العنف البوليسي باق ويتمدد.. بعد بدر بعبو من التالي؟
يسرى الشيخاوي-
يظهر أن العنف البوليسي في تونس باق ويتمدّد ليطال في كل مرة مواطنا ويخلف له أضرارا جسدية ونفسية لا تسقط بالتقادم، وهذه المرة طال العنف الناشط الكويري والمدافع عن حقوق الإنسان بدر بعبو رئيس الجمعية التونسية للعدالة “دمج”.
ليلة الخميس 21 أكتوبر في زاوية مظلمة في شارع جونجوريس، زاوية صارت امتدادا لدهاليز التعذيب وتناثر فيها دم بعبو الذي يشكو ارتجاجا في المخ وأضرار في الفك والعيون بعد أن اعتلى “البروتكان” وجهه.
أصابات كثيرة طال بعضها كتفه ورجليه وهو رجلا “أمن” يفتكان هاتفه الجوال وحاسوب الجمعية وأوراقه الثبوتية ووثائق الجمعية، محكمة تفتيش انتصبت في الشارع وعرت عنف المنظومة البوليسية وأفضت إلى التساؤل ” بعد بدر، من التالي؟”.
آثار العنف البوليسي على جسد بدر بعبو استوجبت راحة مع مراقبة اولية حدّدت بخمسة عشر يوما، في مواصلة لحملة من الهرسلة والتهديد انطلقت باتصال “أمنيين” بمؤجره في السنة الماضية وتهديده بتتبعه في حال لم يفسخ عقد الكراء، حادثة سبقها خلع منزله وتفتيشه والاستيلاء على وثائق تخصه وتخص الجمعية، وحرق منزله وتعرض إلى الاعتداء في مارس الفارط، وفق ما ورد في بيان صادر عن “دمج”.
وطيلة الاعتداء كان “الأمنيان” يرددان عبارات يقرون فيها أن فعلتهم تأتي في إطار التشفي منه لتتبعه قضائيا لبعض الامنيين ولانتقاده للمنظومة الأمنية في تونس، وهي ليست المرة الأولى التي يردّ فيها بعض الامنيين الفعل بتعنيف من يخالفهم الرأي، هذا في حال لم يلفّقوا له تهمة ” هضم جانب موظف عمومي”.
ومن المنتظر أن تودع شكاية ضد عوني الأمن يوم الإثنين بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 تعقبها وقفة مساندة لبدر بعبو ومنددة بالعنف البوليسي وباستمرار سياسة الافلات من العقاب.
وكانت “دمج” قد حملت وزير الداخلية ورئيسة الحكومة ورئيس الجمهورية المسؤولية الكاملة للسلامة الجسدية والنفسية لبدر بعبو وكافة الناشطين في الجمعية وحماية مقراتها في المركز والجهات، كما تمسكت فبحقها في تتبع من تورطوا في هذا الاعتداء.
من جهتها أعلنت عدد من التحالفات والائتلافات والجمعيات والمنظمات عن عقد مؤتمر صحفي يوم الأربعاء المقبل على الساعة العاشرة صباحا في مقر النقابة الصحافيين التونسيين، لتسليط الضوء على الطابع المنظم لانتهاكات الشرطة، واستمراريتها على الرغم من الوعود الرئاسية ما بعد 25 جويلية وما يترتب عليها من تجاوزات دكتاتورية، وفق ما ورد في بيان صادر عنها.
في سياق متصل، أكدت دعمها المستمر للناشط بدر بعبو وكل المناضلين والمناضلات والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان اللذين واللاتي يتعرضون للمضايقة والتعنيف بسبب نضالهم والتزامهم بحقوق الإنسان والحريات، فضلاً عن كل القضايا التي يدافعون عنها، مدينة الهجوم الخطير على بدر بعبو في شخصه، وعلى كل شخص، يمارس حقوقه وحرياته المكفولة دستورياً، ورافضة رفضا قاطعا توصيف “الحالة المعزولة” المنسوبة إلى هذا النوع من الانتهاكات.
كما طالبت بوضع حد فوري لحالة الإفلات من العقاب والسلطة المفرطة التي تتمتع بها قوات والأمن وحفظ النظام، والتي توظف لقمع الحريات والحقوق، حاثة وكيل الجمهورية للمحكمة الابتدائية بتونس على فتح تحقيق فوري، ومعلنة تشكيل لجنة دفاع تتألف من العديد من المحاميين والمحاميات لنيابته أمام القضاء.
في البيان ورد أيضا تاكيد إرادتها مجددا في الحفاظ على مكتسبات الثورة والدفاع عنها، بما في ذلك الحقوق والحريات الفردية التي يكفلها الدستور 2014 ، ومطالبة رئاسة الجمهورية، بموجب الصلاحيات التي تتمتع بها، باحترام التزاماتها بالحقوق والحريات الفردية ، بالإضافة إلى الدعوة إلى إجراء إصلاحات أساسية في النظامين الأمني والقضائي، ومحاسبة جميع الجهات المعنية، وتضع أمام مسؤولياتها الجهات المانحة المشاركة في تنفيذ هذه الإصلاحات.
وفيما يلي قائمة التحالفات والائتلافات والجمعيات والمنظمات الموقعة على البيان:
1. الاتلاف المدني من أجل الحريات الفردية
2. مرصد الدفاع عن الحق في الاختلاف
3. التحالف من أجل الأمن والحرية
4. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
5. الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية
6. جمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
7. دمج، الجمعية التونسية للعدالة والمساواة
8. جمعية بيتي
9. جمعية تفعيل الحق في الاختلاف
10. محامون بلا حدود
11. مبادرة موجودين للمساواة
12. مجموعة توحيدة بالشيخ
13. الأورومتوسطية للحقوق
14. المعهد الدنماركي ضد التعذيب
15. الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا
16. المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب
17. وسط رؤية
18. الاتحاد الوطني للمرأة، فرع القيروان
19. التلاقي للحرية والمساواة
20. جمعية رعاية فاقدي السمع فرع جربة
21. جمعية البعد السابع
22. الراقصون المواطنون الجنوب
23. بي الحوم
24. جمعية مدى
25. جمعية صوتكم
26. الجمعية التونسية للحركة الثقافية
#العنف #البوليسي #باق #ويتمدد #بعد #بدر #بعبو #من #التالي
تابعوا Tunisactus على Google News