الارهاب الحوثي.. إدانات دولية ومطالب بالردع
منذ أن استولت ميليشيا الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء ، تنوعت جرائمها بحق المدنيين ما بين القتل والتعذيب والاختطاف، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وزرع الألغام ، تلك الفظائع التي ترقى إلى اعتبارها جرائم ضد الإنسانية، بحسب تقارير أممية .. في حين يطالب خبراء بالشأن الدولي واليمني بضرورة التصدي لإرهاب الحوثي ضد المدنيين ، فيما ندد حقوقيون بتلك الانتهاكات .
ومن أحدث تلك الانتهاكات، وفي ثالث هجوم من نوعه خلال شهر، قامت ميليشيا الحوثي باستهداف دولة الإمارات العربية المتحدة بصاروخ بالستي.
وأعلنت وزارة الدفاع بدولة الإمارات عن تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ البالستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي الإرهابية من محافظة الجوف اليمنية وتم اعتراضه وتدميره في دولة الإمارات وسقوط بقاياه خارج المناطق المأهولة بالسكان ، مؤكدة أنه لم ينجم عن الصاروخ أي خسائر.
من جانبه، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع إطلاق عددٍ من الصواريخ البالستية في اتجاه أبو ظبي والطائرات المسيرة نحو دبي، وأعادت الجماعة تهديداتها بتنفيذ ما أسمته بعملية واسعة في العمق الإماراتي .
المتحدث العسكري باسم الحوثيين اكد تنفيذ عملية إعصار اليمن الثالثة مستهدفة عمق دولة الإمارات، وتحدث عن ضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبو ظبي بعدد من صواريخ “ذو الفقار” الباليستية، وأهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات صماد3.
وحذّرت المليشيات، على لسان متحدثها العسكري، المواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة.
إدانات عربية للعدوان الحوثي
أدانت دول غربية وعربية وكيانات دولية استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية لمنشآت مدنية في الإمارات ، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 في أبوظبي .
وزير الخارجية سامح شكري أكد تضامن مصر مع دولة الإمارات ، مشدداً على إدانة مصر للأعمال الإرهابية لميليشيات الحوثي.
وخلال اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، دان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له السعودية والإمارات من قبل ميليشيات الحوثي.
كما أدانت وزارة الخارجية السعودية بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي.
وأكدت المملكة “وقوفها التام مع دولة الإمارات الشقيقة أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها”، كما أشارت إلى أن “هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر ميليشيا الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم”.
وتلقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، اتصالا هاتفيا من نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عبر فيه عن “إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية”.
وتقدم وزير الخارجية السعودي بالتعزية إلى دولة الإمارات في “ضحايا هذا العمل الإرهابي الجبان”، وأعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
كما أكد “تضامن السعودية الكامل ووقوفها التام مع الإمارات ، أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها”، مشددا على أن “أمن الإمارات والسعودية كل لا يتجزأ”.
الخارجية السودانية من جانبها أدانت الهجوم الذي قامت به ميليشيات الحوثي على الأراضي الإماراتية، واصفة إياه بـ”الاعتداء الإرهابي”.
كما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وعدّت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها ، استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية “عملا إرهابيا ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية”.
وأعربت وزارة الخارجية العمانية عن تضامن السلطنة مع الإمارات، وتأييدها فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، وعبرت عن استنكارها وإدانتها للهجوم الذي استهدف أبوظبي.
وأدان المغرب بشدة الهجوم الآثم الذي شنته جماعة الحوثيين على كل من منطقة المصفح ومطار أبوظبي.
وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال اتصال هاتفي بالشيخ محمد بن زايد وقوف المملكة المغربية مع دولة الإمارات.
وجدد الملك محمد السادس دعم المملكة المغربية الراسخ لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الهجمات الدنيئة لميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم.
وبدورها أدانت الخارجية البحرينية “قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة”، مشيدة بكفاءة “قوات الدفاع الجوي الإماراتي التي تمكنت من اعتراض الصاروخ وتدميره”.
وشددت الخارجية البحرينية على أن هذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة “تعكس إصرارا من قبل ميليشيات الحوثي على استهداف المدنيين الآمنين والمنشآت المدنية”، لافتة إلى “وقوف مملكة البحرين في صف واحد إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها”.
واعتبرت الخارجية الكويتية في بيان أن “الممارسات الإرهابية لميليشيا الحوثي تتطلب تحركا دوليا سريعا وحاسما لردع التهديدات ومحاسبة مرتكبيها”.
من جانبها، أدانت تونس بشدّة الهجوم الذي استهدف مواقع مدنية بأبوظبي وأعربت عن رفضها لكلّ الاعتداءات التي تستهدف أمن وسيادة دولة الإمارات.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، السفير هيثم أبو الفول، إدانة واستنكار المملكة الشديدين لهذا “العمل الإرهابي الجبان”.
وشدد المسؤول الأردني على “تضامن ووقوف المملكة المطلق إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وأمن شعبها الشقيق”.
ومن جانبه أدان البرلمان العربي الهجوم الحوثي مؤكداً في بيان أن “أمن دولة الامارات جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”، مشددا على أن هذه الأفعال المشينة “لن تثني دولة الإمارات عما تقدمه من خدمات إنسانية لشعب اليمن الشقيق وسياساتها التي تهدف إلى صون السلام والاستقرار في منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة”.
وحمّل البرلمان العربي المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لاتخاذ مواقف حازمة تجاه هذه الاعتداءات الإرهابية ومحاسبة مرتكبيها ومن يدعمها بالمال والسلاح، ومنع الميليشيا الانقلابية من حيازة أسلحة متطورة وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة تستخدمها في تنفيذ أعمالها الإرهابية تستهدف بها المدنيين.
وجدد البرلمان العربي التأكيد على وقوفه بجانب الإمارات فيما تتخذه من إجراءات حماية لأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها والحفاظ على سيادتها
اوروبا: نهديد للاستقرار
في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الهجوم الحوثي على منشآت مدنية بالإمارات.
كما أعلنت فرنسا إدانتها للهجوم على الإمارات، واعتبرته “تهديدا لاستقرار المنطقة”.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس “تكرر دعوتها للحوثيين لوضع حد فوري لأعمالهم المزعزعة للاستقرار في اليمن والمنطقة”.
من جانبها، أدانت وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تراس بأشد العبارات الهجوم الحوثي الإرهابي على دولة الإمارات.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، عن إدانته لاستهداف ميليشات الحوثي لمنشآت مدنية في أبوظبي، وأعرب جوتيريش عن تضامنه مع الضحايا المدنيين.
كما أدانت موريتانيا بأشد وأقسى العبارات إطلاق ميليشيا الحوثي الإرهابية عددا من الطائرات المسيرة المفخخة باتجاه أبوظبي بدولة الإمارات.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي إنها تدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أبو ظبي، منددة بتمادي ميليشيات الحوثي في عملياتها الإجرامية باستهداف المنشآت المدنية في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية.
ودانت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بشدة استهداف طائرات مسيرة لمناطق ومنشآت مدنية في الإمارات.
وقال الأمين العام للجنة المستشار محمد عبد السلام، إن الهجوم الذي تبنت مسئوليته ميليشيات الحوثي يعد عملا إرهابيا وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمواثيق والأعراف الإنسانية وتعاليم الأديان السمحة، التي تؤكد على تجريم هذه الأعمال الإرهابية.
جرائم ميليشيا الحوثي بحق المدنيين
كشفت تقارير حقوقية وبيانات رسمية جرائم الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين ، وخاصة الأطفال، كما أرسلت توصيات للأمم المتحدة بضرورة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب الدولي.
ومن بين تلك التقارير جاء تقرير خبراء الأمم المتحدة باليمن ، والذي أوصى بعقوبات على الحوثيين جراء تجنيد الأطفال وقتلهم بالحرب الحوثية ، وخص بالذكر محمد ناصر العاطفي، المعين وزير للدفاع بحكومة الحوثي ، ووزير التعليم يحيى الحوثي، شقيق زعيم المليشيات محمد علي الحوثي.
جرائم حرب ضد أطفال مأرب
قتلت صواريخ وطائرات المليشيات الحوثية ، وأصابت أكثر من ألف طفل بمحافظة مأرب منذ بداية الهجوم الحوثي عام 2014.
ووثق تقرير حقوقي لمكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب أن صواريخ المليشيات وطائراتها المفخخة وألغامها وعبواتها الناسفة بمأرب قتلت وأصابت 1028 طفلاً.
وتحت عنوان “قتل الطفولة” استعرض التقرير جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق الطفولة في محافظة مأرب خلال الفترة من أكتوبر 2014 وحتی ديسمبر 2021.
وتراوحت تلك الجرائم ما بين القتل والإصابة والاعتداءات وتعذيب واعتقالات وزراعة الألغام وتجنيد الأطفال من المدارس والاختطاف والإخفاء والتهجير القسري لهم.
وأكد مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب عبدربه جديع، رصد مقتل 296 طفلاً وإصابة 732 آخرين بصواريخ وألغام ومتفجرات الحوثي خلال السنوات السبع الماضية.
وفيما يخص تجنيد أطفال مأرب، فجند الحوثيين ألفاً و748 طفلاً منهم 124 طفلاً قُتِلوا، وأصيب 529 طفلاً، فيما لايزال نحو 472 طفلاً يقاتلون، ونحو 323 طفلاً مصيرهم مجهول، بحسب التقرير.
كما اختطفت المليشيات 148 طفلاً منهم 45 طفلاً لايزالون مخفيين في سجون ومعتقلات الانقلابيين.
إدراج الحوثي بقوائم الإرهاب
مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، قدّم عدة توصيات، خلال تقريره، لمجلس حقوق الإنسان، مطالباً بإدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وقوائم الملاحقة الجنائية لمنتهكي حقوق الأطفال في العالم، وتقديم قياداتها إلى المحاكمات الدولية جراء تلك الجرائم.
كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمحاكمة كل من تسبب أو أسهم بإطلاق الصواريخ والقذائف العشوائية على المدنيين لا سيما النساء والأطفال وإدراجهم بقوائم العقوبات الدولية.
كما أعرب الخبراء الأمميون عن نيّتهم تقديم مشروع قانون لمجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الأفراد المُشاركين في تجنيد الأطفال بحرب اليمن.
وقال التقرير الأممي: إن خبراء الأمم المتحدة لديهم “قائمة بـ1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، جنّدهم الحوثيون، ولقوا حتفهم في ساحة القتال في 2020”.
ومن ضمن القيادات الحوثية التي تنشط بعمليات التجنيد المدعو محمد ناصر العاطفي، المعين وزيراً للدفاع في حكومة الانقلاب.
وفيما حمّل شقيق زعيم المليشيات يحيى الحوثي المعين وزير للتريبة والتعليم بحكومة الحوثي، مسؤولية تجنيد الأطفال، واستخدام المدارس والمخميات لنشر العقيدة الحوثية المتطرفة، ذكر التقرير أمثلة عن أطفال درّبهم الحوثيون على القتال، وغيّروا عقيدتهم.
غلق 6 محطات إذاعية
ولم تكتفِ المليشيات بالجرائم البشعة بحق الأطفال، بل تمددت وحشتيتها لتصل لخنق وسائل الإعلام؛ لتكريس سياسة “الصوت الواحد”، بحسب مراقبين.
ويفرض الحوثيون قبضة حديدية على وسائل الإعلام والعمل الصحفي برمته شمال اليمن، حيث عمدوا منذ اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر 2014 إلى التعامل القمعي والعنيف مع الصحفيين وتصنيفهم في خانة “العدو”.
ونددت نقابة الصحفيين اليمنيين، الإثنين، بقرار المليشيات إغلاق 6 محطات إذاعية وهي “جراند أف أم”، “الأولى”، “طفولة مجتمعية”، “الديوان”، “ودلتا” و”صوت اليمن”..
كما لجأت لإغلاق محرك بحث “صحافتك” عبر محكمة استئناف أمانة العاصمة صنعاء الخاضعة للمليشيات الإرهابية، بحسب النقابة.
وقال بيان للنقابة: إن إغلاق 6 إذاعات محلية في صنعاء قمع تعسفي وتقييد لحرية الرأي والتعبير، مطالباً بسرعة إعادة بث هذه الإذاعات، وإيقاف كل الإجراءات غير القانونية للمليشيات.
ودعا البيان كل المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين للتضامن مع الإذاعات الموقوفة، والضغط لإيقاف هذا التعسف، وإسقاط كل العراقيل أمام عمل وسائل الإعلام في اليمن.
وخلال 7 سنوات، شنّت المليشيات حملات ضد وسائل الإعلام في اليمن أدت إلى إيقاف نحو 80 إذاعة وصحيفة ومجلة طيلة 7 أعوام مضت، كما تم حجب أكثر من 200 موقع إخباري محلي ودولي باليمن .
“داعش” جديد في اليمن
وهنا أعرب محللون سياسيون ، عن تخوّفهم من تحول مليشيات الحوثي إلى تنظيم “داعش” جديد في اليمن بدعم إيراني.
ويقول وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: “منذ أن رفعت هذه الحركة البغيضة السلاح في وجه الدولة اليمنية، ارتبط اسمها بالقتل والسحل والتعذيب والتفجير والتنكيل التي ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانية”.
ويضيف أن “استمرار الصمت الدولي حيال جرائم المليشيات سيطيل معاناة الشعب اليمني ويحول البلاد مرتعًا للإرهاب ومصدرًا لنشره في المنطقة والعالم”.
#الارهاب #الحوثي #إدانات #دولية #ومطالب #بالردع
تابعوا Tunisactus على Google News