الفائز بجائزة الكومار الذهبي الأدبية في تونس يتحدث لـ”العين الإخبارية” عن “الكونبطّا”.. سيرة محارب تناسته كتب التّاريخ
عبر الروائي التونسي عبد الجليل الدايخي عن سعادته بفوز روايته “الكونبطّا” بجائزة الكومار الذهبي لأفضل رواية تونسية ناطقة باللغة العربية.
وجائزة الكومار الذهبي تعد من أبرز الجوائز التونسية المختصة بالأدب تأسست في 1997 تحت إشراف وزارة الثقافة. وتكافئ هذه الجائزة الكتاب والروائيين التونسيين الذين يكتبون باللغتين العربية والفرنسية.
وقال الدايخي في مقابلة مع “العين الإخبارية”، إن الجائزة بالنسبة للكاتب تمثل تتويجا لمسيرته وتضاف في سيرته الأدبية.
واعتبر الدايخي أن رواية “الكونبطّا” هي عمل أكثر احترافية مقارنة بكتبه السابقة لأنه اكتسب حرفة الكتابة واشتغل على التحرير وعلى مسألة ما قبل النشر.
ويرى أن الكتاب كلما انتشر أكثر يضفي سعادة على الكاتب لأن الجوائز ليست المحدد لمدى انتشار الكتاب لأن هناك بعض الروايات متحصلة على جوائز لكنها ليست مشهورة لدى القراء.
وعن روايته كونباطا الفائزة بجائزة الكومار الذهبي، قال الدايخي إن بطل القصة كان شخصية عادية صنعت منه الظروف مناضلا في فترة الاستعمار الفرنسي (1881-1956) وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية التي حطت أوزارها في تونس.
وأكد أنه أراد تناول تلك الفترة الزمنية من تاريخ تونس ودور المناضلين المقاومين “الفلاقة” أدبيا لأنه لم يتم الاشتغال سابقا بالقدر الكافي عنها لا روائيا أو سينمائيا أو مسرحيا حيث ظلت تلك الفترة مخفية في ذاكرة الشعب التونسي.
واعتبر أن الفن بصفة عامة بمختلف أشكاله خذل الذاكرة التونسية خاصة في توثيق تلك الفترة.
وعن جديده الأدبي، قال الدايخي إن قريحة المبدع داخله دفعته لكتابة مخطوط لكتاب خلال فترة كورونا والحجر الصحي لكنه مازال لم ينشر بعد، قائلا إن عنوان أي كتاب لم ينشر بعد يبقى دائما سر الكاتب.
وعن فترة ما بعد سنة 2011 وما عرفته من حرية للتعبير والفكر، قال الروائي إن الساحة الأدبية والفكرية في تونس لم تشهد،غزارة في الكتابات مقارنة بالدول التي شهدت ثورات أو الدول المحبة للكتب، لكنها شهدت نوعا من الفوضى خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والتي يمكن أن تكون فوضى خلاقة.
وأكد أن غزارة الكتابات هي مؤشر صحي على تقدم الأمم، معبرا عن حاجة تونس لغزارة المنتج الأدبي لأن الكاتب هو قارئ بالأساس وتكوينه هي القراءة والمطالعة.
وقال إنه خلال مسابقة الكومار، شارك أكثر من 50 كتابا تونسيا جديدا وهو يدل على ارتفاع في الكم وفي الجودة.
وأوضح أن الكتابة هي ظاهرة صحية تقابلها عودة للقراءة، قائلا إنه في السابق لم تكن المشاركات التونسية في الجوائز المحلية أو العربية كثيفة لكن الآن أصبحنا نلاحظ روايات تونسية حاضرة في جوائز عربية مثل البوكر وكتارا والشارقة.
مشاكل الكاتب
واعتبر الدايخي أن تونس تعاني من مشاكل نشر وتوزيع، نتيجة لارتفاع أسعار الورق ما يجعل سعر الكتاب باهظ الثمن مقارنة بالمقدرة الشرائية للتونسي.
وأضاف أن سعر الإرسال من بلد عربي إلى آخر باهظ أيضا ويكون أغلى من سعر الكتاب بثلاث مرات في حدود 35 دولارا، قائلا إن روايته كونباطا سعرها في تونس 25 دينارا ما يعادل 8 دولارت.
ومضى يقول “في الدول الغربية، يكون سعر إرسال الكتاب رمزيا ويكاد يكون مجانيا لتشجيع حركة الكتاب في بلدانهم”.
واعتبر أن حركة الكتب بين الدول العربية منعدمة ومكلفة.
رواية الكونبطّا
وصدرت رواية الكونبطّا عن دار “مسكيلياني” للنشر والتوزيع، تغوص في سيرة المقاومة التونسية ضد المستعمر الفرنسي في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
وفازت الرواية بجائزة ”الكومار الذهبي“ للرواية لعام 2022، مناصفة مع رواية محمد فطومي ”الأسوياء“، المعلن عنها في حفل يوم السبت الماضي، بالعاصمة تونس.
“الكونبطّا” سيرة المصارع والمحارب الذي تناسته كتب التّاريخ، يخرجها الجدّ الحكواتي من الإهمال والنّكران لنعرف تفاصيل أخرى عن أبطال المقاومة التونسية زمن الاستعمار.
تدور أحداث الرواية في زمن الحرب العالمية الثّانية وصولا إلى زمن الاستقلال وبعده، كومبا أو إبراهيم بن الحاج محمّد يغادر حياة العربدة والمجون ليكون رمزا لمقاومة المستعمر الفرنسي وللثّأر والشّهامة والدفاع عن الأرض والشّرف.
لم يكن كونبا “فلّاقا” يخدم جهة سياسية ما، إنه مقاتل من لأجل الأرض والإنسان والقيم والحرّية، وعندما يصدر قرار إعدامه من القوّات الفرنسية، تخرج البلاد من نفق الاستعمار لتدخل نفقا آخر أشد بؤسا، وإن نجا الكونبطا من الإعدام فإنه لن ينجو بعد ذلك من حماقات بني وطنه في زمن الاستقلال.
عبد الجليل الدايخي، كاتب روائي تونسي مهاجر في ألمانيا. صدر له: “المساء لا يموت في فيينا”، عن دار وليدوف للنشر تونس 2011 وترجمت إلى الألمانية، و”صلاة الطيور” عن دار العين للنشر بمصر 2013، وترجمت أيضا إلى الألمانية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
#الفائز #بجائزة #الكومار #الذهبي #الأدبية #في #تونس #يتحدث #لـالعين #الإخبارية #عن #الكونبطا #سيرة #محارب #تناسته #كتب #التاريخ
تابعوا Tunisactus على Google News