«الفرنكفونية».. 13 عاماً من العمل الإنساني للإمارات | صحيفة الخليج
الشارقة: عثمان حسن
«دولة الإمارات العربية المتحدة والفرنكفونية» هو كتاب للدكتور سالم سهيل النيادي، وهو يدرس مراحل تطور المنظمة الفرنكفونية، وجهود الإمارات تجاه هذه المنظمة، كما يتناول بالشرح، اختصاصات الفرنكفونية ومستقبلها، والأجهزة الرئيسية والفرعية المكونة لها، بما في ذلك أعمال التعاون الفرنكفوني لمصلحة التعليم الأساسي باللغة الفرنسية، وأعمال التعاون الفرنكفوني من أجل السلام والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان.
صدر الكتاب سنة 2022 عن مطبوعات دار النشر (أرابوفوني كوليمسيون) في باريس، وجاء في 566 صفحة من القطع الكبير، وتضمن رسالة من لويز موشيكيوابو الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكفونية، موجهة إلى د. سالم سهيل النيادي، وأشارت من خلالها إلى انضمام الإمارات إلى المنظمة الفرنكفونية عام 2010 بصفة عضو مراقب، لتصبح عضواً مشاركاً في عام 2018.
اشتمل الكتاب على بابين رئيسيين: الأول بعنوان: (المنظمة الدولية الفرنكفونية، نشأتها، تطورها، هيكلها الإداري ومستقبلها) والثاني بعنوان: (دولة الإمارات العربية المتحدة والفرنكفونية)، كما تضمن عدداً كبيراً من المرفقات التي تضم الكثير من اللوائح والمواثيق والأنظمة والأطر والشروط التي تشرح عمل المنظمة، وتحدد استراتيجيتها، وخطط هيئاتها، وقواعد الانضمام تحت مظلتها.
وضم الباب الأول 5 فصول رئيسية؛ هي على الترتيب: «لمحة تاريخية، الآباء المؤسسون والركائز اللغوية للفرنكفونية»، «جيوسياسية الفرنكفونية»، «تاريخ الفرنكفونية»، «اختصاصات الفرنكفونية» و«مستقبل الفرنكفونية».
عرّف الفصل الأول في الباب الأول بالآباء المؤسسين للفرنكفونية، كما حلل المقومات اللغوية التي ترتكز عليها من خلال عرض مفصل للتحديات المتعلقة بالشؤون اللغوية – الاجتماعية، واللغوية – السياسية، كما ركز على على أوضاع اللغة الفرنسية بالاستناد إلى خرائط توضح توزع الناطقين بها حول العالم.
أما الفصل الثاني من هذا الباب، فتناول الناحية الجيوسياسية للمنظمة من خلال التحديد الجغرافي للدول الأعضاء، كما سرد دوافع وأسباب انضمام كل منها لهذه المنظمة، كما تطرق إلى موضوع الاتحادات الجيوثقافية والجيولغوية حول العالم.
وشرح الفصل الثالث تاريخ الفرنكفونية، كما تناول المؤلف بالشرح في هذا الفصل عدة نقاط بينها الفرنكفونية اللغوية والاستعمارية، والفرنكفونية النقابية اعتباراً من عام 1950 ولغاية 1970، وتناول كذلك الفرنكفونية التضامنية والفرنكفونية السياسية، وعملية الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الدور الفاعل على الصعيد الدولي.
واستعرض المؤلف في الفصل الرابع الأجهزة الرئيسية والفرعية للفرنكفونية؛ حيث تم تحديد الهيئات السياسية والمؤسسات الاستشارية، إضافة إلى الشركاء الرئيسيين وأعمال التعاون الفرنكفوني لمصلحة التعليم الأساسي بالفرنسية وأعمال التعاون الفرنكفوني من أجل السلام والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان.
وسلط الفصل الخامس من الباب الأول الضوء على مستقبل الفرنكفونية من خلال دراسة توضح دور المنظمة كلاعب جيوثقافي في ظاهرة العولمة، وتحديد عوامل الجذب في الفرنكفونية وصولاً إلى استعراض يركز على آفاقها.
* عضو مشارك
واشتمل الباب الثاني بدوره على ستة فصول؛ هي: «انضمام الإمارات كعضو مراقب لدى المنظمة الدولية للفرنكفونية»، «طلب ترقية عضوية الإمارات إلى عضو مشارك لدى المنظمة الدولية للفرنكفونية»، «الإمارات المتحدة عضو مشارك في المنظمة الدولية للفرنكفونية»، «مشاركات الدولة في الاجتماعات الفرنكفونية الرسمية بصفتها عضواً مشاركاً»، «كلمات دولة الإمارات في الاجتماعات والفعاليات الفرنكفونية» و«جهود الإمارات العربية المتحدة لدعم اللغة الفرنسية والثقافة الفرنكفونية».
وفي هذه الفصول الستة، قدم المؤلف توثيقاً لخطوات انضمام الإمارات إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية من خلال عدة مباحث واستبيانات، كما استعرض عدداً من القمم والدورات والفعاليات والكلمات التي ألقاها مسؤولون إماراتيون في عدد من القمم والمؤتمرات التي عقدتها المنظمة، كما سلط هذا الباب الضوء على مشاركة المنظمة في إكسبو 2020 دبي للمرة الأولى في تاريخ المنظمة.
* الآباء المؤسسون
جاء في الكتاب تحت عنوان (الآباء المؤسسون): يرجع تاريخ إنشاء المنظمة الدولية للفرنكفونية أو ما يُعرف بمنظمة الدول والحكومات الناطقة بالفرنسية إلى 20 آذار/ مارس من عام 1970، وكان الفضل في هذا المشروع العظيم يعود إلى أربعة رؤساء دول ينحدرون من أصول إفريقية وآسيوية، إضافة إلى مسؤول كبير من مواطني إقليم كيبيك في كندا، وتعد هذه الشخصيات ملهمة لوجود المجتمع الفرنكفوني الذي نعرف اليوم؛ وهم: ليوبولد سيدار سنغور (السنغال) وهاماني ديوري (النيجر) والحبيب بورقيبة (تونس) ونورودوم سيهانوك (كمبودي) وجون مارك لجييه (كيبيك – كندا).
اهتم الكتاب بمشاركة الإمارات في المنظمة الفرنكفونية؛ حيث نقرأ: «تماشياً مع سياسة الانفتاح والتسامح والتعايش التي تنتهجها دولة الإمارات وإيماناً والتزاماً منها بأهمية القيم والمبادئ الإنسانية التي تنادي بها المنظمة الدولية للفرنكفونية عبر العمل المتعدد الأطراف، تقدمت الدولة بطلب رسمي للانضمام لمنظمة الدول الناطقة بالفرنسية كعضو مراقب في عام 2010 وبعد دراسة لطلبات الدول المرشحة كل على حدة والتأكد من استيفاء شروط الانضمام التي نصت عليها قواعد الانضمام للفرنكفونية، تم الإعلان رسمياً عن قبول انضمام الدولة خلال القمة الثالثة عشرة للفرنكفونية التي استضافتها مدينة مونترو بسويسرا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2010، وبذلك أصبحت دولة الإمارات أول دولة خليجية تنضم للمنظمة الدولية للفرنكفونية».
* أرقام ودلالات
يضيء الكتاب على المعنى اللغوي والاصطلاحي للفرنكفونية، كما يشير إلى أرقام وتواريخ ذات دلالة، بعضها له صلة بنشأة المفهوم، وآخر يشير إلى انتشار الفرنكفونية، وتأسيس اتحادات وجمعيات تسعى إلى تعيمم هذا المصطلح ونشره في العالم.
جاء في الكتاب: «إن المعنى اللغوي لكلمة فرانكفوني هو الشخص الناطق بالفرنسية، وعليه، فإن الفرنكفونية هي منظمة دولية تضم الدول والشعوب الناطقة بالفرنسية كلغة رسمية أو كلغة إضافية، ويبلغ عدد الأعضاء 88 دولة وحكومة من بينها 61 دولة وحكومة كعضو و27 منها بصفة مراقب».
ويتناول الكتاب مصطلح الفرنكفونية، الذي يعود إلى الجغرافي الفرنسي أونسيم روكولو (1837 – 1916)؛ حيث عرف هذا المصطلح في عام 1880 بأنه مجموع الأشخاص والبلدان التي تستعمل اللغة الفرنسية في مواضيع متنوعة، وفي عام 1926 أسس مجموعة من المثقفين جمعية لكتّاب اللغة الفرنسية حول العالم، وانطلاقاً من مفهوم الفرنكفونية، تم في عام 1950 إنشاء الاتحاد الدولي للصحافة باللغة الفرنسية.
ولقد تأسست المنظمة الدولية للفرنكفونية بهيكليتها الحالية يوم 20 مارس / آذار 1970 في مدينة نيامي عاصمة النيجر؛ حيث كان هدفها المنشود هو الترويج للغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، وفي هذا الصدد يشير موقع المنظمة إلى أن الفرنكفونية تمثل مجالاً من أكبر المجالات اللغوية العالمية.. فهي ليست مجرد تقاسم لغوي؛ لأنها تعتمد أيضاً على أساس الاشتراك في القيم الإنسانية التي تنقلها اللغة الفرنسية، ويمثل هذان العنصران الركيزتين اللتين تستند عليهما هذه المنظمة.
#الفرنكفونية. #عاما #من #العمل #الإنساني #للإمارات #صحيفة #الخليج
تابعوا Tunisactus على Google News