القطريّون وَعَدوا بتنظيم أبهر بطولة فنيّاً ومجتمعيّاً..(المدى) ضيفةٌ المونديال التاريخي.. رصدت ووثّقت تحضيرات إرث الأجيال
ستصبح الدوحة بعد 72 يوماً، عاصمة عالم كرة القدم، وواحدة من المُدن الكبيرة في ذاكرة الفيفا، لما قدّمتهُ من منشآت عملاقة وتحضيرات فاقت التصوّرات التقنيّة والتشغيليّة، ومحطّات اختباريّة شكّلت قمّة التحدّيات للجنة العليا للمشاريع والإرث التي أخذت على عاتقها بموجب القرار الأميري رقم 27 لسنة 2011 تحقيق أفضل الظروف الملائمة لتنظيم وإنجاز كأس العالم 2022، بما يعزِّز خُطط التنمية الشاملة في دولة قطر، وفي جميع المجالات، ويؤدّي إلى إيجاد إرث لدولة قطر يمتدُّ بعد البطولة وعبر الأجيال.
دعوة الإعلاميين العرب
مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب دعتهم لجنة المشاريع والإرث القطرية للفترة من السادس الى العاشر من أيلول 2022 في زيارات متعدّدة الأهداف أبرزها تفقّد منشآت المونديال وتغطية الحفل الخاص بمباراة كأس سوبر لوسيل التي جمعت ناديي الهلال السعودي بطل الدوري السعودي للمحترفين ونادي الزمالك للألعاب الرياضية بطل الدوري المصري الممتاز يوم التاسع من أيلول الجاري في ملعب (لوسيل) الذي سيشهد في الثامن عشر من كانون الأول المباراة النهائية لكأس العالم 2022 وهو تكريم كبير بحدّ ذاته لناديين عربيين عريقين بتاريخهما ونجومهما وألقابهما وجمهورهما.
حرصت اللجنة الإعلامية في لجنة المشاريع والإرث القطرية على زيارة الإعلاميين العرب الضيوف للمنشآت المُعدّة لكأس العالم، وخصّصتْ جانباً كبيراً منه للاطلاع على أحّد مواقع البطولة المُنجزة والمُهيَّاً لفتح أبوابه في العشرين من تشرين الثاني المقبل، وتوجّهت بهم ظهيرة يوم الأربعاء السابع من أيلول الجاري نحو ملعب (974) المونديالي السابع الذي أنتهت أعمال البناء فيه يوم السبت العشرين من تشرين الثاني عام 2021 وأصبح جاهزاً لاحتضان منافسات البطولة.
العطوان : ملعب ( 974 ) استوفى التأهيل
كان في استقبال الإعلاميين محمد العطوان مدير مشروع ملعب (974) للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، الذي أكّد أن جاهزيّة الملعب لتضييف مباريات المونديال 2022 استوفتْ جميع متطلّبات التأهيل عطفاً على الإنجاز الذي شهدتهُ بطولة كأس العرب 2021 تحت مظلّة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقال في تصريح رسمي أجاب فيه على أسئلة الزملاء :”أن خدمة التكييف مستمرّة في الملاعب الثمانية لخدمة الإرث والدوري المحلي والبطولات القادمة، فالاستدامة مشروعنا في هذا الملعب المؤقّت الذي سيتم استخدامة في الفترة الشتوية المقبلة، ثم يُفكّك ويُنقل الى دولة أخرى، ولدينا نفس الإمكانية لبناء منشأة أخرى بسعة 40 الف متفرّج في موقع آخر أو بناء عدّة منشآت بسعة 20 آلف متفرّج أو إعادة تدوير العناصر الموجودة كهيكل حديدي يزن 30 الف طن مُمكن إعادة استغلاله لأية إنشاءات مستقبليّة”.
وذكر “تمّتْ تسمية الملعب بـ (974) كونه يمثّل رمز الاتصال الدولي الخاص بدولة قطر، وأيضاً لكونه يحتوي على (974) حاوية اعتُمِدت لبناء الملعب، ويُمكن أيضاً استخدامها كمكاتب لموقع إداري بعد تفكيكها، ومُمكِن دمج ثلاث حاويات واستخدامها في الحدائق العامة على سبيل المثال لخدمة سكّان المنطقة، أي ما يدوم إرثه لمنفعة الأجيال”.
وعلّق العطوان حول ما لفتت اليه (المدى) بشأن عدم اكتمال المساحات الخارجية القريبة من الملعب، بقوله “تم تطوير تلك المساحات لخدمة البطولة، وعدم إنشائها بشكل دائم، وتم الاعتماد على الهياكل المؤقّتة والسور الأمني والبوّابات، إذ تم تجريب الملعب في منافسات كأس العرب 2021 بنفس خُطط كأس العالم التشغيليّة، وتم إضافة بعض التحسينات بحكم الدروس التي استفدنا منها خلال منافسات العرب ومتطلّبات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تخدم عمليّات المونديال مثل مراكز التصاريح والتذاكر”.
وتابع “بحكم موقع الملعب في منطقة (راس ابو عبود) التي كانت تشغله مؤسّسة (قطر للبترول) سابقاً تم الإبقاء على بعض المباني التي استُخدمت في وقتها، وإعادة استخدامها حالياً، مثل الإدارة التقنيّة”.
وكشف العطوان “تم إقامة أكثر من ورشة عام 2010 وما تلاه بالتنسيق مع استشاري التصميم والمقاول المُكلّف من قبل اللجنة العليا، وتأكّدنا من سلامة تصميم ملعب (974) ومطابقته كافة المواصافات العالمية، سيّما أن الحديد المستخدم فيه مقاوم للصدأ مُراعاة لقرب المنشأة من البحر، ومعروف تأثير العوامل الطبيعيّة على الهيكل الحديدي”.
وذكر “نجحنا بتجربة الملعب في ثلاث مباريات بكأس العرب مع حضور جماهيري فاق الـ 35 الف متفرّج، لمتابعة لقاءات مصر وتونس في نصف النهائي، ومصر وقطر لتحديد المركزين الثالث والرابع ومصر والسودان في ثاني مباريات مجموعتهما الرابعة، ولم نواجه أية مشاكل، وكانت الجماهير متحمّسة بشدّة وتقفز على أرضية مدرّجاته بقوّة، وصدى أصوات القفزات أقوى من صداها في مدرجات الملاعب الأخرى”.
وأنهى العطوان تصريحه “لا توجد أيّة سلبيّات ناجمة عن إقامة بطولة كأس العرب في ملعب (974) علماً تم تجربة ستة ملاعب من أصل ثمانية، وعُدَّ ملعب (البيت) أكثر من تمّ تجربة الخُطط التشغيليّة فيه، ومن المتوقّع أن يزور الدوحة مليون مشجّع طوال فترة البطولة، وكلّنا ثقة أن منشآت المونديال حاضرة في الموعد وسنُبيّض وجوه العرب بإقتدار إن شاء الله”.
امتياز بطاقة (هيَّا)
وكعادة اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، في مفاجآتها السارّة لمتابعي أخبار أوّل مونديال في منطقة الشرق الأوسط، بشّرت اللجنة مقتنيي بطاقة (هيَّا) وتذاكر مباريات كأس العالم بامتياز السماح لهم باصطحاب ثلاثة مشجّعين بالبطاقة ذاتها من دون أن يقطعوا التذاكر للتواجد في الدوحة بمقابل رسوم الحدّ الأدنى للدخول الى الملاعب ويعفى منها من يبلغ عمره 12 عاماً فما دون، ويمكن لمن يقتني بطاقة (هيَّا) أن يحجز من خلال منصّتها مكان إقامته عبر المنافذ الخاصة بإسكان مشجّعي المونديال.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه ثلاثة من رجالات اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية في ملعب (لوسيل) ظهيرة يوم الخميس الثامن من أيلول الجاري، وحضرته (المدى) تناولوا فيه كلّ ما يدور من تساؤلات إعلاميين قطريين وعرب وأجانب حول الاستعدادات القطرية لما تبقّى من مدّة قُبيل انطلاق النسخة الأميز في تاريخ كأس العالم 2022.
المهندس ياسر الجمال، مدير عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أكد في المؤتمر “أن تجربة الفعّاليات المُصاحبة للبطولة وخاصّة تلك التي تتعلّق بالجمهور في منطقة المُشجّعين أفرزت عن فكرة دعوة ثلاثة اشخاص لحامل بطاقة (هيَّا) وتذكرة البطولة للاستمتاع بأجواء كأس العالم، تشجيعاً لحضور أفراد من أسرته وتفاعلهم مع الحدث من كلّ مُدن العالم، في تجربة مثيرة أطلقنا عليها تسمية (1+3) لم تألفها البطولات سابقاً”.
وأعلن عن “إمكانية استفادة حامل بطاقة هيَّا كتصريح له خلال مدّة وجوده في بطولة كأس العالم، وكذلك تسمح له بالانتقال عبر وسائل النقل العام والمترو مجّاناً أثناء التوّجه أو الخروج من الملعب، ومن دواعي سرورنا أن تطبيق (هيَّا) متداول عالمياً في تجربة مميّزة جداً”.
ولفت الجمال إلى أن “مباراة الهلال السعودي والزمالك المصري للتنافس على كأس سوبر لوسيل هي آخر تجربة تشغيلية للجنتنا لبيان جاهزية تضييف مباريات كأس العالم”.
البروتوكول الصحي
وعلّق الجمال على تساؤل (المدى) بشأن ماهيّة الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر إزاء توافد أعداد كبيرة من المشجّعين من أغلب دول القارّات الست خلال مدة البطولة، سيّما أن العالم انشغل منذ سنتين بواحدة من أخطر الأوبئة في التاريخ (كوفيد -19) ومازال يُهدّده، قائلاً “تعاملت دولة قطر مع جائحة كورونا بشكل إيجابي وفعّال، وضمنت سلامة جميع المواطنين القطرين والمقيمين معهم على أرضنا بشهادة منظّمة الصحة العالمية، ويتم تجديد الاجراءات حسب أنواع الأمراض المُعدية، وآخر بروتوكول صحي لدولة قطر أعلن عنه الأسبوع قبل الماضي، وفيه تسهيل كبير في الاجراءات، وبخصوص مدى شمول بطاقات (هيَّا) الحالة الصحية للزائر كي يُعالج في المستشفيات القطرية، فالدولة المضيّفة للبطولة هي من تتكفّل بمعالجة أيّة حالة طارئة يواجهها الزائر عبر المراكز الصحية المخصّصة أثناء بطولة كأس العالم”.
الفرصة الأخيرة
وبدوره أكد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم، أنَّ “العدد الكلّي لتذاكر كأس العالم المُباعة وصل إلى 2.5 مليون تذكرة خلال الفترتين الأولى والثانية المُحدّدة للشراء، وستكون هناك فرصة أواخر شهر أيلول لمن فاته ذلك لتأمين حضوره المونديال”. وكشف أن “قطر وأمريكا والمكسيك والأرجنتين والسعودية (حسب التوالي) تُعدّ أعلى الدول التي سجّلت أقتناء تذاكر المونديال حتى الآن، ونوّد أن نُذكِّر اصحاب التذاكر بالإسراع في حجز أماكن الإقامة في دولتنا وضرورة التسجيل في بطاقة (هيَّا) للاستفادة من مزاياها أثناء حضورهم إلى البطولة”.
دولة الأمن والأمان
وكان المتحدّث الثالث في المؤتمر العقيد جاسم السيد، ممثل لجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم، حيث أكد أنَّ “دولة قطر تتمتّع بالأمن والأمان، وتقف في صدارة دول الشرق الأوسط من ناحية نسبة الأمن والسلامة العامة والشخصية” مبيّناً “أنَّ بطاقة (هيَّا) تُعتمد كتصريح وحيد يخوِّل المُشجّع دخول دولة قطر لحضور كأس العالم في رحلة مُيسّرة من منفذيها الجوّي والبري”.
مسك الختام .. هلالي
كان مسك ختام زيارة الإعلاميين العرب للعاصمة القطرية، حضورهم مباراة كأس سوبر لوسيل مساء أول أمس الجمعة التاسع من أيلول الجاري، وسط حضور جماهيري كبير بلغ 80 الف مشجّع غصّت بهم مدرّجات ملعب (لوسيل) المونديالي الذي شهد آخر عمليّات التشغيل للتحقّق من الجاهزيّة، وتمكّن الهلال السعودي من حسم اللقاء عبر ركلات الجزاء الترجيحية (4-1) عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1-1) حيث أفتتح الهلال التسجيل عبر النيجيري أوديون إيجالو (د18) وحقق أحمد سيد التعادل للزمالك (د33). نجح أوديون إيجالو وسالم الدوسري ولوسيانو فييتو وأندريه كاريو في تسجيل ركلات الترجيح ووحده محمد أشرف نجح من الزمالك، فيما اخفق زميليه أحمد سيد ومحمود حمدي.
وشهدت المباراة ندّية متكافِئة بين الفريقين، وضياع فرص مُهمّة كادت أن تقلب الطاولة خلال الدقائق 90 وتُنهي المباراة قُبيل اللجوء الى ركلات الترجيح.
وفي المُحصّلة قدّم الهلال والزمالك العرض الفنّي المُشرِّف للكرة العربيّة في واحدة من أجمل ليالي الدوحة وهي تُدشّن رسميّاً ملعب لوسيل قُبيل بدء المعارك الكرويّة الطاحِنة بين قِمم الكرة العالميّة في البطولة الاستثنائيّة.
وسبقت المباراة فقرة فنيّة للفنان عمرو دياب حيث قدّم عدّة أغاني تفاعل معها الجمهور، وزاد من حماسة تلك الفقرة المؤثّرات البصرية الرائعة حول مسرح الحفل، لاسيما أن دياب سَبَق أغانيه بخطاب وجّههُ للجماهير العربية مُنصِفاً فيه كرة القدم ومؤكداً بأنها عنوان بارز من أجل التقارب بين الشعوب.
#القطريون #وعدوا #بتنظيم #أبهر #بطولة #فنيا #ومجتمعيا..المدى #ضيفة #المونديال #التاريخي. #رصدت #ووثقت #تحضيرات #إرث #الأجيال
تابعوا Tunisactus على Google News