“الحمامات السياحية” في تونس.. مدينة أشباح يحاصرها كورونا
لا تزال لعنة كورونا تلاحق الاقتصاد التونسي، الذي بلغ مستويات غير مسبوقة في الانهيار، وتوقفت القطاعات الحيوية على غرار السياحة
ويفيد المعهد التونسي للإحصاء (حكومي) أن انكماش الاقتصاد التونسي خلال الربع الأول من سنة 2020 وصل إلى -21، وهو رقم لم تصله تونس منذ استقلالها سنة 1956. ويتوقع مراقبون للمشهد الاقتصادي التونسي أن نسب الانكماش سترتفع في الأيام المقبلة مع عودة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، واضطرار الحكومة إلى اتخاذ إجراءات الحجر الصحي الجزئي.
وتحولت المركبات السياحية في مدينة الحمامات التونسية، من محطة جاذبة للسياح الأجانب ومتنفسا ترفيهيا للآلاف من التونسيين إلى مدينة أشباح يحاصرها وباء كورونا، ويهددها خطر الإفلاس الذي سيصيب 150 وحدة فندقية.وتفيد إحصائيات سنة 2019 للمندوبية الجهوية للسياحة بمحافظة نابل (هيكل حكومي) أن قطاع السياحة في مدينة الحمامات كان يوفر أكثر من 22 ألف موطن شغل مباشر، و52 ألف موطن شغل غير مباشر.وكشفت أن مدينة الحمامات كان يزورها سنويا أكثر من مليون سائح، وتصل طاقة الإشغال الفندقية إلى نحو 52 ألف سرير، موزعة على 150 وحدة فندقية.وتحتوي مدينة الحمامات السياحية على وحدات فندقية وملاهٍ ليلية ومراكز ألعاب، ومهرجانات ثقافية، وشواطئ يصل طولها لـ30 كلم، وتستقطب 25% سنويا من مجموع السياح الأجانب في تونس، حسب إحصائيات وزارة السياحة التونسية.وتقول آمال قديش، المشرفة السابقة على المجالات الفندقية بالجهة في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن الحجر الصحي الجزئي الذي أقرته الحكومة التونسية سيتسبب في فقدان قرابة 15 ألف موطن شغل في الحمامات، و180 ألف موطن شغل على مستوى كل المحافظات السياحية في تونس (التي تمتد على طول الشريط الساحلي).وكانت الحكومة قررت خلال الأسبوع الحالي منع التنقل بين المحافظات وحظر الجولان ليلا، وإغلاق المقاهي والمحلات الترفيهية ومنع التجمعات والملتقيات الثقافية والسياسية.
انهيار للصناعات التقليدية
يقول محمد بوذينة، عضو نقابة الصناعات التقليدية في تونس، أن مستوى المبيعات للمواد التقليدية في مدينة الحمامات تقلص بنسبة 90% مقارنة بالسنوات الماضية.وأفاد، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، بأن أكثر من نصف المحلات المختصة في بيع المواد التقليدية التونسية أغلقت أبوابها منذ إعلان الحكومة فرض حجر صحي في البلاد.
وتنتج مدينة الحمامات ومحافظة نابل الملابس التونسية التقليدية، والفخار، الذي تمثل مادة جاذبة خاصة للسياح الأوروبيين والتونسيين المقيمين بالخارج.
وحول هذه الأزمة قال وزير السياحة التونسي الحبيب عمار إن القطاع السياحي في تونس مهدد بالانهيار، رغم ما تتمتع به تونس من موارد سياحية وثقافية كانت جاذبة في السنوات الأخيرة.
وأكد في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن هذه السنة كانت الأسوأ في تاريخ تونس على القطاع السياحي، نتيجة عوامل خارجة عن نطاق الحكومة التونسية، ومرتبطة أساسا بضعف توافد السياح رغم فتح تونس حدودها في 27 يونيو/تموز 2020.واكتفت تونس خلال صيف 2020 باستقبال نحو مليون سائح فقط، بعد أن استقبلت 8 ملايين سائح سنة 2019.