الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض المناطق الأوروبية تقود التعافي في صناعة السياحة
تسير صناعة السياحة عالميًا في طريق التعافي، ويستغرق هذا الأمر ما بين 2- 4 سنوات وفقًا لسيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة من عام 2021 إلى 2024، حتى تعود حركة السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019.
ويساعد النشر التدريجي للقاحات كوفيد-19، في استعادة ثقة مستهلكي السياحة والمساهمة في تخفيف قيود السفر وحرية التنقل وجعل السفر والسياحة طبيعيين خلال العام الحالي والمقبل.وكان قد صادق سفراء الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء الماضي، على التوصية التي طرحتها المفوضية الأوروبية، بشأن تخفيف قيود الدخول بالنسبة للمسافرين من خارج التكتل، الذين تم تطعيمهم بشكل كامل بلقاح مضاد لفيروس كورونا معتمد من الاتحاد، لكنها ليست ملزمة.
ويتوقع خبراء سياحة منهم الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الإقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، أن يكون التعافي أسرع في بعض الوجهات (مثل الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض المناطق الأوروبية على البحر الأبيض المتوسط والجزر في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ)، بينما سيكون أبطأ في وجهات أخرى، حيث لن يكون هناك انتعاش حقيقي من قبل 2022.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تنتعش السياحة الترفيهية بشكل أسرع من السياحة الثقافية وسياحة المدن وسياحة الأعمال، خلال موسم صيف 2021(بداية انتعاش السياحة الدولية) وحتى نهاية موسم شتاء 2022 /2021 (أي حتى أبريل 2022).
ومن المتوقع أن تكون هناك فجوة كبيرة بين العرض والطلب السياحيين، ربما تصل إلى -50%، مما يعني أن العرض سيكون ضعف الطلب، وهو ما سوف يثير المنافسة بين الوجهات السياحية وأيضا بين موردي الخدمات السياحية حول العالم.
وأوضح أنه اعتبارا من مايو 2022 سيبدأ الطلب في الاستقرار وستتقلص الفجوة بشكل حاد خلال موسم صيف 2022 واعتبارا من موسم شتاء 2023 /2022من المتوقع أن تعود حركة السياحة الدولية بالكامل إلى طبيعتها، لكن الوصول إلى أرقام عام 2019 قد يستغرق حتى عام 2024.
بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط:
وقال إنه بالرغم من أن بعض الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط متوقع أن تقود التعافي في حركة السياحة الدولية على مستوى العالم وعلى رأسها كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب وتونس وتركيا، ولكن قد يستغرق الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط ما يصل إلى ثلاث سنوات لاستعادة المستويات التي كانت عليها في عام 2019، ويتفق في هذه الرؤية، مركز أكسفورد للدراسات الاقتصادية.
وفي عام 2019 كان الإنفاق على السفر الترفيهي الدولي في الشرق الأوسط كبيرا حيث مثل ٤٧٪، من إجمالي الإنفاق على السفر، مقارنة بـ37% على السفر الترفيهي المحلي و8% لكلٍ من السفر الدولي والمحلي.وتوقع أن يقود السفر الترفيهي الانتعاش، في البداية من خلال السفر الداخلي والقصير المدى، والذي بلغ ذروته بنسبة تصل إلى ٨٥٪ من جميع الوافدين إلى الشرق الأوسط خلال عام 2020، وسيعود هذا تدريجيا إلى طبيعته على مدى السنوات الأربع المقبلة عند حوالي 70%، حيث أصبح السفر الدولي أكثر شعبية ويأخذ حصة أكبر في الأسواق.
وعام 2021 توقع وصول منطقة الشرق الأوسط إلى حوالي 60% من حجم السفر الداخلي التي كانت عليها عام 2019 قبل الأزمة.
وبالنسبة للسفر الإقليمي داخل المنطقة من المتوقع الوصول إلى نسبة 14% في السفر الإقليمي، ونسبة 25% في السفر الدولي.
في عام 2022 من المتوقع تعافي حركة السياحة المحلية بالكامل والوصول إلى معدلات عام 2019 بالمنطقة، بينما سوف تظل حركة السياحة الإقليمية والدولية أقل من معدلات عام 2019.
ومن المتوقع في عام 2023، وفقًا لبطوطي، أن يحدث تعافي كامل بالمنطقة لحركة السياحة البينية وكذا حركة السياحة الدولية وربما بنهاية العام أو بداية عام 2024 الوصول لمعلات عام 2019.وفي عام 2024، متوقع بشدة نمو حركة السياحة الدولية بالمنطقة بنسبة +10٪ عن معدلات عام 2019وانطلاق الطلب مرة أخرى بقوة.
وبالنسبة للأنماط السياحية بالمنطقة، فسوف يكون هناك تعافي أسرع في نمط السياحة الترفيهية، مع نهاية هذا العام والوصول إلى أرقام عام 2019ربما خلال نهاية عام 2022، بينما سيتأخر تعافي نمط السياحة الثقافية وسياحة الأعمال ليبدأ بنهاية العام الحالي وأن تعود الأرقام لمستويات عام 2019، في خلال عام 2023.
تابعوا Tunisactus على Google News