الإمارات – «إكسبو» فرصة لسد الفجوة التكنولوجية بين الدول الم…
منذ ولادة معرض إكسبو في شانزليزيه باريس عام 1844، ولوقت طويل، هيمنت الدول الصناعية الكبرى، وخصوصاً بريطانيا وفرنسا، على ابتكارات واختراعات التكنولوجيا في المعرض العالمي، ولكن ربما أهم ما يميز إكسبو 2020 دبي، هو تسليط الضوء على أن الابتكارات والأفكار والمشاريع التكنولوجية، التي تسهم برسم مستقبل أفضل للبشرية، لم تعد حكراً على الدول المتقدمة، بحسب خبراء، معتبرين أن إكسبو 2020 دبي، يمثل فرصة عالمية لسد الفجوة التكنولوجية بين الدول المتقدمة والنامية، ورفع الفقر عن تلك الدول.
وأفاد مسؤولون ومديرو أجنحة في إكسبو 2020 دبي، أن الحدث العالمي منصة عالمية مهمة، لحفز التمويل والاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، ودفع عجلة التعافي في الدول النامية، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد 19».
وقالت إنطوانيت كاتانيا مديرة جناح مالطا، إن قطاع التكنولوجيا في الدولة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 530 ألف نسمة، قطع شوطاً كبيراً منذ 2019، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد 19»، التي شهد خلالها قطاع التكنولوجيا قفزة كبيرة. وأشارت إلى أن مالطا، التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي 2004، تهدف لتصبح «مركز التكنولوجيا في المستقبل». وأضافت: «في مالطا نفخر حقاً بما نسميه نظام التكنولوجيا والابتكار، وقد بدأنا بتعزيز التنوع الاقتصادي، بفضل التصنيع وتقنية المعلومات والاتصالات وعلوم الحياة، باعتبارها من المقومات الرئيسة، إلى جانب الطيران والخدمات التعليمية واللوجستية والأنشطة البحرية. وقد أطلقت مالطا مؤخراً كذلك، نظام ابتكار طائرات الدرون، الذي يسهم في تعزيز نظامها التقني، وذلك في مراكز الابتكار، والمجمعات العلمية، ومساحات العمل المشترك».
ولفتت كاتانيا، إلى أن العديد من شركات التكنولوجيا الناشئة في مالطا، بدأت تجذب الاستثمارات الضرورية، وتوفر وظائف في التصنيع وبلوك تشين والتكنولوجيا الطبية والمالية والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها، وكذلك كبرى شركات التقنية، التي تصل استثماراتها في الدولة الصغيرة اليوم إلى 125 مليون دولار. وأشارت إلى أن تلك المجالات، تحظى بدعم حكومي كبير، وتمنح حوافز مجزية، وهو ما دعا الحكومة هناك لتأسيس «هيئة مالطا للابتكار الرقمي»، التي تدعم صادرات التقنية، مثل المعالجات والحواسيب وغيرها.
التكنولوجيا العرقية
وقالت ليليت هاغوبيان مديرة جناح أرمينيا، إن مفهوم التكنولوجيا العرقية (Ethnotech)، الذي يقدمه جناح أرمينيا – وتعبّر عنه شجرة التكنولوجيا العرقية – يتمحور حول فكرة رسم المستقبل التكنولوجي للدولة، بناء على أفضل تقاليد الماضي، والكشف عن تفرد أرمينيا، وسماتها العرقية، وطموحها التكنولوجي، واندماج الحلول التكنولوجية الجديدة بسلاسة، مع إرث أرمينيا العريق.
وأفادت هاغوبيان بأن أرمينيا تشهد اليوم «ازدهاراً تكنولوجياً»، يخدم منطقة القوقاز بكاملها، مشيرة إلى أن وفداً من شركات التكنولوجيا الناشئة من أرمينيا، سيزور معرض إكسبو في 8 ديسمبر، لعرض اختراعاتهم، ومناقشة فرص التمويل. وأضافت: «هنالك العديد من نقاط التآزر بين الإمارات وأرمينيا، وأعتقد أن إكسبو فرصة رائعة لاستكشاف فرص التعاون والمشتركات في قطاع التكنولوجيا».
محرك اقتصادي
من جهتها، قالت آنا بارسيغيان مديرة ترويج الاستثمار في «إنتربرايز أرمينيا»، الجهة الحكومية المسؤولة عن الترويج لقطاع التكنولوجيا في أرمينيا، إن التكنولوجيا لا تساعد الشعب الأرميني على ترسيخ جذوره فحسب، بل هي اليوم أحد المحركات الأساسية للاقتصاد في أرمينيا. وتضيف بارسيغيان: «لدينا اليوم أكثر من 1000 شركة تكنولوجيا، تشكل الشركات المحلية حوالي 52 %، تعمل في قطاعات الأتمتة والبيانات والبرمجيات، وتصميم المعالجات، وتطبيقات التجارة الإلكترونية، وغيرها، ويعمل لديها أكثر من 20 ألف شخص من أصحاب المهارات العالية. ولدينا كذلك أكثر من 200 شركة تعمل في مجال البحوث والتطوير، من أبرزها مركز «تومو» للتقنيات الإبداعية، الذي يسمح لصغار السن ببناء مهاراتهم التقنية، وثقتهم بأنفسهم، لتكوين مستقبلهم».
ولفتت بارسيغيان إلى أن مساهمة قطاع التكنولوجيا في أرمينيا اليوم، تصل إلى أكثر من مليار دولار، أو حوالي 8 % من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في الدولة، التي لا يزيد تعداد سكانها في الداخل، على ثلاثة ملايين نسمة فقط. وأشارت إلى أن دول الخليج، استحوذت على 9 % من صادرات التكنولوجيا من أرمينيا قبل كوفيد 19، فيما تستحوذ الولايات المتحدة وكندا على النسبة الأكبر من تلك الصادرات بنسبة 46 %. وأضافت بارسيغيان: «كانت أرمينيا خلال الحقبة السوفييتية، مركز الابتكار التكنولوجي في الاتحاد السوفييتي، وتم فيها تصميم أول كمبيوتر في البلاد. واليوم، أرمينيا في المركز 61 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي GIS، وأعتقد أن إكسبو 2020 دبي، يوفر فرصة رائعة للدول الصغيرة والناشئة، لإبراز اختراعاتها في هذا القطاع الحيوي المهم».
مبدعون شباب
وقال سامي حسن مدير المكتب التجاري التونسي في جناح تونس، إن إكسبو 2020 دبي، فرصة ثمينة لتعريف العالم بأن الدول النامية، لديها كذلك صناعات تكنولوجيا، ولديها مبدعون من الشباب، مشيراً إلى أن تونس أطلقت في فبراير 2020، وزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي، خصوصاً مع النمو المستقر، الذي يشهده قطاع التكنولوجيا هناك. وأضاف: «أصبح اسم دبي مرادفاً للتكنولوجيا في المنطقة، ونعتقد أن إكسبو يوفر منصة رائعة، لتسليط الضوء على المبادرات والفرص المتاحة في قطاع التكنولوجيا، ومشاركتها مع المجتمع الدولي».
ويعرض جناح تونس في قسم التكنولوجيا والابتكار، عدداً من المنتجات التكنولوجية، التي صنعت بأيدٍ تونسية، مثل أذرع روبوتية لأصحاب الهمم، وطائرات خفيفة، وروبوت وعربة آلية (F-Guard)، تم إنتاجها بالتعاون مع وزارة الداخلية، تقوم بالتجوال بالشوارع، ومراقبة وتنبيه الناس بخصوص ارتداء الكمامة، والالتزام بإجراءات التباعد، بالإضافة إلى عرض عن القمر الصناعي الذي أطلقته تونس في مارس الماضي، والمصنع بالكامل في تونس، ومخصص لشبكة الإنترنت الخاصة بـ «إنترنت الأشياء»، في خطوة جعلت من تونس أول بلد مغاربي، يصنع قمراً صناعياً، بهدف جمع البيانات الخاصة بالطقس. ولفت إلى أن نحو أربعين شخصاً، يمثلون شركات ناشئة، سيقومون بزيارة جناح تونس في 7 ديسمبر المقبل، لبحث فرص تمويلها.
وقال سام كاروهانج مدير جناح أوغندا، إن تنفيذ استراتيجيات التنمية في الدول النامية، أصبح مرتبطاً بقوة، بإنتاج وتجديد التكنولوجيا، وحل الكثير من المشاكل القائمة، مشيراً إلى أن العديد من دول العالم الثالث، لم تعد مجرد دول مستهلكة للتكنولوجيا، وذلك بسبب الاهتمام الكبير الذي توليه الدول النامية اليوم لصناعة المعرفة، والبحث الصناعي، وتوفير ميزانيات للبحث العلمي، الذي يعتبر أساس الإنتاج والإبداع التكنولوجي، لافتاً إلى إكسبو منصة عالمية، لإبراز الجهود التي تبرزها الدول النامية في تطوير قطاع التكنولوجيا.
تجربة فريدة
وأفاد كاروهانج: «تمثل أوغندا تجربة فريدة في القارة السمراء، في تطور القطاع التكنولوجي، فمؤخراً، أطلقنا مركزاً للبيانات، سيوظف العديد من شباب أوغندا. ونفخر بأن أوغندا أصبحت مركزاً للشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا، وبينما تُركز بعضها على توفير حلول التجارة الإلكترونية وفرص العمل، تستفيد أخرى من مهارات تطوير البرمجيات، للتوصل إلى أدوات تُعالج تحديات التنمية في البلاد الواقعة شرقي القارة الأفريقية». وأضاف: «تحتل أوغندا اليوم المرتبة الخامسة في عدد مستخدمي الإنترنت، وخدمات الهواتف النقالة، كما تباشر أوغندا تطوير قدراتها التكنولوجية، وهو ما أفضى لتدشينها حافلة «كايولا»، وهى أول حافلة في أفريقيا تعمل بالطاقة الشمسية».
غابة التقنيات
وقالت يفغينيا كوماروفا مسؤولة الاتصال والبروتوكول في جناح بيلاروسيا، إن إكسبو 2020 دبي، يمثل «ورشة تعاون عالمية»، تهدف إلى تقديم مستقبل أفضل للإنسانية، مشيرة إلى أن شعار الجناح، وهو «ابتكار، استثمارات، أفراد»، يتوافق مع شعار إكسبو القائم على تواصل العقول. وأضافت أن الجناح يعرض مفهوم «غابة تقنيات المستقبل»، لإيضاح إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا في حماية الطبيعة وموارد المياه، وإنتاج الطاقة والتصنيع، وتطوير الصحة في بيلاروسيا.
شجرة المعرفة
وأوضحت كوماروفا أن «شجرة المعرفة»، التي تتوسط الجناح، توضح أن تعاون شعب بيلاوس، يثمر معارف تسهم في إيجاد حلول لمشاكل بلادهم. وأضافت: «ندعو زوار إكسبو، لاستكشاف كيف يمكن للطبيعة والتقنية، أن تجتمعا لمساعدتنا على النمو. وكما تنمو الأشجار في الغابة، لتصبح أقوى، ويطول عمرها عندما تجتمع معاً، يمكننا أيضاً صنع مستقبل أفضل لنا جميعاً، عبر التعاون».
الواقع الافتراضي
وأفادت كوماروفا، بأن تقنيات الواقع الافتراضي، تشهد تطوراً ملحوظاً في القطاع الصحي في البلاد، من خلال استخدام هذه التقنية، والقفازات اللمسية في تدريب وتعليم طلاب الطب. وأضافت: «تعرض شركة «هولوميديك»، تقنيات الواقع الافتراضي، التي تساعد الطلاب في تعلم بنية جسم الإنسان، على صور ثلاثية الأبعاد، في علم التشريح، وممارسة التشخيص، وحتى إجراء العمليات الجراحية».
MENAFN01122021000110011019ID1103288409
#الإمارات #إكسبو #فرصة #لسد #الفجوة #التكنولوجية #بين #الدول #الم
تابعوا Tunisactus على Google News