الخزافون في تونس يكافحون لطرد شبح الكساد |
وصناعة الفخار والخزف حرفة رائجة في تونس وضاربة في القدم وتأثرت بشكل كبير بالثقافات الوافدة، ومن بينها صناعة الخزف في بغداد القديمة وفي مصر زمن الدولة الفاطمية وتركيا وصقلية وفي المغرب والأندلس.
ويعرف الأندلسيون الذين هاجروا من إسبانيا إلى تونس منذ القرن السادس عشر، بتأثيرهم على هذه الصناعة في مدن الشمال أبرزها نابل الملقبة بعاصمة الفخار.
وتنظم العاصمة تونس ملتقى دوليا سنويا للخزف الفني في بيت الخزاف التونسي الشهير قاسم الجليزي المتوفي عام 1469، وهي عبارة عن زاوية.
وتذكر روايات المؤرخين أن الجليزي كان رجلا صالحا يعرف بـ”سيدي قاسم” وكان يصنع بنفسه مربعات الجليز التي ما تزال تزين الجدران الداخلية والخارجية للزاوية، ولذلك كان يحمل كنية الجليزي التي أسندت له تبعا لما ترويه التقاليد باعتباره أصيل الأندلس بلد كبار صانعي الجليز.
صناعة الخزف حرفة رائجة في تونس وضاربة في القدم تزينها الثقافات الوافدة من بغداد القديمة ومصر وصقلية والأندلس
وتنقل الروايات التأثير الكبير الذي كان يملكه الجليزي في حياة معاصريه فضلا عن شهرته في فن الخزف وسط مدينة تونس. لكن على الرغم من الإرث الكبير لهذه الصناعة الحرفية، فإن عدد الورشات المصنعة للخزف على أيدي الحرفيين لا تتعدى اليوم أصابع اليد الواحد في المدينة العتيقة.
وبشكل عام يقسم الحرفيون صناعة الأواني الخزفية والفخار إلى نمطين، يقوم الأول على الفخار بالدولاب الدائري الذي هو من اختصاص الرجال، والثاني الفخار المطوع الذي تتعاطاه النساء، وهو نشاط منتشر في المناطق الريفية لصنع منتوجات ذات الاستخدام المنزلي أساسا.
ويعمل مع وديع في ورشة التصنيع القريبة من المحل اثنان من العمال المتخصصين في صناعة الأواني الخزفية يدويا. وبسبب الركود وتفشي جائحة كورونا التي عطلت توافد السياح الأجانب بكثافة على البلاد لنحو عامين، فقد اضطرا للقبول بتخفيض راتبيهما لمجابهة الأزمة.
يقول وديع “لدينا عائلات نحاول أن نتضامن لنتقاسم الأوقات الصعبة كما تقاسمنا في السابق الأوقات الجيدة”.
ومثل الآلاف من العاملين في قطاع الصناعات التقليدية يشكو وديع من إغراق السوق بالمنتجات الآلية الرخيصة المستوردة من الصين وتركيا بجانب الضرائب المفروضة على صغار المصنعين الحرفيين. ووجهت هذه السلع الرخيصة المتدفقة على الأسواق ضربة مميتة للكثير من الحرفيين الذين تحولوا لمزاولة مهن أخرى.
#الخزافون #في #تونس #يكافحون #لطرد #شبح #الكساد
تابعوا Tunisactus على Google News