“الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها”: نقاشاتٌ على بُعد مسافة زمنية
(صورة جرى تلوينُها من احتفالات الاستقلال في الجزائر العاصمة، تمّوز/ يوليو 1962)
مثّلَت لحظةُ الخامس من تمّوز/ يوليو 1962، في الجزائر، تتويجاً لثورةٍ استطاعت، بعد سنواتٍ من الكفاح المسلَّح ضدّ الاستعمار الفرنسي (سقط فيها نحوُ مليون ونصف مليون قتيل جزائري بحسب الإحصائيات الرسمية الجزائرية) التفاوُض (1960 – 1962) على إنهاءِ حدٍّ للاحتلال الذي استمرَّ طيلةَ 132 سنةً.
تخطَّت الثورةُ الجزائرية (1954 – 1962)، التي اعتُبرت الكبرى في القرن العشرين، إطارَها المحلّي، لتكتسي بُعداً عالمياً وإنسانياً؛ فقد احتلّت مكانةً مركزية ضمن “مشروع تصفية الاستعمار” بفضل تأثيرها في محيطها العربي والإسلامي وبين حركات التحرُّر الوطني في “العالَم الثالث”.
ينطلقُ “مؤتمرُ الدراسات التاريخية” – الذي يعقده “المركزُ العربي للأبحاث ودراسة السياسيات” في مقرّه بالدوحة اليوم وغداً – مِن ملاحظةٍ رئيسية تتعلَّق بتواري الثورة الجزائرية، بعد ستّين عاماً على انتصارها، في النقاشات العربية، خصوصاً في حقل الدراسات التاريخية، وانحصار سرديّاتها في سجلّات التأريخ، مع احتفاظها بحضورٍ في الوعي العربي بوصفها محطّة مشرقة في التاريخ العربي الحديث؛ ويتناول عدداً مِن الإشكاليات التاريخية التي أثارتها الثورة، والتي تُتيح المسافةُ الزمنية التي باتت تفصلنا عنها اليوم فرصةً لمناقشتها بموضوعية أكبر.
هذه هي الدورةُ التاسعة من المؤتمر الذي يُقام تحت عنوان “الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستّين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها”، بمشاركة باحثين من عدّة بلدان عربية يُقدّمون قرابةَ عشرين ورقةً تتوزّع بين سبع جلساتٍ يُحاولون من خلالها إعادة قراءة مسار الثورة ومكانتها وسردياتها.
يطرح المؤتمر ثلاثة أسئلة رئيسية؛ أوّلُها: هل كانت الثورة الجزائرية مجرَّد حرب استقلال ضدّ مستعمر أجنبي، أم هي ثورةُ تحريرٍ هدفُها تحرير الأرض والإنسان وبعث الدولة الجزائرية، أم أنّها ذات طبيعة مزدوجة؛ بمعنى أنّها حربُ استقلال وحركة تجديد لبناء المجتمع الجزائري وبناء دولته في آن؟ وهل شهدت الثورة اتجاهاً معاكساً لأهدافها ومعادياً لطموحاتها يمكن وصفه بـ “الثورة المضادّة”، بدأ بالتنافُس على السلطة بعد “اتفاقيات إيفيان”، وأدّى إلى النأي عن قيم الثورة وأخلاقيتها والبحث عن الامتيازات واعتبار أنَّ الثورة انتهت بتحقيق الاستقلال؟ أمّا السؤالُ الثالث، فيتعلّقُ بالدور الهامشي للنخب ومدى تأثير تحييد العناصر ذات الخبرة والكفاءة التي أوجدها نضالُ الحركة الوطنية وبقاؤها بعيدةً عن مراكز القيادة في الثورة.
يفتحُ كلُّ سؤالٍ على الآخر، لتُحيل مجموعةً إلى مآلاتِ الثورة؛ إذ لا يُمكن فهمُ مسارات الدولة الجزائرية منذ سنوات الاستقلال الأُولى وإلى اليومِ دون فهم الثورة ذاتها؛ طبيعتِها وأهدافِها، وما شهدته مِن تجاذُبات وصراعات، ومكانةِ النُّخَب الثقافية فيها.
في محاضرته الافتتاحية التي تحمل عنوان “تأمُّلات في الثورة الجزائرية في ذكراها الستّين”، يتناول الأكاديمي والمؤرّخ، ناصر الدين سعيدوني، الثورة بوصفها كفاحاً وطنيّاً ومدّاً ثورياً قضى على نظام استعماري استيطاني واستبدله بمشروع وطني جزائري، هدفُه إقامة منظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة تُحقّق آمال الجزائريّين، وظاهرة تاريخية تندرج في الزمن الطويل، وليس مجرَّد حدثٍ حربي محدود زمنيّاً.
ومِن المسائل التي يتناولها مؤلّف “المسألة الثقافية في الجزائر: النُّخَب – الهوية – اللغة: دراسة تاريخية نقدية” (2021) في المحاضرة، مسألةُ السُّلطة والشرعية بعد الاستقلال، والكتابات التاريخية الجزائرية والعربية والأجنبية عن الثورة الجزائرية، والمنطلقات المنهجية التي تمكّن من “تجديد مقاربة الثورة وتسمحُ بالتحرُّر مِن التصوُّرات النمطية السائدة حولها”.
يختزل الخطابُ الرسمي الثورةَ التحريرية في بُعدها العسكري
“الآفاق الفكرية للثورة الجزائرية” عنوانُ الجلستَين الأُولى والثانية، وفي الأُولى يتناوَل أستاذُ الفلسفة المعاصرة في “جامعة الكويت”، الزواوي بغوره، في ورقته “الثورة الجزائرية من منظور الفلسفة الاجتماعية”، ما يسمّيه عملية الاختزال التي يجريها الخطابُ الرسميُّ للثورة التحريرية في بُعدها العسكري والحربي، مِن خلال تركيزه على الجوانب العسكرية، مستدلّاً بعملية كتابةِ تاريخ الثورة التي شرع بها “حزب جبهة التحرير الوطني” في منتصف الثمانينيات القرن العشرين، والتي اقتصرت على الجانب العسكري.
يذهب صاحبُ “الشمولية والحرّية” (2018) إلى أنّ الثورةَ، والثورة الجزائرية تحديداً، لا يمكن اختزالها في البعد العسكري، بحُكم أنّها عملية شديدة التعقيد، سواء مِن جهة التجربة السياسية السابقة عن الثورة، أو عناصرها التكوينية والبنيوية، أو طرائقها وأساليبها في الكفاح، أو في آثارها وأبعادها وآفاقها، أو في نوعية الفاعلين الاجتماعيّين القائمين بها.
وتحت عنوان “الثورةُ الجزائرية في الزمن الطويل”، يُضيء أستاذ التاريخ في “جامعة الأمير عبد القادر” بقسنطينة، نور الدين ثنيو، على خاصيّةٍ تمنحُ الثورة الجزائرية قيمتها واعتبارها؛ وهي “انخراطُها في الزمن المعاصر الذي ينطوي على مستقبَل غير محدود الآفاق، ولا يُنظر نهايته”.
يَعتبر صاحبُ كتاب “إشكالية الدولة في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية” (2015) أنّ الثورة حدثٌ ما نزال نشهد تداعياته إلى الوقت الراهن، وأنَّ شرح هذه الحالة التاريخية من شأنه وضعُ التحوُّلات في سياقها الفعلي؛ فهي التي تُفسِّر لاحقاً، أي بعد تصفية الاستعمار، تمكُّن فرنسا من بناء الدولة ذات النظام الجمهوري الذي يستند إلى آلية الديمقراطية من ناحية، وإخفاق الجزائر في تجسيد الشعار الأوّل لدولتها: “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”، من ناحية أُخرى.
“أيُّ أُفُق أيديولوجي للثورة الجزائرية؟”، عنوان ورقة أستاذُ الفلسفة في “جامعة باجي مختار” بعنّابة، مصطفى كيحل. ومِن الأسئلة التي يطرحها صاحبُ “جدل الهوية في الخطاب الجزائري المعاصر” (قيد الطبع): ما نظرية الثورة الجزائرية؟ وهل للثورة الجزائرية أيديولوجية تستند إليها وفلسفة توجّه بوصلتَها؟ وهل كانت الثورة الجزائرية مجرَّد حرب من أجل الاستقلال أم قطيعة مع الواقع الاستعماري بجميع مفرداته وهدفها هو تجسيد المشروع الوطني الذي يهدف إلى تحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة الجزائرية المستقلّة؟
وفي ورقته التي تحمل عنوان “الثورة الجزائرية: نشأة نقد الاستشراق وميلاد صراع الحضارات”، يتناول ياسر درويش جزائرلي، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإنسانية بـ”جامعة ولاية فيتشبورغ” بالولايات المتّحدة، ثلاثة محاورَ؛ يعرض أوّلُها المنهج والأبحاث التي تناولت انعكاسات الثورة الجزائرية على الفكر، ويُبيّن الثاني أنَّ حركة تحرُّر فكريّ صاحبَتْ حرب استقلال الجزائر، وأنّ سنوات الثورة الجزائرية شهدت نشأة فكر نقدي يحرّر الشعوب المستعمَرة من التصوُّر الذي نسجه المستشرقون عن هذه الشعوب وكان جزءاً مِن سياسة الاستعمار.
ويُظهر جزائرلي في الجزء الثالث كيف أدّت الثورة إلى ظهور مفهوم “صراع الحضارات”، نتيجةَ سعي فرنسا لتبرير حربها على أنّها ليست مواجه بين أمّتَين، بل بين حضارتين؛ الغربية والإسلامية، مضيفاً أنّ الفكرة لم تلقَ ترحيباً في الولايات المتّحدة بسبب الحرب الباردة التي شكلت صداماً بين أيديولوجيّتَين. لكن، سيُعاد طرحُ المبدأ بعد انتهاء تلك الحرب، ليُصبح مفهوماً أساسياً في العلاقات الدولية.
وتحمل الجلسةُ الثالثة عنوان “جوانب من الفاعلية المحلية للثورة الجزائرية”، وفيها يتطرّق عبد السلام كمون، أستاذُ التاريخ الحديث والمعاصر بـ”جامعة أحمد دراية” بأدرار، إلى واحدٍ من أبرز القضايا الإشكالية في الثورة؛ حيث يتناول في ورقته “إشكاليةَ الصراع بين السياسي والعسكري إبان الثورة الجزائرية”، وكيفية معالجة المؤرّخين لها، وإن كانوا أولوا هذا الصراع اهتمامًا كبيرًا باعتباره صراعًا جوهرياً بين الطرفين، أم حاولوا تجاهُله والسكوت عنه.
ويحاول صاحب كتاب “مجموعة الاثنين والعشرين ودورها في تفجير الثورة الجزائرية 1954” تبيان نظرة شباب اليوم، وخصوصاً المثقفّين منهم، إلى هذا الصراع الذي وصل إلى حد الاقتتال والتصفية الجسدية، وظلّ قائماً طوال مراحل الثورة وصولاً إلى أزمة صائفة 1962 التي كادت أن تُدخل الجزائر عقب استقلالها في حرب داخلية، ولا يزال هذا الصراع يُلقي بظلاله على الدولة الجزائرية إلى يومنا هذا.
حرب استقلال أم قطيعة مع الواقع الاستعماري بكلّ مفرداته؟
ويتناول عمر بوضربة، أستاذُ التاريخ المعاصر في “جامعة محمد بوضياف” بالمسيلة، في “معركة التدويل: استراتيجية جبهة التحرير الوطني لتدويل المسألة الجزائرية في الأمم المتحدة (1954 – 1961)”، مفهوم التدويل لدى “جبهة التحرير الوطني”، وكيف استطاعت الجبهة أن تخترق كواليس الجمعية العامّة للأمم المتّحدة وتُسجّل القضية الجزائرية في جدول أعمالها منذ 1956، وكيف تطوَّر تعامُل هذه الهيئة الدولية مع القضية، وكيف أثّرت توصيات الجمعية في تطوُّر الحل التفاوضي بين “جبهة التحرير” والحكومة الفرنسية؟
وفي الجلسة الرابعة “الثورة الجزائرية برواية فاعليها”، تبحث ورقةُ فاطمة الزهراء قشي، أستاذة التاريخ في “جامعة قسنطينة 2″، التي تحمل عنوان “منهجية تدوين شهادات الفاعلين المحليين في الثورة الجزائرية”، في مكانة الشهادة الشفوية والتجربة الفردية في النضال والثورة في كتابة تاريخ الثورة بشيء من الموضوعية؛ حيث تستحضر صاحبةُ كتاب “قسنطينة في عهد صالح باي” (2005) بعضَ التجارُب الرائدة والمختلفة منهجيّاً في هذا المجال، مركّزةً على تلك التي تحمل بصمة المؤرّخ أو المؤرّخة في اختيار منهجية تسجيل الشهادات وظروفُها وشروطها المادية والمعنوية.
“الثورة الجزائرية ما بين القطيعة والتواصُل: قراءة في شهادات ومذكرات بعض الفاعلين” عنوان ورقة الباحث المختصّ في تاريخ الجزائر المعاصر، أحمد صاري، وفيها يتناول الجدليةَ التي أفرزتها الثورة، والمتعلّقة بمفهومَي القطيعة والتواصل؛ متسائلاً: هل الانتقال إلى العمل المسلّح في أول تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 كان قطيعة مع الماضي، أي مع الأحزاب السياسية الفاعلة آنذاك، أم أنها كانت استمرارية لهذه الأحزاب، وخاصة للتيار الاستقلالي منها؟ ومفهوم القطيعة هذا قد كرسه الخطاب السياسي لما بعد الاستقلال.
ويتناول صاحبُ كتاب “شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر” جانبَ الذاكرة، من خلال عرض وتحليل بعض السرديات من مذكّرات وشهادات بعض الفاعلين في الثورة، مميّزاً بين تيارَين؛ الأول الذي ساهم في التأسيس لخطاب رسمي بعد 1962 ومعه بعض القادة التاريخيين للثورة والقائل بمفهوم القطيعة مع الماضي، وهدفه من ذلك إبعاد التيار الثاني والمتمثّل، خصوصاً، في زعماء التشكيلات الحزبية السابقة للثورة والتي أرادت الرجوع إلى الساحة من خلال الذاكرة، بعد أن خسرت معركة الصراع على السلطة.
تتناوَل الجلسةُ الخامسة محور “الثورة الجزائرية في الذاكرة الفرنسية”، وفيها يُقدّم الباحث الجزائري مسعود ديلمي ورقةً بعنوان “إشكالية التأريخ لحرب الجزائر وذاكرتها في فرنسا”، تتناول موضوع الكتابة التاريخية والذاكرة الفرنسية لحرب الجزائر كظاهرة تفاعلية، بشرح سياقات مسارها الذي فرضته تناقضات المجتمع الفرنسي، وبإعطاء أهمّ توجُّهاتها وتناوُل أهم مراحلها، وإظهار صداها وتأثيراتها في الإنتاج التاريخي العلمي.
وتحت عنوان “من الإنكار إلى ‘الحادثة التي لا تُغتفَر’: ضحايا تظاهرات 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961في انتظار الاعتراف”، يتناول خالد منّه، كبيرُ الباحثين في “مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية” بالجزائر، تظاهُرات المهاجرين الجزائريين في فرنسا عام 1961، والقمع الذي سُلّط عليهم وتطوُّر تعامُل السلطات الفرنسية مع الواقعة عبر الزمن.
ومن خلال الاستعانة بأرشيف صحيفة “لوموند” الفرنسية من 18 تشرين الأول/ أكتوبر 1961 إلى 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وهو يتضمّن تقارير إخبارية وتعليقات وحوارات ومساهمات لمؤرّخين وسياسيّين عايشوا الفترة وكتبوا عنها، تكشف الورقة كيفية تعامل الحكومة الفرنسية مع ذكرى تظاهرات 17 تشرين الأول/ أكتوبر وضحاياها، وتعالج الدوافع التي جعلت فرنسا تراجع نظرتها وتعاملها مع أحداث هذه التظاهرات بباريس؛ من محاولة تقزيمها إلى التنديد بها دون الوصول إلى درجة الاعتراف.
وتحت عنوان ” فرق المهاري الصحراوية: رهان فرنسي لتقويض الثورة الجزائرية”، يتطرّق الأستاذ في “جامعة أدرار”، أحمد بوسعيد، إلى موضوع الوحدات العسكرية الصحراوية (شرطة الصحراء) التي أنشأها الاستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية عام 1894، من أجل مساعدته في التوغُّل إلى أعماقها، بعد فشل تلك المحاولات التوسعية في النصف الثاني من القرن 19، على الرغم من تسخير إمكانات هائلة للبعثات الاستكشافية.
تتناول الجلسةُ السادسة محورَ “الثورة الجزائرية في الفضاء العربي”؛ وفيها يقدّم بلال كلش، الباحث في “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، ورقةً بعنوان “إذا هبّت الشعوب انتصرت: تفاعل فدائيّي فلسطين مع الثورة الجزائرية (1954 – 1967)، يُضيء من خلالها على تأثير الثورة الجزائرية على في فدائيّي فلسطين، على مستويين: الأوّل فكري يتعلّق بالفكر السياسي المتبنى من المنظمات الفلسطينية؛ والثاني مادي يتعلق بأثر الوجود الفلسطيني المبكر في الجزائر، في مسيرة المنظمات الفدائية الفلسطينية، وخصوصاً “حركة التحرير الوطني الفلسطيني” (فتح)، وانعكاس هذا الوجود المادي على فعل هذه المنظمات العسكري لحظة انطلاقاتها الأولى (1965 – 1967) وانطلاقتها الثانية بعد حرب حزيران/ يونيو 1967.
وفي ورقته “تفاعُل النُّخَب الليبية مع الثورة الجزائرية: دور عبد الحميد بك درنة في دعم الثورة”، يتناول صالح أبو الخير، أستاذ التاريخ في “جامعة عمر المختار” بمدينة البيضاء الليبية، جهود المناضل الليبي عبد الحميد بك درنة في دعم ثورة الجزائر، وعلاقته بزعماء الثوّار الجزائريين، ودوره الكبير في دعم وتنظيم “مؤتمر طرابلس” في حزيران/ يونيو 1962، والذي جرى فيه تحديد المعالم الكبرى للدولة الجزائرية.
ويتطرّق جمال برجي، أستاذُ التاريخ في “جامعة أبو بكر بلقايد” بتلمسان، في ورقته “تفاعُل الثورة الجزائرية مع محيطها المغاربي (1954 – 1958)، إلى القراءات المتعلّقة بمواثيق الثورة الجزائرية، مسلّطاً الضوء على هذه الثورة في إطار التعاون والتضامُن المغاربي على الصعيدين السياسي والعسكري، من خلال “بيان أول نوفمبر 1954″ و”مؤتمر الصومام” في 20 آب/ أغسطس 1956.
تتقصي الورقة كيفية تفاعل الثورة الجزائرية مع محيطها المغاربي، ومعرفة ردود الأفعال المغاربية تجاهها، ومصير المبادرات الوحدوية، وتتساءل: هل استمر التعاون المغاربي بعد استقلال المغرب الأقصى وتونس؟ وما مصير المبادرات الوحدوية؟
“التلقّي الأميركي للثورة الجزائرية” عنوان الجلسة السابعة. وفيها يُقدّم علي تابليت، أستاذُ التاريخ الحديث في “جامعة الجزائر 2″، ورقةً بعنوان “الثورة الجزائرية في الإعلام الأميركي في أثناء إدارة دوايت آيزنهاور”، يُضيء فيها على تناوُل الثورة الجزائرية في الإعلام الأميركي خلال فترة رئاسة دوايت آيزنهاور الذي كانت حكومتُه تساند فرنسا ماديّاً وماليّاً وعسكريّاً وسياسيّاً.
تعود الورقةُ إلى أبرز ما ورد في الصحف الرائدة في تلك الفترة ومواقفها المتباينة تجاه الثورة الجزائرية؛ وهي مواقف تتماشى مع المصالح الفرنسية ومستوطنيها في الجزائر، بدعوى أنّ الجزائر لم تكن موجودة قبل الاحتلال الفرنسي.
ويقدّم محمد مزيان، أستاذ التاريخ المعاصر في “جامعة ابن طفيل “بالمغرب، ورقةً بعنوان “حرب التحرير الجزائرية في التقارير الدبلوماسية والكتابات الأكاديمية الأميركية: بين إشكالية الرؤية الموضوعية وتبرير المواقف”، وفيها يُحلّل الموقف الأميركي من حرب التحرير الجزائرية، اعتماداً على وثائق وزارة الخارجية الأميركية وعلى بعض الدراسات الأكاديمية الأميركية، في محاولة لاستجلاء خصائص الرؤية الأميركية وقراراتها من مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة، تندرج ضمن مرحلة تصفية الاستعمار، كما تفاعل خلالها عدّة أطراف مختلفة التصوُّرات والأيديولوجيات والمصالح.
#الثورة #الجزائرية #في #ذكرى #انتصارها #نقاشات #على #بعد #مسافة #زمنية
تابعوا Tunisactus على Google News