الجزائر تناور “أسود الأطلس المحلية” .. خبير: تعليمات نظام العسكر صارمة
تستمر إفرازات “عقدة العداء والحقد”، التي يتخذها النظام العسكري في الجزائر عقيدة في تعامله مع المملكة المغربية، بعدما انتقلت عدواها، بشكل جلي، إلى العلاقات الرياضية بين البلدين. وبعد حديث “رسمي” جزائري عن رفض استقبال طائرة المنتخب المغربي للمحليين عبر رحلة جوية مباشرة، أتى الدور على استمرار “تجاهل” الإنجازات الكروية المغربية المباشرة من خلال “قصاصة إخبارية” مطولة عن تاريخ مسابقة “الشان” التي تستضيفها الملاعب الجزائرية بدءا من 13 يناير الجاري، إلا أنها لم تذكر المغرب إطلاقاً سواء بالتلميح أو الصريح. وبدا لافتا خلال الأسابيع القليلة الماضية تصاعد حدة الخلاف الدبلوماسي–السياسي بين الجارَيْن المغاربيين، مُلقياً بظلال ثقيلة على مجال التنافس الرياضي (الكروي خاصة)، ولم تقف فقط عند تجاهل وسائل إعلام جزائرية رسمية ومقربة من الحكومة لنجاحات باهرة لرفاق بونو في مونديال 2022. وكالة الأنباء الجزائرية، التي تعد “اللسان الإعلامي الرسمي” للجمهورية الجزائرية، تمادت في حقد غير مفهوم ضد المغرب ومصالحه؛ إذ لم تنشر خبر التأهل إلى نصف نهاية المونديال رغم عظمة الإنجاز الكروي للمغرب في أرقى بطولة عالمية؛ قبل أن تزيد طين تضليلها بللاً، بقصاصتها المنشورة أول أمس الجمعة على موقعها أسبوعاً فقط قبل افتتاح “شان الجزائر”. وفي قصاصتها المعنونة باللغة الفرنسية “بطولة CHAN: من كوت ديفوار إلى الجزائر، الرحلة الطويلة لمنافسة كرة القدم للاعبين المحليين”، تتبع المقال ذاته تاريخ ومسار مسابقة إفريقيا للاعبين المحليين منذ دورتها الأولى عام 2009، وإنجازاتها، وكذا الدول المضيفة السابقة، قبل أن يخلص إلى اللاعبين الذين تألقوا خلال النسخ السابقة للشان؛ غير أنها قصاصة أخبار خلَت من عبارات “المغرب” باعتباره حامل اللقب مرتين ومستضيف دورة 2018، “أسود الأطلس”، “الكعبي”، “رحيمي”… رغم أنها جزء لا يتجزأ من تاريخ الشان. وفي الوقت الذي تحاول وكالة الأنباء الجزائرية ووسائل الإعلام الرسمية التابعة لنظام العساكر، قدر المستطاع، “طمس” صوت الكرة المغربية التي أسمعت زئيرها بقوة في سماء الكرة العالمية بمونديال قطر، عكست وسائل التواصل مبادرة عدد من المواطنين الجزائريين، بكل عفوية، إلى التعبير عن أفراحهم مُجتاحين شوارع مختلف المدن للاحتفال بانتصارات “رجال وليد الركراكي”، شهر دجنبر الماضي. وكان منتخب المحليين المغربي قد فاز بنسخة 2018، قبل أن يضيف لقبا جديدا إلى قائمة إنجازاته بالفوز بالنسخة الأخيرة في الكاميرون. ويتشارك المغرب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية (2009 و2016) لقب أنجح بلد في تاريخ بطولة الشان، متقدمًا على كل من تونس وليبيا. تعليمات صارمة خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، قال إن “التعليمات واضحة وصارمة من الحكومة الجزائرية لجميع وسائل الإعلام التي يجب أن تظل وفية لخط النظام الجزائري المعاكس والمعادي للمغرب؛ عبر انتقاء كل اللقطات والأكاذيب الرخيصة للتحدث بشكل سلبي عن المملكة المجاورة، وإسكات بث النقط الإيجابية”. وأضاف شيات، في تصريح لهسبريس، أن “هذه التعليمات الواردة من نظام العساكر هدفها تجنب ذكر كل نقطة يمكن أن تعطي للمغرب صورة الناجح والمتفوق، سواء في الاقتصاد أو السياسة وحتى الرياضة”، لافتا إلى أنه “يتغاضى عن ذكر الإنجازات المغربية سواء تعلق الأمر بالفوز بالبطولتين داخل الشان أو من خلال بعض الأسماء التي لمعت في هذه البطولات الإفريقية”. وتابع الأكاديمي المتابع للشأن الجزائري شارحا أن ذلك “ليس سوى جانب من الجوانب التي يستعملها الجزائر في إعلامها وفق السياسة الجزائرية المعهودة لوضع كل ما هو مغربي في خانة الفشل والعداء”. “هناك أصوات عاقلة في الجزائر، لكنها ربما هي مضطرة أن تبقى صامتة، في ظرفية قمع وإسكات تطبع تواتر الهجمات الإعلامية والدعائية ضد المغرب”، سجل شيات. وخلص المتحدث إلى أن “الصراع السياسي، وإنْ كان موجودا، ليس مبررا لتجاهل إنجازات بلد جار وتغليط الشعب الجزائري”، معتبرا أن “نهج حكومة الجزائر بقلب حقائق ومعلومات تاريخية لن تسهم سوى في توجيه أفكار جيل بأكمله نحو أنساق صراع وعداء مفترض يتجاهل تاريخا من الامتداد الحضاري الذي طالما جمع بين الشعبين”.
#الجزائر #تناور #أسود #الأطلس #المحلية #خبير #تعليمات #نظام #العسكر #صارمة
تابعوا Tunisactus على Google News