“العين الإخبارية” تبحث أسباب نبش نجوم الفن في “ماضيهم الناجح”
أعلن المطرب المصري مصطفى قمر، مؤخراً، الانتهاء من كتابة سيناريو الجزء الثاني من فيلم “حريم كريم”، الذي سبق أن قدمه قبل 17 عاماً.
وكشف مصطفى قمر أن الفيلم الجديد سيحمل اسم “أولاد حريم كريم”، وأحداثه هي امتداد للجزء الأول، وفيه يكبر أبناء أبطال العمل، بشكل يمكّن نجله الممثل الشاب تيام مصطفى قمر، من تجسيد دور ابنه في الفيلم.
حديث مصطفى قمر جاء بعد إعلان المؤلفة زينب عزيز كتابة جزء ثان من العمل، وهو ما كشفته أيضاً الفنانة بشرى، التي تشارك في “أولاد حريم كريم” كمنتجة.
الخطوة الجديدة التي من المقرر أن يخوضها قمر (56 عاماً) سلّطت الضوء مجدداً حول إعادة إنتاج الأعمال القديمة الناجحة مرة أخرى، فسبق أن أعلن عدد من نجوم الفن تقديم نسخ جديدة لأفلام حظيت بنجاح جماهيري واسع قبل 20 عاماً.
لجوء عدد من النجوم إلى هذا الطريق، فتح بطبيعة الحال الباب أمام التساؤلات الخاصة بالدوافع التي حفزتهم إلى إعادة استنساخ تجاربهم السابقة، وما يحمله هذا القرار في طياته من دلالات، وهو ما كشف عنه عدد من النقاد لـ”العين الإخبارية”.
محاولة تذكرة
اعتبرت الناقدة المصرية ماجدة خيرالله لجوء النجوم إلى استنساخ أعمالهم السابقة حالة من “التعلق بنجاح قديم ومحاولة لتذكير الناس بأنه قدم شيئاً ناجحاً في يوم من الأيام”.
وأضافت “ماجدة” لـ”العين الإخبارية” أن إعادة تقديم النجم لعمل قديم هو في حد ذاته “مؤشر سلبي يُظهر عدم قدرته على تقديم شيء جديد”.
الظروف تغيّرت
وأشارت إلى أن الظروف التي ساهمت في نجاح العمل المعاد استنساخه سابقاً تغيّرت، موضحة: “كل زمن له نجومه. الدنيا تغيّرت وأذواق الناس كذلك. الجمهور الذي رحّب بجيل منذ 20 عاماً تغيّر في الوقت الراهن”.
على المنوال نفسه، أكدت الناقدة المصرية خيرية البشلاوي، في حديثها مع “العين الإخبارية”، فكرة تغيّر الظروف التي ساهمت في نجاح النسخ الأولى من الأعمال السينمائية القديمة: “المناخ الفني والثقافي ونماذج العمل نفسها اختلفت. إذا حاول الفنان استنساخ الفكرة والشخصيات مجدداً سيواجه فشلاً ذريعاً”.
إفلاس فني
أردفت “ماجدة” أن نجاح الأفلام المعاد إنتاجها “غير مضمون”، مشددةً على فكرة “تغير المزاج العام”: “ما كان يضحك الناس منذ 20 عاماً يختلف عما يمكن أن يضحكهم في الفترة الحالية”.
وعن الفنانين الذين سلكوا هذا الطريق، قالت “ماجدة”: “هؤلاء نجوميتهم حُرقت، بما يجعلهم يتمسكون بالماضي أو يتعلقون بأي قشّة”.
ووصفت الناقدة خيرية البشلاوي هذا الوضع بأنه “إفلاس فني”: “هم يظنون أن النجاح بإمكانه أن يُستثمر، لكن ضمان هذا الأمر يمكن تحقيقه بشروط صعبة، فالصناعة تعاني ومنافذ المشاهدة اتسعت بشكل يحتاج إلى مجهود مضن لجذب اهتمام الجمهور”.
وتابعت “خيرية”: “هل لدى هؤلاء النجوم خبرة أو قدرة على تصور أن الإفلاس يمكن يواجه بالنجاح؟ هل هم مفلسون جدًا ومضطرون إلى إعادة النظر في أعمالهم القديمة والعودة إليها؟”.
وأرجعت “خيرية” ما وصفته بـ”الإفلاس الفني” إلى “استهانة النجم بالجمهور والمناخ الثقافي السائد، واستهانته بالصناعة الفنية من سينما ودراما.. هذه الحالة ناجمة عن عدم الوعي بأن تجربة الاستنساخ بها مغامرة وحسابات خاصة. فشل هذه التجربة يكون مضاعفاً، فالنجم هنا (يحرق روحه)”.
كيف يجدد النجم نجاحه؟
من جانبها، قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن هؤلاء النجوم لم يجدوا قصصاً ولا كتّاب سيناريو يقدمون لهم أفكاراً أكثر حداثة، ترتبط بالعصر الحالي، متسائلة: “لماذا لا يرتبطون بقصص من الحياة الواقعية؟ الشارع والصحف ومواقع التواصل تقدم لنا قصصاً لم تحدث من قبل”.
وحتى يجدد النجم نفسه بعيداً عن نجاحاته السابقة، قالت “ماجدة” لـ”العين الإخبارية” إنه يجب عليه أن يكون مرتبطاً بزمانه وعصره، ويتحدث للأجيال الجديدة، والبحث عن قصة قريبة من الناس.
وأضافت: “فكرة التكرار بالإمكان أن تسدل الستار عليه وسيكون وداعاً غير لائق لفنان اجتهد وعمل. هو لم يُتعب نفسه لرؤية هذا الزمن ولم يحاول أن يقرأ، الكتاب الشباب والاطلاع على الروايات الجديدة وهو حل يمكن من خلاله أن يقدم قصصاً جديدة أيضاً”.
أفلام من المقرر إعادة تقديمها
في السنوات الأخيرة، أعلن عدد من المؤلفين والنجوم، استعدادهم لتقديم جزء جديد من عمل سينمائي سبق وأن قدموه.
صعيدي في الجامعة الأمريكية 2
ويُعد فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” من أبرز الأعمال التي جرى الحديث عن وجود نية لإنتاج جزء ثان منها، وهو ما أكد عليه السيناريست جمال العدل في تصريحات لوسائل إعلام محلية، في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال “العدل” إنه يعمل منذ فترة على كتابة سيناريو الجزء الثاني، موضحًا أن من المقرر بدء تصوير العمل في العام المقبل، عقب الانتهاء من التعاقد مع النجوم المشاركين.
ويعتبر فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” أحد أشهر وأنجح أفلام النجم المصري محمد هنيدي، والذي عاونه في بطولته كل من أحمد السقا، وطارق لطفي، ومنى زكي، وغادة عادل، وفتحي عبدالوهاب، وغيرهم الكثير، وجرى عرضه في دور العرض السينمائي عام 1998.
غبي منه فيه 2
في مناسبات عدة، أكد الفنان المصري هاني رمزي اعتزامه تقديم جزء ثان من فيلم “غبي منه فيه”، الذي سبق وأن قدمه في عام 2004.
وزعم “رمزي” أن النجمين الراحلين حسن حسني وطلعت زكريا، اللذين شاركاه البطولة، أوصيا بتنفيذ هذه الخطوة، التي بدورها تأخرت حتى كتابة هذه السطور، لعدم إعجاب الفنان المصري بأي من السيناريوهات التي اطلع عليها.
وأكد “رمزي” في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن النجمة نيللي كريم متحمسة لتقديم الجزء الثاني، ونفس الحال بالنسبة للمخرج رامي إمام.
السلم والثعبان 2
سبق وأن أشار المنتج أيمن نجيب، أحد منتجي فيلم “السلم والثعبان” المعروض في عام 2001، إلى الإعداد لجزء ثانٍ، لكن بعض الظروف حالت دون ظهور هذا المشروع إلى النور.
وأكد المنتج، بحسب تصريحات لوسائل إعلام محلية، تواصله مع المخرج طارق العريان لإتمام هذا العمل، إلا أن الجهود توقفت مع عدم العثور على سيناريو جيد.
فيلم “السلم والثعبان” من بطولة النجوم هاني سلامة، وحلا شيحة، وأحمد حلمي، ورجاء الجداوي، وعلا رشدي، وغيرهم الكثير.
عن فيلم “حريم كريم”
يُشار إلى أن فيلم “حريم كريم” من بطولة الفنان مصطفى قمر، وداليا البحيري، وخالد سرحان، وياسمين عبدالعزيز، وإدوارد، وعلا غانم، وطلعت زكريا، وريهام عبدالغفور، وبسمة، وهناء الشوربجي، وغيرهم الكثير.
العمل، الذي جرى عرضه في عام 2005، من تأليف زينب عزيز، وإخراج علي إدريس.
#العين #الإخبارية #تبحث #أسباب #نبش #نجوم #الفن #في #ماضيهم #الناجح
تابعوا Tunisactus على Google News