“التثقيف الشعبي” يحتضن مغاربة في تونس
انطلقت بتونس الدورة الثالثة من “جامعة التثقيف الشعبي”، التي تجمع هذه السنة مشاركين من المنطقة المغاربية والعربية تحت شعار “من أجل تعليم تحرري ضد القهر ومن أجل الحرية”.
هذا اللقاء التثقيفي الذي من المرتقب أن يستمر إلى يوم 27 غشت الجاري، تشرف عليه كل من “جمعية أطاك المغرب” و”المرصد التونسي للاقتصاد” و”جمعية الورشة الإعلامية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتونس”، ويروم “تطوير وعي اجتماعي وسياسي حول القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والتبعية للاستعمار الجديد، والسيادة الشعبية على المستوى الإقليمي، لتسهيل التبادل والمساعدة في بناء الشبكات، وإنجاز حملات أكثر فعالية من أجل تغيير هادف حقيقي محليا وإقليميا.”
ووفق ورقته التأطيرية، ينطلق مشروع “جامعة التثقيف الشعبي” من “وجود حاجة حقيقية عند المنظمات الشعبية والحركات الاجتماعية للتثقيف والتكوين السياسيين بالإضافة إلى التفكير الاستراتيجي والنقدي لأعضائها الشباب، والمهارات التي تعتبر حاسمة بالنسبة للحملات الفعالة، والدعوة من أجل تحقيق التغيير الحقيقي والتحرر والبحث عن البدائل المستدامة.”
وترى الجامعة أن “تحديد المشاكل التي تواجهنا، وتحليل واقعنا الاجتماعي بشكل صحيح، مع الوصول إلى تشخيص سليم لأوضاعنا الصعبة، أمور بالغة الأهمية”، يصير معها “توفير التكوين والتثقيف السياسيين حول تلك المواضيع أمرا ضروريا.”
وتابعت الورقة التأطيرية بأن “هذا ما تسعى إليه جامعة التثقيف الشعبي لخلق المعرفة اللازمة للتغيير، ورفع الوعي، وتعزيز العلاقات الدائمة بين الشباب والحركات، والمنظمات الاجتماعية المختلفة في المنطقة المغاربية، والمساهمة في إنشاء شبكات تضع خططا للعمل والمرافعة، وتطوير بدائل للرأسمالية.”
وإلى جانب أنشطتها المحلية في كلّ بلد، تعمل المنظمات المشرفة على “جامعة التثقيف الشعبي” على أن يكون لعملها بعد إقليمي؛ “اقتناعا منها بترابط مصائر شعوب المنطقة وضرورة تقاطع مسارات تحرّرها”.
وتؤمن المنظمات المشرفة على هذا اللقاء المغاربي بـ”أهمّية التثقيف الشعبي كأداة تساهم في تحرير المقهورين لأنفسهم”، مستلهمة في ذلك “تجارب نضاليّة رائدة، كان من أبرزها ما نظّر له وطبّقه المربّي والمناضل باولو فريري في البرازيل.”
واهتمت الدورة السابقة، سنة 2021، بقضايا انتشار الأوبئة، والأزمات المناخية والبيئية، والسيادة الغذائية، والاستعمار الجديد، بهدف التقدم في بناء وتوسيع أدوات التثقيف الشعبي، و”الاعتماد على طرق التعلم التحرري بدلا من تعليم قهري يقوم على تلقين المعارف الجاهزة وبشكل عمودي تعيد إنتاج نفس علاقات السيطرة والقهر”.
كما أعدت الدورة فيديوهات بيداغوجية “ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني”، وحول “بيداغوجية المقهورين لـ باولو فريري”، و”أدوات الاستعمار الجديد (الديون والتبادل الحر) بالمنطقة”.
وتركز الدورة الراهنة لـ”الجامعة الشعبية” على “مرافقة طلائع النضال، ومدهم بالتثقيف في مجالات تدخلهم بمنظور عام معاد للرأسمالية، من خلال الاشتغال مع الشباب القادمين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والسودان وفلسطين ولبنان.”
وتثير الدورة الثالثة نقاشات تهتم بـ”السياق الحالي الذي يتسم بمستتبعات جائحة كورونا والحرب على أوكرانيا، وخاصة قضايا الديون، وتحرر النساء، والسيادة الغذائية، والعدالة المناخية والطاقية، وتجارب التنظيم في النضالات، وقضايا البدائل الشعبية للرأسمالية والاستبداد بالمنطقة.”
#التثقيف #الشعبي #يحتضن #مغاربة #في #تونس
تابعوا Tunisactus على Google News