العالم في مواجهة “الفوضى المناخية” في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ – BBC News عربي
يحضر قادة العالم في مصر أحدث قمة مناخ للأمم المتحدة وسط توترات جيوسياسية وضغوط بشأن من سيدفع ثمن الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحراري، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة إلى المؤتمر “بوقائع الفوضى المناخية”.وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن العالم يجب أن “يفي بإرث” قمة غلاسكو في العام الماضي، حينما تعهد مكتب رئيس الوزراء بأكثر من 200 مليون جنيه إسترليني من التمويل البريطاني لحماية الغابات والاستثمار في التقنيات الخضراء.لكنه واجه انتقادات في الداخل تزامنت مع انعقاد القمة الجديدة بسبب قرار الحكومة إصدار المزيد من التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال واستمرار معارضتها لطاقة الرياح البرية الجديدة.
وعقد سوناك، في يوم حافل بالمؤتمر، سلسلة من الاجتماعات الثنائية، من بينها اجتماعه مع رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وسط التوتر المستمر بشأن ترتيبات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد الجدل بين الوفود، أصبحت قضية تمويل الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، مثل تدمير المحاصيل والمباني والبنية التحتية في البلدان الفقيرة، بندا على جدول الأعمال الرسمي للمحادثات.
ويمثل حضور سوناك الاجتماع في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر إلى جانب قادة مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول ظهور له على المسرح الدولي منذ توليه رئاسة الوزراء الشهر الماضي.
ماذا قال قادة العالم؟
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
قال السيسي إن بلاد العالم “ستعمل جنبا إلى جنب” لمعالجة “واحدة من أكثر القضايا التي يواجهها كوكب الأرض إلحاحا”، وهي تغير المناخ.
وقال إن المدينة التي يعقد فيها المؤتمر، شرم الشيخ، هي أول مدينة مصرية تمر ببدايات ثورة خضراء.
وأضاف أننا جميعا “نتشارك كوكبا واحدا، ومستقبلا واحدا، لكن العالم يواجه كارثة تلو الأخرى وأصبح الكوكب عالما من المعاناة اليوم”.
ودعا إلى التنفيذ السريع والملموس لإجراءات الحد من الانبعاثات لضمان التمويل “للبلدان النامية التي تعاني اليوم أكثر من غيرها من عواقب هذه الأزمات”.
وطالب بضرورة أن يكون هناك وقت كاف لضمان تنفيذ اتفاقيات المناخ.
- أنطونيو غوتريش — الأمين العام للأمم المتحدة
حذر غوتيريش من “أننا نسير بسرعة إلى جحيم المناخ”، مضيفا أن “الساعة تدق. نحن في صراع من أجل حياتنا”.
قال إن الخسائر والأضرار “لم يعد من الممكن إخفاؤها تحت البساط”.وأضاف أن البلدان النامية كانت أقل مساهمة في أزمة المناخ لكن آثارها تصدمها “دون أي تحذير أو وسيلة للتأهب”.ودعا إلى نظام إنذار مبكر عالمي في غضون خمس سنوات، مطالبا الحكومات بفرض ضرائب على الأرباح المفاجئة لشركات الوقود الأحفوري.وأضاف: “دعونا نعيد توجيه تلك الأموال إلى الأشخاص الذين يعانون من أسعار الغذاء والطاقة، وإلى البلدان التي تعاني من الخسائر والأضرار الناجمة عن أزمة المناخ”.وقال إن الحرب في أوكرانيا والصراعات الأخرى كان لها “تأثيرات مأساوية” في جميع أنحاء العالم، لكن “لا يمكننا قبول عدم توجيه اهتمامنا إلى تغير المناخ”.
- بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق
قال جونسون إن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم ببرنامج المناخ الخاص بها.
وقال إنه “من المهم للغاية” أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة ببرنامجها بشأن تغير المناخ، و”تقود العالم في مساعدة البلدان على تبني التكنولوجيا النظيفة”.
وأضاف: “أعتقد أن [الرئيس الأمريكي] جو بايدن يفهم الأمر تماما”.
ودعا جونسون إلى إطلاق سراح الناشط المصري علاء عبد الفتاح “بأسرع ما يمكن”. ووصف حالة عبد الفتاح، المضرب عن الطعام والماء بـ”الحزينة للغاية”.
وقال، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إنه أثار “هذه النقطة عدة مرات مع الحكومة المصرية، ومع الرئيس السيسي شخصيا قبل بضعة أسابيع فقط”، مضيفا أن السيسي بدا “منفتحا على النقاش”.
ويقول جاستن رولات، محرر شؤون المناخ في بي بي سي الموجود في القمة، إن خطاب جونسون “كان ترويجا لشخصه”.
وأضاف أنه وصف نفسه بأنه “روح مؤتمر غلاسكو”، متفاخرا بالإنجازات العظيمة التي حققها في مؤتمر غلاسكو الذي أشرف عليه حينما كان رئيسا للوزراء.
- نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور
قال آل غور: “لدينا مشكلة مصداقية جميعا”، مشيرا بذلك إلى سعي الدول المتقدمة للحصول على موارد الغاز في إفريقيا، مضيفا أننا “نتحدث، وبدأنا في العمل، لكننا لا نفعل ما يكفي. هناك اندفاع نحو الغاز، تاركين دول العالم في مواجهة فوضى مناخية، ومليارات من الأصول العالقة، خاصة هنا في إفريقيا”.
ووصف هذا السلوك بأنه “هدام”ـ مؤكدا أنه “لدينا خيارات أخرى”.
- ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ
لم تحضر الناشطة في مجال تغير المناخ غريتا ثونبرج قمة المناخ في شرم الشيخ، لأنها تعتقد أن القمة شكل من أشكال “التبييض الأخضر”، في اتهام إلى السلطات المصرية بالسعي لتبييض سمعتها في ظل اتهامها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت، في مقابلة مع بي بي سي، إن المؤتمرات “مصممة بطريقة تسمح بل تشجع البلدان والدول وقادة العالم على استخدام ثغرات في هذه المخططات لإفادة أنفسهم”.
وأضافت أن البلدان تغسل نفسها من خلال “اتخاذ قرار بشأن التزامات صغيرة ورمزية بعيدة للغاية تفشل في كثير من الأحيان في الوصول إليها”.
- رئيس السنغال والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ماكي سال
وقال رئيس الاتحاد الإفريقي، رئيس السنغال، إن القمة فرصة لكل من البلدان المتقدمة والنامية إما “لصنع التاريخ” وإما “أن تكون ضحية للتاريخ”.
وقال إن إفريقيا قوة تدفع التنمية بقدر منخفض من الكربون، على الرغم من أن القارة تساهم بأقل من 4 في المئة من غازات الاحتباس الحراري العالمية.
لكنه أضاف أن “من يلوث أكثر من غيره” هو من “يجب أن يدفع أكثر من أجل إخراج كوكبنا من مسار أزمة المناخ هذه”.
- نيكولا ستيرجن —الوزيرة الأولى الاسكتلندية
قالت ستيرجن، التي تشارك في المحادثات، إن هناك التزاما على الدول الغنية التي تسببت إلى حد كبير في تغير المناخ بمساعدة أولئك الذين يعانون من تأثيره.
وأشارت، في تصريحات لبي بي سي، إلى أنه “علينا التخفيف من تغير المناخ، وعلينا مساعدة البلدان على التكيف مع آثار تغير المناخ ، كما رأينا خلال العام الماضي، على الأقل في باكستان، وهناك العديد من الأجزاء من العالم الذي يعاني من الخسائر والأضرار التي لا رجعة فيها ولا يمكن التخفيف منها”.وأضافت: “هناك التزام بروح التضامن للدول الأغنى التي تسببت إلى حد كبير في تغير المناخ ببذل جهد كبير الآن لمساعدة أولئك الذين يتعاملون مع الآثار على معالجة ذلك”.
“تدمير الكوكب أسهل من إنقاذه”
وتعد معالجة تكلفة الخسائر والأضرار مطلبا رئيسيا لبعض البلدان الأكثر ضعفا في العالم، التي تقع في الخطوط الأمامية لتأثير المناخ، ولم تفعل إلا أقل ما يمكن للتسبب في الأزمة، على الرغم من أن البلدان المتقدمة كانت مترددة تاريخياً في مناقشتها.
ودعا تحالف الدول الجزرية الصغيرة، في بيان مع انطلاق القمة، إلى إنشاء صندوق جديد لمواجهة الخسائر والأضرار يبدأ العمل فيه بحلول عام 2024، فضلا عن زيادة الانبعاثات إلى الذروة والانخفاض على الفور وإصلاح النظام المالي بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وقالت مجموعة الدول، التي يهدد وجودها ارتفاع منسوب مياه البحار والطقس العاصف بشكل متزايد بسبب تغير المناخ، إن صناعة الوقود الأحفوري تجني ثلاثة مليارات دولار أمريكي يوميا لمدة 30 عاما.وأضافت: “لا يزال الحصول على المال لتدمير الكوكب أرخص وأسرع من إنقاذه”.
وقال رئيس مفاوضات المناخ في بريطانيا، ألوك شارما، الذي ترأس محادثات القمة الماضية، إن الحكومة تدعم المناقشات حول مدفوعات الخسائر والأضرار في محادثات المناخ، ودعا إلى مزيد من الإجراءات والأسرع لمعالجة انبعاثات الاحتباس الحراري.
لكن الحكومة البريطانية تواجه انتقادات في الداخل للمضي قدما في تراخيص النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال، ومعارضة الرياح البرية في إنجلترا، والتخلف عن سياسات خفض الانبعاثات بما يتماشى مع الأهداف القانونية.
وتستمع القمة العالمية الاثنين إلى خطابات رؤساء الدول والحكومات الذين يتطلعون إلى تحفيز العمل العالمي للتصدي لتغير المناخ.
ويتضمن الجزء الأول من اجتماعات الاثنين خطابات قادة الاقتصادات الرئيسية المنتجة للنفط، وزعماء البلدان النامية الأكثر تضررا من آثار الاحتباس الحراري.
ويتعين على الدول الغنية تحديد برامجها للحد من انبعاثات الكربون.
كانت القمة افتتحت بتحذير من أن كوكبنا “يرسل إشارة استغاثة”. وجاء ذلك في خطاب غوتريش، الذي تابع فيه تقريرا للأمم المتحدة صدر الأحد، وقال فيه إن السنوات الثماني الماضية في طريقها لتكون الأكثر دفئا على الإطلاق.
“إشارة استغاثة”
ويحضر أكثر من 120 من قادة العالم القمة المعروفة باسم مؤتمر المناخ 27 في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، الذي سيتواصل لنحو أسبوعين من المفاوضات بين الدول حول العمل المناخي.
وحث رئيس القمة، وزير الخارجية المصري سامح شكري، القادة على عدم السماح لأزمات الغذاء والطاقة المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا في طريق العمل بشأن تغير المناخ.
وقال “إنه من واجبنا جميعا في شرم الشيخ أن نظهر إدراكنا لحجم التحديات التي نواجهها وعزمنا الراسخ على التغلب عليها”.
ويقدر العلماء أن درجات الحرارة العالمية ارتفعت الآن بمقدار 1.15 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، وقالوا إن السنوات الثماني الأخيرة كانت في طريقها لتكون الأكثر دفئا على الإطلاق.
وسيتحدث قادة العالم يومي الاثنين والثلاثاء، وبمجرد مغادرتهم، يبدأ المندوبون في المؤتمر أعمال التفاوض.
وقد اتفق المندوبون في قمة العام الماضي في غلاسكو على عدد من التعهدات هي:
- “خفض” استخدام الفحم – أحد أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا
- وقف إزالة الغابات بحلول عام 2030
- خفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030
- تقديم خطط عمل مناخية جديدة إلى الأمم المتحدة
وتطالب الدول النامية بالتمسك بالالتزامات السابقة للتمويل.
ومن المرجح أن تخمد الاحتجاجات، التي عادة ما تكون سمة نابضة بالحياة في قمم مؤتمر المناخ.
وأشرف السيسي، الذي يتولى السلطة في مصر منذ 2014، على حملة واسعة النطاق على المعارضة. وتقدر جماعات حقوق الإنسان أن البلاد بها ما يصل إلى 60 ألف سجين سياسي، كثير منهم محتجز دون محاكمة.
وقالوزير الخارجية المصري إن مساحة محددة في شرم الشيخ ستخصص لتنظيم الاحتجاجات. ومع ذلك، قال نشطاء مصريون لبي بي سي إن العديد من الجماعات المحلية لم تتمكن من التسجيل في المؤتمر.
#العالم #في #مواجهة #الفوضى #المناخية #في #مؤتمر #المناخ #بشرم #الشيخ #BBC #News #عربي
تابعوا Tunisactus على Google News