الحكومة “قادرة” على تقديم الدعم لإتمام عملية الاستثمار في الأردن
افتتحت وزيرة الاستثمار خلود السقاف، الاثنين، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لأصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية، تحت عنوان “الأردن أرض الفرص الواعدة للمستثمرين الدوليين”، مندوبة عن جلالة الملك عبدالله الثاني.
وينظم المؤتمر جمعية رجال الأعمال الأردنيين بالتعاون مع مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية وبمشاركة 200 شخصية من رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين بمختلف المجالات إلى جانب مشاركة نخبة من الشركات والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية.
ويتضمن المؤتمر الذي يستمر يومين، ويعقد لأول مرة في دولة غير ناطقة باللغة الفرنسية بمشاركة 16 دولة من ضمنها الأردن، على 12 جلسة يتحدث خلالها 60 مشاركا من الخبراء والمختصين.
ويشارك بالمؤتمر إلى جانب الأردن فرنسا وبلجيكا وتونس والجزائر وكندا ورومانيا وساحل العاج ومصر والإمارات وكرواتيا ونيجيريا والكاميرون وبنين وفلسطين والسنغال.
وقالت السقاف إن العلاقات الثنائية بين الأردن والدول الناطقة باللغة الفرنسية (الدول الفرنكوفونية) تحظى بأهمية كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي، ومجالات التنمية الاقتصادية والتجارة الحرة والثقافة والتعليم، حرص الأردن على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الدول الفرنكوفونية.
وأضافت: “نأمل أن يكون هذا المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والتعريف بفرص الاستثمار في الأردن، متطلعين إلى العمل ضمن شراكة حقيقية مستمرة تحقق الاهداف والغايات منها”.
وأشارت وزيرة الاستثمار في كلمتها إلى أهم الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة الاردنية بهدف إطلاق الإمكانات وسعيا منها لتحقيق نمو شامل ومستدام وتحسين جودة الحياة للمواطنين الأردنيين، فتم إنشاء وزارة الاستثمار لتكون المرجعية الرئيسة للاستثمار في المملكة.
ولفتت إلى إقرار قانون البيئة الاستثمارية الجديد ضمن أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة الى تنظيم مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بهدف جذب الاستثمارات وتمكينها، والاندماج في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وقالت إن المملكة سعت وبقيادة حكيمة من جلالة الملك عبد الله الثاني لوضع خطة عمل ترتكز على تخطيط شامل ورؤية طموحة للمستقبل تمثلت في إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي 2033 في سياق التحديث الشامل للمسارات السياسية والاقتصادية والإدارية وهي خريطة طريق وطنية بمعايير طموحة وواقعية وعابرة للحكومات على مدى العشر سنوات القادمة.
وأكدت السقاف أن محرك الاستثمار يعتبر من أهم محركات الرؤية الثمانية، والذي يهدف الى تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز البيئة الاستثمارية في الأردن، لذلك تعمل وزارة الاستثمار على العديد من المبادرات بهدف جعل الأردن وجهة استثمارية منافسة وجاذبة.
وفي سياق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تحدثت عن تحديد مجموعة من المشاريع القابلة للتمويل والتي تشمل فرص استثمارية في قطاعات المياه والنقل والاقتصاد الرقمي والتعليم، فيما سيتم قريباً إطلاق منصة استثمارية متكاملة تعنى بترويج الاستثمار في الأردن ( Invest.Jo)، وفق أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، للتعريف بالبيئة الاستثمارية والمزايا التنافسية للمملكة ولتسهيل التواصل مع المستثمرين محليًّا وعالميًّا.
واستعرضت أبرز الفرص الاستثمارية الواعدة في كافة القطاعات، كقطاع تكنولوجيا المعلومات، السياحة والسياحة العلاجية، الصناعات الدوائية والعلوم الحياتية، خدمات الرعاية الصحية، الصناعات الغذائية، الملابس والمنسوجات، الزراعة والعمالة الزراعية المرتبطة بها، الخدمات اللوجستية، والكيماويات والأسمدة.
وقالت السقاف إن الأردن جاهز للاستثمار، وأن الحكومة ممثلة بوزارة الاستثمار قادرة على تقديم كافة أشكال الدعم لإتمام عملية الاستثمار وتسهيل رحلة المستثمر في المملكة، بدءاً بالترويج للفرصة الاستثمارية إلى مساعدته على إقامة نشاطه الاقتصادي وتذليل أي معوقات قد تواجهه في مرحلة ما بعد التشغيل.
من جانبه، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع إن “تنظيم أعمال المؤتمر يأتي انعكاسا لجهود جمعية رجال الاعمال الأردنيين في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الأردن والدول الفرانكفونية بمختلف المجالات، إيماناً بالأهمية الاقتصادية الكبيرة للدول الفرانكفونية على المستوى العالمي والإقليمي”.
وأضاف أن “المؤتمر يشكل خطوة متقدمة نحو بناء خطة عمل تعزز الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة بمختلف الدول الفرنكفونية المنتشرة في قارات العالم”، موضحا أن الموقع الجغرافي للأردن يشكل فرصة كبيرة للانطلاق والدخول في مشاريع مشتركة، إلى جانب إبراز الأردن كمركز لوجيستي للأعمال على مستوى المنطقة.
وأشار الطباع إلى أن الأردن يسعى بخطوات جادة نحو توسيع آفاق العلاقات الاقتصادية مع الدول الفرانكفونية، سواء في أفريقيا أو أوروبا وكذلك أميركا الشمالية، إلى جانب زيادة صادراته إلى الدول الفرانكفونية، لا سيما بمجالات الأدوية والمنتجات الزراعية.
وأوضح رئيس الجمعية أن الأردن يسعى كذلك لتعزيز الصادرات الخدمية بخاصة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، إضافة لاستقطاب الاستثمارات من الدول الفرانكفونية بقطاعات الطاقة والطاقة البديلة والبنية التحتية والسياحة.
وقال الطباع “تتمتع العلاقات الاستثمارية بين الأردن والدول الفرانكفونية بإمكانات كبيرة للنمو والتطور حيث وصلت الاستثمارات الفرنسية في الأردن ما يقارب ملياري دولار، فيما نتطلع من خلال المؤتمر لتوسيع نطاق العلاقات المشتركة بمختلف المجالات”.
وأكد أهمية بحث القضايا التي تهم القطاع الخاص بالدول الفرانكفونية، مع التركيز على تحديد المعيقات التي تحول دون زيادة التبادل التجاري، والعمل على تذليلها بهدف مواصلة تعزيز فرص الاستفادة من الإمكانيات التصديرية وإنشاء شراكات استراتيجية مشتركة سواء على المستوى المحلي أو العربي.
وقال إن جمعية رجال الأعمال الأردنيين “تتطلع نحو تعزيز الاستثمارات واستقطابها بالتشاركية مع نظرائنا من مختلف الفعاليات الاقتصادية وذلك من خلال تعريف القطاع الخاص من الدول الفرانكفونية، بالمزايا والحوافز الاستثمارية المقدمة بالمملكة إلى جانب اطلاعهم على أهم الفرص الاستثمارية في القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة”.
وتابع الطباع أن الاردن يمتلك مقومات عديدة تتيح له أن يكون مركزاً إقليمياً للأعمال وبوابة لدخول أسواق المنطقة وتوفر الكثير من المزايا المحفزة للمستثمرين، واقتصاد منفتح تجاريا، مما يتيح لمختلف الدول الفرانكفونية الاستفادة من مزايا الاتفاقيات التجارية الحرة التي تربط المملكة مع أهم التكتلات الاقتصادية العالمية.
ووصف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تييري بوديه، الأردن بالبلد الصديق لدول الفرنكفونية، معربا عن أمله بأن يكون المؤتمر داعما لهذه العلاقات ولاسميا وأن المملكة بلد مستقر سياسيا.
ولفت إلى أن الأردن يواجه اليوم صعوبات وتحديات كثيرة تتعلق بالتغير المناخي الذي انعكس بدوره على مصادر المياه الشحيحة إضافة إلى تحدي البطاقة.
وأكد أن هذه التحديات التي تواجه الأردن تضع مسؤولية كبيرة على أصحاب الأعمال والشركات والمستثمرين من اجل توجيه استثماراتهم نحو المملكة وتطوير الأعمال والتجارة ورواد الأعمال والرياديين.
وأشار إلى أن المؤتمر سيناقش موضوعات مهمة تتعلق بالسياحة والذكاء الاصطناعي ورائدات الأعمال، مؤكدا أن هذا يستدعي بناء شكل جديد من التنوع بين دول الفرنكونية.
وأكد بوديه أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها جميعا تتطلب تعاونا من الجميع لتجاوزها من خلال تبادل المعلومات والخبرات والتركيز على قضايا المياه والشمول الاجتماعي ما ينعكس على تشغيل الشباب وإدماج الجيل الجديد.
من جانبه، قال رئيس مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية جان لو بلاشير، إن المجموعة لديها مساعي لجعل منطقة الدول الفرنكفونية أكثر تعاونا في مجال التبادل المعلوماتي والتقني وخلق مستقبل أفضل للشركات وتعزيز اللغة الفرنسية والتبادلات التجارية والمالية.
وأوضح أن المؤتمر يشكل فرصة للتفكير وتبادل الحوار من أجل زيادة التعاون بين الدول الفرنكفونية والصديقة لها وإيجاد آليات واضحة لتحقيقها، مشيرا إلى وجود 20 مليون شركة حول العالم لديها علاقات فيما بينها.
وأشار بلاشير إلى أن المجموعة تملك طموحات كبيرة لتسهيل تبادل المعلومات بين الشركات التابعة للدول الفرنكفونية والدخول لأسواق جديدة غير تقليدية والتركيز على التدريب، لافتا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر قدرة على توليد فرص العمل.
بدورها، أشارت ممثلة اتحاد رجال الاعمال الناطقين بالفرنسية بالأردن صفاء الحمايدة، إلى أن المؤتمر الذي يعقد لأول مرة خارج دول المجموعة يشكل بداية الطريق لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين الأردن وفرنسا والدول الفرنكفونية.
وأوضحت أن الاتحاد يضم 88 دولة ناطقة باللغة الفرنسية إضافة إلى لدول أخرى صديقة وهو تجمع لكل مؤسسات رجال الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بهدف التشبيك فيما بينها وإيجاد علاقات تواصل واستثمارات وفتح أسواق جديدة.
ولفتت الحمايدة إلى أن الاتحاد الذي مقره العاصمة باريس يسعى للانطلاق لدول منطقة الشرق الأوسط من خلال الأردن، نظرا للفرص الكبيرة المتوفرة لدى المملكة وحالة الاستقرار التي تعيشها، مشيدة بالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لبناء مستقبل جديد للاقتصاد الوطني.
ويسلط المؤتمر في يومه الأول الضوء على عدة محاور أهمها فرص الاستثمار في الأردن من خلال الدول الفرنكوفونية وصناديق الاستثمار والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن ودول الشرق الأوسط والدول الفرنكوفونية.
كما يركز على آفاق الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي أهمية ودور غرفة التجارة والصناعة الفرنسية، إضافة إلى آفاق الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة والمياه والتكنولوجيا الخضراء والفرنسية: لغة الأعمال داخل المنطقة الفرنكوفونية.
ويناقش المؤتمر كذلك خلال جلساته الاقتصاد الاجتماعي، وآفاق الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين إضافة إلى رائدات الأعمال ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بوابتك للاستثمار والتجارة في الأردن والآفاق والفرص لشركات الاستثمار والتدريب والذكاء الاصطناعي.
المملكة
#الحكومة #قادرة #على #تقديم #الدعم #لإتمام #عملية #الاستثمار #في #الأردن
تابعوا Tunisactus على Google News