التميمي: حاولوا إسكاتي عندما صرحت بقتل عرفات بالسم
الأنباط –
في لقاء مع “الانباط” اكد خلاله ان الأردن السند الحقيقي للفلسطينيين
لولا الوصاية الهاشمية لتمكن الاحتلال من السيطرة على (الاقصى)
مستشار الرئيس الراحل، جسد عرفات استمر ينزف بعد وفاته لـ5 ساعات
القضية الفلسطينية تمر باصعب مراحلها والشباب يأخذ زمام المبادرة
حكومة نتنياهو لا تختلف عن الحكومات الصهيونية السابقة
الأنباط – رامز أبويوسف
من الأسماء اللامعة بمسيرة القضية الفلسطينية وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية والعلاقة مع الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ومن مؤسسي القضاء الشرعي الفلسطيني ومن أهم شخصيات الهيئة الإسلامية العليا في القدس.. إنه الشيخ د. تيسير رجب حامد بيوض التميمي الذي تحدث بتفاصيل ومعلومات يدلي بها حصريا ل “الأنباط” عن اللحظات الأخيرة التي عاشها الرئيس عرفات وتغسيله وتكفينه ودفنه، وعن الإنقسام الفلسطيني والصمود الأسطوري للشباب ومواضيع أخرى مهمة.
وعن آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية بعد نجاح اليمين الإسرائيلي في إنتخابات الكنيست قال التميمي. ان القضية الفلسطينية تمر في أصعب مراحلها لأسباب كثيرة في مقدمتها الانقسام بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني مما أوجد فجوة كبيرة بين هذه الفصائل وبين الشعب، اما الحكومة اليمينية القادمة برئاسة نتنياهو فهي لا تختلف عن كل الحكومات الصهيونية السابقة لأنها تتكون من أحزاب صهيونية فاشية تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه وحرمانه من حقوقه المشروعة. وأنا أعتقد أن الذي يصنع الحدث هو الشعب الفلسطيني ، فالعمليات البطولية التي قام بها أبناؤه مؤخراً في جنين ونابلس والخليل ورام الله وغيرها تؤكد أن هذا الشعب الصابر المصابر المرابط في وطنه وأرضه لن يقهر، وهوعصيٌّ على كل الحكومات والأحزاب اليمينية والصهيونية المختلفة
والشعب الفلسطيني الآن في فلسطين التاريخية يزيد عن عدد اليهود المغتصبين فيها، فمن المستحيل تحقيق مخططات الأحزاب الصهيونية والمشروع الصهيوني في فلسطين، بل الحاضر يؤكد أن المستقبل في فلسطين هو للشعب الفلسطيني بسبب عوامل كثيرة تربط بين أبناء الشعب الفلسطيني، بينما الأحزاب الصهيونية لا رابط بينها إلا المصالح السياسية ، والمشروع الصهيوني بدأ بالانحسار لعدم قناعة اليهود به ولولا الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود للكيان الصهيوني لانهارهذا الكيان منذ زمن أمام إصرار الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ووطنه ودفاعه عن مقدساته.
وفيما اذا كان يرى أن تمسك الشباب الفلسطيني بوطنهم وارضهم التاريخية ودفاعهم عنها بإستبسال أنه طريق التحرير ، قال، نعم لأن الشباب الفلسطيني هو الذي يأخذ زمام المبادرة في الدفاع عن أرضه ووطنه ومقدساته وهو متقدم على كل قيادات الفصائل جميعها في خطواته وبطولاته ، فالشباب الفلسطيني لديه وحدة ميدانية حقيقية ضد الاحتلال بينما الفصائل وقادتها منقسمون على أنفسهم بسبب مصالحهم الحزبية والشخصية الضيّقة والشعب يبني آماله وتطلعاته على إيمان هؤلاء الشباب بالله عزوجل ثم بقضيتهم العادلة واستعداده للدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة .
وعن ما آلت إليه الأمور بقضية وقف تميم الداري بالخليل وقضية أرض المسكوبية مع الإحتلال، قال الشيخ التميمي، قال للأسف الشديد أن السلطة الوطنية الفلسطينية قد استصدرت شهادات تسجيل وهبت بها هذه الأرض للكنيسة الروسية في مخالفة صريحة للأحكام الشرعية التي تحرم منح المنفعة في هذه الأرض لغيرالمسلمين وللأسف أيضاً لقد خضنا معارك قانونية أمام المحاكم الفلسطينية ولكن دون جدوى لغاية الآن .
وعن علاقته بالرئيس الراحل ياسرعرفات وخاصة آخر أيام حياته حيث أشرف على تغسيله وتكفينه ودفنه، اكد التميمي، كان الرئيس الشهيد عرفات رحمه الله حريصاً على الوحدة الوطنية بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني وكان حريصاً على مقاومة الاحتلال بشتى الصور ولذلك قررت قوى كثيرة وعلى وجه الخصوص (إسرائيل) وأمريكا تنفيذ مخططها بالتخلص منه لتصفية القضية الفلسطينية، وبهذه المناسبة أطالب باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي وبالأخص بعد اكتمال أركان جريمة اغتيال الشهيد عرفات بعد تسريبات شهادات الشهود أمام لجنة التحقيق الفلسطينية المشكّلة منذ أكثرمن اثني عشر عاماً ومن هذه الشهادات يمكن لهذه المحاكم المختصة التحقيق والوصول إلى قتلة عرفات .
كانت تربطني بالرئيس عرفات رحمه الله علاقة مميزة وقديمة توثقت هذه العلاقة بعد عودته إلى أرض الوطن عام 1994 وبالأخص أثناء الحصار الذي فرض عليه في مقر المقاطعة لأكثر من 34 شهراً حيث كنت كثيراً ما أتردد عليه أثناء ذلك
وتابع/ في إحدى المرات كان متوتراً فلما سألته عن السبب قال [ لم يعد أحد يسأل عني من رؤساء الدول وإذا حاولت الاتصال بأحدهم لا يرد على اتصالي ] فقلت له أنت أقوى منهم جميعاً فانت وحدك استطعت أن تقول لكلينتون في كامب ديفيد “لا” وهنا قلت له : اجعل رفيقك في هذا الحصار القرآن الكريم فبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل وكنت يومياً أمرعليه لأسمع له ما حفظ، وإذا تأخرتُ عنه كان يسأل عني ويستدعيني للحضور إليه وقد حفظ خلال فترة حصاره عشرين جزءاً من القرآن. وفي 15 رمضان من العام الذي استشهد فيه وقبل سفره لباريس للعلاج ذهبتُ لاستئذانه بالسفر إلى الإمارات وفي طريقي إليه الْتقاني الطاقم الطبي التونسي فطلبوا مني نصحه بالافطار لأنه يعاني من القيء والإسهال الشديدين ويحتاج إلى السوائل فحاولتُ إقناعه بأن يفطر لأن الله رخّص ذلك للمريض، فقال لي حرفياً [ يا شيخ تيسير هل تريدني أن أفطر وقد بلغت الرابعة والسبعين ؟ فرفض الإفطار وواصل الصيام ولما هممتُ بالمغادرة طلب مني البقاء لأفطر معه ونصلي المغرب فاستجبتُ له وفي هذه الفترة حدثني عن أمور كثيرة وعرض عليَّ صورة امرأة عراقية تعذب من قبل الأمريكان في سجن أبو غريب تعذيباً جنسياً مفزعاً، فانهال بالبكاء وقال [أين النخوة العربية؟ أين المعتصم؟]
غادرتُ المقاطعة بعد أداء صلاتيْ العشاء والتراويح معه وفي اليوم التالي غادرت الوطن إلى القاهرة في طريقي إلى الإمارات وأثناء وجودي في القاهرة علمتُ أن حالته الصحية قد ساءت، فقطعتُ زيارتي وعدتُ مسرعاً إلى رام الله وفي هذه الأيام العصيبة ترددتُ عليه عدة مرات حتى تقرر سفره إلى باريس للعلاج، فذهبتُ لوداعه ليلة سفره وحصلت بعض المواقف السياسية تؤشر لشيء ما ،– ولن أتحدث عنها في هذه المرحلة — وبعد سفره إلى باريس بأيام بدأت الأخبار تتوارد من باريس بخطورة وضعه الصحي وبخلاف حاد بين من كان معه في باريس حول خلافته.
وفي يوم 26 رمضان وأثناء توجهي للتحدث عبر الإذاعة عرَّجتُ على مقر رئاسة الوزراء والْتقيتُ بالأمين العام لمجلس الوزراء آنذاك الدكتور حسن أبولبده ، فسألته عن الوضع الصحي للرئيس فأخبرني انه في غيبوبة ، فغضبتُ جراء الخلافات التي ظهرت حوله وقلت له: الأجدى لو كان هناك من ضمن المجموعة التي حول الرئيس شيخ ليقرأ عليه سورة يس أو يلقنه الشهادة ثم غادرت إلى الإذاعة وبعد انتهاء البرنامج الإذاعي قال لي مرافقي أن الدكتور أبو لبدة اتصل بك عدة مرات ويريد رؤيتك ، فمررتُ عليه فسألني هل أنت مستعد للسفر إلى باريس ؟ فقلت نعم، فقال طلبنا من الفنصلية الفرنسية في القدس منحك تأشيرة سفر لباريس هذه الليلة وهي جاهزة الآن فأرسلْ من يحضرها، فقد حجزنا لك للسفر هذه الليلة من مطار عمان لباريس ورتبنا لك كل شيء ولا تحدث أحداً بذلك وتم التنسيق أن يفتح المعبر خصيصاً لك، فاستغربتُ كيف رتب الأمر مع الجانب الإسرائيلي ويطلبُ مني ألا أحدّث أحدا وبالفعل مررت عبر الجسر وكنت وحدي .
المهم غادرتُ إلى عمان وأثناء وجودي في المطار بانتظارموعد إقلاع الطائرة للسفر إلى باريس عبر أمستردام سمعتُ بالأخبار أن الشيخ التميمي في طريقه إلى باريس وهو يحمل كفن أبوعمار وسمعتُ خبراً آخرعبر إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن هناك رجل دين مسلم يتوجه إلى باريس للإفتاء بنزع الأجهزة الطبية عن عرفات وفي الطائرة المتجهة إلى أمستردام التقيتُ طاهر المصري رئيس وزراء الأردن الأسبق والدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية، فقالا لي أن الإعلام يتحدث عنك وهنا أيقنتُ أن الإعلام الإسرائيلي هو مصدر تلك التسريبات _ وصلت ليلاً إلى أمستردام ، ثم ركبت الطائرة إلى باريس فوصلتها الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي 27 رمضان ،وكان في استقبالي الدكتور ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس عرفات والسفيرة الفلسطينية في باريس ليلى شهيد ، فقالا لي : هل تذهب للاستراحة في الفندق؟ فقلت لا بل أذهب إلى المستشفى فوراً، فحاولا إدخالي من الباب الخلفي للمستشفى، فقلت لهما إنني أريد الدخول من الباب الرئيسي الذي تحتشد أمامه وسائل الإعلام لأن الإعلام تحدث الليلة الماضية بأقوال غير حقيقية حول حضوري لباريس ، أريد أن أبين الحقيقة، فقال لي الدكتورالقدوة : اترك الأمر لي أنا أحدثهم بذلك الأمر فقلت لا ،الأمر يتعلق بي وأنا أقدرمن غيري على بيان الحقيقة . ولما وصلتُ المدخل الرئيسي لمستشفى بيرسي العسكري احتشد الإعلاميون والمراسلون وكاميراتهم، فسئلتُ حول الفتوى التي سربها الإعلام الإسرائيلي نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرونوت أنني قادم للإفتاء برفع الأجهزة عن الرئيس، فقلت لهم [ لا يجوز في الإسلام وفي كل الأديان رفع الأجهزة الطبية عن أي مريض طالما أن فيه مظهرمن مظاهر الحياة وهي الحرارة والحركة ]
وعندما دخلتُ المستشفى كان هناك عدد من المسؤولين، فقال لي مديرالمستشفى : أنت ممنوع من الدخول على عرفات ، فقلت له لماذا ؟ فقال لأنك رجل دين ونحن دولة علمانية نرفض أن يتدخل رجال الدين في المستشفى ،ف ذهبتُ مسرعاً لأخبروسائل الإعلام بأن فرنسا بلد الحرية والعدالة وحقوق الإنسان منعتني الدخول على الرئيس عرفات بسبب مبادئها العلمانية ، فلحق بي الدكتور القدوة وطلب مني التريث قائلاً ان مدير المستشفى سيطلب الإذن من الإليزيه قصر الرئاسة الفرنسية وأثناء انتظارنا اتصل خالد مشعل بالسيدة سهى عرفات ، فقالت له أن الشيخ التميمي حضر وهوموجود بيننا، فطلب منها أن يكلمني، فقال لي : هناك مؤامرة على حياة الرئيس عرفات فكن منتبهاً ، بعد نصف ساعة سمحت إدارة المستشفى بدخولي على الرئيس، وفي الطريق إلى غرفته كان معي الدكتور رمزي خوري فقال لي الدكتور رمزي : كيف أعصابك ؟ قلت له الحمد لله قوية ، قال لي: سترى منظراً مفزعاً ، فحينما دخل أحمد قريع على الرئيس وقع مغشياً عليه ، فقلتُ له نحن في كل يوم نشاهد أشلاء الشهداء ونقوم بجمعها لدفنها، لذا أصبحت قلوبنا وأعصابنا أقدرعلى التحمل وبالفعل: دخلتُ غرفة الرئيس فرأيتُه مربوطاً بعدد من الأجهزة، وكان وجهه محتقناً ورأسه متضخماً، وكدتُ أن أقع على الأرض لولا أنني تمسكت بالسرير وجلست على الكرسي إلى جواره بدأت أتلو القرآن الكريم وأنا مغمض عينيّ من هول المنظر، واستمر ذلك أكثر من ساعة ونصف، فتحت عينيَّ ونظرت إلى كتفه فكان يتحرك بشكل لا إرادي، فلما حان موعد صلاة المغرب خرجت من المستشفى وأخبرت الإعلاميين أن الرئيس حيٌّ يرزق لأنه يتحرك، وبعد تناولي الإفطار عدت إلى المستشفى، أخبرني الأطباء أنه قد طرأ تحسن على صحة الرئيس وبدأ نبضه ينتظم ، وبقيت إلى جواره حتى الثالثة والنصف من صباح الخميس 11/11 حيث انتقل إلى رحمة الله ، وهنا سُئلتُ عن التحسن الذي طرأ على صحته قبل وفاته بلحظات، فقلت لهم هذه صحوة الموت وفي الصباح كان هناك رأي بأن يتم تأجيل تغسيله وتكفينه للمساء حيث إن الرئيس شيراك سيأتي الساعة الخامسة مساء لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، فقلتُ لهم يجب تغسيله وتكفينه فوراً ولا يجوز التأخير، وفي الثامنة صباحاً حضر عدد من مشايخ مسجد باريس للقيام بذلك .
وعند البدء بتغسيله لاحظتُ استمرار نزف الدماء من جسده رغم مرور أكثر من خمس ساعات على استشهاده فطلبتُ من الطبيب الذي كان معنا وهو فرنسي من أصل مغربي ويتكلم العربية ، إحضار شريط لاصق حتى أضعه على المناطق التي يسيل منها الدم، وهنا سألته عن ظاهرة استمرار نزول الدعم وسيلانه بعد عدة ساعات من وفاته فقال لي : هذه المستشفى مختصة بأمراض الدم، وهناك بعض أنواع من السموم تُذْهِبُ خاصية التجلط من الدم ويبقى يسيل كالماء،ل احظتُ أثناء تغسيله جسداً قوياً كأجساد الرياضيين، كنت أتوقع أن أرى جسداً مترهلاً منهكاً بسبب المرض وكبرالسن مما يدل على أنه لم يكن يعاني أي مرض مزمن,, بعد انتهاء تغسيله قمنا بتكفينه والصلاة عليه أنا وشيوخ مسجد باريس، ثم وضعناه في التابوت، وتم إغلاق التابوت ووضعه في ثلاجة المستشفى. طلبتُ العودة إلى رام الله لتهيئة القبرالذي سيدفن فيه، حيث إنه كان قد أوصاني بأن أدفنه في مدينة القدس، فقالوا لي لاتوجد هناك طائرة إلى عمان، فطلبتُ العودة بطائرة الرئيس الخاصة حيث إنه سينقل إلى القاهرة مساء بطائرة فرنسية ، وكان معي الدكتورعمر الطبيب الخاص للرئيس وطلبوا مني التعريج على تونس بالطائرة لإحضار ابنة الرئيس زهوة عرفات لأن الطائرة بعد وصولي عمان ستغادر إلى القاهرة وعند وصولي مطار شارل ديغول اتصلوا وأخبروني بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيصحبها معه إلى القاهرة ، فتوجهت إلى القاهرة ومن ثم إلى عمان ومنها إلى رام الله، فالتقيتُ الدكتور محمد اشتية ،وقلت له: نريد بناء قبر بحيث يسهل نقله في المستقبل إلى القدس دون أن ينبش وأن يكون له مقابض حديدية، فأصدر تعليماته للمهندسين لتجهيز القبر ليكون مؤقتاً ليسهل نقله إلى القدس في المستقبل وأرسلتُ بعض الشباب إلى مدينة القدس لإحضار تراب من المسجد الأقصى,
وفي مساء الجمعة 12/11 وصلت 3 طائرات هيلوكبترمن القاهرة إحداها تحمل نعش الرئيس عرفات حيث تدافعت الجماهير الآتية من كل مكان رغم الحواجز العسكرية التي نصبتها سلطات الاحتلال على الطرقات ومداخل المدن، ولو أتيح المجال لجاء كل الشعب لوداعه .كان من المقرر أن يسجى الجثمان في المقاطعة لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ولكن بسبب تدافع الجماهير قررتُ الذهاب فوراً إلى القبر وعند إنزال التابوت لم أتمكن من فتحه بسبب تساقط الناس في القبر، وبالأخص ان شائعة سرت بأن كتائب شهداء الأقصى يريدون أخذ جثمان الرئيس لدفنه بالقوة في القدس، لذا أحتفظت بالمفتاح في جيبي وأمرتُ بإغلاق القبر بالبلاط وبوضع الإسمنت والتراب عليه عدتُ إلى المقاطعة، فسألني الطيب عبد الرحيم هل تم الدفن؟ فقلت له لم نستطع أن ندفنه وبعد الواحدة فجراً طلبتُ عدداً من حرس الرئاسة ليساعدوني في إخراج التابوت ودفن الرئيس وبالفعل قمنا في الواحدة من فجر السبت 13/11 برفع الباطون والبلاط وإخراج التابوت، وهنا كشفتُ عن وجه الرئيس الشهيد فأضاء القبر بعد أن كان محتقناً ومتضخماً، عاد إلى وضعه الطبيعي أبيضاً مائلاً إلى الصفرة فوضعتُ تراب المسجد الأقصى تحت الجثمان وكشفتُ عن وجهه ووضعته على شقه الأيمن بعد الصلاة عليه مرة أخرى ووضعتُ عليه بقية تراب الأقصى وهكذا تم الدفن حسب أحكام الشريعة وطلبتُ من حرس الرئاسة وضع التابوت في المقاطعة ليُضَمَّ إلى مقتنياته وفي الصباح اتصل بي محافظ رام الله وقال لي أن هناك شائعات بأنك دفنت الرئيس بالتابوت ، فقلت له: من يسأل عن ذلك ليأتِ إلى المقاطعة حتى يرى التابوت بنفسه .
وأثناء وجودنا في المقاطعة لتقبل العزاء أعلنتُ ان الرئيس عرفات قتل بالسم وذلك استناداً لما قاله الطبيب الفرنسي ولكن بعض القيادات حاولت إسكاتي وحصلت مشادة بيني وبينهم وبرروا ذلك بأن (إسرائيل) لم تعترف بدس السم للرئيس وأننا سنقوم باتهام بعضنا، وهنا طالبتُ بتشكيل لجنة تحقيق بالجريمة وبعد شهر من ذلك وأثناء حضوري مؤتمراً لمكافحة مرض الإيدز تعرضتُ لمحاولة اغتيال بالتسميم، كان يشارك في المؤتمر بالإضافة لعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي عدد من الأطباء وبعد إحالتي على التقاعد أدليت بشهادتي أمام اللجنة الفلسطينية التي شكلت عام 2010 للتحقيق، لكنني لم أتوسع في الإدلاء بالمعلومات لأنه كان يقال لي أجب فقط على الأسئلة التي وفي تصريحي هذا هناك بعض المعلومات التي أذكرها لأول مرة .
وعن الإنقسام الفلسطيني وتداعياته، قال ان أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية هو هذا الانقسام المقيت الذي يصب في مصلحة الاحتلال ،لأن الوحدة الوطنية بين الفصائل هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال
وحول علاقته بالرئيس محمود عباس اوضح
عملت مع الرئيس عباس عدة سنوات ولكن وأنا في قمة عطائي وقبل وصولي لسن التقاعد باثنيْ عشرعاماً قرر إحالتي على التقاعد بطريقة مخالفة للقانون وأعتقد أن هذه الإحالة جاءت على خلفية علاقتي المميزة بالرئيس عرفات.
حالياً لا يوجد لي أي موقع في السلطة ولكنني أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس.
وعن أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس اكد، أعتقد أن الوصاية الهاشمية على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية قد حافظت على هذه المدينة المباركة وعلى هويتها ومقدساتها ولولا هذه الوصاية التي تدير المسجد الأقصى وسائر المقدسات في المدينة لحدث فراغ يمكّن سلطات الاحتلال من الاستيلاء على المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى فحينما يتعرض المعتكفون والمرابطون في الأقصى للحصار من الاحتلال الغاشم فإننا نستنجد بجلالة الملك عبد الله الثاني الذي يقوم بدور فعال في فك الحصارعن المسجد وعن المحاصرين فيه، ان الدور الأردني الهاشمي سيبقى بالمرصاد للمستوطنين ولكل الحكومات الصهيونية.
وتابع، ان الأردن ملكاً وحكومة وشعباً هم السند الطبيعي والحقيقي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، فجلالة الملك عبد الله الثاني خير من يتكلم عن القضية الفلسطينية ويدافع عنها بكل قوة وشجاعة ، ومواقف الشعب الأردني الشقيق الحاسمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية أكبر دليل على الرابطة القوية بين الشعبين التوأمين .
واشار الى إن العلاقة بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي مهمة في مواجهة سلطات الاحتلال فهما يمثلان التعايش بين جناحي الوطن وهذه العلاقة ممتدة عبر التاريخ منذ العهدة العمرية التي أمَّن فيها الخليفة العادل امير المؤمنين النصارى في القدس على كنائسهم وصلبانهم وأداء عباداتهم
#التميمي #حاولوا #إسكاتي #عندما #صرحت #بقتل #عرفات #بالسم
تابعوا Tunisactus على Google News