الغذاء بين التخزين والهدر ومراقبون: المجاعة من مآلات سياسات الانقلاب
يرى مراقبون أن أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية في مصر الآن هو السياسات الفاشلة والإنفاق البذخي على مشاريع لا تغني ولا تسمن من جوع، ومع اندفاع لا يتوقف من عصابة الانقلاب على إيجاد الحلول المالية من خلال الدين والبحث عن الحلول الاقتصادية في أوكار المؤسسات الدولية، وهو ما حدا أخيرا بإعلام الأذرع -من عينة أحمد موسى وعمرو أديب- للحديث عن الإفلاس، وهو ما يمهد لكارثة أو ما ستظهر يكون في الغذاء.
يقول رئيس البنك الدولي إن “أزمة أمن الغذاء قد تستمر عدة أشهر أو حتى العام المقبل، مضيفا أنه يجب العثور على حلول بشكل عاجل لمشكلة تصاعد ضغوط الديون على الدول النامية”.
وطالب في تصريحات صحفية إلى الإفراج عن كميات كبيرة من مخزون الغذاء على مستوى العالم من الممكن أن يساعد في حل أزمة الغذاء.
وقال الكاتب والمحلل السياسي جمال سلطان إن “أكبر نموذج للأزمة التي تعيشها مصر بظل الانقلاب أن الهند عدد سكانها 1500 مليون نسمة ، ومصر عدد سكانها 100 مليون نسمة ، الهند تطعم شعب مصر وتغطي احتياجات مصر من القمح ، والسيسي وحكومته وإعلامه ومشايخه يقولون إن مشكلة اقتصاد مصر سببها زيادة عدد السكان ، وليس فسادهم وجهلهم وإهدارهم الأموال في الحجارة وفشلهم في إدارة اقتصاد البلد ،
وأيد هذا المسعى أن في مصر أكثر من 8 ملايين طفل لديهم أنيميا، بسبب التغذية غير الصحية فيعانون من فقر الدم ونقص التغذية ، حيث ذهبت أموال مصر من خلال الانقلاب للقصور والغواصات وعاصمة البهرجة وطائرات الرئاسة” بحسب مراقبين.
تحذيرات دولية
ومن جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن ملايين العائلات النازحة في شرق إفريقيا ستغرق في براثن الجوع مع تضاؤل الحصص الغذائية بسبب استنفاد الموارد، وذلك بينما يتصارع العالم مع “مزيج سام” من الصراعات والصدمات المناخية و كوفيد_19 إلى جانب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وقال تقرير عن الأمم المتحدة إن “الصراع في أوكرانيا أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية، حيث تأثرت جهود إطعام الملايين في غرب أفريقيا، حيث وصل الجوع إلى أعلى مستوياته خلال 10 سنوات”.
وبحسب منظمة الفاو فإن الجوع الحاد تضاعف أفريقيا بمقدار 4 مرات على مدى السنوات 3 الماضية”.
وقال وزيرة الخزانة الأمريكية إن “الحرب الروسية فاقمت أزمة انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية ، وعلى المعاهد الدولية تعميق استجابتها لمخاطر الجوع في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف إلى الحرب عوامل مثل الصراع وتغير المناخ والركود الاقتصادي وجائحة كورونا ساهمت أيضا في ندرة الغذاء، والحرب فاقمتها.
لسعة جوع
وقال الكاتب والمحلل الاقتصادي مصطفى عبدالسلام إن “الجوع يلسع أمعاء ملايين المواطنين في اليمن وسورية ولبنان ومصر والأردن وتونس والسودان والصومال، ويكوي الفقر والحرمان والتقزم ملايين المواطنين في تونس والمغرب وموريتانيا وغيرها من الدول العربية التي تنتشر بها البطالة والتضخم وغلاء المعيشة جراء تهاوي القدرة الشرائية للمواطن وضعف العملة والزيادات القياسية في الأسعار”.
وعزا من أسباب لسعة الجوع في مصر وعند بعض البلدان العربية إلى أن الجوع يتفاقم عربيا وسط هدر غذائي يتجاوز 48 مليار دولار سنويا، وهو مبلغ لا يكفي فقط لإطعام البطون الخاوية في المنطقة العربية، بل يكفي لملء بطون جياع أفريقيا.
وفي مقال بعنوان “بطون خاوية وهدر غذاء بمليارات الدولارات” نشره على فيسبوك وموقع العربي الجديد، ذكر أن نسبة الفقد والهدر الغذائي في السعودية تصل إلى أكثر من 33%، فيما تبلغ تكلفة هدر الغذاء 40 مليار ريال سنويا، أي ما يزيد على 10 مليارات دولار.
وأضاف أن الهدر في الدقيق والخبز يصل إلى نحو مليون طن سنويا ، في الوقت الذي تصنف فيه المملكة على أنها واحدة من أكبر مستوردي القمح والحبوب في المنطقة، فيما يهدر 557 ألف طن من الأرز، و22 ألف طن من اللحوم، و13 ألف طن من لحوم الإبل، و41 ألف طن من لحوم الأبقار، و444 ألف طن من لحوم الدواجن، فيما تبلغ نسبة الهدر في الأسماك 69 ألف طن سنويا.
بالمقابل، أشار إلى أنه “لو تمت إدارة الفائض الغذائي بشكل جيد، بل وسد جوع أكثر من 3 ملايين فقير يعيشون داخل المملكة”.
ومن جانب آخر، لفت إلى أن كمية الطعام المهدر في قطر بلغت سنويا 1.4 مليون طن، بمعدل 636 كلج للفرد الواحد، كما أن 14% من الغذاء يتم إتلافه ، بسبب مشاكل التخزين أو انتهاء الصلاحية وذلك يعادل 20 مليون كيلو جراما.
وأضاف أن الإمارات تتصدر دول العالم في هدر الطعام وثانيا بعد السعودية خليجيا، وتهدر أكثر من 10 مليارات درهم سنويا، و30% من هذا الهدر يقع في شهر رمضان من كل عام، ويهدر الفرد سنويا 179 كيلوجراما من الطعام.
وتابع، في الكويت يهدر الفرد 95 كيلوغراما من الطعام سنويا، وتهدر الأسر 397.7 ألف طن، وفق مؤشر نفايات الطعام لعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).
وأظهر تقرير مؤشر هدر الأغذية لعام 2021 التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الكويت تهدر 400 ألف طن طعام سنويا بمتوسط 95 كيلوجراما للفرد.
وفي سلطنة عُمان تفيد الإحصائيات بأن قيمة الغذاء المهدر تبلغ 300 مليون دولار سنويا حتى البحرين التي تعاني من أزمات مالية ودين مرتفع يبلغ حجم الهدر اليومي للطعام نحو 400 طن، بما يعادل 146 ألف طن سنويا، وتبلغ قيمة الهدر 95 مليون دينار نحو 251 مليون دولار.
#الغذاء #بين #التخزين #والهدر #ومراقبون #المجاعة #من #مآلات #سياسات #الانقلاب
تابعوا Tunisactus على Google News