التونسي محمد عبيد نائب كبير مهندسي ناسا في حديث خاص للجزيرة نت عن مهمة برسيفيرنس على المريخ
محمد عبيد ومهندسو ناسا منكبون الآن على تطوير صاروخ يتوجه عام 2028 إلى المريخ لتسلم العينات التي جمعتها برسيفيرنسيعد عالم الفضاء التونسي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) محمد عبيد من بين المشرفين المباشرين على صناعة وتطوير المركبة “برسيفيرنس” (Perseverance Rover) التي حطت بنجاح على سطح المريخ، في إنجاز علمي غير مسبوق بحثا عن آثار حياة محتملة على الكوكب الأحمر.
يقول نائب كبير المهندسين الميكانيكيين بمشروع “المريخ 2020” -في تصريحه الخاص للجزيرة نت، عبر الهاتف- إن حلم ذهاب البشر إلى سطح المريخ ليس بالأمر المستحيل، لكنه أيضا يتطلب دراسات عميقة ومضنية على المدى القريب والبعيد، تبدأ أولا ببحث إمكانية وجود فرص حياة سابقة على هذا الكوكب.
ويشير عبيد إلى أن أكبر تحد واجه الفريق، خلال الرحلة على مدى 7 سنوات مضنية من التحضير للذهاب إلى المريخ، تمثل في وعورة التضاريس التي حطت عليها المركبة برسيفيرنس، وهي حفرة “جيزيرو” التي تعد بحيرة قديمة كانت موجودة منذ نحو 3.9 مليارات سنة.
عبيد أوضح أن رحلة برسيفيرنس إلى المريخ ستتبعها رحلات أخرى لاستكشاف دلائل الحياة بالكوكب (الجزيرة نت)توليد الأكسجين
يحدد محدثنا مهمتين أساسيتين لما بعد مرحلة نزول المركبة على سطح المريخ. تتمثل الأولى في جمع الصخور والرواسب المريخية وتخزينها في أنابيب لإعادتها لاحقا إلى الأرض، أما الثانية فستتعلق بتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون، المتوفر بكثرة في الغلاف الجوي للكوكب، إلى أكسيجين.
ويمثل توليد الأكسجين من غاز ثاني أكسيد الكربون على سطح المريخ التحدي الأكبر، كما يشير عالم الفضاء التونسي، حيث إن هذه الخطوة ستكون حاسمة في التخطيط مستقبلا لإرسال أشخاص إلى سطح المريخ بديلا عن الروبوتات بحلول عام 2030.
وفضلا عن سابقة حمل المركبة الفضائية ميكروفونات لتسجيل الصوت على سطح المريخ، يشير عبيد إلى أن المركبة برسيفيرنس مجهزة بمروحية “إنجينيوتي” لا يتجاوز وزنها 5 أرطال تشحن بألواح شمسية لتحلق على كوكب المريخ، في جولة افتراضية مرئية خلال الأيام القادمة قصد استكشافه.
ويقول عبيد إنه منكب الآن رفقة فريق من مهندسي ناسا على تصنيع وتطوير صاروخ جديد سيتوجه عام 2028 إلى المريخ ليتسلم العينات الصخرية والبكتيرية التي أوكل لمركبة “برسيفيرنس” تجهيزها في أنابيب، ومن ثمة العودة بها لسطح الأرض للقيام بالاختبارات اللازمة، ومعرفة مدى وجود آثار حياة سابقة في الكوكب الأحمر.
عالم الفضاء التونسي قبل ساعات من إطلاق برسيفيرنس إلى المريخ (الجزيرة نت)بأياد عربية
يذكر أنه في رصيد العالم التونسي أيضا عدة إسهامات علمية منذ انضمامه لوكالة الفضاء الأميركية عام 2004، وتحديدا لمختبر الدفع النفاث، والذي أوكلت له وظيفة تصميم وبناء وتشغيل وقيادة المركبات الروبوتية الفضائية الموجهة إلى الكواكب.
ويدعو عبيد الشباب التونسي والعربي إلى الإيمان بقدراتهم والتمسك بأحلامهم وبأنه لا يوجد شيء مستحيل، ويستذكر ابن مدينة صفاقس بالجنوب التونسي الحادث المأساوي لانفجار المكوك الفضائي الأميركي “تشالنجر” عام 1986 والذي ذهب ضحيته 7 رواد فضاء.
ويضيف “كان لهذا الحادث الفضائي المأساوي أثر كبير في نفسي، وأحد أسباب دخولي مجال الهندسة الفضائية، قلت حينها إنني أريد أن أعمل يوما ما في وكالة ناسا حتى أحل الإشكال الذي وقع في المكوك المنكوب للحيلولة دون تكراره”.
ويطمح عبيد إلى أن يكون هو وباقي العلماء العرب في ناسا سببا في فتح الطريق لجيل جديد من أبناء جلدتهم الحالمين للصعود إلى المريخ عام 2030، ويضيف” آمل طبعا أن يكون تونسيا”.
هذا، وقد حظيت رحلة المركبة الفضائية برسيفيرنس ووصولها إلى كوكب المريخ في 18 من فبراير/شباط الجاري بمتابعة واهتمام إعلامي وشعبي، من العرب عموما والتونسيين خصوصا الذين احتفوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بمساهمة ابن بلدهم في هذا الإنجاز العلمي غير المسبوق.
يشار إلى أن تونس على موعد في مارس/آذار القادم، وبالتزامن مع ذكرى الاستقلال، مع إنجاز علمي وفضائي تاريخي، يتمثل في إطلاق أول قمر صناعي تونسي “تحدي1” تمت صناعته بإمكانيات وخبرات تونسية 100%.
وتم منذ أيام تسليم القمر الصناعي التونسي المختص في “إنترنت الأشياء” إلى الشركة الروسية المتعهدة بالإطلاق (GlavKosmos) ووضعه في كبسولة الإطلاق، وتشغيله تمهيدا للانطلاق إلى الفضاء.
المزيد من علوم
تابعوا Tunisactus على Google News