التاريخ يعيد نفسه في شكل مزبلة
يظهرلي قدرنا في تونس إنا نعيشوا تاريخ يعاود نفسو في شكل مزبلة . المهزلة ذاك عهد ولّى و مضى. توة سنوات و في الحقية عامين بعد الثورة و مع أول إغتيال سياسي لشكري بلعيد الناس بدأت تنبه للزنقة الي بش ندخلولها و الي بش توصل بينا كشعب هارب للي نعيشوا فيه توة . توة سنوات و نحنا نقولوا إنو سياسة التهميش و الإقصاء و التمييز السلبي ما ينجم ينجرّ عنها كان فقدان الأمل و هذا أول باب للخراب . أكثر من ستة أيام و الأحياء الشعبية في كمل ولايات الجمهورية في انتفاضة شعبية سلمية ضدّ الفساد و القمع البوليسي و تدهور المقدرة الشرائية و غياب آفاق و أمل مستقبل يعيش فيه التونسي بكرامتو كيفما طمح عشرة سنين لتالي .
المقاربة كيفما العادة كانت أمنية بإمتياز . إعلاميا نفس الخطاب . شباب ضايع . و اليوم عاد ولينا نحكيو على طفولة ضايعة : عايشين في حبس الحي الشعبي. أحياء ما تتوفرش فيها الشروط الدنيا للعيش اللائق و الكريم : فقر و بطالة و تهميش و تجهيل . من حيث الكثافة السكانية الأكبر و من حيث المقومات الأساسية للعيش الكريم ما ثمة شيء . السيمان و الكنتول عاطين مسد . لا جنينة و لا غابة . لا دار ثقافة و لا مسرح ولا سينما . لا مسبح بلدي لا ملاعب رياضية . بين الجامع و الجامع تلقى يا جالع آخر يا مسجد و بالتالي يا تصلي يا تسكر و تزطل هذا بالطبيعة كان ما عملتهمش الاثنين . لين يوصلوا لعمر معين ثمة صغار بنات و ولاد يضربوا عشرات السنين في الحي هذاكة في الدار هذيكة لا يعرفوا بحر ولا يعرفوا غابة . تونس العاصمة بالنسبة ليهم هي سفر .
نحطوا هالشباب الفاقد للأمل . الفاقد للانتماء . الي حلموا الوحيد يحرق و يخرج من تونس .الي يعتبر روحو ” ضيف” في بلادو و في المقابل نعطيوه أمثلة لوجوه و لناس فاسدة ، من “حلالك و من حرامك” تمكنت انها توصل للسلطة . و نزيدوا نعديولوا العنف و السبان و التلاطيخ في مؤسسات الدولة و من بعد نحبوا الشباب هذا كيف يخرج يعبر على سخطو يخرج بالورد و النوار و يكتب شعاراتو على بوندرولات بش المسؤولين يعرفوا شنية مطالبو . و نزيدوا نهبطولوا الأمن … و تزيد الاحتجاجات نزيدوا نهبطوا أكثر أمن و يزيد الشباب يتحمس و يتشنج و نبداو نلموا بوه على خوه كيفما وقت أحداث جماهير النادي الإفريقي : قصّر على مجرمي حق عام و نعبيو و نهزوا للحبوسات في وضع صحي كارثي . و نخليو الوضعية تتأزم و بعد ستة أيام يتفكر المشيشي روحو و يخرج للشباب و في أقل من 8 دقايق و بعربية بعيدة عليهم كل البعد يعمللهم نسخة جديدة لفهمتكم بكل حزم ! الردّ كان فوري و ما بطاش : تواصلت الاحتجاجات الليلية في بعض المناطق و من غدوة تواصلت التحركات في بعض المدن و يبدو إنّو ولّى أكثر من واضح عجز الحكومة الحالية و رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب ما عندهمش لا إجابات و لا حلول حتى عاجلة .
يمكن السيناريو هذا عشناة برشة مرات في السنوات الاخيرة و كان التاريخ يعيد نفسه في شكل مهزلة … لكن الجديد هو تصريحات المسؤولين والعلوية المقيتة الي يحكيو بها على طيف كامل من الشعب قضاو عليه تماما . ما راعنا إلا إنو السيد وزير الدفاع في تصريح الأغرب من نوعو في الميدان . السيد وزير الدفاع قالك بعد التحري و التحقيق ثبت إنو التحركات الأكثر قوة و الي صارت في الساحل و بالتحديد في سوسة صارت خاطر ثمة شكون يخدم في السياحة و اليوم هوما بطالة و زاد أكدلنا إنهم “ضيوف” و ماهمش السكان الأصليين .
أولا إقحام وزارة الدفاع في موضوع الإحتجاجات الشعبية و ايقافات الشباب نعتبرها سابقة خطيرة من نوعها . في بالنا ، توة عشرة سنين نبذلوا في أقصى مجهودنا للذود بالمؤسسات الأمنية عن الصراع السياسي لكن يبدو إننا أولا ما نجحناش و ثانيا هوما بيدهم مايحبوش يسلموا .
يعني الحكومة بخطاب المشيشي و كلام وزير الدفاع حطت روحها في فمّ المدفع مع شريحة كبيرة و الأكثر تحركا فيما يتعلق بالمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية . و ما يكفيش هذا ما يروعنا إلا إنو بعض النواب من حركة النهضة يدعيو في قواعد حركتهم انهم يخرجوا للشوارع و يساندوا الأمن في حماية المنشآت العامة و الخاصة .
عادت حليمة لعادتها القديمة : في مجلة المعرفة في عددها السادس (مارس 1978)» يقول بيان حركة الإتجاه الإسلامي:” أنّ أحداث 26 جانفي هي فوضى وفساد و هيجة مفتعلة و انفجارات مزعجة و هدم و تخريب و لا نجاة للبلاد إلاّ بالإسلام عقيدة وشريعة”. واليوم يقول عبد الكريم الهاروني ان ابناء النهضة سيكونون في الميدان لمعاضدة الأمن وحفظ النظام. في الوطنية الڨوماني يقول نفس الكلام . مازالنا نتفكروا في ميليشيات حماية الثورة الي استعانت بيهم وزارة الداخلية في 09 أفريل 2012. مازالنا نتفكروا في كلامهم و القباحة و العنف اللفظي و الإيحاءات الجنسية بالماتراك و ما تيسر ضد المتظاهرات و من غير ما نحكيو على العنف الوحشي مازالو الفيديوات موجودين و اللجنة الي ركبت عليها النهضة بالطبيعة تقريرها مهزلة . اليوم الشباب وقف قدام قصر العدالة مطالبة بإطلاق سراح كل الموقوفين و الشهادات الحية على واقع السجون و على الحالة المزرية الي يعيشوا فيها الموقوفين مرعبة و مفزعة و بش تساهم في تعكر الوضع و ما تنجم كان تخلي النقمة تكبر و تزيد و تتأجج و اليوم راهو اسطوانة الثورة السلمية و الدعوات متع ” نتفهموا و لا للعنف” هاذم راهو وفاو مع صبر التونسي . الأكيد صعيب نعرفوا شنوة بش يصير . أما من العاجل جدّا الانطلاق فوريا في اصلاحات عاجلة : أولها مقاومة الفساد و الفاسدين في جميع القطاعات و أولهم الي يحميوا في الكناطرية و عصاباتهم و الي يحميوا في الفاسدين بش ينجموا يتنقلوا في أمان الله و بش ينجموا يدخلوا سلعتهم و يبيضوا فلوسهم .
المصدر