- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

الإمارات تحتضن الفاشية الصهيونية – شفقنا العربي

- الإعلانات -

شفقنا- من المؤكد أن بعض النظام الرسمي العربي ماضٍ الى ما لا نهاية، في تقديم صورة أخرى من صور الهوان والذل والخزي، بسياسة وسلوك عربي رسمي يتجاوز مسألة الطعن والغدر بقضية العرب الأولى فلسطين. نموذج سياسة حكام الإمارات المدهشة بالخزي والعار ترسم ملامح أخرى من التحالف مع تيار الفاشية الصهيونية بزعامة إيتمار بن غفير وبتسئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو، في الوقت الذي عبرت فيه أوساط إقليمية ودولية، وأمريكية وحتى إسرائيلية، عن قلقها من التوليفة العنصرية القادمة في إسرائيل، ومسؤوليتها المباشرة عن تفجر الأوضاع مستقبلاً، لوضوح البرامج والسياسات المعادية للوجود الفلسطيني فوق أرضه ونسفٍ كلي لكل مفاهيم السلام والانقلاب على كل المواثيق والأعراف الدولية.

صياغة سياسة تتلاءم والطروحات التي نادى وينادي بها تلامذة الفكر الصهيوني الفاشي، عن إبادة العرب ونقاء الدولة اليهودية، والتي توعد بتطبيقها بن غفير في حال وصوله للسلطة بفرض سياسة الإعدام المباشر للمقاومين، وطرد الفلسطينيين الذين يحرّضون على إسرائيل وسن قوانين أكثر قسوة على الأسرى، ناهيك عن التغني بجرائم الإرهابي مائير كاهانا وباروخ غولدشتاين، كل ذلك لم يولد ردة فعلٍ عربية حاسمة وقلقلة بالمعنى الفعلي تجاه التوجه الإسرائيلي لشرعنة الإرهاب المباشر ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة والسكان، بل على العكس، مقابل هذا القلق الذي تشعر به بعض الدوائر في إسرائيل والولايات المتحدة وأوربا وفي الأوساط الفلسطينية، جاءت الأخبار بدعوة سفارة الإمارات في تل أبيب للإرهابي بن غفير ليحتفل بـ”يوم الإمارات الوطني” ويضفي لمسة صهيونية على عيد “الاستقلال العربي”، وتقديم الطمأنينة للفاشية الصهيونية من أي قلق ينتج عن جرائم الاستيطان والتهويد للأرض وهدم المنازل وعمليات الإعدام الميداني، خصوصاً بعد أيام من عمليات الاقتحام المتكرر لمدينة ومخيم جنين، وارتقاء العديد من الشهداء بفعل الاستهداف المباشر من قبل جنود الاحتلال بهدف القتل كما حدث في نابلس من إعدام بدم بارد للشاب عمار مفلح في بلدة حوار ومؤخراً للشهيد رائد النعسان، فضلاً عن قرارات مصادرة آلاف الدونمات.

مقابل هذا القلق الذي تشعر به بعض الدوائر في إسرائيل والولايات المتحدة وأوربا وفي الأوساط الفلسطينية، جاءت الأخبار بدعوة سفارة الإمارات في تل أبيب للإرهابي بن غفير ليحتفل بـ”يوم الإمارات الوطني” ويضفي لمسة صهيونية على عيد “الاستقلال العربي”، وتقديم الطمأنينة للفاشية الصهيونية من أي قلق ينتج عن جرائم الاستيطان والتهويد للأرض وهدم المنازل وعمليات الإعدام الميداني

في كل الأحوال، ما نشهده عربياً بنموذج احتضان الإمارات لممثل الفاشية الصهيونية، هو رد “صريح” وبائس لهجمة مرتدة، بعد عملية عزل إسرائيل في مونديال كأس العالم في قطر، وتنامي الرفض الشعبي الواسع لقبول ممثلي دولة الأبارتايد الصهيوني في الشارع العربي، وفشل تسويق كل الأقنعة الإعلامية والسياحية لإسرائيل؛ التي وجدت نفسها منبوذة ومعزولة في شوارع عربية، وخصوصاً بعد الاستفتاء الجماهيري على حضور فلسطين ورايتها كعناوين لرفض الظلم ووسم دولة الأبارتايد الصهيوني بالعنصرية بمجرد ذكر اسمها أمام المواطنين العرب.

الدعوة الصهيونية لحملة مضادة حسب القناة 13 العبرية، لمواجهة ما يعتبرونه نجاحا للرواية الفلسطينية، تعبر عن إحباط الاحتلال من عدم تفوق روايته على الضحايا إلى ما لا نهاية رغم امتلاكه كل القدرات والإمكانات، “فصورة إسرائيل تبقى ثقيلة ومضرة مما يحتم على الدوائر الإعلامية والدعاية في إسرائيل اتخاذ قرار الساعة، دون تأخير”.

سريعاً جاء العون والمدد الإماراتي لعتاة الفاشية والصهيونية الدينية، ولأرباب مشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين، وذلك لا يتصل بموضوع التطبيع واتفاقات “أبراهام” بقدر ما يتجاوز معنى ومضمون مفهوم التطبيع، فالانخراط في تحالف عالٍ من التنسيق الأمني والدعم الاقتصادي واللوجستي باتجاه واحد؛ يقوي المستعمر ويعينه على الضحايا ويتبنى أساطيره وأكاذيبه ويبرر جرائمه، يعني بلوغ الرعاية الفعلية للمشروع الصهيوني في فلسطين ليس كما كان يشاع من القوى الغربية والإمبريالية فقط، بل احتفاء بانضمام محاور عربية تعبر عن دعم وإسناد وتكاتف للفاشية الصهيونية الدينية وتتخذها مظلة لحماية نفسها من شعوبها، وبنفس الوقت ترفع سيف محاربة “الإسلاموية والأخونة وتيارات التطرف” مع أنها تبارك وتصافح يد الإجرام القائمة على تعاليم وأسس تلمودية فاشية، وهي واحدة من مهازل أنظمة عربية تعيش أسوأ حالاتها في العصر الحديث.

المصيبة ليست فقط أن الأنظمة العربية لا تتداعى للتضامن فيما بينها، وتعمل على رص الصفوف لإنقاذ ضحايا الفاشية الصهيونية وحماية أرضها ومقدساتها ومجتمعاتها، بل في مواصلة العناد المثير للدهشة بإخراج الفجور بالتصهين إلى حيزه المنحط

المصيبة ليست فقط أن الأنظمة العربية لا تتداعى للتضامن فيما بينها، وتعمل على رص الصفوف لإنقاذ ضحايا الفاشية الصهيونية وحماية أرضها ومقدساتها ومجتمعاتها، بل في مواصلة العناد المثير للدهشة بإخراج الفجور بالتصهين إلى حيزه المنحط، وباعتماد الألاعيب البائسة بالتآمر على فلسطين وشعوبها التي تحفظ القضية في وجدانها كبوصلة للحق. نعم في الصورة والخبر القادمين من الإمارات والبحرين والسودان وتونس والقاهرة، أن بن غفير ونتنياهو وسموتريتش، بما يمثلونه لإسرائيل ومشروعها الاستعماري، أطباء أبديون لأمراض الاستبداد العربي، كيف لا وزعيم حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير “بطل اقتحامات الأقصى” ورافع لواء شرعنة الاستيطان والقتل والتهجير والتدمير لمنازل الفلسطينيين؛ يُردد على مسامع سفير حكام الإمارات في تل أبيب محمد آل خاجة، ويشبك قبضته معه بقوة: “نصنع السلام بدون التنازل عن أي شبر من الأرض”، فما الذي يبقى لأوهام الإنبطاح العربي أمام مفردة “مبادرة السلام العربية” الموضوعة في كليشيهات بيانات تخاطب العدم؟

أخيراً، عندما يبدأ بن غفير ممارسة قناعاته وتوجهاته ورؤاه ضمن التوليفة العنصرية الحاكمة، وعلى مسامع قيادات وأنظمة عربية وفلسطينية ممسكة بالوهم حتى الرمق الأخير، فإن إسرائيل ماضية لإنجاز مشروع الهيمنة على تلك الأنظمة وتنفيذ رؤية بن غوريون “إذا لم نستطع اجتياز الحدود بالدبابات، فيجب أن نجتازها بالمحاريث”. ومحاريث إسرائيل العربية تتكاثر، والمطلوب الآن هو تكثيف عبر ودروس محطات النضال الفلسطيني والعربي من أجل توظيفها في خدمة أنبل قضية عادلة لشعب مصيره ومستقبله لن يتحققا دون الاشتباك مع العدو وكسر محاريثه.

النهاية

#الإمارات #تحتضن #الفاشية #الصهيونية #شفقنا #العربي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد