الثلوج تحاصر قرى جبلية شرقي الجزائر

تعيش بلدات وقرى جبلية في الجزائر، مع كلّ موسم لتساقط الثلوج، مشاكل تموين، لا سيما بمادة الغاز والمواد الغذائية، بسبب انقطاع الطرقات وصعوبة المسالك، ما يفرض على السلطات الدفع بمركبات البلديات والجيش للمساعدة في فكّ الخناق عن السكّان وتسهيل إيصال المواد التموينية.

وتسبّبت الاضطرابات الجوية الأخيرة في غلق عدّة طرق بسبب تراكم الثلوج وانزلاق التربة، حيث يستمرّ إغلاق بعض الطرق في ولايات البويرة وتيزي قرب العاصمة الجزائرية. إذ لا يزال الطريق بين فجّ تيروردة بلدية إفرحونان بتيزي وزو، مغلقاً بسبب تراكم الثلوج، كما بين منطقة تيزي نكولان بلدية إييودرارن ومنطقة أسول في بلدية أيت بومهدي، على الحدود بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، وبين بلدتي تبسة والعقلة المالحة، بولاية تبسة شرقي الجزائر وقرب الحدود مع تونس.

ومع كل تساقط كثيف للثلوج، تفرض هذه الظروف تدخّل وحدات الجيش بمعدّات ثقيلة ووحدات تساعد على إعادة فتح الطرقات. إذ توجّهت منذ يوم الجمعة الماضي، مفارز من الجيش إلى مرتفعات دائرة عين الكبيرة بولاية سطيف، لفتح هذه المسالك وإزالة الثلوج المتراكمة، كما تدخّلت مفارز أخرى للجيش لفتح الطرق والمسالك المغلقة بسبب تراكم الثلوج، وهذا لتسهيل حركة المرور وفكّ العزلة عن المواطنين، في مناطق تيكجدة أسول، تيزي نكولال وبلدية الصحاريج بولاية البويرة، 120 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية.

ودعت قيادة الدرك الوطني السائقين إلى توخّي الحيطة والحذر، ونشرت خريطة للطرق المقطوعة أو الخطرة، التي تنصح السائقين بعدم التوجّه عبرها.

في قرى بلدية أغبالو والأسنام بولاية البويرة، كما في كثير من القرى الجبلية يتّخذ السكّان الاحتياطات مبكراً. إذ يدّخرون ما أمكن من المواد ويقتصدون في استعمال الحطب وخاصة الغاز، الذي يصبح من الصعب الحصول عليه في مثل هذا الوقت من كل عام، سواءً بسبب الندرة نتيجة الطلب المتزايد عليه أو لصعوبة وصول شاحنات التموين بسبب انقطاع الطرقات وصعوبة السير.  

وقال أحمد عبدي، الذي يسكن في قرية صغيرة في منطقة جبلية تتبع لبلدية أغبالو بولاية البويرة، لـ”العربي الجديد” إنّ “السكّان يعانون سنوياً مع تساقط الثلوج، بسبب مشكلة انقطاع الطرق. ويصعب بعدها على التلاميذ الوصول إلى المدارس إضافة إلى مشاكل التموين، لذلك يتّخذ السكان الاحتياطات اللازمة لمواجهة أيّ طارىء. يحدث أن تنقطع الطرقات ليوم أو يومين وربما أكثر، وبالتالي نواجه أزمة”. ويضيف أنّ السلطات تساعد في تموين القرى وفكّ الخناق عنها مع بداية تساقط الثلوج.

وبسبب تكرار أزمة التموين بالغاز ومشاكل التموين في موسم الشتاء منذ العام 2012، اتخذت السلطات خططاً لتخفيف معاناة السكّان وتوصيل الغاز إلى كافة المناطق الجبلية.

وأطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، نهاية عام 2019، خطة لتنمية مناطق الظلّ في الريف خاصة. وفي السياق، يؤكّد الإعلامي رضوان عثماني، الذي يدير موقعاً إخبارياً محلياً يهتم بأخبار قرى وبلدات بولاية برج بوعريريج أنّه “في السنوات الماضية، كانت هناك أزمات عند اضطراب الطقس، لكن هناك تحسّن لافت للتغطية بشبكة الغاز في ولاية البرج، بلغ نسبة متقدمة. 95% من القرى موصولة بشبكة الغاز، وهذا يخفّف كثيراً من المعاناة السابقة لسكّان القرى”.