الطيور المهاجرة تحلق في سماء مصر لدعم السياحة |
القاهرة – أعلنت وزارة البيئة المصرية رفع حالة الاستعداد بالمحميات الطبيعية، التي تقع بمسار هجرة الطيور، مع بدء رحلتها السنوية من مواطنها في أوروبا وآسيا إلى أفريقيا، خلال موسم الخريف، بما يضمن الوفاء بالتزامات مصر الدولية لحماية الطيور المهاجرة والتنوع البيولوجي، في ظل رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي.
وتقع مصر ضمن أهم مسارات هجرة الطيور، لكونها تعتبر جسرا بريا لربط آسيا وأوروبا، ويرصد نحو 500 نوع من الطيور، كل خريف وربيع، حيث تقضي الكثير من الطيور الشتاء في المناطق الرطبة بمصر، ما يجعلها مشتى دوليا مهمّا للطيور المائية.
وأوضح محمود القيسوني الخبير البيئي أن سياحة مراقبة الطيور المهاجرة في صعود سريع جدا، وأن محبيها يتضاعفون عاما بعد عام على مستوى العالم، لما تحققه من متعة التنقل بين مناطق ذات طبيعة خلابة ومناظر جميلة وسط غابات وجزر وتضاريس معزولة وجبال للاستمتاع بمراقبة طيور العالم المقيمة والمهاجرة ذات الألوان الرائعة والأشكال والأحجام، وهي هواية تحقق متعة المغامرة والمنافسة والراحة.
وأشار القيسوني إلى أن هناك إحصائية صادرة من الولايات المتحدة تفيد بأنه في عام 2006 حققت سياحة الطيور المهاجرة 36 بليون دولار أميركي وأن 20 في المئة من الأميركيين يمارسون هذه السياحة، وحققت محمية “كورشينيتي” على بحيرة مانياس بدولة تركيا، التي تجذب طيور العالم، دخلا في عام واحد قدر بـ104 ملايين دولار أميركي، وهو دخل يتزايد كل عام. ويؤكد الخبير أن تنظيم برامج سياحة مراقبة الطيور يحقق مكاسب هائلة، ما دفع 127 شركة دولية لتنظيم رحلات على مستوى العالم بإمكانيات بالغة التطور والتكنولوجيا، وتوفير المتطلبات للاستمتاع بهذه السياحة، من خلال الاهتمام بالمحميات الطبيعية وأبراج المراقبة والخنادق المجهزة بمزاغل تسمح بمراقبة الطيور وتصويرها دون إزعاج، وبمراكز الزوار الشاملة مطبوعات وخرائط وكتب تحتوي على كامل المعلومات الخاصة بطيور الموقع وكامل الخدمات الأساسية الداعمة لهذا النشاط من دورات مياه ومطاعم.
وتكون أنشط فترات مراقبة الطيور في الربيع والخريف عندما تقلع الملايين من الطيور في هجرتها السنوية هربا من الصقيع بحثا عن الدفء، فتتزاوج ثم تعود لأوطانها محملة بالبيض عندما يتحول المناخ إلى الدفء؛ فكل عام تنطلق الطيور المهاجرة في رحلة عبر محیطات وجبال وأراضي العالم محلقة في نفس الممرات، (مسارات الطيور المهاجرة)، وتعبر خلالها أعداد ضخمة من الطيور المتنوعة، لتمثل واحدة من أروع وأهم ثروات التراث الطبيعي في العالم، وقد تم اختيار محميات على مستوى العالم للبدء في تطبيق وتفعيل منظومة مشروع “مسارات هجرة الطيور بالمقاصد” هي بحر وادن بألمانيا ودجودج الوطنية بالسنغال ورأس محمد في مصر.
ولا يسمح قانون البيئة المصري إلا بصيد 21 نوعا فقط من أصل 500 نوع من الطيور البرية والمهاجرة في مصر، كما يسمح بالصيد في فصلي الصيف والشتاء فقط، ولا يسمح بالصيد في موسم عودة الطيور المهاجرة في الربيع.
ويطالب الخبير البيئي بالتنسيق بين كل من وزارة البيئة ومحافظة جنوب سيناء والمجتمعات المحلية لتفعيل حملة توعية بيئية والإعلان عن مردودها الاقتصادي والاجتماعي حال تفعيل مشروع منظمة السياحة العالمية في الموقع المختار بمحمية رأس محمد وشرم الشيخ. بجانب التنسيق مع المحافظات الواقعة على مسارات هجرة الطيور لتفعيل نفس المطلوب من محافظة جنوب سيناء والتنسيق مع كليتي العلوم والسياحة لإعداد جيل من المرشدين السياحيين في مجال وتخصص مراقبة الطيور، على أن تبدأ شركات السياحة الإعداد والتجهيز لهذا النشاط السياحي، وتجهيز المحميات الواقعة على مسار هجرة الطيور بالخدمات والتجهيزات المطلوبة لنشاط سياحة مراقبة الطيور.
ويشير أسامة إبراهيم أستاذ الإرشاد السياحي المساعد بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم، ومستشار وكيل جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل لمتابعة الأداء الأكاديمي، إلى أهمية سياحة مشاهدة الطيور، التي ترجع إلى إعلان منطقتي بحيرة قارون ووادي الريان كمنطقتين مهمتين عالميا في مجال مراقبة الطيور. ويضيف أن المنطقة تضم أكثر من 240 نوعا من الطيور المهاجرة، فضلا عن الطيور المقيمة بالفيوم، لوجود البحيرات والطبيعة البكر. ومن أشهر هذه الطيور الجريتير فلامنغو أو الفلامنغو العظيم، وهو طائر ضخم ولونه وردي، يفد في جماعات كبيرة في فصل الشتاء، ويقيم في أقصى غرب بحيرة قارون، وهناك طائر الكينك فيشر الملون، ويطلق عليه اسم ملك السمك أو صياد السمك.
ويؤكد إبراهيم أن سياحة مشاهدة الطيور هي من أشهر أنماط السياحة على مستوى العالم، معلنا أن “مصر دخلت مجال السياحة البيئية متأخرة قليلا، ومنذ عام 1998 بدأنا الاهتمام بالسياحة البيئية بالفيوم عن طريق مشروع مولته دولة هولندا، وتم فيه إلقاء الضوء على مقومات السياحة البيئية بالفيوم، ودربنا مرشدين سياحيين على مشاهدة الطيور، منهم واحد فقط بقرية تونس واصل عمله في هذا المجال”.
وتابع “هناك سائحون محترفون في مشاهدة الطيور، يأتون إلى الفيوم ومعهم قائمة بأنواع الطيور التي يريدون مشاهدتها ومراقبتها ومتابعة سلوك حياتها، وذلك بهدف إرضاء متعتهم الذاتية. ويعد السائح البريطاني أشهر سائح في مشاهدة الطيور، فهو يشاهد الطائر ويصوره في أوضاع مختلفة ويكتشفه ويراقبه بكاميرات وتليسكوبات عالية الجودة، لمعرفة معلومات عنه ومقارنته بالطيور الأخرى، وهنالك من يؤلف كتبا عن طائر معين”.
#الطيور #المهاجرة #تحلق #في #سماء #مصر #لدعم #السياحة
تابعوا Tunisactus على Google News