الدكتور محمد عبدالحميد أستاذ «البساتين»: 4 ملايين طن فواكه مصرية تغزو أسواق العالم – بوابة الأهرام
يساهم القطاع الزراعى بشكل كبير فى دعم الاقتصاد القومى المصرى، حيث يوفر نحو 25 % من إجمالى القوى العاملة، كما يوفر فرص عمل لنحو 37 % من تلك القوى سنويا، وهو ما يعادل الفرص التى يوفرها قطاعا الصناعة والبناء معاً، كما يعمل بالقطاع نحو 55 % من السكان الذين يعيشون فى المناطق الريفية، بجانب انه يساهم بنسبة 17 % من إجمالى الناتج المحلى المصرى، بخلاف مساهماته فى إجمالى الناتج من قطاع الصناعة فى مصر، من خلال توفير المدخلات الرئيسية له، خاصةً فى قطاعى المنسوجات والمواد الغذائيّة اللذين يعدان من أكبر قطاعات الصناعة فى مصر، حيث يعمل فيهما 29 % من إجمالى نسبة العمالة فى القطاع الصناعى.
موضوعات مقترحة
ولأن القطاع الزراعى يعد المصدر الرئيسى لتوفير المواد الخام مثل القطن والبذور التى تستخدم فى تصنيع الزيوت، فضلا عن إسهامه بنسبة 20 % من ايرادات مصر بفضل زيادة نشاط قطاع التصدير الزراعى؛ لذلك تُشجّع الحكومة المصريّة الاستثمار فى القطاع الأخضر من خلال فرض بعض السياسات المتعلقة باستصلاح الأراضى الجديدة التابعة للمستثمرين، وتوفير خدمات البنية التحتيّة، كمياه الريّ، والطرق، والمرافق الأساسيّة، بجانب إعفاء المستثمرين من الضرائب لعدة سنوات.
«الأهرام التعاونى» كشف خطط الدولة لدعم القطاع الزراعى وزيادة نسبة الصادرات من المحاصيل زراعية من خلال الحوار مع الدكتور محمد عبد الحميد الأستاذ المساعد لقسم البساتين بجامعة عين شمس.
كيف يمكن تبسيط مفهوم المحاصيل البستانية المعدة للتصدير؟
المحاصيل البستانية هى كل ما يزرع من فاكهة او موالح أو خضروات سواء فى الصيف او فى الشتاء، وسواء داخل المزارع او الصوب الزراعية، ونقوم بتصدير أكثر من 4 ملايين طن سنويا من المحاصيل البستانية، منها 694 ألف طن موالح، وتتمثل فى البرتقال بأنواعه واليوسفى الليمون وغيرها، بجانب بجانب الخضروات، مثل البطاطس والبطاطا.
متى تتربع مصر على عرش تصدير التمور لأسواق العالم؟
هناك دول عربية مجاورة سبقتنا فى إنتاج التمور والبلح، مثل العراق وتونس والجزائر، ولكننا بدأنا فى الاهتمام بالأصناف التصديرية الجديدة، مثل البلح المجدول والبرحى، الذى يزرع فى الوادى الجديد والواحات الداخلية والخارجية ومحافظات الوجه القبلى، بجانب البلح الزغلول والسوى، ويزرع فى محافظات الوجه البحرى، وأتوقع أن تزيد صادرتنا من التمور والبلح خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد بدء المشروع القومى لإنتاج التمور بزراعة 5 ملايين نخلة بالوادى الجديد.
ما الدول الأكثر طلبا للمحاصيل الزراعية المصرية؟
تعد محاصيل الزيتون والعنب والرمان والموالح من اكثر المحاصيل التى تطلبها اسواق العالم، خاصة لأنها تدخل فى مجال الصناعات الغذائية، مثل العصائر وأنواع المربات وغيرها، فهناك ما يسمى ببسى الرمان، ومعظم هذه الصادرات تذهب إلى الإتحاد الأوروبى وأمريكا، ودول جنوب شرق آسيا، مثل الصين واليابان وغيرها، بجانب أن هذه الدول تستورد من مصر أنواع كثيرة من الموالح بالرغم أنهم أكثر منا فى إنتاج الموالح، وذلك لأنها تدخل فى الصناعات الغذائية لهذه الدول.
وما فاكهة المستقبل فى مصر؟
فاكهة المستقبل فى مصر، هى الفواكه الجديدة التى أصبح بعض المستثمرين يحرصون على زراعتها خاصة فى الأراضى الجديدة، مثل مايسمى بفاكهة التنين والكنتالوب والبلاك برى والبلوبرى والكرامبرى، حيث تتميز هذه الفاكهة بالأسعار المرتفعة ولذلك يتجه المستثمرون لتصديرها إلى العديد من اسواق العالم، أو التعاقد مع بعض الفنادق والقرى السياحية حيث يقبل السياح على تناولها بكثرة، وهى تدخل أيضا فى مجال الصناعات الغذائية.
هل يمكن تحويل فاكهة التنين والبلاك برى والبلوبرى إلى صناعات غذائية؟
بالفعل يمكن تحويل هذه الفاكهة إلى صناعات غذائية وتصديرها وهذا سوف يزيد من حجم الصادرات الغذائية المصرية، ولكن هذه العملية مشروطة بزيادة انتاج مصر من هذه الفاكهة وهى المعروفة بالأنواع الأستوائية، والتى مازال مساحات زراعتها ليست كبيرة بالنسبة لحجم الزراعات التى يعتمد عليها التصنيع الغذائى فى مصر.
ما سر زيادة صادرات مصر من الزيتون والموالح؟
تعتبر الموالح والزيتون من اعلى المحاصيل الزراعية التى تحتوى قيمة غذائية مرتفعة بجانب احتوائها على اعلى نسبة من مضادات الأكسدة، كما يستخرج منها الصبغات الملونة مثل التى توجد فى الرمان والتوت والزيتون، وهى تقى من الأمراض وتقضى على الكثير من السرطانات والفيروسات، كما تؤخر الشيخوخة ولذلك تتهافت عليها اسواق العالم، خاصة ان المنتج المصرى يتمتع بدرجة كبيرة من الجودة ومطابق للمواصفات القياسية العالمية، وبالنسبة لزيت الزيتون فإن مصر تنتج حوالى مليون طن، ونصدر منهم حوالى 100.000طن زيت زيتون.
ما أهم الصادرات المصرية من الفاكهة؟
نصدر الكثير من الفواكه، مثل العنب والرمان والموز والفراولة، بجانب الموالح والبرتقال واليوسفى وغيرها، وهناك محصول مهم من الفاكهة بدئنا نزيد من تصديره خلال الأعوام الأخيرة وهى فاكهة ومحصول المانجا، حيث أنها تغطى الإستهلاك المحلى، والباقى نقوم بتصديرة حيث تبلغ هذه الصادرات حوالى 23 الف طن سنويا، وسبب هذه الزيادة فى هذا المحصول هى الأصناف الجديدة والتى جاءت معظمها من دول الخارج وخاصة جنوب أفريقيا، وهناك أصناف جديدة من المانجو نجحت زراعتها فى مصر واصبح لها اسواق تصديرية كبرى.
ما الفواكه التى نستوردها، ولماذا لا نزرعها؟
نستورد بعض الأصناف من العنب والتفاح الأمريكانى والكيريز والبرقوق الأحمر وبعض أنواع من الموز وغيرها، لأن هذه المحاصيل والفواكه تحتاج إلى مناخ بارد، يصعب توافره فى مصر، ونحن نصدر لهذه الدول الموالح والزيتون وبعض انواع من الخضروات والفاكهة، بخلاف تصدير كميات كبيرة من البصل والثوم، بخلاف تصدير كميات كبيرة من محصول البرقوق والمشمش والخوخ، كما ان الزراعات المصرية من الزيتون والتمور والموالح لها اسواق كبيرة فى دول العالم بفضل جودتها ومطابقتها للاشتراطات الدولية
هل توجد صعوبة فى زراعة الشاى والتفاح الأمريكانى واللوز والجوز وعين الجمل والبندق؟
لا نستطيع أن نزرع نبات الشاى والتفاح الأمريكانى والجوز وغيرها، لأن أرض مصر لا تصلح فى زراعة الشاى حيث يحتاج إلى درجة رطوبة عالية، مع العلم أننا نزرع اللوز والبتكان فى سيناء لأنه يتحمل الجفاف، ويعطى إنتاج اقتصادى مقبول، ولكن عين الجمل والجوز انتاجه قليل لأن الزراعة هناك زراعة مطرية فقط، لافتا إلى نجاح زراعة اللوز بالتطعيم مع الخوخ ويطرح معظم الإنتاج للاستهلاك المحلى فقط، بخلاف زراعة البتكان الذى يشبه عين الجمل ولكنه صحى أكثر حيث ترتفع فيه نسبة الزيوت، كما يتحمل عوامل الجفاف والتغيرات المناخية، تماما مثل محصول القشطة الذى نجحت زراعته فى مصر واصبح يعطى انتاجية عالية خاصة فى بعض محافظات الوجه البحرى.
#الدكتور #محمد #عبدالحميد #أستاذ #البساتين #ملايين #طن #فواكه #مصرية #تغزو #أسواق #العالم #بوابة #الأهرام
تابعوا Tunisactus على Google News