الروائي الدكتور أحمد عبدالملك: جائزة كتارا للرواية العربية خدمت المبدع القطري والعربي
ثقافة وفنون
42
الروائي الدكتور أحمد عبدالملك: جائزة كتارا للرواية العربية خدمت المبدع القطري والعربي
الدوحة – قنا
أكد الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبدالملك أستاذ الإعلام بكلية المجتمع في قطر، أن جائزة كتارا للرواية العربية، بقيمتيها الأدبية والمادية، خدمت المبدع القطري والعربي بشكل عام، كما أنها تشجع الإبداع والإنتاج الروائي بما يخدم مدونة السرد العربي.
وقال، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية فرع الرواية القطرية للمرة الثانية: إن جائزة كتارا للرواية العربية لها يد طولى في خدمة الأدب العربي، وقد أضافت الكثير للمبدعين، كما أنها تعكس تقدير دولة قطر للمبدعين العرب، وهي محفزة على مواصلة الإبداع، حيث يحق للفائزين بها المشاركة بعد 3 سنوات من الفوز.. مشيرا إلى أن الجائزة، التي نالها ثلاثة كتاب قطريين حتى الآن هم: أحمد عبدالملك، وعبدالرحيم الصديقي، وشمة الكواري، قد تبنت بعض الكتاب خاصة في قطر، وصقلت مواهبهم فلم يكن دور الجائزة في كثرة الإنتاج، بل أيضا في تجويد الإبداع، كما أن طباعة الرواية الفائزة بلغة أجنبية تساهم في نشر الرواية العربية على مستوى الثقافات الأخرى.
ولفت الدكتور أحمد عبد الملك، الذي فاز هذا العام بالجائزة عن روايته /دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق/، كما فاز بها في 2019 عن روايته /ميهود والجنية/، إلى أن تأثير الجائزة على المشهد الإبداعي في قطر والعالم العربي يحتاج إلى دراسة علمية حاليا.
وأوضح عبدالملك أن روايته /دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق/ من روايات تخليد الأمكنة، وهي لمسة وفاء لمنطقة (دخان) التي انطلق من أرضها الخير إلى سائر أرض قطر.
وقال: “ارتبطت بهذا المكان منذ زمن، فعندما كنا يافعين اعتدنا الذهاب إلى دخان لتقديم اسكتشات مسرحية وأغان للعاملين في مجال النفط فتعلقت بالمكان، كما أن منطقة (دخان) تحتل مكانة كبيرة في تاريخ قطر وفي قلوب القطريين، فمنها تدفق النفط لأول مرة من أرض قطر، وكانت مصدر خير للقطريين بعد أفول سوق اللؤلؤ الطبيعي”.. مشيرا إلى أن المكان ربما يكون في الرواية هو البطل.
وأضاف أن رواية /دخان/ ذروة تاريخه الروائي، وهي الـ 12 له وقد حوت نماذج فنية متعددة.
وتابع: “الرواية ناقشت الثورة على العادات عن طريق البطل المولود في /زكريت/ المتاخمة لـ /دخان/، حيث كان والده يعمل هناك، وكانت لدى هذا الشاب (عبدالرحمن الوجدي) آمال كبيرة بتغير واقعه الوظيفي، وقد سمع عن توظيف بعض الشباب في وزارة الخارجية، فجاء إلى الدوحة وكان عام 1971، وقدم طلبا للالتحاق بالخارجية، ومن هنا بدأت الرواية حيث بدأ التدرج في المناصب الدبلوماسية ورحلة الترحال، وكان البطل متزوجا من ابنة خالته لكن اختلاف الثقافة والفكر جعل الانفصال بينهما طبيعيا، ليتزوج من ابنة أحد لوردات بريطانيا بعد قصة حب فيما بعد”.. مشيرا إلى أن المساعد السردي في الرواية أنها تجري على لسان أحد المترجمين الإنجليز الذين عملوا في النفط في الخليج، والذي شاهد الرواية الأصلية للبطل مكتوبة بالإنجليزية ومطبوعة في لندن، فيجد أن اسم ابن الدبلوماسي السابق يتردد في الصحف البريطانية كأكبر جراح قلب عربي، وهنا تأتي الحبكة الدرامية، وعندما يتأكد أنه ابن الدبلوماسي الذي يعرفه يذهب إليه ويقدم إليه مذكرة زرقاء، ومن هنا تبدأ الحكاية.
أن معايير العمل الناجح هي أن يتميز بالجدة والحداثة، وأن يناقش القضايا المهمة بعيدا عن النمطية، وبالتالي جاءت الرواية بها خلاف للعادات، ولكن ليس فيها خروج عن المألوف فيما يتعلق بالأخلاقيات.. مؤكدا أنه يرفض الكتابة التي تعتمد على النمطية لأن الرواية عمل فني يعتمد على الفكر، ولا بد من التركيز على المساعدات السردية التي تهمل في العديد من الروايات، فضلا عن اهتمام النص السردي بالمحسنات البديعية التي ترتقي بوجدان القارئ، فضلا عن ضرورة إدراك “تقنية” الرجوع إلى الماضي والذهاب إلى المستقبل.
وتابع: “كما لا يجب أن نغفل صحة اللغة العربية ودقتها بل والاهتمام بعلامات الترقيم، حيث إن لكل منها دلالتها”، داعيا شباب المبدعين إلى القراءة والدخول إلى عالم الرواية من بابها الحقيقي بعد التشرب والتشبع بتقنياتها، لافتا إلى أنه انتقل من كتابة القصة إلى الرواية بعد سن الخامسة والخمسين، وبعد قراءة الكثير من الأدب العربي والعالمي، فضلا عن الكتب التي تعرف بتقنيات الرواية.
وتحدث الكاتب عن تنوع الكتابات لديه وثرائها حتى بلغ عدد مؤلفاته 40 كتابا من بين الأجناس الأدبية من قصة ورواية ونثر فني، وما بين دراسات متخصصة في مجال الإعلام وغيرها، وكان آخرها كتاب الأغنية القطرية الصادر عن وزارة الثقافة، وفيه بحث في تاريخ الأغنية القطرية وتطورها، وكثير من الإشكاليات المتعلقة بها.
وأشار إلى أن الرواية القطرية في تطور مستمر، وهناك روايات قطرية وصلت إلى سمات فنية كبيرة، من أبرزها رواية “فرج” للكاتب الفنان محمد علي، حيث تطرح رؤية مغايرة للمألوف، كما أن هناك رواية حديثة أخرى بعنوان /سميدرا/ كتبها الدكتور عبدالرحمن الكواري الذي تناول قضية فتاة سورية تناضل من أجل الحرية، فهناك تجديد في المواضيع في الرواية القطرية.
وتابع: “الصفحات الثقافية وكذلك المنصات الثقافية الموجودة في قطر والتي تخلق في معارض الكتب كلها ترويجية، وبالتالي ليست لدينا حركة نقدية خصوصا في مجال الرواية، ومع ذلك لا يمكن إغفال جهود أساتذة اللغة العربية في جامعة قطر، حيث قدموا عددا من البحوث، كما أن هناك طالبات يعملن مشروعات تخرج على الأعمال الإبداعية، وهذا يطور حركة النقد”.
وقال: إن هناك جهودا مقدرة للملتقى القطري للمؤلفين وملتقى الناشرين، في تعزيز المشهد الإبداعي في قطر، ولكن لا بد أن تكون هناك مناقشات جادة للكتب، ولا تكون مجرد استعراض للكتب أو مجاملات للكاتب حتى يستفيد الجميع، لافتا إلى اهتمام دور النشر القطرية على الرغم من حداثتها، بواجبها في نشر المعرفة وتعزيز الإنتاج الأدبي، فهذه الدور اجتذبت الكثير من الشباب وشجعتهم، ولكن الآن أصبح الأمر يحتاج إلى وقفة حتى تكون النشر للأعمال الجادة، وهو ما بدأت به دور النشر حاليا بعد مرحلة من التشجيع فلا ضير من اختيار الأعمال الجيدة، ولكن ما زالت أمامها تحديات كثيرة.
وأكد الكاتب الدكتور أحمد عبدالملك على دور المؤسسات الأهلية كذلك في إثراء المشهد الثقافي في قطر إلى جانب المؤسسات الرسمية، خاصة وزارة الثقافة، التي تقدم الدعم اللوجستي، كاشفا عن سعيه مع مجموعة من الكتاب القطريين إلى تأسيس جمعية للأدباء، حيث تم البدء لتسجيلها عبر القنوات الرسمية في الدولة.
وكشف أن عمله الإبداعي المقبل، وهو رواية بعنوان “زلزال حنان”، تحت الطبع حاليا، وسوف تصدر مع انعقاد معرض الدوحة الدولي للكتاب المقبل، وهي رواية اجتماعية وفيها الكثير من المشاعر الإنسانية، فضلا عن كتاب آخر تحت الطبع.
جدير بالذكر أن الروائي الدكتور أحمد عبدالملك حصل على ليسانس في الآداب (لغة عربية) من جامعة بيروت العربية بلبنان عام 1976، وعلى درجة الماجستير في الإعلام التربوي من جامعة ولاية نيويورك – بافلو – بالولايات المتحدة عام 1983، ثم حصل على الدكتوراه في الصحافة من جامعة ويلز في بريطانيا عام 1989، وبدأ العمل الرسمي مذيعا في تلفزيون قطر عام 1972، وشغل منصب رئيس وحدة النصوص والترجمة، ثم شغل منصب رئيس قسم الأخبار عام 1976.. كما شغل منصب رئيس تحرير جريدتين قطريتين، وعمل مديرا للشؤون الإعلامية بمجلس التعاون الخليجي من عام 1993 إلى عام 1999، وأستاذا مشاركا لمواد الإعلام بجامعة قطر من عام 1983 إلى عام 2004، وأستاذا مشاركا لمواد الإعلام في كلية المجتمع عام 2014. وكتب أكثر من 50 ورقة علمية في الإعلام والثقافة، إلى جانب 12 رواية، وحصل على جائزة كتارا للرواية العربية فرع الرواية القطرية مرتين الأولى في 2019 والثانية في 2022، كما حصل على جائزة فودافون في الرواية عام 2014.
مساحة إعلانية
#الروائي #الدكتور #أحمد #عبدالملك #جائزة #كتارا #للرواية #العربية #خدمت #المبدع #القطري #والعربي
تابعوا Tunisactus على Google News