- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

المدربة الرياضية زهور قجوان.. تجليات الرياضة المغربية من قلب نواكشوط

فمن مكناس كانت الانطلاقه، بالعاصمة الإسماعيلية ولد وكبر العشق للرياضة، لا سيما التايكواندو الذي تسلل حبه الى زهور عبر أفلام السينما التي كانت تيمتها هذا النوع من الرياضة، وبمكناس أيضا تشبعت بالروح الرياضية التي نهلتها من مدربين وأساتذة يتمتعون بصيت وطني وعالمي، من أمثال الجغم سعيد.

بنادي « النصر » بهذه المدينة، خطت زهور الخطوات الأولى نحو العوالم الغريبة والعجيبة لهذه الرياضة، التي كانت الى وقت قريب بالعالم العربي حكرا على الرجال، مقرة في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أنها لم تكن تدرك سر الارتباط بهذه اللعبة… »ربما القدر » تكتفي بالقول. ومؤكدة في دردشة معها بقلب نواكشوط سر الولوج للقاء زهور، التي تدرب حاليا بالملعب الأولمبي هو « المغربية »، إنه المفتاح السحري الذي يفتح الأبواب الموصدة للملعب، وبترحاب عز نظيره.

ولم يكن عشق اللعبة كافيا للمضي بعيدا في هذا المضمار، تسترسل زهور، فلولا دعم الأسرة، لا سيما الأب، التي كانت لها سندا في التحليق بعيدا عن مكناس، ومعانقة آفاق الرياضة من عاصمة لعاصمة مخبئة في دواخلها « ذخيرة »، كما يحلو لها أن تسميها، تفتح كل باب مغلق، إنها « حب الوطن » الذي يسكنها وتتنفسه كما تتنفس الهواء.

بمكناس إذن عرفت زهور الطريق إلى النوادي الرياضية، وخبرت كل الدروب المؤدية الى التايكواندو، وقادها هذا الى رجالات الرياضة بها، الذين تعلمت منهم أن الرياضة، هي قبل كل شيء أخلاق وتفاني وعطاء وتمثيل مشرف للبلد.

الأخلاق والشواهد والإيمان بخوض غمار المغامرة، بالإضافة الى حب الوطن الذي سكن قلبها، هي « زاد الطريق كالسالك المريد »، تقول المدربة زهور، رحلة قادتها الى عواصم عربية مدربة، وعنوان مغربي تقود إليه البصيرة المتنورة قبل العين المجردة.

تأبطت زهور شواهدها وخبرتها، وشدت الرحال في رحلة طويلة حافلة بالإنجازات والتكريمات، أطولها مدة على الاطلاق محطة نواكشوط التي ألفتها بناسها وترابها، فنما وترعرع هذا العشق لما يقارب ثلاثة عقود.

بنواكشوط تردف « شيء ما جاذب قد لا يدركه الكثيرون، إلا من تماهى مع أجواء هذه العاصمة القريبة إلى وجدان المغاربة، تلقائية وحب وترحاب وكرم يستعصي عن الوصف ».

رحلتها الأولى خارج الوطن للتدريب لم تكن « بالتأكيد »، تقول زهور، « لا بالسهلة ولا بالهينة »، بل « واجهت صعوبات جمة » في التأقلم وبصم بصمتها في مجتمعات، غالبيتها محافظة وعلاقة النساء بالرياضة بها لم تكن، في الغالب، علاقة عادية، بل علاقة حيطة وتردد وأحيانا كثيرة علاقة « تنافر » .

وكان « سلاحي »، تقول زهور، هو المثابرة و »عدم رفع الراية البيضاء والاستسلام ». طرقت المدربة أبوابا كثيرة منها وسائل الإعلام، لتطل وجها مألوفا في البرامج التلفزية وصوتا محببا للرياضة على أمواج الأثير .

دربت زهور بعدد كبير من النوادي العريقة لتنطلق رحلة تدريب النساء من قطر الى نواكشوط مرورا بالعواصم الأخرى السالفة الذكر .

وهنا لم تفت زهور التذكير وب »اعتزاز » أنه وبالرغم من مجهوداتها على المستوى الشخصي ، إلا أن ما « ساعدني كثيرا هو السمعة الطيبة والرائعة للرياضة المغربية على المستويين الإقليمي والدولي، وصيت الرياضيين المغاربة من أمثال نوال المتوكل وسعيد عويطة (…) « .

بنواكشوط لم يختلف الأمر في البدايات، إلا أن العلاقة « الفريدة والمتميزة » التي تربط المغاربة والموريتانيين « سهلت مهمتي بشكل كبير » بعاصمة بلد المليون شاعر، « دربت النساء بعدد من النوادي الرياضية في نواكشوط منها (نادي حمزة الرياضي) ».

وبالرجوع إلى الماضي، ونبشا في الذاكرة، تقول زهور كانت الشابات هن المقبلات على ممارسة الرياضة بنواكشوط ، أما الآن ، وبفضل الوعي بأهمية ممارسة الرياضة صحيا و »جماليا »، تغص القاعة الأولمبية التي تدرب فيها « المغربية » بمختلف الأعمار.

يجمعها الآن عقد عمل مع وزارة الشباب والرياضة عبر اللجنة الأولمبية مدربة للنساء ، حيث أضحت مواعيد حصصها مثار الحديث حتى بين أفراد الجالية المغربية.

وتعتز زهور، التي كرمت من قبل عدة جهات مهتمة بالرياضة بنواكشوط، ب »تغيير نظرة نساء نواكشوط للرياضة، التي ربطت من خلالها علاقات متميزة مع المجتمع الموريتاني ومع جاليات أخرى من خلال تقديم حصص للنساء الدبلوماسيين وعدد من الشخصيات الموريتانية والأجنبية .

تقول زهور إن فترة الحجر الصحي أظهرت مدى الثقة التي تحظى بها الرياضة المغربية ، بحرص عدد من النساء الموريتانيين بمتابعة حصص الرياضة بالمنازل تحت إشرافها، هذا فضلا عن تقديم برامج عبر التلفزيون الموريتاني لمساعدة النساء على عدم الإنقطاع عن الرياضة رغم ظروف الجائحة القاسية .

وأضحت زهور مصدر إلهام، بفضل سمعتها التي بنتها كما تؤكد ب »حزم وجد وغيرة على بلدي »، مصرة على التذكير طيلة الدردشة معها، وعلى مدى ثلاثة عقود من العمل، ومع إلحاح المسؤولين على قطاع الرياضة بموريتانيا، بإشرافها على تدريب مدربات موريتانيات حاملات المشعل .

ونظرا لكل هذا، ولحضورها المتميز وسط الجالية بهذا البلد كذلك، اختارت الجمعية المغربية للوحدة والتضامن بنواكشوط تكريم زهور بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .

عبد الله البشواري نواكشوط

- الإعلانات -

#المدربة #الرياضية #زهور #قجوان #تجليات #الرياضة #المغربية #من #قلب #نواكشوط

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد