المنتجة مارى كوينى.. إحدى أهم رائدات صناعة السينما المصرية
يعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون لدينا منتجون لديهم الحث الفني والقدرة علي الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.
وللدور النسائي في الإنتاج السينمائي أهمية كبيرة، فلدينا ست نماذج نسائية عظيمة هن أول من أنتجن للسينما المصرية “فاطمه رشدي”، “أمينة محمد” خالة الفنانة “أمينة رزق”، “عزيزة أمير”، “بهيجة حافظ”، “آسيا و ماري كوين”، تلك أسماء رائدات الإنتاج السينمائي المصري.
لم يكن الإنتاج النسائي عاديًا بل كان إنتاجًا هامًا، خاصة أن من اقتحم هذا المجال سيدات عربيات، وكانت الصعوبة تكمن أيضا في تقبل ظهور المرأة كممثلة على شاشات السينما التي لم تكن تتناسب مع تقاليد المجتمع في ذلك الوقت، كانت تلك التجربة النسائية شعلة البدء في إنشاء صناعة هامة باتت حديث العالم من خلال نجوم وصناع فن السنيما المصرية.
وأكد المؤرخ الفني محمد شوقي لـ”الدستور” على أهمية دور المنتجين في السينما المصرية خاصة السيدات وقال: إن المنتجة ماري كويني ولدت بضاحية تنورين في لبنان عام 1913 ثم جاءت إلى مصر مع والدتها بعد وفاة والدها، وعملت في مجال الفن بعد أن ساندتها خالتها آسيا داغر.
بدأت ماري كويني العمل في السينما عام 1929 في فيلم “غادة الصحراء” وقامت بالتمثل لأول مرة أمام خالتها آسيا، وكانت في الثانية عشرة ثم عادت مرة أخرى للسينما في 1933 لتعمل مونتيرة في فيلم “عندما تحب المرأة” إخراج أحمد جلال ثم اتجهت للتمثيل والإنتاج مع خالتها آسيا.
بعد زواج ماري كويني من المخرج أحمد جلال شكل الثلاثي آسيا داغر، وماري كويني، وأحمد جلال، جبهة قوية للنهوض بصناعة السينما، وقاموا بتأسيس شركة “اللوتس للإنتاج الفني”.
ولكن لم تستمر الشراكة بينهم كثيرا، وانفصلت عنهم آسيا، ما دفع ماري كويني وأحمد جلال لتكوين شركة مستقلة وإنشاء “استديو جلال” بعد زواجها بعامين، قدما من خلالها أفلامًا أثرت في السينما المصرية، بالتعاون مع زوجها المخرج احمد جلال كما أسست استوديو “جلال” عام 1944 كأول ستوديو لإنتاج الأفلام الملونة، عانت ماري كويني بعد قرارات التأميم في مطلع الستينات، بعدما تم تأميم الاستوديو الخاص بها.
استطاعت كويني أن تنجح مرة أخرى في الإنتاج، كما أنها اكتشفت مخرجين كبار منهم يوسف شاهين الذي أنتجت له مجموعة من الأفلام المهمة مثل: “ابن النيل، وفجر يوم جديد”، ومنهم أيضا حسن الإمام، وإبراهيم عمارة. حصلت ماري كويني على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم “حب من نار” عام 1958، وجائزة مهرجان الهند الدولي عن فيلم “ابن النيل” عام 1951.
الأفلام التي أنتجتها ماري كويني كان أولها “السجينة رقم 17” عام 1949 ثم توالي الإنتاج الفني فيلم “مكتوب على الجبين” عام 1953 و”نساء بلا رجال” في العام نفسه و”قلوب الناس” في سنة 1954 “كنت ملاكا” عام 1947 و”ظلمونى الناس” عام 1950 و”المليونير الفقير” عام 1959 و”أمير الأحلام” عام 1945 و”عودة الغائب” عام 1947 و”بدور” عام 1974 و”أقوى من الأيام” عام 1979، و”إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات” عام 1957 ومن بين الأفلام التي أنتجتها الفيلم الأول لابنها المخرج نادر جلال “غدا يعود الحب” عام 1972، وكان آخر فيلم أنتجته كويني هو “أرزاق يا دنيا” عام 1982 اخراج سمير سيف.
خلال مشوارها الفني نالت ماري كويني عدة جوائز “جائزة الدولة التشجيعية 1958 عن فيلم “حب من نار” بطولة شادية وشكري سرحان وإخراج حسن الإمام بالإضافة الي شهادة تقدير من مهرجان الهند الدولي عن فيلم “ابن النيل” للمخرج يوسف شاهين, كما حصلت عام 1974 علي جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم «بدور» للمخرج نادر جلال.
وفي 25 نوفمبر 2003 رحلت المنتجة ماري كويني عن عمر ناهز 90 عاما، وتركت اسمها ضمن قائمة اهم “رائدات السينما المصرية” وسيبقي اسمها علامة مميزه في تاريخها.
#المنتجة #مارى #كوينى #إحدى #أهم #رائدات #صناعة #السينما #المصرية
تابعوا Tunisactus على Google News