الاحتراق الوظيفي.. يجعلك هشا كعود كبريت محترق فاحذره !
الاحتراق الوظيفي هو مصطلح يعبّر عن حالة نفسية تصيب الموظَف تؤدي به إلى فقدان الرغبة في العمل، وتترافق مع انخفاض مستوى الإنتاجية، فضلاً عن الإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن ضغط العمل.
وضع المفهوم عالم النفس الألماني “هربرت فرويدنبرغر”، ونشر حوله مقالاً علمياً عام 1974 وضع فيه مشاهداته أثناء عمله في عيادة نفسية لمدمني المخدرات، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية مرضا نفسياً يستوجب العلاج.
يصيب الاحتراق الوظيفي الموظفين الذين يمضون فترة طويلة من حياتهم في نفس الوظيفة، وتختلف تلك الفترة بحسب طبيعة الصناعة، لكنها عادة ما تكون أكثر من سبع سنوات، لذا وتفادياً لإصابة الموظفين بهذه الحالة، فإن الشركات تعمل على تغيير أقسامهم أو أدوارهم كل بضع سنوات.
تمتد مدة الاحتراق الوظيفي حسب حالة المصاب به، إن كانت حالة حرجة أم بسيطة، وحسب طبيعة العلاج وكثافته، لكنه لا يستمر في جُل الحالات أكثر من 30 شهراً على أبعد تقدير، إلا في حالات نادرة تتجاوز هذه المدة.
الاحتراق الوظيفي.. كيف يستنزفنا ضغط العمل؟
يعمل الاحتراق الوظيفي على تقليل الإنتاجية ويستنزف طاقتك ويتركك في حالة من المشاعر السلبية المستمرة، في نهاية المطاف قد تشعر أنك لا تملك أي شيء آخر لتقدمه. ليس ذلك فقط، ولكن ينتشر تأثيره السلبي على جوانب حياتك الاجتماعية والعملية والعائلية.
كما يسبب الاحتراق الوظيفي على المدى الطويل تغييرات في مناعة جسمك تزيد من استعدادك للأمراض مثل الإصابة المستمرة بأدوار البرد والإنفلونزا، لذا من المهم التعامل مع تلك الحالة بأسرع وقت وبجدية شديدة. إن كنت تشعر بالضغط العصبي المستمر يرافقه توتر شديد وشعور بالعجز وفقدان الأمل، فقد تكون في طريقك إلى حالة الاحتراق النفسي أو الوظيفي.
كما أن الاحتراق الوظيفي عملية تدريجية لا تحدث بين عشية وضحاها، ولكن يمكن أن تتسلل إليك العلامات والأعراض خفية في البداية، لكنها تصبح أسوأ مع مرور الوقت.
تُعد الأعراض المبكرة مؤشرات حمراء تُنبّهك أن هناك خطأ ما يجب معالجته. فعند الدخول فى تلك الحالة يبدو كل شيء مستعصيا وقاتما ولا تشعر بوجود أدنى ذرة طاقة للاستمرار في العمل، ما يُشكّك في كفاءتك العملية ويقلل أحيانا من قيمة العمل ككل ناهيك باتخاذ إجراءات لمساعدة نفسك. لكن إذا انتبهت وقللت من الإجهاد بشكل فعال، يمكنك منع حدوث انهيار كبير.
العوامل المؤدية للاحتراق الوظيفي
من أهم العوامل التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي هي ضغوط العمل، حيث حيث تكون المهام غير متناسبة مع الإمكانيات وفترة الإنجاز، إضافةً إلى قلة الصلاحيات، أي عندما لا يملك الموظف صلاحيات كافية لإنجاز المهام أو حل المشكلات ونقص التحفيز عندما لا يكافأ الموظف على الأعمال الإبداعية أو العمل الإضافي لا مادياً ولا حتى معنوياً.
ومن أبرز العوامل كذلك ضعف الحياة الاجتماعية في بيئة العمل: عندما تكون المكاتب منفصلة ومعزولة والموظفين يتعاملون مع الأدوات فقط كالآلات، والظلم الوظيفي، حيث لا يمنح الموظف ما يحتاجه للقيام بالمهام مثل الأدوات اللازمة والمساعدة الضروريية، ومع ذلك يُطلب منه الإنجاز السليم، ناهيك عن صراع القيَم، وهي حالة الصراع بين القيم التي يؤمن بها الموظف والأهداف الوظيفية، كالكذب لتحقيق المبيعات، والغش والتدليس وإساءة الأمانة والتملق.
أعراض الاحتراق الوظيفي
يمكن تلخيص أهم الأعراض المصاحبة لحالة الاحتراق الوظيفي في سرعة الانفعال مع الزملاء والعملاء ونفاد الصبر بسرعة والافتقار إلى الطاقة اللازمة لإكمال المهام المنوطة بالوظيفة والشعور بعدم الرضا عن الذات وصداع مزمن واضطرابات هضمية وصعوبة في التركيز.
كيفية التعامل مع الاحتراق الوظيفي
ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الممارسات للتغلب على حالة الاحتراق الوظيفي، نذكر منها ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية أو أي ممارسات تساعد في الارتخاء وطلب المساعدة ممن تثق فيهم، لا سيما زملاء العمل، إضافةً إلى أخذ قسط من الراحة بعيداً عن العمل مثل عطلة، والتركيز على تحسين جودة النوم.
هارفرد بيزنس ريفيو بتصرف
#الاحتراق #الوظيفي #يجعلك #هشا #كعود #كبريت #محترق #فاحذره
تابعوا Tunisactus على Google News