العاهل الأردني يجري عملية “الديسك” بألمانيا.. ويخضع لـ”لفترة راحة”
خلافا لبيان النيابة العامة المصرية، الاثنين، الذي أكد خلو جثمان الباحث الاقتصادي أيمن هدهود، عدم وجود شبهة جنائية وخلوه من أي إصابات، قال شقيقه عمر، الثلاثاء، إنه رأى الجمجمة مكسورة وتشوهات في وجهه وتسلخات في ظهره.
وقالت النيابة المصرية، في بيان مطول إنها “ناظرت الجثمان بعد وقوع الوفاة، وتبين خلوه من أي إصابات، كما انتدبت مفتش صحة للكشف الظاهري، والذي أكد بدوره عدم وجود شبهة جنائية في وفاته، وهو ما استبعدته كذلك تحريات الشرطة”.
لكن عمر، في تصريحات لموقع “الحرة”، قال إنه رأى جثمان شقيقه وجمجمته كانت مكسورة، “قالوا إنهم كسروها لأخذ عينات، لكن ماذا عن التشوهات في وجهه وماذا عن التسلخات الرهيبة في ظهره”.
وأوضح: “هناك تشوهات قوية جدا في وجهه، الشخص العادي لا يتحمل رؤيتها، حتى أنني لو نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي سيتم حجبها على الأغلب نظرا للتشوه الكبير الحاصل في الجثة”.
وأحاطت تساؤلات عدة بالوفاة الغامضة للباحث الاقتصادي وعضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح والتنمية، أيمن هدهود، الذي أعلن قبل أيام عن وفاته، بعد شهرين من اختفائه،في السادس من فبراير الماضي.
وتلقى عمر هدهود اتصالا من ضابط في قسم شرطة الأميرية، في الساعة الحادية و22 دقيقة، يبلغه بوفاة شقيقه وأن عليهم القدوم في اليوم التالي لاستلام الجثة، بحسب قوله في اتصال هاتفي مع موقع “الحرة”.
ولم تخرج نتيجة التشريح الرسمية من الطب الشرعي، حتى الآن، “لكن بما أنهم بحديثهم يريدون أن يطلعوه مجنون، فأعتقد أن تقرير المشرحة سيخرج في نفس الاتجاه”.
وأضاف عمر: “عندما ذهب شقيقاي إلى النيابة، الأحد، لاستلام تصريح الدفن، فإذا بالنيابة تفتح معهما تحقيقا لست ساعات، وترفض إعطاءهما تصريح الدفن حتى أمثل أنا للتحقيق بعد أن اكتشفوا أن شقيقاي على المعاش (متقاعدان) ولا يعلمان كثيرا عن تفاصيل عمل أخي وأنني قريب منه بحكم تخصصنا سويا في إدارة الأعمال، فرفضت المثول للتحقيق إلى حين دفن جثة أخي، لأنني شعرت أنهم يريدون حجزنا نحن الثلاثة حتى يخفوا عنا الجثمان، ويدفنوه بمعرفتهم”.
وأضاف: “كنت اتفقت مع أخوتي على أنه من الصعب التفاهم مع الداخلية أو القضاء، وعقب صدور القرار بتشريح الجثة كانت المشكلة في كيفية نقلها من المستشفى للمشرحة، فلا توجد عربة إسعاف لنقله، ما اضطرنا إلى محاولة تأجير عربة إسعاف لنقل الجثمان وهو ما احتاج حوالي خمس ساعات، في الوقت الذي كان شقيقاي في النيابة للحصول مجددا على تصريح الدفن، فأخذوا بطاقات هويتهما وأخبروهما أنهما لن يسترداها إلى حين مثولي للتحقيق، فرفضت أنا أيضا حتى أشهد غسل جثة أخي ودفنه، فتدخل البعض للحصول على تصريح الدفن”.
وتابع “لو كنت قد ذهبت للتحقيق في هذا الظرف، كنت في الغالب سأدخل مع من يحقق معي في مشادة، وسأرفض أيضا التحقيق حتى أرى أخي وأحصل على تصريح الدفن”، مشيرا إلى أنه مثل للتحقيق، الثلاثاء، في النيابة لمدة ست ساعات.
وأضاف “في التحقيقات، كان وكيل النيابة يحاول أن يستدرج شقيقاي للحصول على أي شيء يؤكد أن أخي مجنون”.
وفي بيان وزارة الداخلية قبل أيام، قال مصدر أمني، الأحد، إنه “بتاريخ 6 فبراير الماضي أبلغ حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل عقار ومحاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسؤولة.. وقد تم إتخاذ الإجراءات القانونية فى حينه وإيداعه بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة”.
#وزارة_الداخلية نفى مصدر أمنى صحة ما تداولته بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الإجتماعى بشأن الزعم بإختفاء المواطن / أيمن هدهود قسرياً وأكد المصدر أنه بتاريخ 6 فبراير 2022 تبلغ من حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل العقار pic.twitter.com/SShuOcCw1j
— وزارة الداخلية (@moiegy) April 10, 2022
والثلاثاء، أشارت النيابة إلى أن حارس عقار في حي الزمالك، أمسك بأيمن في 6 فبراير الماضي أثناء محاولته فتح باب إحدى الشقق السكنية في العقار، بينما كان «يهذي بكلمات غير مفهومة» وأبلغ الشرطة التي أحالته للنيابة، والتي بدأت التحقيق معه بتهمة الشروع في السرقة.
لكن، وبحسب البيان، تعذر إجراء التحقيق «لترديده كلمات غير مفهومة»، لتتشكك النيابة في قواه العقلية وتطلب أمرًا من محكمة بإيداعه في مستشفى العباسية لإعداد تقرير طبي عن حالته العقلية.
وأشار بيان النيابة إلى أن شقيقي أيمن، عادل وأبوبكر، قالا خلال التحقيقات إن أيمن سبق أن قام بتصرفات مضطربة في واقعتين سابقتين، إحداهما بالطريق العام بمنطقة السلام، والثانية حين استلقى على الأرض أمام غرفة بإحدى الفنادق.
لكن عمر يقول إن شقيقيه كانا في حالة يريدان فيها الحصول على تصريح الدفن بأي ثمن: “لو قالوا لي أخوك يمثل مستشفى الأمراض العقلية وأنه أكبر مجنون، سأوافق للحصول على تصريح الدفن”.
واعتبر عمر أن “بيان النيابة يدينها، لأنها أخطرت بوفاته في الخامس من مارس، لكن لم يتم إصدار قرار التشريح أو إعلامنا إلا بعدها بأكثر من شهر، كما أنه كيف تحقق مع شقيقي وتريد التحقيق معي أيضا رغم عدم دفن الجثة”.
“في شهادة الوفاة كتب أن هدهود توفي في الخامس من مارس الماضي.. هذا هو الرسمي، وأنا أعتقد أنه مات قبل ذلك”، بحسب عمر.
شهادة وفاة( قيد البحث) #ايمن_هدهود
متوفي من 35 يوم تقريباً.. pic.twitter.com/EYKxsZSrfK— Héctor Buenísimo 🇩🇪 (@Germanheco44) April 11, 2022
وقال “الشرطة تريد أن تظهره في صورة مجنون وحرامي شقق، بالرغم أنه خبير اقتصادي، ثم يعودون ليقولوا إنه مش حرامي وإنما كان يدق الشقة ولم يفتحوا له، ثم يقولون إنه لم يدق على شقة وإنما كان يريد أن يدخل عقارا واشتبك مع حارس عقار ونام على ظهره في الشارع”.
ويقول ساخرا “أخي، عالم الاقتصاد سينام على ظهر حارس عقار في الشارع ويهذي بكلام غير مفهوم، هل هذا كلام يعقل. لا يعرفون كيف يخترعون قصة معقولة”.
وقارن عمر ما حدث مع شقيقه مع ما حدث مع الباحث الإيطالي جوليو ريجيني ريجيني، “أرى أنها نفس الحالة”.
Another Giulio Regeni ..#AymanHadhod , an Egyptian economist, American University graduate , was kidnapped, forcibly disappeared and arrested by the Egyptian security services two months ago,
Today they announced his death ! pic.twitter.com/IMQVzDFdfM
— Ghost 🇪🇬🇵🇸 (@mr_ghost_6) April 11, 2022
وأثار مقتل ريجيني، الذي عثر على جثته عام 2016 ملقاة عارية، وعليها آثار تعذيب شديد، في إحدى ضواحي القاهرة، انتقادات لسجل مصر في حقوق الإنسان في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأثرت بسببه العلاقات المصرية الإيطالية.
وخطف مجهولون ريجيني (28 عاما) في يناير 2016 في مصر حيث كان يجري بحثا للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة كامبريدج.
وأعلنت لجنة برلمانية إيطالية في الأول من ديسمبر الماضي، أن أجهزة الأمن المصرية مسؤولة عن تعذيب وقتل ريجيني.
واعتبر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، في تصريحات سابقة لموقع “الحرة”، أن ما حدث مع هدهود، بمثابة “حالة اختفاء قسري بكل ما في الكلمة من معاني”.
وانتقد إسحاق، بيان وزارة الداخلية، الذي صدر الأحد، ونفت فيه ما تداولته “بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان” على مواقع التواصل الاجتماعى.. بشأن الزعم بإختفاء المواطن أيمن هدهود قسريا”.
وقال إسحاق لموقع “الحرة” إن “المعلومات كلها مشوهة، كيف لرجل صحفي معروف يتهم بأنه كان يقتحم شقة، الكلام كله لا يعقل”، واصفا ذلك بـ”الأمر المخجل” وأنه “ضد حقوق الإنسان بشكل كامل”.
وأضاف “ما حدث مع هدهود مسألة خطيرة، خاصة أنه عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح والتنمية الذي أسسه عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان”.
وتقدر المنظمات الحقوقية عدد السجناء السياسيين في مصر بنحو 60 ألف سجين، إلا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دائما ما ينفي ذلك.
في أواخر عام 2021، وصفت منظمة العفو الدولية و20 منظمة غير حكومية أخرى الوضع في مصر بأنه “كارثي” مشيرة الى وجود “ناشطين سلميين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين وأساتذة جامعات وصحفيين محبوسين لمجرد أنهم مارسوا حقهم في حرية الرأي والاجتماع السلمي والتنظيم”.
#العاهل #الأردني #يجري #عملية #الديسك #بألمانيا #ويخضع #لـلفترة #راحة
تابعوا Tunisactus على Google News