الثقافة العربية في 2022.. حراك يتجدد بعد عامين من الإغلاق
بعد قرابة عامين من الإغلاق بفعل جائحة كورونا، جاء عام 2022 ليروي ظمأ الشعوب العربية المتعطشة للفعاليات والتظاهرات الثقافية.
وشهد الربع الأخير من عام 2021 عودة مظاهر الحياة واستئناف الحراك الثقافي العربي، ولكن على استحياء، ليستعيد ألقه وزخمه مع بداية 2022.
ومع ضغط الأوضاع الاقتصادية المتردية عالميًا على وقع الجائحة والأزمة الروسية- الأوكرانية، واشتداد وطأتها على دول المنطقة، كان الجميع بحاجة إلى التقاط الأنفاس.
وعلى مدار العام، خلقت الفعاليات الثقافية المختلفة المتنفس لشعوب المنطقة، بعودة معارض الكتاب في العواصم العربية، واستئناف تنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية.
2022.. عودة معارض الكتاب
أدى الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا إلى تعطيل وتأجيل معارض الكتاب في جميع دول المنطقة، مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة التجمعات وضرورة التباعد الاجتماعي لمنع انتشار العدوى بين الجماهير.
وشهد عام 2022 عودة معارض الكتاب في العواصم العربية، وجرى تنظيم الدورة الـ26 من معرض مسقط الدولي للكتاب في 24 يناير/ كانون الثاني بعد عامين من الإلغاء، وكذلك عاد معرض الكويت للكتاب في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم.
وجرى تنظيم معارض عدة في مواعيدها المتعارف عليها، وأبرزها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انتظمت فعالياته في يناير/ كانون الثاني، كما انتظمت الدورة الـ31 من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في مايو/ آيار، وجاء معرض الرياض الدولي للكتاب في أواخر سبتمبر/ أيلول.
وتوالى تنظيم معارض الكتاب في دول المنطقة، وآخرها معرض العراق الدولي للكتاب الذي افتتح في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وقبله بيوم واحد معرض جدة بالسعودية، وسبقه معرض الشارقة الذي انطلق في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، ومعرض عمان الذي انطلق أول سبتمبر/ أيلول، وقبله معرض المدينة المنورة في 16 يونيو/ حزيران.
وفي شمال أفريقيا والمغرب العربي، افتتح معرض الرباط في الرابع من يونيو/ حزيران، وقبله صالون الجزائر الدولى للكتاب في أواخر مارس/ آذار، فيما تقرر تأجيل معرض تونس الدولي للكتاب إلى مطلع 2023، وتأجيل معرض الخرطوم بسبب السيول والظروف الجوية، فضلًا عن تأجيل معرض البحرين.
حواضر العرب.. عواصم للثقافة
يعد 2022 عامًا سعيدًا على العواصم العربية التي اختيرت كعواصم للثقافة في محيطها الإقليمي، وجرى اختيار القاهرة المصرية عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامي 2022 من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”.
وعلى مدار العام، شهدت شوارع القاهرة 149 فعالية ثقافية وفنية وورش للحرف التراثية والتقليدية، بمشاركة دول منظمة “إيسيسكو”، تضمنت ورشا سينمائية لمشروع “ابدأ حلمك”، وعرض كلاسيكيات الأفلام العربية والإسلامية، وأمسية ثقافية حول جماليات العمارة المملوكية، ومحاضرات وندوات حول العمارة الإسلامية، وندوات عن الفلكلور المصري وتأثيره في دول العالم الإسلامي، وحفلات إنشاد ديني وصوفي، وأوبريتا بعنوان “هنا القاهرة”.
ووقع اختيار لجنة عواصم الثقافة الأفريقية على مدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية لعام 2022، وشهد برنامج الاحتفالات تنظيم أنشطة وتظاهرات في مجالات الآدب والشعر والموسيقى والمسرح والسينما والفنون التشكيلية وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفنون السيرك وفن الحكي، بالإضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية.
واختارت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم “اليونسكو” مدينة إربد الأردنية عاصمة للثقافة العربية لهام 2022، وتضمن برنامج الاحتفال بهذه المناسبة فعاليات عدة في مجالات الفنون الموسيقية والأدائية والشعر والنقد وقضايا وشؤون محلية وعربية وأدب المرأة والطفل والفنون التشكيلية والمعارض والثقافة العلمية والابتكار، واستعراض تاريخ المدينة ونشأتها وجمالياتها. وتضمنت الفعاليات تسليط الضوء على شخصيات سياسية وأدبية واجتماعية من أبناء مدينة إربد، ممن كانت لهم بصمات واضحة في مجالاتهم.
إكسبو دبي 2020
رغم أن عنوانه يشير إلى عام 2020، لم تنطلق فعاليات معرض إكسبو دبي قبل أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بسبب الإغلاق الذي فرضته الجائحة، وكان لعام 2022 نصيب كبير من فعاليات المعرض الدولي الذي أقيم لأول مرة في الشرق الأوسط، إذ امتدت فعالياته إلى نهاية مارس/ آذار الماضي.
وشهد الحدث العالمي سلسلة من الأحداث والأنشطة الثقافية، ومعارض تفاعلية، وورش عمل، وعروض أفلام، وحملات مناصرة، وعروض ثقافية، ومنشآت، وضم أجنحة خاصة لكل الدول المشاركة لأول مرة في تاريخ معارض إكسبو الدولية.
مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة
أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية الدورة الثانية من مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة أول ديسمبر/ كانون الأول، في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض تحت عنوان “المعرفة والاستكشاف.. الفضاء والزمان والبشرية”.
وشارك في هذا الحدث كوكبة من المفكرين والفلاسفة والعلماء والفنانين ورواد الفضاء والكتاب والمؤرخين من مختلف الجنسيات، لتبادل الأفكار حول القضايا الرئيسية في عصرنا الحالي، وتعزيزًا للحوار بين مختلف الثقافات والتخصصات.
وأقيمت على هامش المؤتمر محاضرات وحلقات نقاشية وحوارات فكرية وفلسفية، بالإضافة إلى ورش عمل شاملة ومفتوحة تتناول موضوعات المؤتمر، مع جناح فلسفي للأطفال، بهدف لتعزيز قدرات الأجيال الناشئة، وتزويدها بالمهارات والمعارف في المجالات الفكرية والفلسفية.
منتدى الأديان لمجموعة العشرين
انطلقت فعاليات منتدى الأديان لمجموعة العشرين في العاصمة الإماراتية أبوظبي 12 ديسمبر/ كانون الأول، تحت عنوان “إشراك مجتمعات الأديان في صياغة أجندة قمة العشرين وما وراء ذلك”، بالتعاون بين جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين وتحالف الأديان لأمن المجتمعات.
واستهدف المنتدى إشراك مجتمعات وقادة الأديان، وبلورة رأيهم في أجندة قمة قادة الدول العشرين، ليكون جسرا بين القمة التي عقدت في إندونيسيا، وإطلاق أجندة مجموعة العشرين المزمع عقدها في الهند العام المقبل، وذلك في إطار حرص دولة الإمارات على تواصل الحضارات والثقافات العالمية وبناء جسور الثقة بين شعوب العالم؛ بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار المجتمعي وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة.
وبدأت فعاليات المنتدى بحضور قادة أديان ومختصين وصانعي قرار وممثلين عن منظمات وهيئات عالمية حكومية ومن مؤسسات المجتمع المدني في مداولات حية، تستهدف مناقشة موضوعات حيوية تعزز قيم الإنسانية والحوار والارتقاء بكرامة الإنسان وتعزيز حقوقه، وحماية الفئات المهمشة ومساندة الدول النامية.
كأس العالم 2022.. مزار ثقافي
نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022 لم تكن حدثًا كرويًا فحسب، بل كانت بمثابة مزار ثقافي للهوية والثقافة العربية والإسلامية بفضل الإجراءات التي اتبعتها دولة قطر في التنظيم، وتمسكها بهويتها وجذورها التاريخية في استقبال ضيوف المونديال على مستوى البعثات والجماهير.
وفرضت قطر احترام الثقافة العربية والإسلامية على ضيوف المونديال، فتوصلت إلى اتفاق مع الاتحاد الدولي للعبة لمنع تناول المواد الكحولية داخل الملاعب وفي محيطها، وحرصت على تعريف المشجعين بتعاليم الدين الإسلامي عبر منشورات وكتيبات كانت توزع عليهم قبل المباريات.
ومنعت قطر ارتداء الشارات والملابس التي تروج لميول جنسية معينة مثل المثلية، وهو ما جلب عليها انتقادات كثيرة من منصات إعلامية دولية، لكنها أصرت على موقفها ووقفت بالمرصاد لمحاولات الترويج للمثلية في الملاعب والمدرجات، كما منعت ارتداء ملابس فرسان الهيكل، أو المحاربين الصليبيين.
#الثقافة #العربية #في #حراك #يتجدد #بعد #عامين #من #الإغلاق
تابعوا Tunisactus على Google News