الخرق الروسي المتكرر للأجواء السويدية.. حوادث عرضية أم رسائل استباقية؟
وتعليقا على تصاعد التوتر بين روسيا ودول جوارها الاسكندنافية، يقول عامر السبايلة الخبير الاستراتيجي والزميل غير المقيم في معهد ستيسمون الأميركي للأبحاث، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "توقيت هذا الاجراء الروسي هو ما يثير ولا شك الريبة في ظل تصاعد مناخات الصراع بين روسيا والناتو في ظل الحرب الأوكرانية، وفي ظل الحديث عن احتمال انضمام كل من السويد وفنلندا للحلف الأطلسي ومشاركتهما في ارسال الأسلحة والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما يضع البلدين طبعا في مواجهة غير مباشرة مع روسيا".
ويستطرد بالقول: "موسكو في المقابل تعلم أن هذا التصرف غير المكلف لها يسبب إرباكا شديدا وسط الدول الاسكندنافية كافة وليس فقط السويد، ودون أن يترتب عليه ردود فعل قوية كون روسيا متيقنة من ألا أحد بمقدوره في هذه المرحلة الحساسة الرد على هذا العمل الروسي، وإسقاط هكذا طائرة روسية".
والرسالة منه، يوضح الخبير الاستراتيجي: "هي أن هذه الدول الاسكندنافية شمال أوروبا والمحاذية لروسيا ستصبح في مرمى موسكو، إن هي مضت في سياساتها الرامية نحو الانضمام للناتو والاصطفاف مع كييف، كما وإحداث إرباك كبير في صفوف المحورين الأوروبي والأطلسي، كون المجال الجوي السويدي هو جزء حيوي من المجال الجوي للاتحاد الأوروبي، وتاليا هي خطوة تحذيرية تكتيكية من روسيا تهدف لإثارة البلبلة في صفوف المعسكر المقابل".
وعن الرد الأوروبي والغربي المتوقع على مثل هذا الاجراء، يرد السبايلة: "يجب على حلف الناتو والاتحاد الأوروبي الوقوف بالطبع مع ستوكهولم وكذلك مع هلسنكي، وإشعارهما بوجود مظلة حماية لهما في وجه التهديدات الروسية".
فيما يرى الكاتب والباحث السياسي، جمال آريز، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" أن "طرح موضوع انضمام السويد أو فنلندا لحلف الناتو وبغض النظر عن كونه حقا لهما أم لا، لكن توقيته في ظل هذه الأوضاع الدولية المضطربة هو توقيت خاطىء، ويقحم البلدين المسالمين في أتون صراعات نفوذ عالمية كبرى ومعقدة".
وأضاف: "حجم التعقيد في ملف الأزمة الأوكرانية وتداخله وتشابهه مع بقية الملفات الخامدة لكن المتقدة تحت الرماد، في العديد من مناطق القارة الأوروبية والعالم، هو ناقوس خطر ينبغي عدم تجاهله والعمل على ضوءه بأقصى سرعة لاخماد النار الأوكرانية التي تبدو شهية ألسنها للتوسع والتمدد بلا حدود، فنحن نتحدث مثلا عن تاريخ مديد ودموي من الحروب المتناسلة بين روسيا والسويد على مدى قرون، وعن حساسيات مكبوتة وذكريات أليمة ومن المهم عدم اثارتها مجددا".
هذا وردا على الخرق الروسي للمجال الجوي لبلاده، قال وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست إنه "من غير المقبول أبدا انتهاك المجال الجوي السويدي".
وأردف: "إنه عمل غير مهني، ونظرا للوضع الأمني العام إنه غير مناسب على الإطلاق. السيادة السويدية يجب أن تحترم دائما"، وفق ما نقل عنه التلفزيون السويدي العام.
من جانبها، شددت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليند، على أنه من غير المقبول أن تنتهك روسيا المجال الجوي لبلادها.
وأضافت عبر حسابها الرسمي في تويتر: "يجب احترام وحدة الأراضي السويدية دائما".
وكانت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، قد أكدت إمكانية انضمام بلادها إلى حلف الناتو في تصريحات إعلامية نهاية شهر مارس الماضي، بعد أن كانت متحفظة على ذلك قبلا، ومحذرة من مخاطره على أمن شمال القارة الأوروبية ككل.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قد أكد قبل أيام أن فنلندا والسويد ستتمكنان من الانضمام بسرعة إلى الحلف، إذا قررتا طلب العضوية فيه.
وأضاف ستولتنبرغ للصحفيين في بروكسل: "إذا قررتا طلب الانضمام، فستكون فنلندا والسويد محل ترحيب دافئ وأتوقع أن تكون وتيرة العملية سريعة".
والسويد وهي رسميا من دول عدم الانحياز ليست عضوا في حلف الناتو، لكنها شريكة مع التحالف العسكري منذ منتصف التسعينات، وقد اقتربت منه تدريجيا في السنوات الأخيرة، سيما بعد أزمة شبه جزيرة القرم في العام 2014 بين روسيا وأوكرانيا.
وحادت ستوكهولم عن حيادها عند انتهاء الحرب الباردة وهي فترة تزامنت مع دخول السويد الاتحاد الأوروبي.
وكانت السويد، الواقعة غرب روسيا ويفصل بينهما فنلندا، تتبع سياسة الحياد منذ حرب 1809، التي تنازلت فيها عن أراضي فنلندا لروسيا، وتدريجيا تراجعت هذه السياسة لا سيما مع انضمامها للاتحاد الأوروبي في عام 1995 الذي يلتزم بسياسة خارجية وأمنية مشتركة، ويضم 21 عضوا من أعضاء حلف الناتو.
“>
ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان السلطات في البلد الاسكندنافي البحث في احتمال ترشحه لعضوية حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والمتوقع وفق مصادر وتسريبات إعلامية سويدية أن يتم خلال شهر مايو الجاري.
وهو ما أثار بشدة حفيظة موسكو، حيث حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكثر من مرة كل من فنلندا والسويد من “تداعيات عسكرية خطيرة”، في حالة أطلقتا محاولة الالتحاق بحلف الناتو.
وقالت: “لا ينبغي لفنلندا والسويد بناء أمنهما على الإضرار بأمن الدول الأخرى”.
وذهب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أبعد من ذلك، محذرا من أن بلاده ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الاسكندنافية في حال قررت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويرى مراقبون أنه مع اندلاع الحرب الأوكرانية، فإن الدول الاسكندنافية المجاورة لروسيا في شمال أوروبا، كالسويد وكفنلندا التي تمتد حدودها المشتركة مع روسيا على مدى أكثر من 1330 كيلومترا، بحكم موقعها الجيوسياسي، تكاد تكون في عين العاصفة، ما يرتب عليها التعامل بحذر بالغ مع هذه الأزمة المحتدمة، والسعي قدر المستطاع للحفاظ على استقلاليتها وحياديتها وتوازن علاقاتها دوليا، وأن مجرد طرح فكرة انضمامها لحلف الناتو كفيل باشعال التوتر وجرها لحلبة الصراع، معتبرين هذا الخرق الروسي الجديد لمجال السويد الجوي مثالا على ذلك.
فيما يرى محللون آخرون أن من حق هذه الدول تحديد خياراتها واتخاذ قراراتها بما يتسق ومصالحها السيادية والحيوية، خاصة وأنها ربما تخشى من تكرار السيناريو الأوكراني فيها، منوهين إلى مفارقة أن روسيا لم تعترض على انضمام دول البلطيق الثلاث لحلف الناتو، لكنها ترفض انضمام فنلندا والسويد للحلف.
وتعليقا على تصاعد التوتر بين روسيا ودول جوارها الاسكندنافية، يقول عامر السبايلة الخبير الاستراتيجي والزميل غير المقيم في معهد ستيسمون الأميركي للأبحاث، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: “توقيت هذا الاجراء الروسي هو ما يثير ولا شك الريبة في ظل تصاعد مناخات الصراع بين روسيا والناتو في ظل الحرب الأوكرانية، وفي ظل الحديث عن احتمال انضمام كل من السويد وفنلندا للحلف الأطلسي ومشاركتهما في ارسال الأسلحة والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما يضع البلدين طبعا في مواجهة غير مباشرة مع روسيا”.
ويستطرد بالقول: “موسكو في المقابل تعلم أن هذا التصرف غير المكلف لها يسبب إرباكا شديدا وسط الدول الاسكندنافية كافة وليس فقط السويد، ودون أن يترتب عليه ردود فعل قوية كون روسيا متيقنة من ألا أحد بمقدوره في هذه المرحلة الحساسة الرد على هذا العمل الروسي، وإسقاط هكذا طائرة روسية”.
والرسالة منه، يوضح الخبير الاستراتيجي: “هي أن هذه الدول الاسكندنافية شمال أوروبا والمحاذية لروسيا ستصبح في مرمى موسكو، إن هي مضت في سياساتها الرامية نحو الانضمام للناتو والاصطفاف مع كييف، كما وإحداث إرباك كبير في صفوف المحورين الأوروبي والأطلسي، كون المجال الجوي السويدي هو جزء حيوي من المجال الجوي للاتحاد الأوروبي، وتاليا هي خطوة تحذيرية تكتيكية من روسيا تهدف لإثارة البلبلة في صفوف المعسكر المقابل”.
وعن الرد الأوروبي والغربي المتوقع على مثل هذا الاجراء، يرد السبايلة: “يجب على حلف الناتو والاتحاد الأوروبي الوقوف بالطبع مع ستوكهولم وكذلك مع هلسنكي، وإشعارهما بوجود مظلة حماية لهما في وجه التهديدات الروسية”.
فيما يرى الكاتب والباحث السياسي، جمال آريز، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية” أن “طرح موضوع انضمام السويد أو فنلندا لحلف الناتو وبغض النظر عن كونه حقا لهما أم لا، لكن توقيته في ظل هذه الأوضاع الدولية المضطربة هو توقيت خاطىء، ويقحم البلدين المسالمين في أتون صراعات نفوذ عالمية كبرى ومعقدة”.
وأضاف: “حجم التعقيد في ملف الأزمة الأوكرانية وتداخله وتشابهه مع بقية الملفات الخامدة لكن المتقدة تحت الرماد، في العديد من مناطق القارة الأوروبية والعالم، هو ناقوس خطر ينبغي عدم تجاهله والعمل على ضوءه بأقصى سرعة لاخماد النار الأوكرانية التي تبدو شهية ألسنها للتوسع والتمدد بلا حدود، فنحن نتحدث مثلا عن تاريخ مديد ودموي من الحروب المتناسلة بين روسيا والسويد على مدى قرون، وعن حساسيات مكبوتة وذكريات أليمة ومن المهم عدم اثارتها مجددا”.
هذا وردا على الخرق الروسي للمجال الجوي لبلاده، قال وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست إنه “من غير المقبول أبدا انتهاك المجال الجوي السويدي”.
وأردف: “إنه عمل غير مهني، ونظرا للوضع الأمني العام إنه غير مناسب على الإطلاق. السيادة السويدية يجب أن تحترم دائما”، وفق ما نقل عنه التلفزيون السويدي العام.
من جانبها، شددت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليند، على أنه من غير المقبول أن تنتهك روسيا المجال الجوي لبلادها.
وأضافت عبر حسابها الرسمي في تويتر: “يجب احترام وحدة الأراضي السويدية دائما”.
وكانت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، قد أكدت إمكانية انضمام بلادها إلى حلف الناتو في تصريحات إعلامية نهاية شهر مارس الماضي، بعد أن كانت متحفظة على ذلك قبلا، ومحذرة من مخاطره على أمن شمال القارة الأوروبية ككل.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قد أكد قبل أيام أن فنلندا والسويد ستتمكنان من الانضمام بسرعة إلى الحلف، إذا قررتا طلب العضوية فيه.
وأضاف ستولتنبرغ للصحفيين في بروكسل: “إذا قررتا طلب الانضمام، فستكون فنلندا والسويد محل ترحيب دافئ وأتوقع أن تكون وتيرة العملية سريعة”.
والسويد وهي رسميا من دول عدم الانحياز ليست عضوا في حلف الناتو، لكنها شريكة مع التحالف العسكري منذ منتصف التسعينات، وقد اقتربت منه تدريجيا في السنوات الأخيرة، سيما بعد أزمة شبه جزيرة القرم في العام 2014 بين روسيا وأوكرانيا.
وحادت ستوكهولم عن حيادها عند انتهاء الحرب الباردة وهي فترة تزامنت مع دخول السويد الاتحاد الأوروبي.
وكانت السويد، الواقعة غرب روسيا ويفصل بينهما فنلندا، تتبع سياسة الحياد منذ حرب 1809، التي تنازلت فيها عن أراضي فنلندا لروسيا، وتدريجيا تراجعت هذه السياسة لا سيما مع انضمامها للاتحاد الأوروبي في عام 1995 الذي يلتزم بسياسة خارجية وأمنية مشتركة، ويضم 21 عضوا من أعضاء حلف الناتو.
#الخرق #الروسي #المتكرر #للأجواء #السويدية #حوادث #عرضية #أم #رسائل #استباقية
تابعوا Tunisactus على Google News