المتحدث باسم “نداء تونس”: لقاء “الغنوشي” مع “أردوغان” لا يوضع إلا في خانة التخابر – العرب والعالم
أكد مُنجى الحرباوى، المتحدث باسم حزب حركة نداء تونس، أن تحركات راشد الغنوشى، زعيم حركة «النهضة» الإخوانية فى تونس، ولقاءه الأخير مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لا يمكن وضعها إلا فى خانة التخابر، وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن «حركة النهضة تعد فى حد ذاتها تنظيماً سرياً فى ظل عدم معرفة حساباتها المالية ولقاءاتها السرية، معتبراً أنها لعبت دوراً رئيسياً من خلال جهازها السرى لتصفية «نداء تونس».
تاريخ زعيم “النهضة” لا يشرف الشعب التونسى
لماذا كل الجدل المثار حول «النهضة» فى الفترة الماضية خصوصاً العلاقة مع تركيا؟
– حركة «النهضة» هى أحد فروع الإخوان، وراشد الغنوشى ما هو إلا ممثل لهذا الفرع فى تونس، والحركة عملت جاهدة على اختراق أجهزة الدولة التونسية، وهذه المرة بطريقة ملتوية استطاعت أن تصعد شيخها «الغنوشى» ليكون رئيساً للبرلمان، وأقل ما يقال عن طريقة وصوله لرئاسة البرلمان أنها تحايل على الشعب والناخب التونسى، لأن «النهضة» ممثلة داخل البرلمان بنحو 18% من عدد الناخبين فقط، وبالتحايل أصبح زعيمها رئيساً للبرلمان.
كيف تم هذا التحايل؟
– تم بشراء أصوات الناخبين وبالخطاب الدينى المنمق والمغلف بالسياسة، وكذلك بالتواطؤ مع بعض الأطراف للوصول إلى سدة البرلمان ونحن نعتبر، وكذلك أنا شخصياً، أن وصول «الغنوشى» لرئاسة البرلمان إهانة للدولة التونسية، إهانة أن يكون مثل «الغنوشى» على رأس البرلمان بما له من تاريخ لا يشرف الدولة ولا يشرف الشعب التونسى.
لكن حركة النهضة تقول إنها أتت بالديمقراطية دوماً، ما ردك؟
– هنا تكمن المشكلة الحقيقية، وهو أن نظام الانتخابات الذى اعتمدت عليه «النهضة» حتى تثبت وجودها دائماً داخل الساحة السياسية هو نظام النسبية، وأكبر البقايا الذى اعتمدت عليه المنظومة الانتخابية فى تونس منذ 2011، ما يمكن «النهضة» من أن تكون من خلال هذا النظام ممثلة دوماً فى البرلمان، ونحن من دعاة تغيير هذا النظام، الذى كان يصلح فى بداية الانتقال الديمقراطى، لكن الآن لم تعد له حاجة، بينما تتشبث به «النهضة»، لأنه يخول لها البقاء فى المشهد السياسى.
كان لديكم تصريحات رافضة بشأن زيارة «الغنوشى» الغامضة إلى تركيا واللقاء مع «أردوغان»، ما الذى يمكن أن توضحه هنا؟
– هذه الزيارة كانت مشبوهة بالأساس، لأنها زيارة غير معلنة، كانت زيارة تفقد وليست دبلوماسية، وفيها إهانة وضرب للدبلوماسية والسيادة التونسية، الزيارة أظهرت التونسيين وكأننا بانتظار من يعطينا دروساً فى الوقوف إلى جانب الدول المجاورة وأشقائنا الليبيين، وكأننا ننتظر من «أردوغان» أن يكون هو المرشد لنا فى كيفية التعامل مع ليبيا، وبالتالى هى إهانة لتونس، ونرفض مثل هذه المعاملات والزيارات، ولو كان يوجد رجل دولة حقيقى فى تونس ومؤسسات سياسية فاعلة كما كانت خلال فترة الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى، لما رأينا هذا الوضع.
حين تأتى الزيارة إلى تركيا عقب اجتماع لمجلس الأمن التونسى الذى ناقش الوضع فى ليبيا وشارك «الغنوشى» فيه، هل ثمة علاقة زمنية بين الزيارة والاجتماع؟
– بالتأكيد هناك علاقة بين الاجتماع والزيارة، لا يوجد سبب يفرض على رئيس مجلس الشعب وعلى المسئول الأول والأكبر فى النظام البرلمانى الذى اتخذته تونس أن يقوم بزيارة مفاجئة خاطفة مباشرة بعض سقوط الحكومة التى اقترحها وكان هو من قدمها، إلا أنه يذهب سريعاً لتبليغ شىء ما أو الحديث حول شىء ما فى نفس الموضوع، وأيضاً الوضع الإقليمى المتفجر، خاصة فى ليبيا الشقيقة، وأن زيارته تمثل مساعدة لـ«أردوغان» فى الهجمة الشرسة على ليبيا، والاعتداء العسكرى على الأشقاء، وأستبعد أن يكون هناك سبب ثان غير هذا السبب.
هل ما تذكره يمكن أن يدخل فى إطار ما يصفه البعض بأنه «تخابر»؟
– يمكن أن يوصف بهذا المعنى القانونى وبالمعنى الدبلوماسى، الدبلوماسية معروفة فى قواعدها وبروتوكولاتها وتنظيماتها، لا يمكن لمسئول سامٍ فى دول ذات سيادة ورئيس برلمان بما يمثله البرلمان للشعب التونسى أن تكون له لقاءات وزيارات مع مسئول أول فى دولة ثانية خارج الأطر الدبلوماسية المعمول بها دولياً، ودون حضور سفير وممثلى البعثات الدبلوماسية بتلك الدول، ودون إعلام البرلمان ودون إعلام رئيس الجمهورية المسئول الأول عن الوضع الخارجى فى تونس، وهذا لن يكون إلا فى خانة التخابر، ولن يكون إلا بهذا التوصيف، على الرغم من أن الغنوشى يحاول جاهداً وحزبه أن يثبتوا أن الزيارة كانت سياسية وحزبية، وحتى لو كانت كذلك وجاءت الزيارة باعتباره رئيساً لحزب سياسى تونسى، فإن اللقاء تم بعيداً عن الدولة، وبالتالى لا يمكن أن يحسب إلا أنه فى إطار تخابر أو ما يشبه التخابر.
قلت إن التنظيم السرى لـ«النهضة» مسئول عن تصفية «نداء تونس»، لماذا؟
– هناك قيادى بالحركة اسمه مصطفى خضر، وهناك اعترافات وأدلة حول عمل «النهضة» على اختراق «نداء تونس» من الداخل، وتوجيه سياسات الحركة نحو تدميرها وضربها من الداخل، وتصعيد بعض الأطراف الضعيفة القريبة منهم، وهذا ثابت بالوثائق والدليل والبرهان، والمسألة حالياً أمام القضاء والبحث القضائى، ونحن لا نتجنى فى هذا الموضوع على الإخوان بقدر ما أن ذلك حقيقة يثبتها القضاء التونسى.
الصورة من المصدر : www.elwatannews.com
مصدر المقال : www.elwatannews.com