية القائمة والقادمة و10 درجات لترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والمشجع لحقوق النساء والأقليات والأديان، و10 درجات للإبهار بالإنجاز وللقضاء المستقل وتشجيع السياحة والاستثمار والترفيه والاستغلال الأمثل للطاقات الطبيعية والبشرية، حينها سنجد ودون مجاملة أو مبالغة أن انظمتنا الخليجية هي الأولى دون منازع أو منافس في مؤشر «الأنظمة الإنسانية» بالعالم وهو المؤشر الأكثر عدلا وواقعية ومنطقا والعاكس الحقيقي لحاجات الشعوب في الحياة الكريمة أكثر من مؤشرات أخرى يقول بها المترفون والمنظِّرون البعيدون عن الواقع…
* نقلا عن “النهار” الكويتية
تنويه:
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
#الأنظمة #الديموقراطية #والأنظمة #الإنسانية
تابعوا Tunisactus على Google News