الشوارع التاريخية.. “ممشي سياحي”
الحفاظ علي المباني الأثرية.. وتعريف السائحين بعظمة “مصر القديمة”
القاهرة التاريخية مصطلح جديد تم تداوله في الآونة الأخيرة للدلالة علي بعض المناطق في القاهرة التي يتجاوز عمر مبانيها أكثر من 100 عام حيث بنيت ونمت القاهرة عاصمة مصر عبر عصور مختلفة وشهدت اتساعا عمرانيا كبيرا.
وتقوم الدولة حاليًا بتنفيذ مشروع القاهرة التاريخية وهو واحد من أهم مشروعات التطوير التي يجري تنفيذها خلال الفترة الحالية تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بهدف القضاء علي التشوه العمراني وإعادة إحيائها وإعادتها لسابق عهدها والقضاء علي الإهمال الذي طالها والعمل علي إحياء النسيج العمراني والتاريخي لها.
و”الجمهورية أون لاين” من جانبها تطرح فكرة إغلاق بعض الشوارع والمناطق التي تزدحم بها المباني الأثرية وقصرها علي المشاة فقط وذلك لتحقيق هدفين.. الأول المحافظة عليها من أوزان وحركة وعوادم السيارات والتي بالتأكيد لها تأثير كبير علي سلامة وعمر هذه المباني.. والهدف الثاني تحويل هذه الشوارع لممشي سياحي يضعها علي الخريطة السياحية العالمية.
محمد أبوسعدة.. رئيس جهاز التنسيق الحضاري
تداخل الطرق مع بعضها يصعَّب الغلق
كثرة الورش والمحال التجارية.. تخلق حالة من العشوائية
أكد المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ان ما يتم الآن من مجهود لتطوير بعض المناطق الأثرية يهدف إلي تخفيف العبء عليها وتحسين وتسهيل الخدمات التي يجب ان تحصل عليها هذه المناطق مثل محيط جامع الحاكم بأمر الله وللأسف أغلب الشوارع التي بنيت ولازالت موجودة في العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي ومتداخلة ولا تتناسب مع فكرة التطوير وأيضاً يصعب ان تفصل عن الشوارع الرئيسية التي تقع بها علي الرغم من وجود مباني أثرية جميلة بها خاصة في القاهرة الخديوية وشارع شبرا وشارع رمسيس والعباسية والقبة فمحيط قصر القبة التاريخي كبير جداً ويعتبر طريقا مهما يربط وسط القاهرة بأحياء المطرية وعين شمس مثلاً.
أضاف أن شارع شبرا به أثر مهم وهو مسجد الخازندار وكنيسة أثرية وشارع الجمهورية في الأوبرا يوجد مسجد أثري مهم وهو مسجد كتخدا كخيا” هذه الشوارع طويلة.
أما الشوارع الجانبية في منطقة الجمالية والمغربلين ويمكن منع السيارات من المرور في بعضها إذا كانت بها مساجد أثرية مثل شارع باب البحر الذي يصل شارع وميدان رمسيس بميدان باب الشعرية.
وهذه الآثار كما يحدث في العالم أجمع يمكن الحفاظ عليها واستمرار ترميمها خاصة التي تقع في الميادين العامة مثل قصر السكاكيني وقصر عابدين وميدان القلعة مع استمرار عبور السيارات فيها بشكل طبيعي جداً. أشار أبوسعدة إلي أنه ليس فقط القاهرة الفاطمية والخديوية التي بها آثار فهناك أيضاً آثار في المنيل وهو قصر محمد علي والمقايس ومحيط الآثار الفرعونية والقبطية في الفسطاط.
د.هويدا عبدالمنعم.. أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة
شوارع للمشاة فقط كميدان عابدين ومحيط الإمام الشافعي ومسجد الرفاعي
قول الدكتورة هويدا عبدالمنعم أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة القاهرة إن منطقة القاهرة التاريخية تخضع لمشروع تطوير يهدف لإعادة البريق لتلك المنطقة ذات المعالم الشهيرة والإرث الحضاري العريق الذي تكون عبر العصور وهناك العديد من المناطق مثل محيط مسجد الحاكم بأمر الله ومنطقة جنوب باب زويلة ومنطقة حارة الروم وباب زويلة والمنطقة المحيط بمسجد الحسين والأزهر الشريف ومنطقة درب اللبانة والعديد من الشوارع مثل شارع أمير الجيوش المشهور بشارع الجيوشي وهو من أقدم شوارع القاهرة الفاطمية يبدأ من ميدان باب الشعرية وينتهي في شارع المعز لدين الله الفاطمي ويرجع تسمية الشارع إلي القائد بدر الجمالي الذي كان اميرا للجيوش في زمن الفاطميين وله حي مسمي باسمه وهو حي الجمالية.
أضافت أن هناك أيضاً ميدان عابدين وهو أحد ميادين محافظة القاهرة خُطط هذا الميدان في عهد إسماعيل باشا وهو من أكبر ميادين القاهرة وتبلغ مساحته تسعة أفدنة وتشغل سراي عابدين مقر الحكم في مصر بداية من عصر الخديوي إسماعيل وحتي الرئيس الراحل أنور السادات.
يتفرع من ميدان عابدين شارع البستان المؤدي إلي ميدان الأزهر ثم إلي ميدان ماريت باشا. وشارع كوبري إسماعيل باشا المؤدي كذلك إلي ميدان الخديوي إسماعيل ثم إلي ميدان الهامي عند مدخل كوبري إسماعيل. وهناك أيضاً شارع حسن الأكبر المؤدي من عابدين إلي باب الخلق وشارع الصنافيري المؤدي إلي ميدان باب اللوق حيث جامع الطباخ.
وهناك شارع بين القصرين هو الشارع الذي كان يقع بين القصر الشرقي الكبير الذي بني للخليفة المعز لدين الله والقصر الغربي الصغير الذي بني للخليفة العزيز بالله ابن المعز.
أشارت د.هويدا إلي حي المغربلين والذي يتوسط كل من حي السيدة زينب وحي الحسين ويقع شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية وما تمثله من امتداد إلي شارع المعز أكبر متحف إسلامي مفتوح في العالم بحوالي 37 أثراًَ.
يشتهر حي المغربلين بآثاره مثل زاوية “كتخدا”. والتي أنشأها الأمير عبدالرحمن كتخدا منذ حوالي ثلاثة قرون ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر المنقوشة بالزخارف.
أوضحت أن باب زويلة تشمل المنطقة المحصورة بين شارع أحمد ماهر والدرب الجديد شمالاً حتي عطفة السبكي جنوباً وتضم منطقة قصبة رضوان والخيامية حتي حمام القربية.
وأيضاً المنطقة الواقعة خلف وكالة نفيسة البيضاء حتي حارة الروم شمالاً وجنوباً حتي شارع أحمد ماهر والدرب الجديد.
وأيضاً بقايا مدينة الفسطاط والتي تشمل مقياس النيل في جزيرة الروضة ومسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا وجامع ابن طولون والقلعة ومقام الإمام الشافعي ومقام السيدة نفيسة وضريح قايتباي وكل هذه المناطق تقع في محيط القاهرة الفاطمية.
والقاهرة الخديوية بمابنيها وشوارعها التي كانت تضاهي المدن العالمية وميادينها البهية.
أكدت د.هويدا أن أغلب هذه المناطق والشوارع تمر بها السيارات وتحيطها مثل منطقة سور مجري العيون بل وأماكن أخري تحوطها العشوائيات مثل جبخانة محمد علي فلهذا يمكن تحويل بعضها إلي أماكن للمشاة مثل ميدان عابدين وبعض شوارع المتفرع من شارع المعز وشارع محمد علي والأزهر ومحيط مسجد السيدة نفيسة وشارع مسجد السلطان حسن وشارع صلاح الدين ومحيط الإمام الشافعي ومسجد الرفاعي.
اللواء أحمد عاصم.. خبير مروري :
الجراجات.. والممرات البديلة.. هي الحل
يقول اللواء احمد عاصم الخبير المروري إن تطوير القاهرة التاريخية أمر مهم جداً للاهمية التراثية والسياحية لأغلب شوارعها بما تحتويه من آثار وتحف معمارية ليست في القاهرة فحسب وانما في عموم مصر ومن الناحية المرورية يوجد أماكن صعب تحويلها الي ممشي ويتم منع السيارات من المرور مثل منطقة مسجد الخازندار في شارع شبرا والشارع المطل علي سور القاهرة الفاطمية ومنطقة القلعة فهي شوارع محورية رئيسية بل في شارع الازهر مثلا هناك كوبري الازهر وأسفله تمر السيارات خاصة سيارات النقل الصغيرة لان الشارع بأكمله شارع تجاري تاريخي وطويل نسبيا وبه تفرعات وشوارع جانبية كثيرة يصعب الوصول اليها مترجلين و بالسيارة نظرا للكثافة المرورية والبشرية الكبيرة.
أضاف أن هناك مثلا شارع عبد العزيز في منطقة الموسكي شارع صغير وعادة ما يكون مزدحماً دائماً بالسيارات والمشاه ويصعب ايجاد محاور مرورية أخري له لأنه شارع حيوي ويربط بين ميدان العتبة وميدان عابدين.
أشار إلي أن الحل الامثل هو اقامة جراج للسيارات فتم اقامة اثنين ولكن للاسف لم يتم استغلالهما من قبل المواطنين علي الرغم من التحويلات المرورية في الاوبرا عند اقامة نفق الازهر وايضا اغلب المارين علي هذه المناطق في شارع الجمهورية وشارع باب الشعرية وشارع بورسعيد عابرين للطريق فقط ويصعب إيجاد ممرات بديله لهذه الشوارع.
نوه إلي أنه مع خطط تطوير القاهرة اعتقد انه من الممكن تحديد بعض الشوارع والميادين التي يمكن غلقها في وجه السيارات مثل ميدان عابدين وميدان السيدة زينب والشوارع الجانبية والدروب وتكون الشوارع التي بجوارها ممرات للسيارات.
حسن النحلة : نقيب المرشدين السياحيين السابق :
حارات الخديوية لا تجذب السائحين
“الممشي” يضع الأماكن التاريخية علي الخريطة العالمية
يقول حسن النحلة الخبير السياحي ونقيب المرشدين السياحيين السابق إن السياحة في القاهرة ترتكز علي بعض المناطق مثل شارع المعز والازهر الشريف ومنطقة خان الخليلي ومسجد احمد بن طولون ومنطقة الفسطاط بما تحتويه من كنائس تاريخية ومعبد بن عزري ويصعب علي السائح الدخول الي بعض المناطق الأثرية الأخري التي تكون عادة مناطق تجارية واثرية في ان واحد ومن المفيد ان يتم تطوير بعض هذه الاماكن و تحويلها الي ممشي سياحي بدون سيارات ليتم وضعها علي خريطة السياحة العالمية فالسائح الغربي يهتم بالاثار الفرعونية والاهرام والمتحف ايضا اما الشوارع والحارات والدروب فهذا صعب جدا حتي الان فعلي سبيل المثال مجموعة قلاون في صحراء المماليك قليل جدا ما يزوره السائحون الاجانب.
أضاف أن القاهرة الخديوية ومبانيها الآثرية لا تجذب السائحين إلا في ما ندر والاشهر والاكثر طلبا مثل قصر محمد علي في جزيرة المنيل وقصرعابدين وقلعة صلاح الدين سهل الوصول اليهم محيطهم يحتاج الي تطوير وصيانه وتجميل ودعاية مثل الدعاية لطريق الكباش في الاقصر فالقاهرة كلها تستحق الزيارة ايضا.
د.عمر الحسيني.. أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس:
مراعاة المعايير البيئية.. للحفاظ علي المناطق الأثرية
يؤكد الدكتور عمر محمد الحسيني عبدالسلام الأستاذ بقسم التخطيط العمرانيپكلية الهندسة جامعة عين شمس ان مفهوم المناطق الأثرية يطلق علي المناطق التي تم تسجيلها طبقاً لقانون الآثار وينطبق عليها بالتالي أساليب الحماية للآثار وتنظيم ارتفاعات المباني حولها وتحديد حرم الأثر. وغير ذلك من اشتراطات حماية الآثار في القانون. ويمكن تطبيق الاشتراطات الخاصة بالمناطق الأثرية علي المناطق التراثية. خاصة فيما يتعلق بمحيط المباني التراثية وبعوامل الحماية كتحديد الارتفاعات لتتواءم مع المباني التراثية أو تحديد الأنشطة التي تتوافق مع طبيعة وخصوصية المناطق والمباني التراثية. وغالباً ما تقع المباني التراثية في حيز مناطق أثرية كمجموعة المباني التراثية السكنية التي ترجع إلي القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والتي تقع حول الآثار المسجلة في القاهرة التاريخية.
وفي هذه الحالة يلزم اعتبار هذه المباني مجتمعه كمناطق تراثية متميزة ويلزم تسجيلها والحفاظ عليها وعلي مبانيها بالأساليب المناسبة كترميمها أو إعادة تأهيلها. كي لا يتم هدمها أو تغييرها بشكل يفقدها قيمتها.
ويضيف تحدد المناطق التراثية تبعاً لتاريخ وخصائص المنطقة وأيضاً بناء علي تواجد مجموعات من المباني التراثية بهذه المناطق. تشمل المناطق التراثية مناطق بأكملها كمنطقة وسط البلد “القاهرة الخديوية”. أو الحي التركي والحي الأوروبي بالإسكندرية. أو أماكن محددة داخل المنطقة أو الحي طبقاً لنوعية تخطيطها وسماتها العمرانية أو طبقاً لكثافة المباني التراثية بها. ويمكن أيضاً اعتبار ميدان أو شارع بأكمله كمنطقة تراثية متميزة سواء كان ذلك داخل منطقة الحفاظ أو خارجها.
ويجب أن تأخذ هذه المناطق أولوية واهتماماً خاصاً بالنسبة لقضايا البيئة العامة وأعمال التشجير والرصف والبنية الأساسية فهي مـن أهم المناطق التي تميز المدينة وتبرز رونقها وجمالها وقيمتها.
هناك مناطق عديدة يجب إدراجها كمناطق تراثية بعد تحديد نطاقها حيث تتميز بمخطط عمراني فريد يمثل في بعض الحالات تجربة تخطيطية مهمة علي الصعيدين القومي أو العالمي مثل منطقة “هليوبوليس” التي تعد نموذجاً عالمياً فريداً لتطبيق نظريات المدن الحدائقية في بداية القرن العشرين. كما يعد مخطط مدينة بورسعيد نموذجاً للمدن الحديثة في منتصف القرن التاسع عشر. وفي هذه الحالات يتم توثيق المدينة أو الحي بأكمله واعتباره منطقة تراثية متميزة تخضع لكل قوانين الحماية والحفاظ. كما يجب استثناؤها من قوانين خطوط التنظيم. وأغلب هذه المناطق هي مناطق سكنية حية بها الكثير من الأنشطة التي يجب أن تستكمل دورها وتستمر في وظيفتها التي من أجلها تم إنشاؤها.
وعن أسباب تدهور المباني الأثرية يقول الدكتور عمرو الحسيني هي عدم وجود خطة للحفاظ علي المناطق التراثية بالمدن المصرية وحمايتها من التدهور والزحف العمراني. أدي إلي تعرض هذه المناطق لأضرار بالغة من تدمير وتدهور وهدم كثير من مبانيها التراثية المهمة علي المستويين المحلي والعالمي ولهذا فعمليات الحفاظ وإعادة تأهيل المباني التراثية ويعتبر ذلك من أهم عوامل حماية المناطق التراثيةپحماية النسيج العمراني المتمثل في تقسيمات الأراضي وشبكة الشوارع والحفاظ علي مكونات المنطقة وخصائصها البيئية الطبيعية كشواطيء الأنهار أو التي من صنع الإنسان كالحدائق العامة واحترام عروض الشوارع التاريخية للحفاظ علي النسيج العمراني. ولا يجوز فتح شوارع جديدة أو توسعة الشوارع القائمـة مما يؤدي إلي هدم المباني التراثية القائمة بما يخالف مبدأ الحفاظ علي التراث المعماري والعمراني.
طالب د.الحسني بدراسة تحسين المرور والمشاه وإمكانية عمل اتجاه واحد للمرور في الطرق الضيقة أو منع الانتظار. كما يمكن منع مرور السيارات في الشوارع الأقل من عرض 4 أمتار مع السماح فقط لمرور سيارات المطافي والإسعاف. مـع التـدخل لتيسـير المرور بفتح بعض الشوارع للسيارات أو المشاه لتسهيل دعم التنمية العمرانية بالمناطق القديمة. ويكون ذلـك فـي أضـيق الحدود حتي لا يتم الإضرار بالطبيعة التاريخية للمناطق. علي أن يقوم بهذه الأعمال خبراء في مجال التراث العمراني ووضع المحددات المعمارية للمباني الجديدة أو المباني التي يعاد بناؤها بالمنطقة- مناقشة مخطط الحماية والحفاظ مع الجهات التنفيذية والمجتمع المحلي ثم وضع الخطط التنفيذية.
كما يجب أن تكون هناك خطة لأعمال الصيانة بالأحياء التراثية بصفة دورية “كل 5 سنوات علي سبيل المثال” علي أن يطلب من السكان والملاك القيام بأعمال الصيانة. وفي حالة عدم تنفيذها تقوم إدارة التراث العمراني بالمحافظة بإنهاء الأعمال للحفاظ علي رونق المنطقة التراثية. وذلك بالتعاون مع الأهالي في نفقات الصيانة.
أضاف أنه يجب تقليل الانبعاثات الكميائية التي تؤثر علي البيئة بتقليل عدد السيارات والمركبات التي تمر بجوار المناطق الأثرية وإجراء تحويلات مرورية تجعل السيارات تبتعد عن الشوارع التي بها آثار علي قدر الإمكان ومراعات المعايير البيئية للحفاظ علي مستوي النقاء البيئي في هذه المناطق وللأسف يصعب هذا لوجود سكان وأهالي وورش في الاحياء والشوارع التي نعدها آثار وهذا يتطلب تدخل الدولة بشكل كبير لاقناع أصحاب الورش بنقلها.
د.محمد إبراهيم جبر.. أستاذ العمارة بجامعة عين شمس:
تراكم الأبخرة الكربونية يؤثر علي شكل وألوان المباني
المطر الحمضي يضر التركيبات المعمارية.. ويؤدي إلي تآكل الحوائط
أكد الدكتور محمد إبراهيم جبر أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة عين شمس ان تأثير حركة السيارات وعوادمها علي المباني الأثرية يعد إخلالاًَ بطبيعة التوازن البيئي في البيئة العمرانية الذي يؤثر علي حياة الإنسان والجماد بشكل كبير فان كثرة عوادم السيارات يترتب عليها انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار وارتفاع درجة حرارة الأرض تلقائياً في الأرض بالمناطق التي توجد بها أماكن أثرية ويؤدي إلي تراكم الأبخرة الكربونية علي حوائط وأسطح مما يؤثر علي شكلها وألوانها فتتغير بشكل كبير ويجب ان يتم كشط الطبقة المتراكمة عليها وهذا يؤثر علي تكوين الأثر وشكله.
أضاف أن زيادة درجة الحرارة يترتب عليها زيادة التفاعلات الكميائية داخل الأثر حيث إنه مكون من مواد طبيعية التي تتأثر بمرور الزمن ويحدث لها تأكل نتيجة الأحماض الكميائية المكونة للمواد الطبيعية التي استخدمت في بناء الأثر وأيضاً المتساقطة عن الأبخرة الناتجة عن ثاني أكسيد الكربون والعوادم وعند سقوط الأمطار في هذه الأماكن تحمل معها الأبخرة مما يكون ما يسمي بالمطر الحمضي الذيپيؤثر علي التشكيلات والتركيبات المعمارية فيزيد من نسبة التأكل فيها.
أشار إلي أن تنامي حركة السيارات في المناطق الأثرية أمر بالغ الخطورة فالمنظمات الدولية وعلي رأسها اليونسكو تضع الكثير من الشروط لتجنب هذا التأثير المدمر لها لأن الآثار ملك للبشرية جمعاء وهذا ينطبق علي التراث المعماري المصري سواء مصري قديم أو قبطي أو إسلامي وليس قاصراً علي مصر وحدها.
أيضاً المهم هو ان يتم زيارة الآثار من قبل السائحين في جو صحي وليس في جو ملوث ولهذا فينصح دائماً بابعاد السيارات من المرور بجوار المناطق الأثرية و زيادة الاهتمام بترميمها واستخدام مواد لا تؤدي إلي تأكلها.
القاهرة .. عراقة التاريخ
مع دخول الفاطميين إلي مصر قادمين من مدينة المهدية في تونس والقضاء علي الدولة الاخشيدية التي كانت تابعة لدولة الخلافة العباسية قام قائد الجيش الفاطمي جوهر الصقلي “الصقلبي في بعض الروايات”. بوضع حجر الأساس لإقامة عاصمة جديدة للدولة الفاطمية في مصر لينزل بها الخليفة الفاطمي الملك المعز لدين الله في يوم السادس من يوليو عام 969م ومنذ هذا التاريخ انتقلت عاصمة الدولة من المهدية في تونس إلي القاهرة في مصر.
ولم تكن القاهرة هي عاصمة مصر الإسلامية فلقد سبقها مدينة الفسطاط الذي بناه سيدنا عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب ثم في عهد الدولة العباسية تم بناء مدينة عسكر ثم مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون.
فالقاهرة توسطت كل هذه العواصم السابقة بالفعل وامتدت نحوهم واتصلت بهم ولهذا كان هناك دائماً مصطلحان مكانيان هما القاهرة ومصر القديمة.
فانقاض الفسطاط وعسكر سميت مصر القديمة والقاهرة الفاطمية تسمت باسمها المعروف حالياً.
ومع التمدد العمراني حدث توسعات للمدينة الفاطمية في عهد الدولة الأيوبية وثم دولة المماليك ثم الدولة العثمانية وحكم أسرة محمد علي ثم الجمهورية.
نتج عن هذه التوسعات مناطق وإحياء وشوارع تاريخية شهدت أحداثاً كثيرة وبها مباني عظيمة تحكي لنا عن ما مرت به مصر من حقب وأحداث تاريخية.
وأغلب هذه الشوارع والاحياء تم بناؤها وقت ما كان تعدد مصر لا يتجاوز العشرين مليون نسمة ولم تكن بها هذه الكثافة السكانية والمرورية التي نشهدها الآن ولهذا فلقد تأثرت أغلبها بحركة المرور وعوادم السيارات فأن الاوان ان نطالب بتحويل بعض هذه الشوارع والميادين المهمة بان تصبح ممشي للمواطنين ويتم منع المركبات من المرور بها.
#الشوارع #التاريخية #ممشي #سياحي
تابعوا Tunisactus على Google News