الفسيفساء.. فن متجذر في فلسطين والأردن منذ العهد البيزنطي
لا تزال مساجد فلسطين والأردن وكنائسهما مزينة بلوحات من الفسيفساء، وهو الفن الذي يمتد تاريخه إلى عصور ما قبل الميلاد، وتعكس تفاصيل تلك اللوحات مراحل تطور هذا الفن الذي تعرض لتأثيرات دينية وسياسية واجتماعية شتى، حتى أصبح ما عليه الآن، فما قصة فن الفسيفساء في الأردن وفلسطين؟
الفسيفساء.. فن ينحدر من العصر الروماني وارتبط بالكنيسة
الدكتور عدنان الشياب نائب عميد كلية الأثار والسياحة في الجامعة الأردنية، والمتخصص في علم الآثار البيزنطية، يسرد لـ«ساسه بوست»، حكاية فن الفسيفساء الذي يعود إلى الفترة الهلنستية في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، حين نُقشت أول لوحة في قلعة «مكاوره» لتعد أقدم أرضية فسيفسائية في العالم.
وبدأ الفن في التطور خلال العهد الروماني، وجرى العثور على قطعتين أو ثلاث قطع فسيفسائية رومانية، لتبدأ مسيرة انتشاره خلال الفترة البيزنطية، وسط الصراع الديني بين الوثنية والمسيحية، لتصبح لتلك اللوحات الفنية حكاية تاريخية حضارية جسدت واقع عهود وديانات وصولًا للإسلام.
ويقول الشياب «إن الفترة الهلنستية اليونانية والرومانية تمثل طبيعة الأشكال الفنية للوحات الفسيفسائية التي تعمدت تصوير الآلهة على شكل منحوتات، ما عكس طبيعة الأفكار الوثنية، وجرت التغيرات على طبيعة ذاك الفن مع بداية نشوء الكنيسة التي جعلت من جدرانها وأرضيتها لوحات من الفسيفساء، والتي شملت رسومات للمسيح ومريم العذراء والقديسين والإنجيل المقدس.
وقد ارتبط واقع فن الفسيفساء بالفكر الديني المسيحي، منذ الفترة البيزنطية في القرن الرابع الميلادي، وبالتحديد منذ عام 324، وهو تاريخ الاعتراف بالمسيحية، وتطور هذا الفن ليصبح عالميًّا منذ القرن السادس الميلادي، وبالتحديد في فترة حكم الإمبراطور جستنيان، وهو من أشهر الأباطرة الذين حكموا بيزنطة وفترة حكمه 527 إلى 565، لتبدأ مرحلة الاهتمام بزخرفة معظم الكنائس المسيحية بالفسيفساء، وعلى رأسها كنائس الأردن وفلسطين التي رصفت أرضيتها بالفسيفساء.
ويروي الشياب أن فن الفسيفساء ارتبط بشكل عضوي ببداية تأسيس الكنائس؛ إذ تجسد أقدم كنيستين في العالم (المهد والقيامة) بفلسطين، التاريخ الذي مرت بها الكنيسة خلال حقبة الإمبراطور قسطنطين الذي يعد من أشهر السياسيين عبر العصور، لنجاحه في حل الصراع القائم آنذاك بين المسيحية والوثنية عبر الاعتراف بالأولى، لتظهر لوحات الفسيفساء المنقوشة بكنيسة المهد مكان ولادة المسيح.
تراث الفسيفساء في فلسطين
ويشير المتخصص في علم الآثار، إلى اكتشاف أرضية فسيفسائية تعود إلى القرن السادس الميلادي، تحتوي على أقدم خريطة فسيفسائية في العالم، إذ تحتوي على أربعة بلدان مركزها فلسطين التي تشكل محور المنطقة التي يحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الشرق الأردن (الصحراء الأردنية)، ويحدها من الجنوب مصر (نهر النيل)، ويحدها من الشمال لبنان، لذلك مثلت بطريقة تبرز كل منطقة منها.
ولفت الشياب إلى وجود 157 نصًّا كتابيًّا (أسماء ونصوص مأخوذة من الإنجيل وأسماء مدن والأسباط) وهي وثيقة جغرافية مهمة جدًّا خصوصًا عندما نتحدث عن فلسطين (وثقت أسماء المدن الفلسطينية) القدس والخليل وبيت لحم والناصرة من وسط وجنوب فلسطين ومناطق من شمال فلسطين.
الأمويون يتوارثون فن الفسيفساء
يذكر الشياب أن المعالم الإسلامية التي شيدت خلال الفترة الأموية ارتبطت أيضًا بفن الفسيفساء، ومن تلك المعالم المقدسة مسجد قبة الصخرة والمسجد الأموي وقصر هشام، إذ إن بلاد الشام كانت معقلًا للديانة المسيحية، وحين جاءت الفتوحات الإسلامية إليها في النصف الأول من القرن السابع الميلادي كانت البلاد متشبعة تمامًا بالثقافة والفنون المسيحية، ومن هنا تسرب فن الفسيفساء إلى العمارة الأموية التي اندمج فيها ليصبح …
كانت هذه تفاصيل الفسيفساء.. فن متجذر في فلسطين والأردن منذ العهد البيزنطي نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَر الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الموضوع من مصدره الاساسي.
#الفسيفساء #فن #متجذر #في #فلسطين #والأردن #منذ #العهد #البيزنطي
تابعوا Tunisactus على Google News