“السعودية تتمنى لكم عيد ميلاد مجيدا” – فايننشال تايمز – BBC News عربي
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة فايننشال تايمز التي نشرت تقريرا عن حدث الاحتفالات بأعياد الميلاد (الكريسماس) في السعودية أعده مراسلها سامر الأطرش.
ويبدأ المراسل تقريره بعبارة “السعودية تتمنى لكم كريسماس سعيدا!”، في إشارة إلى أن العالم لم يعتد من أي حاكم لهذه الدولة العربية المحافظة أن يسمح بإقامة الاحتفال بهذا اليوم الهام في التقويم المسيحي علانية.
ويشير إلى أن هذا العام بدا الأمر مختلفا تماما. ففي العاصمة السعودية الرياض، “أقبل السعوديون على شراء أشجار عيد الميلاد، وأعدت صحيفة سعودية رسمية إصدارا احتفاليا خاصا بهذه المناسبة للمرة الأولى في تاريخ البلاد”. وكان المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة “آراب نيوز” السعودية – التي تصدر باللغة الإنجليزية – يقول “السعوديون يشعرون بروح الكريسماس أكثر من أي وقت مضى” مع توصيات للقراء بأفضل الأماكن لتناول عشاء الديك الرومي. كما كتب رئيس تحرير الصحيفة مقال رأي بعنوان “أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي أبدا” في إشارة إلى احتفالات الكريسماس غير المسبوقة في بلاده.
وذكرت الصحيفة أن القيود المفروضة على منتجات الاحتفال بالكريسماس – التي كان تداولها محظورا في السعودية – خُففت تدريجيا في السنوات القليلة الماضية.
“لكن هذا العام يُعد نقطة تحول لهذه الاحتفالات الدينية في تلك البلد التي لا يدين أي من سكانها بغير الإسلام وجميع المسيحيين بها من الأجانب، إذ سُمح لأحد مراكز التسوق في العاصمة الرياض ببيع تلك الأدوات مثل أشجار الكريسماس ودُمى الدب القطبي والتشيلو”، وفقا للأطرش.
ويرى المراسل أن الكريسماس الجديد، الذي سمحت السلطات السعودية بالاحتفال به للمرة الأولى في تاريخها هذا العام، جاء في إطار جهود الحاكم الفعلي للبلاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تستهدف إجراء سلسلة من الإصلاحات الهامة التي تتضمن التقليل من اعتماد الاقتصاد عل العائدات النفطية وتخفيف القيود الدينية التي كانت وراء حرمان المرأة السعودية من قيادة السيارات التي لم يسمح لها بها إلا منذ سنوات قليلة.
ويضيف: كما بدأ الجدل – الذي كان يسيطر على الساحة حول قضية تهنئة غير المسلمين بأعيادهم في أوقات الاحتفال بأعياد الميلاد – في التراجع إلى حدٍ بعيد حتى أن رجل الدين الإسلامي محمد العيسى قال في أحد البرامج التلفزيونية إنه لا يوجد نص شرعي “يحرم التهنئة”، في إِشارة إلى تهنئة المسيحيين بالكريسماس.
كما لاقى التحول الرسمي الكبير في موقف الدولة من احتفالات أعياد الميلاد أصداء إيجابية بين الكثير من السعوديين، خاصة من تلقوا تعليمهم خارج البلاد.
ويذكر التقرير أنه على الرغم من ذلك، نفذت السعودية العشرات من أحكام الإعدام هذا العام، كما حكمت بالسجن على طالب دكتوراه وأم لطفلين تبلغ من العمر أربعين سنة، وهو ما يسير في الاتجاه المعاكس للإصلاحات التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.
وبينما يرى الداعمون لإصلاحات بن سلمان أن اتخاذ مواقف صارمة يُعد أمرا ضروريا إذا أراد ولي العهد أن ينجح في ما بدأه منذ سنوات قليلة، هناك أيضا من بين معارضي تلك التغييرات من ينشدون إصلاحات اجتماعية، وفقا للصحيفة البريطانية.
ويخلص التقرير إلى القول: كانت مساعي الأمير محمد بن سلمان منذ بدايتها من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في المملكة التي ترى أغلبيتها المحافظة أنها الحارس الأمين على أهم المقدسات الإسلامية. وخير دليل على ذلك، وابل الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي من داخل وخارج السعودية التي واجهته الدولة في وقت سابق من هذا العام عندما سمحت باحتفالات الهالوين.
إيران واتهامات للغرب
ننتقل إلى صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا تناول المزاعم الإيرانية التي تتضمن أن الغرب، خاصة المملكة المتحدة وراء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على نطاق واسع منذ عدة أشهر.
وركز المقال، الذي كتبه باتريك وينتور، على تصريحات أدلت بها أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، التي حثت خلالها البريطانيين الموجودين في إيران على ضرورة مغادرة الجمهورية الإسلامية بسبب العدد الكبير من المعتقلين الذين اتخذهم السلطات الإيرانية “رهائن لدى الدولة” على خلفية مزاعم بأنهم “على صلة ببريطانيا”، من بينهم عدد من مزدوجي الجنسية ادعت السلطات أنهم شاركوا في الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي بدأت منذ حوالي مئة يوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين بريطانيين طالبوا طهران بتوضيح الأسباب التي أدت إلى اعتقال هؤلاء في حين وصفت كيرنز ما يحدث بأنه “احتجاز مفتعل لرهائن لدى الدولة، هذا ما تفعله إيران الآن”.
وأضافت أن إيران تصف الذين اعتقلوا بأنهم “على صلة ببريطانيا” لأنها تريد ما يؤيد زعمها أن الغرب، خاصة المملكة المتحدة، هو الذي يخطط للاحتجاجات، “فهم لن يعترفوا أبدا بأن هذا يحدث نتيجة للفساد المستشري والنظام القمعي”.
ونقلت الصحيفة عن كيرنر قولها: “إيران أظهرت أنها ليس لديها أي مشكلة في اعتقال مزدوجي الجنسية. ولو كنتُ أجنبية بريطانية مزدوجة الجنسية في إيران، لغادرت من فوري لأن هناك أدلة على أنهم سوف يستغلون هؤلاء في أي لعبة شطرنج عندما تتاح أمامهم الفرصة لذلك وأنهم سوف يستخدمون القمع الوحشي. وأنصح أي شخص من دول الغرب أن يغادر بأمان قدر الإمكان”.
كما طالبت أليسيا كيرنز بفرض عقوبات على طهران “كل يوم” بعد أن أعدم النظام الإيراني أحد المتظاهرين. كما اعترضت على ما صرح به رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك من أن الحرس الثوري الإيراني يخضع بالفعل لعقوبات بريطانية، وهي التصريحات التي أدلى بها أثناء سوق أدلة للجنة مجلس العموم.
وأشار مقال الغارديان إلى أن الحرس الثوري الإيراني ليس من الكيانات الخاضعة للعقوبات في القائمة الموحدة الأحدث للأفراد والكيانات الخاضعة لتجميد الأصول أو حظر السفر.
ويقول كاتب المقال إن السلطات الإيرانية تحتجز سبعة رجال، قالت إنهم على صلة ببريطانيا، في ولاية كرمان، وأطلقت عليهم اسم مجموعة زاغروس. وزعمت طهران أن هذه المجموعة مسؤولة عن التخطيط للاحتجاجات، لكن تقارير رجحت أنه لا يوجد بين المعتقلين السبعة مواطنين بريطانيين.
كما أجبرت إيران طائرة كانت تحمل زوجة وابنة علي دائي، قائد المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم في الفترة من 2000 إلى 2006، على الهبوط بعد أن انطلقت من طهران في طريقها إلى دبي في مطار كيش، جزيرة جنوبي إيران، حيث اصطحبت قوات الأمن زوجة وابنة اللاعب الدولي السابق إلى خارج الطائرة. وقال دائي إن أسرته كانت ذاهبة إلى التسوق في دبي، ولم تكن لديهم نية الهروب إلى الولايات المتحدة.
وفي المقابل، قالت السلطات إنها اعتقلت أفراد الأسرة التي كانت تخضع لحظر سفر على خلفية اتهامات بعلاقات مع مثيري الشغب علاوة على مزاعم بأنهم دعوا إلى إضراب عام.
وأشارت الغارديان إلى أن طهران تخطط أيضا – في إطار الجهود الرامية إلى قمع الاحتجاجات – لتجريم تصوير الأحداث في الشارع الإيراني بالهواتف الذكية.
5 دروس مستفادة من غزو أوكرانيا
عودة مرة أخرة إلى فايننشال تايمز حيث تلقي الضوء على أهم الدروس المستفادة من الغزو الذي شنته موسكو للسيطرة على كييف، وفقا لكاتب المقال جون بول راثبون.
ورأى راثبون أن الدرس الأول الذي على روسيا استيعابه من غزوها لموسكو هو أن “سوء تقدير الحالة الوطنية” لأوكرانيا. وضرب الكاتب مثالا بمحاولة الاتحاد السوفييتي غزو أفغانستان في عام 1979.
وعقد المقال مقارنة بين الغزوين كشفت أن الغزو السوفييتي استمر لعشر سنوات انتهت بالانسحاب من كابل بعد أن تكبد الاتحاد السوفييتي خسائر بشرية بحوالي 15000 جنديا. في المقابل، سقط حوالي مئة ألف جندي روسي بين قتيل وجريج منذ بداية الحرب في أوكرانيا منذ عشرة أشهر.
وأشار بول راثبون إلى أن الدرس الثاني هو أنه لابد للدولة التي تقدم على غزو شامل لدولة أخرى أن تكون لديها قدرات صناعية ومخزون استراتيجي من الأسلحة يكفي لتنفيذ خططها العسكرية. فبينما تعاني روسيا من نقض في الإمدادات والأسلحة، هناك دعم عسكري استراتيجي للقوات الأوكرانية يتناسب مع حجم الدفاعات التي تحتاج إليها في الوقت الراهن لصد الهجمات الروسية. ومن المقرر أن تتسلم كييف في وقت قريب منظومات صاروخية دفاعية من طراز باتريوت أمريكية الصنع.
أما الدرس الثالث الذي على موسكو أن تتعلمه هو أن “الجودة أهم من الكمية. فاللوجستيات الجيدة، والأعداد الكبيرة من القوات، والمعدات العسكرية ذات الكفاءة – لا تعني شيئا إذا كانت المخابرات الحربية والقيادة الموجودة على رأس القوات لا تتمتع بالكفاءة” اللازمة للمعركة”، وفقا لكاتب المقال.
وأشارت الكاتب إلى أن الدرس الرابع الذي على الكرملين أن يعيه هو أن المجتمع المدني يتمتع بأهمية كبيرة في الحفاظ على فاعلية واستدامة الجهود الحربية. فقد صمم مطورو البرمجيات الأوكرانيون تطبيقات لمساعدة القوات الأوكرانية في استهداف الجنود الروسيين، كما أعد الطهاة الأوكرانيون الطعام للجنود الأوكرانيين على الجبهة بينما يستمر متطوعون في إدارة حملات لجمع تبرعات لكييف لشراء إمدادات عسكرية مثل أدوات الإسعافات الأولية ونظارات الرؤية الليلية.
أما الدرس الخامس، وربما الأهم، فهو لطرفي الصراع اللذين ينبغي أن يعلما أن الحرب تكون على أكثر من جبهة، وليست بالدبابات فقط.
فبينما يشن بوتين هجمات لا تنقطع في الفترة الأخيرة على المنشآت الحيوية للطاقة والبُنى التحتية لكسر إرادة الأوكرانيين، يسدد الرئيس الروسي ضربات لكييف من جبهات أخرى مثل التهديدات بقطع إمدادات النفط والغاز الطبيعي عن الغرب، وهو ما قد يطيل أمد الصراع في أوكرانيا.
#السعودية #تتمنى #لكم #عيد #ميلاد #مجيدا #فايننشال #تايمز #BBC #News #عربي
تابعوا Tunisactus على Google News