القصرين: كتّاب وأكاديميّون وناقدون يدعون إلى الاعتناء بالكتاب..
احتضنت ولاية القصرين، على مضيّ ثلاثة أيّام، ندوات ثقافيّة، بتنظيم نادي القصة، تكريماً للكاتب الراحل محمد رشاد الحمزاوي، الذي ترك للمكتبة الوطنيّة جملة أعمال أدبيّة، وذهب البعض إلى تسميته بأب السّرد في تونس، لما تركه من أثر في الساحة الثقافية، في ستينات القرن الماضي.
وكانت هذه الندوات مجالاً للحديث حول واقع الكتاب في تونس آفاقه.
مقاومة “الفنّ الهابط” يمرّ عبر عناية فعلية بالمطالعة
يقول الكاتب والنّاشر والباحث ورئيس نادي القصّة سمير بن علي مسعودي، في تصريحه لموزاييك، حول أزمة الكتاب في تونس “إنّنا بصدد مقاومة ثقافة ‘علي شورب’ و’هشّك بشّك”، وفق تعبيره.
ويشير في تصريحه لموزاييك، إلى أنّ تونس، قد عانت فيما قبل مما اعتبره سطوة “الفنّ الهابط”، في عشرينات القرن الماضي، لكنّها أنتجت، بعد ذلك، الطاهر الحداد وأبو القاسم الشابي والطاهر بن عاشور.
وشدّد على دور الثقافة والكتاب لمقارعة الانتكاسة، والتي ستتبعها فيها السياسة، وفق تقديره.
ولفت إلى دور الإعلام في مقاومة ذائقة منتشرة، اعتبرَها “تأخذ إلى الهاوية”.
واعتبر المسعودي اقتحام العالم الافتراضيّ والدعاية الرقمية من الناشر والكاتب، أهمّ الحلول للارتقاء بالكتاب.
وطالب بضرورة إعادة المطالعة للمدارس بامتحانات تشجع على اقتناء الكتاب وترسيخ ثقافة المكتبة، حسب تقديره
واختتم بالإشارة إلى أهمية تحويل الكتاب إلى مسألة استراتيجية وطنية، للارتقاء به، وإخراجه من أزماته.
جائحة ثقافية
بدوره، أكّد الكاتب والباحث الجامعي رضا بن صالح وجود أزمة هيكلية وإدارية لدى وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي التي لا تولي للمطالعة دورها، وفق تصريحه.
وشدّد على ضرورة تقييم المطالعة بامتحان وعدد، في البرامج التعليمية، لمعالجة هذا الإشكال.
واعتبر بن صالح أنّ الثقافة تعيش على وقع جائحة نفسية، بسبب انتشار وسائل التواصل التي تكاد تغيّب الكتاب وتلغيه من سياقها، وفق تقديره.
ودعا إلى توظيف المحامل الجديدة لتسويق الكتاب، في عمل مشترك بين الكاتب والمنصّات، لتقليص حدة أزمة الكتاب في تونس.
“”فنّان الغَلبة”.. على رأي الدوعاجي”
من جانبه، أشار الباحث والكاتب علي العمري إلى إشكاليات من نوع آخر، يعاني منها الكاتب والكتاب، خصوصا مع البعد عن المركز الذي يعسّر من مهمة الولوج إلى سوق وصناعة الكتاب.
وفي انتقاده لوضع الكتاب في هذه الفترة يقول العمري “الكتاب هامشي مقارنة ببقية المنتوج الثقاقي، وهو يوجد أسفل السلم، خصوصا مع تلكؤ السلطة الثقافية والسياسية لمعالجة القطاع”، وكأننا نتحدث عن “فنان الغلبة”، منذ زمن علي الدوعاجي”.
وأوضّح العمري إشكالية غياب النصوص القانونية المنظمة للعلاقة بين الكاتب والناشر والموزع، مما جعل من الكاتب الخاسر الأكبر، وفق تعبيره.
ودعا إلى ضرورة وضع الكاتب والكتاب ضمن أوليات السلطة من أجل مقارعة أزمات النشر والكتاب.
برهان اليحياوي
#القصرين #كتاب #وأكاديميون #وناقدون #يدعون #إلى #الاعتناء #بالكتاب.
تابعوا Tunisactus على Google News