- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

القومى للمسرح الكاتب المسرحي يلعـب دور البطولة فى الدورة الرابعة عشرة

- الإعلانات -

في الدورة الثالثة عشر بحث  المهرجان القومى للمسرح من خلال المحور النظري في أصول نشأة المسرح المصري في العصر الحديث في دورة حملت اسم الآباء، وبدأ المحور الفكري بالمسرح عند الفراعنة، بدأ من عند الأسلاف، وشارك الأبناء والأحفاد في الدفاع عن المسرح المصري وريادته في العالم العربي لتكتمل الصورة أمام الجميع، ولم نكن نبحث في الماضي بقدر ما كنا نبحث في المؤثرات والمصادر التى قام عليها فن المسرح في العصر الحديث، وفي الدورة الرابعة عشر يكمل  المهرجان  ما بدأه  حول المسرح المصري المعاصر خلال 150 عامًا في دورة حملت اسم الكاتب المسرحي المصرى.

1  

الكاتب الذي تحمل أعباء كثيرة في سبيل ترسيخ هذا الفن الوليد ليبدأ رحلته في البحث عن الكلمة بالترجمة والاقتباس والتمصير، وأساليب أخري عديدة  وصولاً إلي النص المسرحي في صورته التقليدية، والذي مر أيضًا بمراحل متعددة وصولًا إلي نموذج الكاتب المصري ممثلاً في توفيق الحكيم ونص “أهل الكهف”، والذي سبقه نصوص لإبراهيم رمزى ومن قبل يعقوب صنوع وعبدالله النديم ومحمد جلال عثمان، ولكن هذا النص كان نموذجاً حين قدمته الفرقة القومية في ثلاثينات القرن الماضي، وفي هذا السياق جاءت  محاور هذه الندوة حول الكاتب المسرحي المصري، وكانت اللجنة التى شرفت بأن أكون مقررها  تعي جيداً أن المسرح  في إحدي صوره يعرّف بكونه فناً مزدوجا يقوم علي مكونين هما النص من جهة والعرض الذي يشكّل غائية المسرح من جهة أخري، فاستعان الرواد الأوائل بعشرات النصوص الأجنبية، استعانوا بالمكون الأول وأعادوا إنتاجه مرة أخري من خلال عملية إرسال واستقبال يشترك فيها الممثل المصري والجمهور المصري في فضاء / حاضنة إجتماعية مصرية  تؤثر خصائصها في هذا النص.

  فقد  كان الرواد الأوائل علي قناعة بأن المسرح نشاط تكاملي يتحقق من خلال إتحاد وتناغم مجموعة من العناصر ” مفردات العرض المسرحي” يمثل النص اللغوي الحواري إحداها فقط، وتتضافر جميعها لإنتاج التجربة المسرحية  فاستفادت التجربة المصرية من الثقافة العالمية. فكان عنوان الدورة الكاتب المسرحي المصري، الكتابة المسرحية، الكاتب الذي قام بالترجمة والتمصير والاقتباس وصولاً إلي التأليف الخالص لإنتاج نص مسرحي مصرى هو ناتج التفاعل؛ فكانت البداية بالمسرح الشعري، والمسرح الغنائي والتراجيديا والميلودراما والكوميديا، الأنواع الراسخة التى عرفها المسرح المصري نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ثم الأنواع التى عرفها المسرح المصري بعد يوليو 1952 مثل مسرح المقاومة، ومسرح الواقعية  الاشتراكية، والمسرح ما بعد النكسة وصولاً إلي واقع المسرح في الألفية الثالثة مروراً بالحراك المسرحي في تسعينات القرن الماضي الذي قدم عروضاً مغايرة، الذي أنتج مسرحاً ثائراً ومتمرداً علي المسرح التجارى ناتج السبعينات والثمانينات، ليقف المسرح المستقل في العقد الأخير من القرن العشرين شاهدًا علي الرغبة في التغيير، شاهداً علي قدرة الأجيال الجديدة علي الاختلاف.

  2

الاحتفال بمرورمائة وخمسين عاماً علي ريادة المسرح المصري  لم يكن رداً علي ما تعرض له تاريخ المسرح المصري من تزيف متعمد من البعض  في مهرجان كان أقرب إلي المؤامرة حتى تم حذف خمس وثلاثين عاماً من تاريخه تحت سمع وبصر الجميع ولكن جاء المهرجان القومي ليبعث برسالة للأجيال الجديدة لتعرف عظمة هذه الأمة وتاريخها المشرق لذلك بدأ العام الماضي بنظرة عامة علي هذا التاريخ، ثم جاء الإحتفال بالكاتب المصري ليكون  شعار هذه الدورة وسيكون المخرج المسرحي ختام هذا المشروع، ووفقاً لهذه الرؤية  تم اختيار الكاتب المصري الفرعوني ليكون شعارًا لهذه الدورة، والذي كان ضروريا في  هذا السياق، فلم يكن مجرد  شعار فني أو أدبي ولكن جاء  لتأكيد الاعتزاز بالهوية المصرية بشخصية الحضارة الفرعونية التى تم تأثيمها في سنوات خلت، وكان رد فعل الشعب المصري بكل طبقاته وشرائحه تفاعل مع موكب الموميات، فنحن نعيش لحظة تاريخية تعود فيها الهوية التى تراجعت وتوارت في سنوات سابقة، فكان اختيار شعار الكاتب المصري، هذا الرمز الفرعوني تأكيداً علي الاعتزاز بهذه الهوية.

 3 

  ربما تبدو بعض العناوين المحاور متكررة علي مستوى الشكل مثل محاور التراجيديا والأقتباس والتمصير، ففي العام الماضي ناقش المحور الفكري  ظهور هذه الأنواع بشكل عام، لينناقش في هذه الدورة  النصوص المسرحية المكتوبة،  فعلي سبيل المثال ناقشت الندوة الفكرية العام الماضي المسرح الغنائي، النشأة والتطور … وفي هذه الدورة كان الحديث عن نصوص المسرح الغنائي أي  ما تم  كتابته  للمسرح  من نصوص بدأت بالإقتباس، وانتهت إلي النص المسرح المصري، الذي صعد إلي خشبة المسرح علي أكتاف الشعراء، شعراء الفصحى والعامية. 

ولم يكن  الأمر سهلاً  فقد  تم طرح العديد من التساؤلات في محاولة لتقديم الكتابة المسرحية في 150 عامًا وعلي أي أساس، هل الحقب ؟!،  أو وفقاً للكتَّاب الراسخين أمثال توفيق الحكيم ونعمان عاشور وألفريد فرج وغيرهم  أم ماذا ؟!،  وكان الحل أن يتم تناول هذا الموضوع وفقا للأنواع المسرحية التى كانت راسخة واستمرت سواء ما نتج عن المؤثرات والمصادر الخارجية .. أو ما نتج عن التأليف … منذ 1870 وحتى وقتنا هذا.

 4 

 ما أدهشنى حين وضعت أمامى صورة لمسرح التسعينات، ثم المسرح في العقدين الأول والثاني من الألفية الثالثة هو تراجع أو قل اختفاء  دور الكاتب المسرحي في العرض في عدد كبير من العروض، ففي أحيان كثيرة يتوارى دور الكاتب  لصالح الورش والارتجال، لصالح عروض التعبير الحركي والمسرح الراقص، ومن ناحية أخرى غاب المسرح الشعري تماماً عن المشهد، فقد  تغيرت الذائقة وهجرت الأجيال الجديدة النص الأدبي المكتوب، لصالح كتابة جماعية تعبر عن الأحلام والطموحات أو إلي دراما حركية تخلو من الحوار، وتعتمد علي الصمت، تعتمد علي غضب الجسد !؛  وإذا كان دور المؤلف المسرحي  تراجع في  العقدين الأخيرين لصالح الورش والارتجال، ودون شك لا يمكن تعليق الأسباب علي شماعة ضعف النصوص، ربما النصوص ضعيفة أو بعضها، ربما البعض بعيد عن قضايا اللحظة الراهنة، بعيد عن  قضايا هذا الجيل … ولكن ثمة سبب لا يمكن اغفاله وهو رفض سلطة النص، بما يطرحه من أفكار لدى هذا الجيل، وهذا موضوع يحتاج إلي دراسة عميقة. 

فإذا تأملنا ما تطرحه العروض المسرحية بدءًا من العقد الأول من القرن الواحد والعشرين علي سبيل المثال  سنجد أنها إما تناقش قضايا أو أفكار مستهلكة “الناس اللي في التالت” تأليف أسامة أنور عكاشة  وعروض أخري مثل “الموضوع كبير قوى، أو روايح ، سابع أرض”، وكلها لا تعتمد علي النص رغم وجوده بل علي أهواء ونزوات الممثلين،  أو طرح  موضوع واحد متشابه  عن قهر هذا الجيل ومعاناته … ثم البكاء علي الماضي ورثاء العادات والتقاليد “شباب يجنن
قهوة سادة، بصي، نلتقي بعد الفصل”، وهذا ما تناوله الشباب في العروض التى قدموها قبل 2011،  وهي المسرحيات التى قدمها الشباب سواء في مسرح الدولة أو المستقل ابتعدت عن النص المسرحي المكتوب، ابتعدت عن التسييس الذي يطرح قضايا سياسية عميقة ذات صلة وثيقة بالهم الاجتماعي والاقتصادي كما كان رائجًا، حيث لجأ هولاء إلي صيغ المسرح الشعبي وأساليب  كوميديا النقد الإجتماعي، واستغلال  مساحة الارتجال الكبيرة من خلال مجموعة اللوحات التى يتكون منها العرض والقابلة للحذف والإضافة، وتعديل العرض وفقاً للتغيرات والأحداث الجارية، ليعتمد العرض على التقاط الحدث الاجتماعي الذي يشغل المجتمع مع اعتماد بعضها على الشخصية الفكاهية، وتقريبًا لم يختلف بناء هذه العروض الذي اعتمد على مجموعة من اللوحات التى هي أقرب في تكوينها الفني إلي “النمر” في المسرح الشعبي  التى كان يعتمد فيها الممثل على القدرة البدنية، وخفة اليد، وطلاقة اللسان، ليجمع بين فن الممثل ومهارات الأداء .. “وللحديث بقية “..

 

#القومى #للمسرح #الكاتب #المسرحي #يلعـب #دور #البطولة #فى #الدورة #الرابعة #عشرة

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد